عبدالله العذبة
18-08-2009, 01:44 PM
خمس فوائد لتأجيل الدراسة شهراً
طالعتنا الصحف يوم الأربعاء الماضي بتفاصيل المؤتمر الصحفي الذي عقده الشيخ محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة بالمجلس الأعلى للصحة، وفي الحقيقة لم نفاجأ بالرقم 350 لعدد الإصابات، إذ بعد الصمت الطويل الذي صمته المجلس الأعلى للصحة، وبعد سماعنا أخبار الإصابات بالبلد من أفواه الناس، ومن أقرباء المصابين، ومن المصابين أنفسهم من خلال المنتديات، وبعد معرفتنا -قبل تصريح مدير إدارة الصحة بأيام- أن عدد الحالات المصابة في دولة الكويت الشقيقة قد فاق الـ 400 حالة، ثم تصريحهم قبل تصريح الصحة لدينا بيوم بأن حالاتهم قد قاربت الـ 700 حالة، فإننا توقعنا أن هذا الصمت والتوقف عن تحديث المعلومات لعدد الحالات المصابة للرأي العام ليس مرده لعدم وجود حالات، ولكن لزيادة عددها كثيراً، لذا لم نتفاجأ كثيراً بالرقم حين ذكر، لأنه حينما حجب المجلس الأعلى للصحة معلوماته لم يحجبها الناس المصابون ولا أقرباؤهم ولا الدول المجاورة.
والآن وقد دخل عالمنا وباء اسمه إنفلونزا الخنازير أجارنا الله وإياكم منه، وعافى من ابتلي به، ما الخطط التي أعددناها تحسباً له؟
كما علمنا من المؤتمر الصحفي المذكور أنه لا توجد نية لتأجيل الدراسة، وأنها ستبدأ في موعدها المحدد يوم 27 سبتمبر القادم، وأن الاحتياطات المعدة تتمثل في تدريب الممرضين والممرضات لاكتشاف الحالات المصابة والتعامل معها، وإغلاق الفصل الذي تظهر فيه حالة الإنفلونزا لا قدر الله، وإغلاق المدرسة التي ينتشر فيها، وهو ما طبق في أميركا في بداية ظهور الوباء وانتشاره بين طلاب إحدى المدارس هناك، حيث أغلقت تلك المدرسة وربما العديد من المدارس.
وهذه الإجراءات هي نفسها ما أعلنتها دولة الكويت الشقيقة، ونشكر المجلس الأعلى للصحة لاعتزامه تطبيقها عند الحاجة، ولكن أليس الأكثر جدوى تأجيل الدراسة بأكملها شهراً واحداً فقط لا غير، وهو حل أكثر مناسبة وجدوى من جميع تلك الخطوات مجتمعة، وهو حل أخذت به مدينة مومباي الهندية حين رأت انتشار الوباء في المدينة (والوقاية خير من العلاج) فلماذا ننتظر أن تقع الفأس في الرأس لنجري بعدها في جميع الاتجاهات، ونتحسر على تركنا الحل الأسلم والأوفر وقتاً وجهداً؟ وسأقول لكم لماذا تأجيل الدراسة أفضل من بدئها في وقتها:
أولاً: لأن الوقت سيكون وقت عودة مكثفة من السفر للعاملين في الدولة، ومنهم المعلمون والمعلمات والطلاب والطالبات، واحتمالات قدوم أعداد منهم بالفيروس كبيرة.
ثانياً: لأن الوقت سيكون بعد شهر رمضان الفضيل مباشرة، وهو شهر احتكاك وتقارب جسدي بين الناس في المساجد في صلوات التراويح والقيام، وخاصة عند السجود، وما يحدث فيه من تقارب للأوجه والأنفاس، خاصة وأن الأئمة في الشهر الفضيل يطيلون السجود، كما أن فترة العيد فترة تزاور مكثفة وتقارب بين الناس.
ثالثاً: لأنه سيوفر على معظم مواطني ومقيمي الدولة قلقاً نفسياً وتوتراً عصبياً مرهقاً، حيث سيقضي الآباء والأمهات أيامهم قلقين على فلذات أكبادهم من شر انتشار العدوى في المدارس، ونحن نعلم أن الطلاب والطالبات صغيري السن -وحتى كباره أحياناً- لا يعملون حساباً كالكبار بالابتعاد عن من يستشعرون إصابته بإنفلونزا أو غيرها، بل يستمرون بالحديث واللعب وأوجههم في أوجه بعض، هذا يكح وهذا يعطس، وهذا يعبث بأنفه، وهذا يتحدث ويتطاير رذاذه مع الحديث، إنها الطفولة لا نستطيع أن نجعل منهم أشخاصاً واعين بمخاطر الوباء كالكبار تماماً وإن حاولنا، كما لن يستطيع الممرض أو الممرضة عزل المصاب من الطلاب أو الطالبات إلا بعد ظهور العلامات المصاحبة، وسيكون الطالب حينها قد كح وعطس في أوجه بضعة أنفار من زملاء صفه، وإذا لا قدر الله أصيبوا بالعدوى لن تكون الوقاية بإغلاق صفهم فحسب، لأنهم سينقلونه لعائلاتهم في المنازل التي بها بضعة طلاب آخرين في صفوف أخرى ومدارس أخرى وإلى جيرانهم وأقاربهم الآخرين وهكذا.. هلم جرا.
رابعاً: تأجيل الدراسة سيوفر كذلك التوتر والقلق على موظفي ومعلمي المدارس الذين لا يأمنون على أنفسهم من زملائهم العاملين معهم من جهة، ومن طلابهم من جهة أخرى، حيث سيكون قلقهم ذا حدين، وكذلك سيوفر القلق على طلاب المدارس ممن يفقهون مخاطر الوباء من منتسبي المراحل الإعدادية والثانوية والصفوف الأعلى في المرحلة الابتدائية، خاصة وأن الأهل لا بد وأنهم سيقومون بتحذير أبنائهم من مغبة الاختلاط القريب بالأقران.
وإذا كان الهدف من عدم التصريح بالأعداد المصابة في الفترة الماضية عدم إثارة المخاوف والقلق لدى الشارع القطري فإن تأجيل بدء الدراسة شهراً واحداً فقط أدعى لتهدئة النفوس والمخاوف لدى الناس وجعلهم يبدأون عامهم بثقة أكبر.
خامساً: تأجيل الدراسة شهراً يؤدي إلى اتضاح الأمور أكثر، وإعطاء المصابين العائدين فترة نقاهة وشفاء، وإعطاء الناس بعد شهر رمضان الفضيل فترة تسكين للوباء، فالمصابون به سيظلون في بيوتهم لن يخالطوا أحداً لينقلوه له، وحين تشفى الحالات المصابة ومن سينقل لهم الفيروس من أقربائهم ستكون مرت فترة كافية قبل مزاولة العودة للمدارس من جديد للاحتكاك بالآخرين، وسيكون من أصيب بالمرض ومن نقل له قد شفوا بإذن الله، وستكون الأعداد قد قلت كثيراً قبل مخالطة الطلاب الآخرين عند بدء الدراسة.
نتمنى من وزارة التعليم والمجلس الأعلى للتعليم الأخذ بهذا الاقتراح، وشهر واحد لن يضر الدراسة شيئاً وسيقي الناس من هم عظيم.
بقلم : سهلة آل سعد
sehla.alsaad@yahoo.com
المصدر صحيفة العرب 17-8-09
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=93798&issueNo=601&secId=16
طالعتنا الصحف يوم الأربعاء الماضي بتفاصيل المؤتمر الصحفي الذي عقده الشيخ محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة بالمجلس الأعلى للصحة، وفي الحقيقة لم نفاجأ بالرقم 350 لعدد الإصابات، إذ بعد الصمت الطويل الذي صمته المجلس الأعلى للصحة، وبعد سماعنا أخبار الإصابات بالبلد من أفواه الناس، ومن أقرباء المصابين، ومن المصابين أنفسهم من خلال المنتديات، وبعد معرفتنا -قبل تصريح مدير إدارة الصحة بأيام- أن عدد الحالات المصابة في دولة الكويت الشقيقة قد فاق الـ 400 حالة، ثم تصريحهم قبل تصريح الصحة لدينا بيوم بأن حالاتهم قد قاربت الـ 700 حالة، فإننا توقعنا أن هذا الصمت والتوقف عن تحديث المعلومات لعدد الحالات المصابة للرأي العام ليس مرده لعدم وجود حالات، ولكن لزيادة عددها كثيراً، لذا لم نتفاجأ كثيراً بالرقم حين ذكر، لأنه حينما حجب المجلس الأعلى للصحة معلوماته لم يحجبها الناس المصابون ولا أقرباؤهم ولا الدول المجاورة.
والآن وقد دخل عالمنا وباء اسمه إنفلونزا الخنازير أجارنا الله وإياكم منه، وعافى من ابتلي به، ما الخطط التي أعددناها تحسباً له؟
كما علمنا من المؤتمر الصحفي المذكور أنه لا توجد نية لتأجيل الدراسة، وأنها ستبدأ في موعدها المحدد يوم 27 سبتمبر القادم، وأن الاحتياطات المعدة تتمثل في تدريب الممرضين والممرضات لاكتشاف الحالات المصابة والتعامل معها، وإغلاق الفصل الذي تظهر فيه حالة الإنفلونزا لا قدر الله، وإغلاق المدرسة التي ينتشر فيها، وهو ما طبق في أميركا في بداية ظهور الوباء وانتشاره بين طلاب إحدى المدارس هناك، حيث أغلقت تلك المدرسة وربما العديد من المدارس.
وهذه الإجراءات هي نفسها ما أعلنتها دولة الكويت الشقيقة، ونشكر المجلس الأعلى للصحة لاعتزامه تطبيقها عند الحاجة، ولكن أليس الأكثر جدوى تأجيل الدراسة بأكملها شهراً واحداً فقط لا غير، وهو حل أكثر مناسبة وجدوى من جميع تلك الخطوات مجتمعة، وهو حل أخذت به مدينة مومباي الهندية حين رأت انتشار الوباء في المدينة (والوقاية خير من العلاج) فلماذا ننتظر أن تقع الفأس في الرأس لنجري بعدها في جميع الاتجاهات، ونتحسر على تركنا الحل الأسلم والأوفر وقتاً وجهداً؟ وسأقول لكم لماذا تأجيل الدراسة أفضل من بدئها في وقتها:
أولاً: لأن الوقت سيكون وقت عودة مكثفة من السفر للعاملين في الدولة، ومنهم المعلمون والمعلمات والطلاب والطالبات، واحتمالات قدوم أعداد منهم بالفيروس كبيرة.
ثانياً: لأن الوقت سيكون بعد شهر رمضان الفضيل مباشرة، وهو شهر احتكاك وتقارب جسدي بين الناس في المساجد في صلوات التراويح والقيام، وخاصة عند السجود، وما يحدث فيه من تقارب للأوجه والأنفاس، خاصة وأن الأئمة في الشهر الفضيل يطيلون السجود، كما أن فترة العيد فترة تزاور مكثفة وتقارب بين الناس.
ثالثاً: لأنه سيوفر على معظم مواطني ومقيمي الدولة قلقاً نفسياً وتوتراً عصبياً مرهقاً، حيث سيقضي الآباء والأمهات أيامهم قلقين على فلذات أكبادهم من شر انتشار العدوى في المدارس، ونحن نعلم أن الطلاب والطالبات صغيري السن -وحتى كباره أحياناً- لا يعملون حساباً كالكبار بالابتعاد عن من يستشعرون إصابته بإنفلونزا أو غيرها، بل يستمرون بالحديث واللعب وأوجههم في أوجه بعض، هذا يكح وهذا يعطس، وهذا يعبث بأنفه، وهذا يتحدث ويتطاير رذاذه مع الحديث، إنها الطفولة لا نستطيع أن نجعل منهم أشخاصاً واعين بمخاطر الوباء كالكبار تماماً وإن حاولنا، كما لن يستطيع الممرض أو الممرضة عزل المصاب من الطلاب أو الطالبات إلا بعد ظهور العلامات المصاحبة، وسيكون الطالب حينها قد كح وعطس في أوجه بضعة أنفار من زملاء صفه، وإذا لا قدر الله أصيبوا بالعدوى لن تكون الوقاية بإغلاق صفهم فحسب، لأنهم سينقلونه لعائلاتهم في المنازل التي بها بضعة طلاب آخرين في صفوف أخرى ومدارس أخرى وإلى جيرانهم وأقاربهم الآخرين وهكذا.. هلم جرا.
رابعاً: تأجيل الدراسة سيوفر كذلك التوتر والقلق على موظفي ومعلمي المدارس الذين لا يأمنون على أنفسهم من زملائهم العاملين معهم من جهة، ومن طلابهم من جهة أخرى، حيث سيكون قلقهم ذا حدين، وكذلك سيوفر القلق على طلاب المدارس ممن يفقهون مخاطر الوباء من منتسبي المراحل الإعدادية والثانوية والصفوف الأعلى في المرحلة الابتدائية، خاصة وأن الأهل لا بد وأنهم سيقومون بتحذير أبنائهم من مغبة الاختلاط القريب بالأقران.
وإذا كان الهدف من عدم التصريح بالأعداد المصابة في الفترة الماضية عدم إثارة المخاوف والقلق لدى الشارع القطري فإن تأجيل بدء الدراسة شهراً واحداً فقط أدعى لتهدئة النفوس والمخاوف لدى الناس وجعلهم يبدأون عامهم بثقة أكبر.
خامساً: تأجيل الدراسة شهراً يؤدي إلى اتضاح الأمور أكثر، وإعطاء المصابين العائدين فترة نقاهة وشفاء، وإعطاء الناس بعد شهر رمضان الفضيل فترة تسكين للوباء، فالمصابون به سيظلون في بيوتهم لن يخالطوا أحداً لينقلوه له، وحين تشفى الحالات المصابة ومن سينقل لهم الفيروس من أقربائهم ستكون مرت فترة كافية قبل مزاولة العودة للمدارس من جديد للاحتكاك بالآخرين، وسيكون من أصيب بالمرض ومن نقل له قد شفوا بإذن الله، وستكون الأعداد قد قلت كثيراً قبل مخالطة الطلاب الآخرين عند بدء الدراسة.
نتمنى من وزارة التعليم والمجلس الأعلى للتعليم الأخذ بهذا الاقتراح، وشهر واحد لن يضر الدراسة شيئاً وسيقي الناس من هم عظيم.
بقلم : سهلة آل سعد
sehla.alsaad@yahoo.com
المصدر صحيفة العرب 17-8-09
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=93798&issueNo=601&secId=16