المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغاز القطري .. كيف بدا وكيف تطور؟



QATAR 11
21-08-2009, 05:37 AM
صناعة الغاز القطرية تشهد ازدهارا كبيرا يعود على البلاد بعائدات مجزية

اكتشاف حقل غاز الشمال عام 1971 على مساحة 6000 كيلومتر مربع


بدأت قصة الغاز القطري عندما كانت الحكومة تستخرج النفط من المناطق البحرية الاقليمية القطرية في الخليج العربي من عدة حقول صغيرة متفرقة منذ عقد الستينات من القرن الماضي ولا تزال هذه الحقول تشكل قسما هاما للكميات النفطية القطرية المستخرجة خاصة بعد التطور التكنولوجي الحديث في مجالات الاستكشاف والاستخراج. وتعود البداية لاكتشاف حقل غاز الشمال القطري الشهير والذي يعتبر من اكبر حقول الغاز المنفرد في العالم الى عام 1971 عندما تم اكتشافه على مساحة بحرية تزيد على 6000 كيلومتر مربع وهي نفس المناطق التي يتواجد فيها النفط على أعماق مختلفة. ومع مرور السنين وتطور الكشوفات العلمية أتضح ان حقل غاز الشمال يحتوي على احتياطي يزيد على 900 تريليون قدم مكعب وهو ما يمثل نسبة 20 في المائة من احتياطي الغاز العالمي .. ما وضع دولة قطر في المرتبة الثالثة عالميا من حيث الاحتياطي بعد روسيا الاتحادية وايران. وبفضل التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني امير البلاد المفدى نحو الاستغلال الامثل لثروات قطر الطبيعية وتنفيذا لهذه التوجيهات بذل سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة وفريق العمل في قطر للبترول الجهود المتواصلة التي مكنت دولة قطر من الوصول الى المستوى المتقدم عالميا من خلال الانجازات الهائلة في صناعات الغازالمسال ومختلف الصناعات البترولية الاخرى المرتبطة بها. وهكذا أحتلت دولة قطر المرتبة الاولى عالميا وبجدارة من حيث حجم صناعة الغاز المسال المخطط له ان يصل مع نهاية العام القادم الى حوالي 77 مليون طن متري سنويا من الغاز المسال اضافة الى التوسعات الضخمة في صناعات البتروكيماويات والمشروعات العملاقة لتحويل الغاز الجاف الى سوائل اهمها وقود الديزل النظيف والنفتا وغيرهما من سوائل البترول التجارية.
ومع تزايد أهمية الغاز في الصناعات المحلية بدأت دولة قطر مع نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي الحصول على الغاز من منطقة دخان النفطية من خلال استغلال كميات الغاز المحدودة المصاحبة للنفط للاغراض المنزلية ولتغذية صناعة البتروكيماويات المتواضعة في حينه مثل شركة قطر للاسمدة الكيماوية قافكو ثم ازداد الطلب على الغازالطبيعي بعد تلك الفترة بصورة متدرجة. ومن أجل تلبية هذا الطلب المتزايد وخاصة بعد توسع الصناعات البتروكيماوية بانشاء شركة قطر للبتروكيماويات قابكو رأت قطرللبترول ضرورة تلبية الطلب المتزايد للصناعات البتروكيماوية المحلية من حقل غاز الشمال العملاق فبدأت بتطويرالمرحلة الاولى من هذا الحقل في عام 1987 . وشرعت قطر للبترول في إنشاء مرافق المرحلة الأولى والتي تم تشغيلها بصورة كلية في عام 1991 لتلبية الاستهلاك المحلي الصناعي والمنزلي المتزايد من حقل غاز الشمال من خلال استخراج كميات من الغاز قدرها 800 مليون قدم مكعب يوميا. وكان يقوم مجمع الإنتاج البحري بتسليم هذه الكميات من الغاز الطبيعي إلى مدينة رأس لفان الصناعية عبر انبوب بحري .. وبعد ذلك يتم نقله عبر أنبوب الغاز البري من راس لفان إلى مدينة مسيعيد الصناعية والتي تعتبر أول مدينة صناعية في دولة قطر للبتروكيماويات تعتمد على مادة الايثان الذي يتم فصله من الغاز المستخرج وتكسيره الى الايثلين الذي يعتبر اللقيم الاساسي لصناعاتها اضافة الى تلبية احتياجات الصناعات الاخرى من طاقة الغاز مثل عمليات تكرير النفط الخام وغيرها من الصناعات هناك. وفي عقد التسعينات من القرن الماضي بدأ الطلب العالمي يتزايد على الغاز الطبيعي كوقود نظيف للصناعات الثقيلة مثل انتاج الطاقة الكهربائية وغيرها وخاصة في اليابان وكوريا الجنوبية والهند وكانت قطر للبترول سباقة الى هذه الدول يقودها نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرالطاقة والصناعة بعزيمة واستعداد متواصل. وقد ساعدت عدة عوامل لتحقيق الاهداف المنشودة من حقل غاز الشمال ومن تلك العوامل ان الحقل شكل عاملا مهما في جذب الاستثمارات لمشاريع استخراج الغاز واستغلاله أهمها توفر الغاز بكميات هائلة وفي موقع واحد وفي ظروف مناخية وجغرافية تجعل من السهل استخراجه بتكلفة منخفضة مقارنة بمناطق أخرى في العالم.
واستنادا الى هذه الاحتياطات الضخمة لحقل غاز الشمال والمزايا التي تتوفر للغاز بوصفه مصدراً نظيفاً وآمناً للطاقة يمكن الاعتماد عليه لفترة طويلة وذلك ما تحقق في الاتفاقيات طويلة الامد التي تصل فترة كل منها الى 25 عاما قابلة للتجديد مع العديد من دول العالم المستوردة للغازالقطري المسال والجاف مثل مشروع دولفين الى دولة الامارات. ومن هذه المنطلقات قامت قطر للبترول بجهود لوضع خطة عمل استراتيجية كان في مقدمتها أنشاء اكبر ميناء لشحن الغاز المسال في منطقة رأس لفان ومصانع التسييل وكافة المرافق العملاقة وعلى أحدث المواصفات وبتكاليف مالية تفوق خسمة مليارات دولار لشحن ما يزيد على 77 مليون طن متري سنويا من الغاز المسال بالاضافة الى شحن وتصدير مئات الالاف يوميا من براميل سوائل الغازالمختلفة أهمها المكثفات.

اسطول عملاق :

وحرصا من قطرللبترول على استكمال كل المرافق المتعلقة بصناعة وتجارة الغاز المسال القطري مع العالم جهزت لنفسها اسطولا ضخما من ناقلات الغاز الحديثة والعملاقة بما يزيد على 56 ناقلة تتراوح سعة الناقلة ما بين 260 الف طن متري و140 الف طن متري لنقل الغاز المسال الى اليابان وكوريا الجنوبية والهند واوروبا والولايات المتحدة الامريكية وبعض البلدان الاخرى في الشرق والغرب. ولانتاج حوالي 77 مليون طن متري سنويا من الغاز المسال وحوالي140 الف برميل يوميا من تحويل الغاز الى سوائل مثل انتاج وقود الديزل النظيف والنفتا وغيرهما وانتاج حوالي 20 مليون طن من المنتجات البتروكيماوية سنويا وما يزيد على 800 الف برميل يوميا من المكثفات وتصنيع ما يزيد على 3ر1 مليون طن متري سنويا من الايثلين المستخرج مع الغاز على شكل ايثان وتصدير حوالي ملياري قدم مكعب يوميا من الغاز الجاف الى الامارات عبر مشروع دولفين وانتاج حوالي 4ر1 مليار قدم مكعب من الغاز يوميا لاستهلاك الصناعات القطرية المحلية كل ذلك أدى الى استثمارات هائلة تقارب حوالي 120 مليار دولار حتى عام 2010 . وأدت الارقام آنفة الذكر الى انتاج كميات من الغاز الخام أجماليها 6ر24 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعي لتصنيعه وانتاج هذه الكميات المصنعة وهو ما يعادل انتاج سنوي قدره حوالي 7 تريليون و 527 مليارا و 600 مليون قدم مكعب سنويا من الغاز الطبيعي على افتراض ان الانتاج السنوي يشمل 360 يوما واستبعاد خمسة ايام من السنة دون انتاج لحالات خاصة.
وعلى الرغم من أعلان عدد من المسؤولين في قطرللبترول عن ان هذا الاحتياطي المثبت والقابل للاستخراج لحقل الشمال يبلغ 900 تريليون قدم مكعب .. الا ان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة المح في بعض تصريحاته الى ان احتياطي حقل غاز الشمال يزيد على 900 تريليون قدم مكعب .. معربا عن اعتقاده بان هذا الاحتياطي ربما يزيد عن هذا الرقم.
وفي ظل هذه التطورات الهائلة في صناعة الغاز القطري فمن المرجح ان تصل صادرات الغاز المسال مع نهاية العام الجاري الى حوالي 62 مليون طن متري سنويا بعد ان قفزت في منتصف هذا العام من 31 مليون طن متري الى حوالي 6ر46 مليون طن متري وذلك بعد تشغيل الخطوط المخصصة لبريطانيا وصولا الى الهدف المخطط له وهو 77 مليون طن متري مع نهاية العام القادم 2010 . والجدير بالذكر ان ارتفاع اسعارالنفط خلال السنوات القليلة الماضية أدى الى ارتفاع اسعار الغاز مما كان له اثره الايجابي البالغ في دعم الاقتصاد القطري من مبيعات النفط البالغ انتاجه الان حوالي 850 الف برميل يوميا وانتاج حوالي 31 مليون طن من الغازالمسال سنويا أضافة الى تصدير كميات كبيرة من المكثفات وسوائل الغاز الاخرى.
واستنادا الى جهاز الاحصاء القطري فقد بلغ نصيب الغاز خلال العام الماضي 112 مليارا و612 مليون ريال قطري من مجمل ناتج محلي اجمالي لنفس العام بلغ 365 مليارا و483 مليون ريال مقارنة بناتج محلي اجمالي سنوي في اواخر التسعينات وبداية القرن الجديد كان يتراوح ما بين 37 مليارا و40 مليار ريال قطري. ويرى خبراء الطاقة البترولية ان الانجازات القطرية الهائلة في استخراج وصناعة الغاز المسال كانت لها عدة عوامل أيجابية منها المصداقية القطرية مع الشركاء والالتزامات القطرية الدقيقة بالاتفاقيات المبرمة مع الشركاء سواء كان ذلك في تنفيذ المشاريع أو في مواعيد التسليم لشحنات الغاز الى المشترين في مختلف دول العالم.
ولحسن حظ دولة قطر ان مشاريعها العملاقة في صناعة الغاز المختلفة جاءت في العصر الذهبي لتجارة الطاقة من النفط والغاز الذي ارتفعت خلاله اسعار هذه الطاقة الى اضعافها مما أدى ذلك الى جدوى هذه المشاريع وزيادة القيمة المضافة لها بشكل كبير .. واصبحت هذه المشاريع تدر عائدات كبيرة على كل من المالك والشركاء في هذه المشاريع. وبالعودة الى بداية مشاريع الغاز القطرية في عقد التسعينات من القرن الماضي عندما كانت مثل هذه المشاريع محفوفة بالكثير من أخطار الخسائر وذلك عندما كانت اسعار النفط متدنية لدرجة ان خبراء هذه الصناعة كانوا يحذرون من ان هذه المشاريع سوف تتعرض لاخطار وخسائر فيما لو هبطت اسعارالنفط الى أقل من15 دولارا لبرميل .. الا ان هذا المستوى السعري ذهب الى غير رجعة في العصر الاقتصادي العالمي الجديد الذي يعتبرمستوى سعر برميل النفط بأقل من 60 دولار سعرا منخفضا. ويذكر ان صناعة تسييل الغاز وتحويله الى سوائل كانت في التسعينات من القرن الماضي شبه متخلفة وباهضة التكاليف ولاتنال أي اهتماما عالميا نظرا لضعف الطلب على طاقة الغاز وبالتالي رخص اسعاره .. الا ان حدة الطلب خلال القرن الجديد وخاصة خلال السنوات الاخيرة ساعد على تطوير هذه الصناعة وأدى ذلك الى انخفاض تكاليفها الى نسبة يقدرها الخبر بنسبة تصل الى حوالي 50 في المائة. ويرى خبراء الطاقة البترولية انه من الطبيعي بعد هذه التطورات ان تشهد صناعة الغاز القطرية ازدهارا كبيرا تعود على البلاد وعلى الشركاء بعائدات مجزية مما جعل من دولة قطر تحتل مركزا عالميا متفوقا في صناعة وانتاج الطاقة النظيفة من الغاز الطبيعي الذي يقدم الى عالم اليوم المتحمس الى الحصول على طاقة أقل ضررا وتأثيرا في البيئة التي أصبحت تمثل أهتماما عالميا.

Riku3
22-08-2009, 12:13 PM
ماشاء الله تقرير شامل .

الله يديم الخير والنعمة على قطر واهلها.

السندان
22-08-2009, 07:30 PM
شكرا اخوي qatar11