شلبي
26-08-2009, 01:06 PM
صباحات الدوحة ...
هل أضرتنا موسوعة جينيس؟
بقلم / لطيفة خالد
تابعت كغيري أخبار أسطول كروة الذي حصل أخيرا علي رقمه القياسي كأطول أسطول بري في العالم، ولفت انتباهي عبارة مدير التطوير بالشركة والتي عبر بها عن هدف فكرة الحصول علي الرقم القياسي وأنه بهدف ابراز إمكانات الشركة، والترويج للدور الحضاري لقطر في العالم. ولا اعرف كيف يمكن ان تبرز كثرة الحافلات والتاكسي إمكانات الشركة، بل وكيف يمكن أن يعبر عن أي دور حضاري في بلد صغير ومزدحم ويعاني من إشكاليات في مشاريع الطرق لديه ؟!
ذكرني هذا الحدث بعبارة المفكر الراحل مالك بن نبي حول معني النهضة وأنها تعني البناء وليس التكديس، فالبناء يعني بالنوع والكيفية التي تحدث بها المشاريع، والتكديس يعني بالحجم والطول والعدد بغض النظر عن نوعية الخدمة وكيف يمكن أن تفيد المجتمع والبلد. وربما من المناسب ان نقول ان ماحدث مع كروة وهي شركة حديثة ونامية ليس بدعا بل المتأمل في كثير من مشاريعنا والتغطيات الإعلامية لنهضة البلد يلحظ اتجاها عاما للاهتمام بالكم لن أقول علي حساب الكيف ولكن دون أي اعتبار للكيف في بعض الاحيان.ولا أدل علي اهتمامنا بالكم سوي ذلك الاهتمام الجديد بقيم الموسوعات كموسوعة جينيس التي تختزل التفوق في الجانب الكمي بطريقة متطرفة إذ لا معني أو قيمة لمعاييرها أو أخبارها التي تتكدس في كتبها السنوية علي المستوي الحضاري أو الإنمائي، فقط أطول وأكبر وأكثر. فما القيمة لأطول سندويتش أو أكبر صينية مكرونة إن لم يكن فيها حل لمشاكل الجوع في العالم بل قد تؤدي لتفاقمها بطريقة ما غير مباشرة؟! وما القيمة الحضارية التي يمكن أن يحققها أطول شعر او أطول شعر أو أطول أظفار لصاحب الرقم او لمجتمعه الذي في الاغلب يكون فقيرا ومدقعا، سوي بضعة دولارت قد تحييه حياة مترفة لبعض الوقت ولكنها في النهاية مجرد اخبار غريبة أو ظريفة وأحيانا مقززة !!
انها ثقافة جديدة علي مجتمعنا، إذ لا تعبر عن قيمنا الإسلامية والتي تعلي من شأن النوع والكيف في كل جانب من جوانب حياة المسلم، ففي الصدقة سبق الدرهم الواحد الألف درهم للكيفية التي خرج بها، وفي التنافس كانت نية المؤمن تسبق عمله وليس للكثرة معني بقدر ما للأستمرارية من قيمة عالية عند الله .. وهكذا.وقد كنا فيما سبق نسمع عن موسوعة جينيس وكل ما نفعله أننا نعتبرها محل تندر وظرافة لا غير، وباتت الآن محل تنافس الشركات بل والمدارس للأسف الشديد، و هذا قد يدفع بقيم التكديس والتنافس علي الكم لتترسخ أكثر في أذهان أطفالنا حين ترعاها المؤسسات التربوية أيضا.لست بصدد إفساد فرحة كروة بمنجزها الموسوعي هذا، وإن كان منجزها الحقيقي هو مشروعها الذي لم ير النور بعد بإنشاء مترو انفاق في المستقبل القريب، هذا إن نفذ بطريقة تساهم في تخفيف حدة الزحام وإبراز المظهر الحضاري الحقيقي للبلد، لكننا لا نريد أن يأتي اليوم الذي نبدو فيه كفقاعة تكدست فيها الأشياء بلا هدف يربطها ولا قيمة ترسخها فلا تلبث أن تنفجر بمن وما فيها ونكتشف في النهاية أن كل ما توصلنا إليه من نهضة ما هو إلا ضوضاء وأشياء كثيرة وكبيرة متناثرة لا يجمعها هدف ولاترسخ لأي قيمة حضارية
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=466823&version=1&template_id=168&parent_id=167
هل أضرتنا موسوعة جينيس؟
بقلم / لطيفة خالد
تابعت كغيري أخبار أسطول كروة الذي حصل أخيرا علي رقمه القياسي كأطول أسطول بري في العالم، ولفت انتباهي عبارة مدير التطوير بالشركة والتي عبر بها عن هدف فكرة الحصول علي الرقم القياسي وأنه بهدف ابراز إمكانات الشركة، والترويج للدور الحضاري لقطر في العالم. ولا اعرف كيف يمكن ان تبرز كثرة الحافلات والتاكسي إمكانات الشركة، بل وكيف يمكن أن يعبر عن أي دور حضاري في بلد صغير ومزدحم ويعاني من إشكاليات في مشاريع الطرق لديه ؟!
ذكرني هذا الحدث بعبارة المفكر الراحل مالك بن نبي حول معني النهضة وأنها تعني البناء وليس التكديس، فالبناء يعني بالنوع والكيفية التي تحدث بها المشاريع، والتكديس يعني بالحجم والطول والعدد بغض النظر عن نوعية الخدمة وكيف يمكن أن تفيد المجتمع والبلد. وربما من المناسب ان نقول ان ماحدث مع كروة وهي شركة حديثة ونامية ليس بدعا بل المتأمل في كثير من مشاريعنا والتغطيات الإعلامية لنهضة البلد يلحظ اتجاها عاما للاهتمام بالكم لن أقول علي حساب الكيف ولكن دون أي اعتبار للكيف في بعض الاحيان.ولا أدل علي اهتمامنا بالكم سوي ذلك الاهتمام الجديد بقيم الموسوعات كموسوعة جينيس التي تختزل التفوق في الجانب الكمي بطريقة متطرفة إذ لا معني أو قيمة لمعاييرها أو أخبارها التي تتكدس في كتبها السنوية علي المستوي الحضاري أو الإنمائي، فقط أطول وأكبر وأكثر. فما القيمة لأطول سندويتش أو أكبر صينية مكرونة إن لم يكن فيها حل لمشاكل الجوع في العالم بل قد تؤدي لتفاقمها بطريقة ما غير مباشرة؟! وما القيمة الحضارية التي يمكن أن يحققها أطول شعر او أطول شعر أو أطول أظفار لصاحب الرقم او لمجتمعه الذي في الاغلب يكون فقيرا ومدقعا، سوي بضعة دولارت قد تحييه حياة مترفة لبعض الوقت ولكنها في النهاية مجرد اخبار غريبة أو ظريفة وأحيانا مقززة !!
انها ثقافة جديدة علي مجتمعنا، إذ لا تعبر عن قيمنا الإسلامية والتي تعلي من شأن النوع والكيف في كل جانب من جوانب حياة المسلم، ففي الصدقة سبق الدرهم الواحد الألف درهم للكيفية التي خرج بها، وفي التنافس كانت نية المؤمن تسبق عمله وليس للكثرة معني بقدر ما للأستمرارية من قيمة عالية عند الله .. وهكذا.وقد كنا فيما سبق نسمع عن موسوعة جينيس وكل ما نفعله أننا نعتبرها محل تندر وظرافة لا غير، وباتت الآن محل تنافس الشركات بل والمدارس للأسف الشديد، و هذا قد يدفع بقيم التكديس والتنافس علي الكم لتترسخ أكثر في أذهان أطفالنا حين ترعاها المؤسسات التربوية أيضا.لست بصدد إفساد فرحة كروة بمنجزها الموسوعي هذا، وإن كان منجزها الحقيقي هو مشروعها الذي لم ير النور بعد بإنشاء مترو انفاق في المستقبل القريب، هذا إن نفذ بطريقة تساهم في تخفيف حدة الزحام وإبراز المظهر الحضاري الحقيقي للبلد، لكننا لا نريد أن يأتي اليوم الذي نبدو فيه كفقاعة تكدست فيها الأشياء بلا هدف يربطها ولا قيمة ترسخها فلا تلبث أن تنفجر بمن وما فيها ونكتشف في النهاية أن كل ما توصلنا إليه من نهضة ما هو إلا ضوضاء وأشياء كثيرة وكبيرة متناثرة لا يجمعها هدف ولاترسخ لأي قيمة حضارية
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=466823&version=1&template_id=168&parent_id=167