المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صالح كامل :: // نحتاج لاستقطاع 200 مليار دولار (( للبنك الإسلامي الكبير ))



PoBox
26-08-2009, 03:51 PM
*
*

http://www.aawsat.com/2008/03/31/images/daily1.464876.jpg
*
*

صالح كامل لـ «الشرق الأوسط»:
نحتاج لاستقطاع 200 مليار دولار للبنك الإسلامي الكبير
الشرق الاوسط 25/08/2009

*
*

أفصح صالح كامل، رئيس المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، أن أهم التحديات التي تواجه صناعة المصرفية الإسلامية تكمن في كيفية تقديم «النموذج المصرفي الإسلامي»، بالإضافة إلى صناعة قدر كبير من الفهم بالمصرفية الإسلامية لما يتماشى مع مقاصد الشريعة ومآلات الشريعة وليس فقط ميكانيكية الشريعة، مطالبا أعضاء الهيئات المنوط بها إصدار الفتاوى، أن ينظروا للمقصد من كل آلية ومآل كل آلية، وليست فقط ميكانيكية كل آلية.

وقال كامل في حوار خص به «الشرق الأوسط»: «للأسف الشديد الرقابة الشرعية تكاد تكون مفقودة، حيث تم الاقتصار على هيئات الفتاوى، بينما نحن نحتاج إلى فتاوى إلى جانب رقابة دائمة داخل كل بنك، إذ إن هذا الجانب لم يتم الاهتمام به».

واقترح كامل بضرورة مدقق داخلي شرعي في كل بنك، إضافة إلى إيجاد شركات مراجعة خارجية شرعية، مثل شركات المراجعة المحاسبية، مفصحا أن مجلس البنوك الإسلامية بدأ فعليا بتشجيع هذا المسار ووضع معايير وإجراءات لذلك.


* ما أهمية المؤتمر السادس لمجلس الخدمات المالية الإسلامية وما أهمية انعقاده في سنغافورة؟

- تأتي أهمية هذا المؤتمر من كونه يصدر عن البنوك المركزية للدول الإسلامية ifsb، حيث إن الأخيرة أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، كما تأتي الأهمية لهذا المؤتمر في مشاركة دول أخرى ليست في هذه المنظمة مثل سنغافورة وكوريا والصين وغيرها، أضف إلى ذلك أهمية تنظيم هذا المؤتمر من قبل السلطات الحكومية التي كانت إلى سنوات قريبة لا تعترف بشيء اسمه المصرفية الإسلامية.

أما أهمية انعقاد هذا المؤتمر في سنغافورة فتأتي من إيمان غير المسلمين بالمصرفية الإسلامية، حيث أثبتت لهم الأزمة المالية العالمية أن النظام المصرفي الإسلامي هو الحل. ونحن لا نقول النظام الإسلامي ولنسمه النظام الأخلاقي، لأننا بحاجة ماسة إلى نظام اقتصادي أخلاقي عادل، وبالتالي فاستضافة سنغافورة لفعاليات هذا المؤتمر في ظل هذه الأزمة المالية العالمية التي خيمت على دول العالم لهي دليل قاطع على أن غير المسلمين بدأوا يهتمون ويتفهمون أن قواعد النظام الإسلامي هي الأفضل والأصلح للبشرية جمعاء.

وقد سبق أن مجلس الشيوخ الفرنسي والبابا ورؤساء تحرير العديد من الصحف وآلات الإعلام الغربية اعترفوا بأهمية وجدوى المصرفية الإسلامية، ودعوا لضرورة الاستفادة من القواعد الإسلامية في هذا الصدد، فكانت الأزمة المالية محنة انقلبت لمنحة ربانية للمسلمين، فرب ضارة نافعة.


السعودية: مركز مالي إسلامي



* تحدث الدكتور محمد الجاسر، محافظ مؤسسة النقد السعودي، في مؤتمر البنوك الإسلامية الذي انعقد في سنغافوره قبيل شهرين، عن إيجابية النظام المالي الإسلامي كيف ترى أهمية وانعكاس ذلك على النظام المالي في السعودية؟

- مما لا شك فيه أن السعودية بدأت منذ سنوات بالسماح لبعض الأدوات المالية الإسلامية لتجد حظها في السوق المالي، غير أن محافظ مؤسسة النقد السعودي أبان في هذا المؤتمر شيئا غاية في الأهمية وهو أن المؤسسة ستكون أكثر تشددا في التأكد من إسلامية الأدوات المالية التي تطبق، وهذا سيشجع أكثر على تطوير المصرفية الإسلامية بشكل أكثر. واعتقد أن ما قاله الدكتور محمد الجاسر حينها في المناسبة يحتاج إلى حقيقة لإلقاء الضوء عليه بشكل مفصّل لأهميته، وأعتقد جازما أنه إذا طبّق المحافظ الجاسر ما قاله فستكون السعودية مركزا ماليا إسلاميا عالميا.


* تحدث رئيس بنك التنمية الإسلامي عن البنك الكبير خلال ذات المؤتمر، ما رؤيتكم لأهمية هذا الطرح؟

- يعتبر البنك الكبير أحد مشاريع المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، وكنا قد طرحناه منذ أربع سنوات. وهدفنا إنشاء بنك استثماري ضخم تصل موارده إلى أكثر من 200 مليار دولار، وهذا في ظني ليس بكثير، ذلك أننا سمعنا أن البنوك الإسلامية تنجح في إدارة 650 مليار دولار، ما يعني أننا إذا اقتطعنا 200 مليار دولار لتذهب إلى البنك الجديد وآلياته من صكوك وصناديق استثمارية وأسهم عادية وأسهم إدارة، فهذا يعني أن هناك 200 مليار دولار ستذهب إلى التنمية، ومعناه إيجاد ملايين فرص العمل للعاطلين عن العمل في دول منظمة المؤتمر الإسلامي، ومعناه أيضا الاتجاه صوب الاقتصاد الإسلامي الحقيقي للمشاركة والمضاربة، وبالتالي الخروج عن إطار الأدوات التمويلية التي هي فقط من أساليب المداينة، لكن آلياتها حلال أما مقاصدها ومآلاتها لا تتوافق مع الشريعة الإسلامية.


* الأزمة المالية العالمية أبرزت أهمية المصرفية الإسلامية.. كيف تنظرون إلى ذلك؟

- المصرفية الإسلامية تعتمد على المشاركة في الخطر، وهذه إحدى الركائز المهمة التي أشار إليها الدكتور الجاسر، حيث تعد القاعدة الذهبية في الاقتصاد الإسلامي «الغنم بالغرم». ولو كانت هذه القاعدة مطبقة في نظام العالم المالي، لما حدثت الأزمة المالية العالمية، التي تقوم على رمي الخطر في طرف الآخر والأخير يرميه في طرف آخر وهكذا دواليك، من دون مشاركة في الخطر.


نمو المصرفية الإسلامية

* كيف تنظرون إلى مستقبل المصرفية الإسلامية وتوغلها في أسواق بلاد أخرى غير إسلامية حتى الآن من عمر الاقتصاد العالمي؟

- بعد هذه الأزمة المالية العالمية، أتوقع أنه إذا كانت الصناعة تنمو في السابق بنسبة 20 إلى 30 في المائة، ستنمو الآن إذا استعانت بالمصرفية الإسلامية بنسبة تزيد عن 50 في المائة، كما سيؤمن بها المسلم وغير المسلم، ذلك لأن الاقتصاد الإسلامي لا يفرّق بين الأديان، ولذلك أفضل أن اسميه كما ذكرت سابقا بـ«الاقتصاد الأخلاقي»، أو «اقتصاد العدل»، لأن المسيحية واليهودية لا تسمحان بالربا، ولذلك فالفرصة مواتية للمصرفية الإسلامية أن تتوغل في بلاد غير المسلمين الآن أكثر من أي وقت مضى.


* برأيكم ما أهم التحديات التي تواجه صناعة المصرفية الإسلامية حتى تحقق الاختراق والتغلغل المطلوب في تلك البلاد؟

- في نظري أن أهم التحديات التي تواجه صناعة المصرفية الإسلامية، يكمن في كيفية تقديم النموذج الإسلامي كما ينبغي، وان نكون على قدر كبير من الفهم بالمصرفية الإسلامية لما يتماشى مع مقاصد الشريعة ومآلات الشريعة وليس فقط ميكانيكية الشريعة. وأطالب علماءنا الأجلاء أعضاء الهيئات المنوط بها إصدار الفتاوى، أن ينظروا للمقصد من كل آلية ومآل كل آلية، وليست فقط ميكانيكية كل آلية. إذ إن النظر إلى الميكانيكية فقط يعتبر من الحيل غير المستحبّ استخدامها. وإنما السؤال: هل مقصد العملية يتلاءم مع مقاصد الشريعة؟ هل نتيجة العملية تتلاءم مع مقاصد الشريعة؟ لكن عموما يجب أن تكون الآلية متلائمة مع مقاصد الشريعة.


المجلس العام للبنوك الإسلامية

* بصفتكم رئيس المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية ما أهداف وطموحات ومشاريع هذا المجلس؟


- المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية يضم في عضويته أكثر من 150 بنكا، ما جعل تطلعاته كبيرة، ولذلك يسعى لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، أولها تصحيح المسيرة، وثانيها العمل على انتشار صناعة المصرفية الإسلامية على أكبر رقعة من الأرض، وثالث الأهداف هو العمل على تدريب العاملين في هذه الصناعة، حتى يكونوا مدركين لأهمية ما يعملون، وهم يراقبون أنفسهم ويطورون الصناعة المالية الإسلامية، وإلاّ فلن يكون هناك ما يسمى بالاقتصاد الإسلامي.

أما فيما يتعلق بطريقة تحقيق تلك الأهداف، فهناك وسائل وآليات لتحقيقها، ويأتي على رأسها مشروع البنك الكبير، كذلك الهيئة الرقابية والتصنيف المنوط بها تصنيف كل المنتجات الشرعية الإسلامية لتعلن عما هو مطابق وعما هو غير مطابق، وتخاطب الجمهور، وبالفعل تم تأسيس الهيئة، لكننا نتريث في عملها حتى يحين ويبرز البنك إلى حيز الوجود، ذلك لأنه إذا حرّمت الهيئة شيئا فلا بد أن يكون هناك البديل، وبالتالي يكون سيرهما في خطّ متواز. آراء المسؤولين الغربيين عن المصرفية الإسلامية



* التقيت أنت بعدد من المسؤولين المهتمين بصناعة المصرفية الإسلامية في دول غير إسلامية ما أهم يثير حفيظتهم في هذا الحقل?


- كل من التقيت به من المهتمين بشأن المصرفية الإسلامية، سواء كانوا مهتمين أو مسؤولين في دول غير إسلامية عبر عن إعجابه بها أيما إعجاب، وأكثر ما كان يثير فيهم الإعجاب عملية استبعاد الربا، باعتبار أن النقود لا تنتج النقود، وهذا مذكور كما أسلفت في الديانة المسيحية واليهودية، كما أنه موجود أيضا في القانون الوضعي، وأكثر ما يدلل على حقيقة ما ذهبت إليه المصرفية الإسلامية ما قاله أحد آباء الاقتصاد العالمي بأن أحسن سعر للفائدة هو صفر. فماذا يعني ذلك؟. الآن يكاد يكون هناك إجماع على أنه إذا أريد تنمية حقيقية أن يتم إلغاء تكلفة التمويل ويجب المشاركة في خطر الاستثمار، وهذا جوهر الاقتصاد الإسلامي، ولذلك أرى أن نقاط الاتفاق أكثر من نقاط الاختلاف بكثير، خصوصا لدى العقلاء من الغربيين، أما الطمّاعون الذين يخترعون من الأدوات ما يضمن لهم الكسب ويرمي بالخسارة في حضن الآخر، إنما بذلك هم يرسخون لاقتصاد الطمع، لكن بالتأكيد لا يمكن أن تستمر حياة غير عادلة متعادلة.



* هناك بعض المراقبين يتحدثون عن توقف المصرفية الإسلامية عن إنتاج الجديد من منتجاتها إلى أي مدى هذا الكلام صحيح؟

- لا أعتقد أن ذلك صحيح بأي حال من الأحوال، حيث إن إنتاج منتجات إسلامية جديدة ليست هدفا في حدّ ذاته، وإنما الهدف أن نعمل على إيجاد منتجات تلبي الاحتياجات وطبقا للشريعة، ولا أظن أننا توقفنا عن هذا السبيل، وبالتالي لا يكفى فقط إنتاج منتجات فقط لتشابه أو تجاري المنتجات المصرفية الغربية.



* كذلك هناك حديث عن عملة إسلامية واحدة ما رأيكم في ذلك؟

- هذا هدف عاطفي، وليس عمليا في ظل غياب نظرية نقدية تحكم العالم منذ أن ألغي غطاء الذهب، كذلك غياب صندوق نقد دولي قوي يضع قواعد لإصدار النقد في كل دولة، ويلزم بها، ويكون عنده من وسائل الإلزام أكثر مما عند مجلس الأمن الدولي، لأنه أهم وهو أمر يومي يتعلق بحياة كل العالمين، غير أن للأسف صندوق النقد الدولي لم يكن ذلك في اهتماماته، وليس موجودا أصلا في أهدافه، ما يعني أن هناك حاجة ماسّة لنظرية نقدية تحكم العالم قبل أن نسعى لعملة إسلامية موحدة.



استغلال البنوك الإسلامية

* هنا بعض البنوك الإسلامية لها منتجات تلبسها ثوب الإسلام غير أنها ليست متوافقة مع الشريعة، ما تعليقكم على ذلك؟

- هذه حقيقة مرّة، ولذلك نحن في المجلس العام للبنوك والمؤسسات الإسلامية، أقررنا أن يكون أول أهدافنا تصحيح المسار، لأنه بالفعل هناك من يلبس بعض المنتجات ثوب الإسلام والإسلام منها براء، وكل ما يفعلونه تغيير في الألفاظ، أما المحتوى فهو نفسه والطريقة هي نفسها والنتيجة هي نفسها، ولذلك ذكرت أهمية أن تكون هناك مقاصد وآلية ومآل، لكن ليس كما هو الحال الذي تظهر فيه بأن تكون معظم الآلية تتطابق مع الشريعة، والغالبية تكون مقاصدها ومآلاتها لا تتطابق مع الشريعة.



* هناك عدد من البنوك تعمل بنافذتين إسلامية وتقليدية ما تقييمكم لمثل هذا العمل المصرفي وآثاره؟

- الأهم من ذلك كيف يتم تطبيق العملية المصرفية؟. نحن نريد أن نفعّل طريقة العمل ولا نريد من خلال البنوك الإسلامية أن نؤسلم مثلا. السنغافوريين أو الصينيين أو الأوروبيين ..إلخ. نحن نريد أن نطبق الطريقة الإسلامية، فإذا كانت هناك نافذتان تقليدية وإسلامية، يجب مراعاة أن تطبق في الإسلامية شروطها، لا أن تكون نفس التقليدية مع تغيير الألفاظ، خاصة أن بعض البنوك استغلت هذا المنحى وأخذت تخير العميل، فإن أراد الإسلامية طلبت منه الإمضاء على ورقتها وإن كانت التقليدية طلبت منه الإمضاء على ورقة الأخيرة، فهذا نوع من الألاعيب.