المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صعود "تداول" يدفع السعوديين إلى هجر سوق الأسهم الإماراتية



Love143
28-01-2006, 02:10 PM
مخاوف إماراتية من تحرك مضاد للرساميل إلى الأسواق المجاورة
صعود "تداول" يدفع السعوديين إلى هجر سوق الأسهم الإماراتية


عبد الرحمن إسماعيل - دبي - 28/12/1426هـ
أكد محللون ماليون أن استمرار صعود سوق الأسهم السعودية "تداول" فترة زمنية طويلة شجع المستثمرين السعوديين الذين يستثمرون في الأسهم الإماراتية على العودة إلى سوقهم وهجر السوق الإماراتية، الأمر الذي زاد من حالة التراجع التي تعيشها السوق، وبات من الواضح هجرة أعداد كبيرة من المحافظ الاستثمارية من السوق الإماراتية بعدما لاحظت انخفاض العائد من الاستثمار مقارنة بالعائد الذي يمكن تحقيقه من القفزات السعرية في الأسهم السعودية حاليا.
وأوضح لـ "الاقتصادية" المحللون الماليون أن صعود "تداول"، إضافة إلى سوقي القاهرة والكويت أثر سلبا على سوق الإمارات، ولم يعد للاستثمارات السعودية وجود مكثف في السوق، كما تراجع دورها المؤثر في حركة العديد من الأسهم صعودا بالتحديد كما كان يلاحظ طيلة الربع الأخير من عام 2004 والنصف الأول من العام الماضي اللذين لعبت فيهما الاستثمارات السعودية دورا محوريا في ارتفاع عدد كبير من أسعار الأسهم الإماراتية.
مخاوف من فقدان الثقة
أعرب المحللون عن مخاوفهم من أن يؤدي تراجع دور الاستثمارات السعودية ومواصلة السوق الإماراتية هبوطها في فقدان المستثمر المحلي الثقة في السوق، ومن ثم هجرة الأموال إلى الأسواق الخليجية المجاورة التي تسجل غالبيتها خصوصا السوقين السعودية والكويتية معدلات نمو جيدة منذ بداية العام الحالي.
وحسب إحصاءات سوق دبي المالي فإن حجم الاستثمارات الخليجية شهدت خلال العام الماضي قفزات كبيرة في عدد المستثمرين السعوديين وحجم استثماراتهم التي قفزت من أربعة مليارات درهم عام 2004 إلى 36.5 مليار درهم العام الماضي. كما تجاوز عددهم في السوق 33 ألف مستثمر، وقفزت حصة الخليجيين من استثمارات سوق دبي من 4 في المائة عام 2004 إلى 15 في المائة العام الماضي، حيث شجع النمو القياسي في أسعار الأسهم الإماراتية في استقطاب أعداد كبيرة من المستثمرين الخليجيين وبالتحديد السعوديين.
وقال لـ "الاقتصادية" المحلل المالي شهاب قرقاش إن الاستثمارات السعودية كان لها دور مؤثر في السوق بسبب حجمها الكبير، لكن من الملاحظ أن عدد السعوديين تراجع في الاستثمار في السوق منذ صعود سوق الأسهم السعودية التي وصفه بالسوق "الوحش" الذي يصعب ترويضه حيث تسجل الأسهم السعودية قفزات سعرية قياسية وهو ما دفع السعوديين إلى العودة إلى سوقهم خصوصا أن حالة السوق الإماراتية لا تشجعهم على الاستمرار.
وأضاف أن طبيعة المستثمر السعودي مختلفة كثيرا عن طبيعة نظيره الإماراتي، فهو يفضل الحصول على عائد سريع والخروج من السوق وليس لديه كما نقول "نفس طويل"، لذلك ما إن صعدت السوق السعودية حتى بدأنا نشهد اختفاء للسعوديين أو على الأقل أصبح دورهم غير مؤثر في السوق كما كان في السابق.
وفي حين صنف المحلل المالي زياد الدباس الاستثمارات السعودية ضمن ما يعرف بأنها "أموال ساخنة" تأتي إلى السوق في فترات الصعود لتحقيق مكاسب سريعة ومن ثم الخروج من السوق، إلا أنه قال إن عودة جزء كبير من الاستثمارات السعودية إلى سوق "تداول" أثر سلبا على سوق الإمارات حيث كانت الاستثمارات السعودية طيلة الفترات الماضية خصوصا العام الماضي مؤثرة إلى حد كبير في السوق ولعبت دور المضارب على أسهم معينة.
وأضاف أنه في الوقت الذي كانت السوق بحاجة إلى قوة دفع من الاستثمارات الخليجية خصوصا السعودية في فترة تراجعها لم تجد دعما منها لأنها سرعان ما خرجت من السوق تجاه السعودية لأن طبيعتها تقوم على الدخول في فترة الصعود لتحقيق مكاسب سريعة والخروج إلى سوق أخرى فور دخول السوق مرحلة انخفاض وهو ما نلاحظه حاليا.
في حين اكتفى عبد الله خوري مدير محفظة مالية بالقول "الانتعاش القوي الذي تشهده سوق السعودية وكذلك الكويت والقاهرة كان سببا رئيسيا في هجرة الكثير من المستثمرين السعوديين إلى السوق الإماراتية وتركها بحثا عن أرباح وقتيه وسريعة في هذه الأسواق الثلاث".

آمال العودة من جديد
وفي الوقت الذي كان العديد من المحللين وحتى المستثمرين يتهمون الاستثمارات الخليجية وخصوصا السعودية بالمضاربة في السوق يتطلع الجميع الآن إلى عودة مؤثرة للاستثمارات السعودية لإعادة الانتعاش إلى السوق التي لا تزال تعاني من استمرار هبوطها. ولم تفلح النتائج المتميزة لشركات المساهمة العامة التي زادت أرباحها بأكثر من 100 في المائة في وقف تراجع أسعار الأسهم حيث لم يسجل السوق نموا منذ بداية العام.
وقال لـ "الاقتصادية" محمد علي الكعبي (مستثمر في سوق دبي) "إن خروج الاستثمارات السعودية من سوق الإمارات أثر سلبا على حالة السوق، فالمستثمر السعودي عندما يجد سوقه تصعد يوميا وبمعدلات قياسية حيث تجاوز المؤشر 18 ألف نقطة بكثير فإنه من الطبيعي أن يعود إلى هناك لكن هذه العودة ساهمت في تفاقم حالة سوقنا التي كنا نتوقع صعودها مع ظهور أرباح الشركات إلا أننا فوجئنا بتراجعها رغم الأرباح غير المتوقعة للشركات والتوزيعات الجيدة"
ويضيف أن الاستثمارات السعودية تأتي للمضاربة فهذا شيء طبيعي في أسواق المال حيث لا يدخل مستثمر سوقا سوى لتحقيق أرباح في فترة معينة وهذا حقه وهدفه. وفي اعتقادي أن المستثمر السعودي سيعود فور عودة الانتعاش إلى السوق مجددا ومع أول ارتفاع متواصل في أسعار الأسهم القيادية.

ملكية الخليجيين وتداولات الإنترنت
ويعول الإماراتيون على تفعيل قرار مجلس الوزراء الإماراتي الذي بدأت معظم الشركات في تطبيقه والقاضي بالسماح للخليجيين بتملك أسهم الشركات الإماراتية بنسبة 100 في المائة ودون قيود ودون تطبيق شرط "المعاملة بالمثل"، وهو ما اعتبره شهاب قرقاش خطوة إيجابية لتنشيط السوق وإن أسهمت في زيادة حالة التذبذب في الأسعار.
غير أن الكعبي يرى أن توسيع قاعدة الاستثمارات الخليجية خصوصا السعودية يفيد السوق وهو ما لاحظناه مع إدراج شركة دانة غاز في سوق أبو ظبي التي يتملك فيها الخليجيون حصة الأسد حيث ارتفعت أحجام التداولات في السوق بشكل كبير حيث تتجاوز تداولاتها في بعض الأيام حاجز المليار درهم مقارنة بـ 200 مليون درهم يوميا لسنوات طويلة بفضل الوجود المؤثر للاستثمارات السعودية والخليجية عامة.
ويقول مستثمرون إماراتيون إن المتاعب التي يواجهها السعوديون في التعامل مع سوق الإمارات حيث يجدون صعوبة في الاتصال والتواصل مع الوسطاء، إضافة إلى عمليات الاستغلال التي تعرضوا لها خلال الاكتتاب في شركة دانة غاز، لم تشجع المستثمرين السعوديين على البقاء في سوق الإمارات، وما إن لاحت لهم فرص استثمارية جيدة في سوقهم حتى خرجوا سريعا من السوق. غير أن مسؤولين في سوق دبي قالوا لـ "الاقتصادية" إن طرح خدمة التداول عبر الإنترنت خلال العام الحالي من قبل جميع شركات الوساطة سيحد إلى حد كبير من الصعوبات التي تواجه المستثمر الخليجي بشكل عام في التواصل مع السوق، حيث من المتوقع أن تقود خدمة تداولات الإنترنت إلى زيادة أحجام التداولات من قبل المستثمرين السعوديين بالتحديد.
وعلى الرغم من أن سوق دبي المالية كانت قد حددت بداية عام 2006 موعدا إلزاميا لجميع شركات الوساطة وعددها يتجاوز 60 شركة لإطلاق خدمة تداولات الإنترنت، إلا أن عددا محدودا من الشركات هي التي بدأت الخدمة فعليا، ومنها شركة الإمارات للوساطة التابعة لبنك الإمارات الدولي التي يتعامل من خلالها عدد كبير من السعوديين في الأسهم الإماراتية بسبب وجود فرع لبنك الإمارات في الرياض.