arcon
31-08-2009, 08:54 AM
الحمد لله الذي جعل شهر رمضان غرة وجه العام، وأجزل فيه الفضائل والإنعام، وشرف أوقاته على سائر الأوقات، وفضل أيامه على سائر الأيام،
وخصه على سائر الشهور بمزيد من الفضل والإكرام، وعمّر نهاره بالصيام، ونوَّر ليله بالقيام، أحمده وأشكره على إحسانه العام، وصلى الله وسلم على خير من صلى وصام وتهجد بالليل وقام وبين لأمته الحلال والحرام فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان أما وبعد،
فإن الله قد شرّف هذه الأمة برمضان، فكان تشريفه الأعلى بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل في الحديث القدسي أنه قال: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" (رواه الإمام البخاري في صحيحه)
فيكفينا فخرًا وشرفًا أن نسب الله سبحانه وتعالى الصوم لنفسه، فهو تكريم وتجليل لكل صائمٍ وصائمه، قال جلّ شأنه : { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } ﴿الأحزاب ٣٥ ﴾ فهم الذين يوفون أجورهم بغير حساب، صبروا على الجوع والعطش، تركوا شهواتهم، وملذاتهم، ونسائهم، وفراشهم، جدّوا فاجتهدوا شمّروا فوصلوا إلى فرحتهم مع الله، فارتقت قلوبهم إلى الله سبحانه وتعالى .
تيقّن أخي الصائم، واعلمي أختي الصائمه أن رحمة الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر لعظيمه، فلتفرحوا بذلك ولتسعدوا، قال جل وعلا : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } ﴿ يونس ٥٨ ﴾
وكما ورد في الصحيحين في تبيان رحمة الله سبحانه وتعالى عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر : أن امرأة كانت عاصية بعيدة عن الله سبحانه وتعالى ، بلغت ذنوبها عنان السماء لشدة قبح ما تفعل ، بل كانت ناشرة للمعاصي داعية إلى الإفساد ، لطالما غرت بالشباب ، وأقعت الرجال في شباك المعاصي والنذوب التي تهتز بسبها الجبال الرواسي .
خرجت هذه العاصية ذات يوم فبينما هي تسير في الطريق إذ رأت ذلك الكلب الذي اكتوى بالظمأ والعطش, رأت كلبًا معذبًا قد أنهكه العطش والظمأ ، يلهث الثرى من شدة الظمأ والعطش , وقد وقف على بئر من الماء لا يدري كيف يشرب, فلما رأته تلك المرأة العاصية اهتز قلبها فأشفقت عليه ورحمته, فنزلت إلى البئر وملأت خفها من الماء ثم سقت ذلك الكلب وأطفأت ظمأه وعطشه،فكان جزاء صنيعها ورحمتها بهذا الكلب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (( فنظر الله إلى رحمتها بهذا المخلوق فشكر لها معروفها فغفر ذنوبها )) .
بشربة ماء غفرت ذنوبها, وبشربة ماء سترت عيوبها, وبشربة ماء رضي عنها ربها, بل بشربة ماء –
غفر الله الخطايا للبغايا *** فكيف بمن يرحم عبّاد رب البرايا
وكما قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة من حديث أبى هريرة عند مسلم ، قال الله عز وجل : " أذنب عبدي ذنبا ، فقال ربى : إنى أذنبت ذنبا فاغفر لى ، فقال الله عز وجل : علم عبدى أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ بالذنب ،غفرت لعبدى ،ثم أذنب ذنبا ، فقال ربى : إنى أذنبت ذنبا فاغفر لى ، فقال الله عز وجل : علم عبدى أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ بالذنب ، غفرت لعبدى ثم أذنبت ذنبا، فقال مثل هذه المقالة فقال الله عز وجل : علم عبدى أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ بالذنب ، غفرت لعبدى فليفعل عبدى ما شاء " .
أنا إن تبت منانـــــــــي وإن أذنبت رجّانــــــــي
وإن أدبرت نادانــــــــي وإن أقبلت أدنانــــــــي
وإن أحببت والانـــــــي وإن أخلصت نجّانـــــي
وإن قصرت عافانــــــي وإن أحسنت جازانـــــي
حبيبي أنت رحمانــــــي
إليك الشوق من قلبـي على سري وإعلانــــي
فيا أكرم من يرجــــــى وأنت قديم إحسانــــي
وما كنت على هـــــذا إله الناس تنسانــــــي
لدى الدنيا وفي العقبى على ما كان من شانــي
حبيبي أنت رحمانــــــي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له " رواه مسلم .
فإياك أن تدرك رمضان فلا يُغفر لك، وإيّاك أن يعرض عليك الله تجارته فتأبى، وإيّاك أن تسوّف في التوبة، { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ } الزمر .
أتى رمضان مزرعة العبــاد *** لتطهير القلوب من الفساد
فـــأدّ حقــوقه قولاً وفعــــلاً *** وزادك فاتــخذه للمـــــــاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها *** تأوه نادماً يوم الحصـــــاد
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لكل ما هو خير، وأن يتقبل منّا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا، وأن يجعلنا من عتقاء شهر رمضان .
هذا وإن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن الله والله ولي التوفيق .
وخصه على سائر الشهور بمزيد من الفضل والإكرام، وعمّر نهاره بالصيام، ونوَّر ليله بالقيام، أحمده وأشكره على إحسانه العام، وصلى الله وسلم على خير من صلى وصام وتهجد بالليل وقام وبين لأمته الحلال والحرام فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان أما وبعد،
فإن الله قد شرّف هذه الأمة برمضان، فكان تشريفه الأعلى بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل في الحديث القدسي أنه قال: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" (رواه الإمام البخاري في صحيحه)
فيكفينا فخرًا وشرفًا أن نسب الله سبحانه وتعالى الصوم لنفسه، فهو تكريم وتجليل لكل صائمٍ وصائمه، قال جلّ شأنه : { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } ﴿الأحزاب ٣٥ ﴾ فهم الذين يوفون أجورهم بغير حساب، صبروا على الجوع والعطش، تركوا شهواتهم، وملذاتهم، ونسائهم، وفراشهم، جدّوا فاجتهدوا شمّروا فوصلوا إلى فرحتهم مع الله، فارتقت قلوبهم إلى الله سبحانه وتعالى .
تيقّن أخي الصائم، واعلمي أختي الصائمه أن رحمة الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر لعظيمه، فلتفرحوا بذلك ولتسعدوا، قال جل وعلا : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } ﴿ يونس ٥٨ ﴾
وكما ورد في الصحيحين في تبيان رحمة الله سبحانه وتعالى عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر : أن امرأة كانت عاصية بعيدة عن الله سبحانه وتعالى ، بلغت ذنوبها عنان السماء لشدة قبح ما تفعل ، بل كانت ناشرة للمعاصي داعية إلى الإفساد ، لطالما غرت بالشباب ، وأقعت الرجال في شباك المعاصي والنذوب التي تهتز بسبها الجبال الرواسي .
خرجت هذه العاصية ذات يوم فبينما هي تسير في الطريق إذ رأت ذلك الكلب الذي اكتوى بالظمأ والعطش, رأت كلبًا معذبًا قد أنهكه العطش والظمأ ، يلهث الثرى من شدة الظمأ والعطش , وقد وقف على بئر من الماء لا يدري كيف يشرب, فلما رأته تلك المرأة العاصية اهتز قلبها فأشفقت عليه ورحمته, فنزلت إلى البئر وملأت خفها من الماء ثم سقت ذلك الكلب وأطفأت ظمأه وعطشه،فكان جزاء صنيعها ورحمتها بهذا الكلب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (( فنظر الله إلى رحمتها بهذا المخلوق فشكر لها معروفها فغفر ذنوبها )) .
بشربة ماء غفرت ذنوبها, وبشربة ماء سترت عيوبها, وبشربة ماء رضي عنها ربها, بل بشربة ماء –
غفر الله الخطايا للبغايا *** فكيف بمن يرحم عبّاد رب البرايا
وكما قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة من حديث أبى هريرة عند مسلم ، قال الله عز وجل : " أذنب عبدي ذنبا ، فقال ربى : إنى أذنبت ذنبا فاغفر لى ، فقال الله عز وجل : علم عبدى أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ بالذنب ،غفرت لعبدى ،ثم أذنب ذنبا ، فقال ربى : إنى أذنبت ذنبا فاغفر لى ، فقال الله عز وجل : علم عبدى أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ بالذنب ، غفرت لعبدى ثم أذنبت ذنبا، فقال مثل هذه المقالة فقال الله عز وجل : علم عبدى أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ بالذنب ، غفرت لعبدى فليفعل عبدى ما شاء " .
أنا إن تبت منانـــــــــي وإن أذنبت رجّانــــــــي
وإن أدبرت نادانــــــــي وإن أقبلت أدنانــــــــي
وإن أحببت والانـــــــي وإن أخلصت نجّانـــــي
وإن قصرت عافانــــــي وإن أحسنت جازانـــــي
حبيبي أنت رحمانــــــي
إليك الشوق من قلبـي على سري وإعلانــــي
فيا أكرم من يرجــــــى وأنت قديم إحسانــــي
وما كنت على هـــــذا إله الناس تنسانــــــي
لدى الدنيا وفي العقبى على ما كان من شانــي
حبيبي أنت رحمانــــــي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له " رواه مسلم .
فإياك أن تدرك رمضان فلا يُغفر لك، وإيّاك أن يعرض عليك الله تجارته فتأبى، وإيّاك أن تسوّف في التوبة، { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ } الزمر .
أتى رمضان مزرعة العبــاد *** لتطهير القلوب من الفساد
فـــأدّ حقــوقه قولاً وفعــــلاً *** وزادك فاتــخذه للمـــــــاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها *** تأوه نادماً يوم الحصـــــاد
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لكل ما هو خير، وأن يتقبل منّا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا، وأن يجعلنا من عتقاء شهر رمضان .
هذا وإن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن الله والله ولي التوفيق .