المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجهات نظر



رجل تعليم
06-09-2009, 02:11 AM
الماضي :



هو حبل غسيل أعلق عليه الكثير من الأخطاء والقليل القليل من الأمور الجيدة...


هو سعادة مزيفة طالتها أيادي الحاضر فعرت على وجهها البائس كي لا أقول القبيح...


هو ورم خبيث ولد بين الحاضر والغد ، وحين أحاول استئصاله من بينهما ، أسمع أنين الحاضر والمستقبل فأشفق عليهما وأعدل عن فكرة الإستئصال ... ليستمر الألم..


ا لماضي زمن تمنيت لو اختفى من دقائق العمر لأن لا شيء فيه يستحق أن أحن إليه أو أعود للقائه من جديد..


هو يوم يزورني كل مساء ..يبكي بحرقة بين ذراعي ، وحين أهم بمسح دموعه ينتفض ويختفي تاركا إياي بين الحيرة والأسف...

الحاضر :



كتلة من الأسئلة التي تتناسل ببشاعة ...أسئلة تلد أسئلة تلد أسئلة وهكذا...جيش يحرس بإحكام مملكة الأسئلة...


هو يوم ينظر إلي كل صباح ويخجل من أن يسألني من جديد...


هو رداء ثقيل جدا ورغم ذلك لا يوجد خيار بديل ـ فإما أن تتحمل هذا الرداء أو تخرج عاريا فتفقد كل شيء...


هو ميدان حيث يتبارى الأبطال كل يوم ، وفي كل يوم يثبت " الصبر " أنه الأقوى ولا أحد يستطيع هزيمته...


هو رجل بخيل يحاول تعلم صفات الرجل الكريم . وهو بالتالي أشبه بالغراب الشهير الذي حاول تقليد البلبل فكان أن ضيع مشيته المعهودة وصوته المألوف فتنكرت له الغربان أنفسها...


الحاضر هو وجهي أمام المرأة ...كلما تطلع إلى وجهه في المرأة توقف طويلا لكأنما يراه لأول مرة، ثم ينصرف دون إلقاء التحية...


هو لحظة يتعين علي أن أقول فيها لكل من يسألني : نعم أنت على صواب. ثم أطرق دون إضافة أي تعليق آخر..فلا أحد يكترث لشروحاتك السخيفة...


وهو أيضا بستان أمل ومزهرية مليئة بأحلام صغيرة جدا...


المستقبل :



عندما سألني أحدهم عن معنى الأفق وعن توقعاتي المرتقبة ، طلبت إعفائي من السؤال .وأمام إلحاحه الشديد لم يكن لي بد من تقديم جواب مبهم وغير شاف كما علق بعد ذلك. وكنت أجبته ساعتها أنه يوم لا أملك القدرة على استحضاره في الوقت الراهن ، والأسوأ في الأمر أني لا أملك حتى الحق في استحضاره...


هو غيمة ستمطر دون شك ، لكن ربما أمطرت ذات صيف ساخن حيث لا تجدي القطرات...


هو الضحية الأولى لذاك السفاح الملقب بالماضي ...


هو يوم انتهيت من وضع تعريف شامل له ، غير أن هذا التعريف سرعان ما يصطدم بجدار من الخجل فيتناثر على أحرف حزينة موزعة بين كل هذه السطور .وبقليل من الذكاء نستطيع إعادة تركيب وجهه من جديد ثم تعليقه على جدار الصمت في نهاية المطاف...


المستقبل هو أن أفتح فنجان قهوتي في الليل عشرات المرات كما قيل، وأن أنهي واجباتي الأسرية والمهنية والدينية ، هو أن تشير الساعة إلى الثالثة صباحا وأن أدرك أنه من الضروري أن أنام لأن المهنة تنتظرني ، ثم حين أبحث عن النوم في عيوني وأستنجد بالظلام والهدوء يرن المنبه وتشرق الشمس من جديد فتصبح حاجتي إليه مؤجلة إلى وقت لاحق...


المستقبل رجل ساخر بطبعه..يسخر من الأسماء والأحلام والمزهرية والبستان.. ثم عندما لا يجد شيئا مثيرا للسخرية يشرع في السخرية من نفسه..


هو قلق لا يمكن للحاضر أن يقاومه لمفرده، لا بد من تحالف الماضي لضمان الإنتصار ...غير أن الماضي المسكين لا تتاح له فرصة العودة إلى الميدان من جديد...


الماضي والحاضر والمستقبل بكل اختصار مطرقة وسندان وشيء ثالث بينهما...


قرية تيليوين ليلة الإثنين 06 أبريل 09

المتألم
06-09-2009, 02:14 AM
كلام رائع جدا .. وممتع بصفة مميزه ..


تحياتي


فقط أتمنى لو قام الأخوة المشرفون بتعديل إسمك كي يتناسق والأسلوب الجميل .. ..

رجل تعليم
06-09-2009, 02:37 AM
كلام رائع جدا .. وممتع بصفة مميزه ..


تحياتي


فقط أتمنى لو قام الأخوة المشرفون بتعديل إسمك كي يتناسق والأسلوب الجميل .. ..


شكرا جزيلا على الكلمة الطيبة

نعم بدوري انتبهت الى ضرورة تغيير الاسم

اعتقد اني سأحتفظ بنفس المعنى وقد يصبح الاسم مثلا : مربي ومعلم :)

ما رأيك ؟؟