QATAR 11
09-09-2009, 11:07 AM
ندرس انتشارنا في العالم .. ولا نضخ كل مشاريعنا في وقت واحد
المشروع يستهدف الطبقتين الوسطى والعليا في المجتمع الطاجيكي
لا نملك مشاريع في امريكا .. وندرس الاستثمار في موريتانيا
لا يمكن مقارنة الديار القطرية بالشركات الأخرى لأن هدفنا ليس ربحيا فقط
استفدنا من الأزمة العالمية وحصلنا على فرص استثمارية جيدة فيها
http://www.raya.com/mritems/images/2009/9/8/2_469510_1_206.jpg
هل الديار القطرية تسبح ضد التيار السائد حاليا في العالم ؟
السؤال يردده كثير من المتابعين لمسار الشركة العقارية التي أصبحت حديث العالم في سنوات معدودة ، هذا السؤال تردد بقوة بعد اعلان الديار القطرية عن عزمها تنفيذ مشروع ضخم في طاجيكستان .
ففي حالة ترقب حذر تسود اوساط الشركات العقارية الكبرى في العالم ، وفي ظل تجميد كثير من المشاريع تأثرا بالأزمة المالية العالمية ، تخرج "الديار القطرية" بهذا المشروع ، وكأنها تتحدى الأزمة المالية !
لم يكن الاعلان عن المشروع هو المفاجأة فقط ، ولكن مكانه وتوقيته ، وأهدافه كانت أيضا مادة تساؤل للكثيرين ، فالمشروع في بلد تقع جغرافيا في آسيا الوسطى ، تلك المنطقة التي لم يطرقها مشروع عربي من قبل ، رغم الجذور الدينية والتاريخية بيننا وبينهم التي يربطها الدين الاسلامي .
لذا كان لابد من لقاء الدكتور حسن عيسى الفضالة نائب الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة الديار القطرية لإلقاء مزيد من الضوء على مشروع "ديار دوشنبه" ، اضافة الى خطط الديار القطرية في الفترة المقبلة .
* كيف تعلن الديار القطرية عن مشروع ضخم في طاجيكستان في وقت يعاني فيه العالم والشركات العقارية الكبرى من تداعيات الأزمة المالية العالمية ؟
** التحضير لهذا المشروع لم يكن وليد اللحظة ، ولكن منذ أكثر من عام ونصف ، وتحديدا منذ زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى لدولة طاجيكستان ، فمنذ ذلك الحين ونحن نعد لهذا المشروع ، أي قبل ظهور أي بوادر للأزمة المالية العالمية ، وما يفرق شركة الديار القطرية عن غيرها من شركات التطوير العقاري الأخرى ، أنها ذراع الاستثمار العقاري لحكومة قطر ، وبالتالي فان الدولة تدعم الشركة ، ناهيك عن أن الديار القطرية لديها حساباتها الدقيقة للأسواق العالمية وتطورها أو تأثرها بالظروف الدولية ، وهذه الحسابات جنبت الشركة كثيرا من التداعيات السلبية للأزمة العالمية عليها ، فانتشارنا واستثمارنا في العالم مدروس جيدا ، فلا نضخ كل مشاريعنا في وقت واحد ، ولكن ندرس بتأنى كل مشروع على حده بحسب الظروف المحيطة به ، والسوق الطاجيكي يعتبر سوقا واعدا جدا ، والاقتصاد الطاجيكي ينمو بشكل معقول ، كما ان دراسة الجدوى للمشروع وجدوله الزمني تؤكد أن توقيت تنفيذ المشروع مناسب جدا وفي وقته تماما ، وسوف نبدأ في تنفيذ المشروع الآن ، وينتهي بعد عدة سنوات ، وأتوقع بعد اكتمال ثلث أو ربع المشروع سيكون هناك تحسن واضح في النظام الاقتصادي العالمي ، ناهيك عن أن البيئة الاقتصادية في طاجيكستان مشجعة تماما .
* هل كان التوجه نحو آسيا الوسطى ضمن استراتيجية الديار للاستثمار في الأسواق الناشئة ، أم أن هذا الاختيار جاء ثمرة المباحثات السياسية بين قيادتي قطر وطاجيكستان ؟
** مشاريع الديار القطرية ليس هدفها الربح فقط ، ولكن لها أكثر من هدف ، فعندما زار سمو الأمير طاجيكستان طرحت عليه بعض الأفكار والفرص وتم تقييمها من قبل المتخصصين ، وبعد دراسة مستفيضة لأفكار هذه المشاريع ننطلق في الاعداد لها ، ومشروع طاجيكستان الحالي مر بمراحل عديدة ، ولم نشرع فيه بعد الزيارة الاخيرة فقط ، ولكن تمت زيارات متعددة لدراسة السوق هناك بشكل أكثر عمقا وشمولية ، ومشروع "ديار دوشبه" تهيأت له كل أسباب النجاح ، لأن السوق الطاجيكي يعد سوقا ناشئا ونشطا ، كما ان المشروع مدعوم من الحكومتين في قطر وطاجيكستان .
عقبات
* هناك مخاوف من تعرض مشروع "ديار – دوشنبه" لبعض العقبات في حال حدوث مشكلات سياسية أو عسكرية داخلية في طاجيكستان ، لاسيما وان هناك مشكلات بهذا الصدد في جنوب البلاد ؟
** اذا نظرت للعالم اليوم ستجد في كل دولة مشكلات داخلية ، ولا يوجد مكان اليوم آمن مائة في المائة ، بل العكس هناك دول لدينا مشاريع كبيرة فيها ، ومع ذلك تتمتع بزخم اعلامي وتتصدر أخبارها فضائيات العالم مثل السودان على سبيل المثال ، والحكومة الطاجيكية الحالية تتخذ طريقا واضحا في معالجة أمورها الداخلية ، كما ان علاقاتها بدول الجوار جيدة جدا ، ونعتقد ان مشروع "ديار دوشنبه" سيثري هذه العلاقات ، ويثبت هذه الحكومة ويدعم موقفها .
* من العملاء المستهدفون لمشروع "ديار دوشنبه" ؟ وهل في خطط التسويق محاولة جلب عملاء من قطر والخليج لشراء وحدات في هذا المشروع ؟
** لا أتوقع عملاء من منطقة الخليج أو قطر في هذا المشروع ، لانهم لا يتواجدون في طاجيكستان بشكل دائم باستثناء بعض زيارات العمل ، وهذه الشريحة وفرنا لها فندق في المشروع ، لكن المشروع بالاساس يستهدف الطبقة الوسطى والمرتفعة من السكان في طاجيكستان ، وهو يناسب دخولهم بشكل كبير ، والأسعار ستكون منافسة وتتلاءم مع طبيعة السوق المحلية ، وهذا هو نهج الشركة فى كافة مشاريعها حول العالم .. كما ان المشروع يجذب العاملين في اوروبا من المواطنين الطاجيك الذين ينظرون ان بلادهم يمكنها ان تطور نفسها وتجذب مزيدا من الاستثمارات ، ناهيك عن ان البنية التحتية لهذه الاستثمارات غير موجودة ، وبالتالي فان مشروع "ديار دوشنبه" سيوجد هذه البنية من خلال انشاء مركز تجاري يشجع الناس على الزيارة وتبادل الخبرات التجارية ، لاسيما وان المشروع يستهدف الطبقة الوسطى والعليا – كما قلت سابقا – ما يجعله مشروعا مميزا وغير عادي .
* هل المشروع ينفذ وفق معايير البنية الخضراء ؟
** نعم ، فجزء من رسالة الديار القطرية هو الاهتمام بالبيئة ، وتمت لقاءات كثيرة ومناقشات مستفيضة مع معنيين بالبيئة في الحكومة الطاجيكية للتأكد ان مشروع "ديار دوشنبه" ليس فيه عناصر تضر بالبيئة ، بالاضافة الى ان المشروع ذاته يفصله عن قصر الرئيس شارع واحد ، وبالتالي فان نظرة الحكومة الطاجيكية للمشروع كانت نظرة متفحصة خاصة فيما يتعلق باعتماده على أعلى معايير البيئة والتنمية المستدامة .
مشاريع الديار الخارجية
* دعنا ننتقل إلى مشاريع الديار القطرية حول العالم . ما الجديد فيها؟
** نعيش حاليا فترة ذهبية ، فحكومتنا تدعم خططنا الحالية والمستقبلية ، كما لدينا أسواق واعدة استفادت ولاتزال تستفيد منها مشاريعنا من كوبا الى سيشل الى اليمن ثم السودان واخرى في كثير من بلدان العالم ، وكلها مشاريع مشجعة ، فحجم أعمالنا كما أعلنها الرئيس التنفيذي للشركة تصل الى أكثر من 60 مليار دولار في اكثر من 35 دولة ، والديار لا يمكن مقارنتها بأي شركة عقارية اخرى ،لأن الشركات الاخرى تقوم على الجانب الربحي فقط ، بينما الديار القطرية عندما تناقش مشروعا معينا ليس هدفها الربح فقط ، ولكن نستهدف أيضا دعم المجتمع ككل من توفر فرص عمل وانعاش الاقتصاد المحلي للدولة التي نستثمر فيها مشروعنا .
* هل هناك خطة للتوسع في الدول العربية ؟
** نحن بالفعل نغطي معظم الدول العربية ، في السودان ، مصر ، اريتريا ، المغرب ، تونس ، ليبيا ، سوريا ، سلطنة عمان ، وندرس حاليا عدة فرص لاقامة مشاريع في موريتانيا بتوجيه من مجلس إدارة الشركة .
* هل مشاريع الديار القطرية تسير بوتيرة متنامية أم هناك عقبات تسببت في تأجيل بعض المشاريع ؟
** تسير المشاريع بشكل جيد ، ولكن من الطبيعي ان تكون هناك بعض التحديات التي تواجه عملية تنفيذ المشاريع في كل الشركات وليست الديار القطرية تحديدا ، ولكن بالنسبة لنا فمشاريعنا تسير وفق جدولها الزمني مدفوعة بدعم حكومتنا وحكومة البلد الذي نقيم فيه المشروع .. لاسيما وان فرصتنا حاليا جيدة نتيجة الازمة العالمية في انتقاء الافضل من حيث المقاولين والموظفين لتنفيذ خطط الشركة ، وكما قلت نعيش فترة غنية من توافر المواد الداعمة لمسيرتنا .
استثمار الأزمة
* الى أي مدى كانت استفادة الديار القطرية من الأزمة العالمية؟
** لقد استفدنا بالفعل من الازمة وتداعياتها على الاقتصاد العالمي ، بل حصلنا على فرص استثمارية جيدة في هذا الوقت ، ولاحظ ان معظم مشاريع الديار القطرية لا تزال في بدايتها وهذا جنبنا الكثير من المشاكل ، لكن هناك شركات عقارية قطعت شوطا في تنفيذ مشاريعها وتأثرت بالأزمة لأنها لم تقم بدراسات كافية للمشاريع التي تنفذها الأمر الذي كبدها خسائر كبيرة ، وبعضها خرج بشكل نهائي من السوق .. على عكس شركة الديار القطرية التي تتأنى في دراسة المشروع ، وتنتقى الفرصة المناسبة ، وتختار الوقت المناسب لبيع او تأجير المشروع .
* مع تواتر أنباء عن عودة الانتعاش النسبي للاقتصاد العالمي ، هل يمكن التفكير في ضخ استثمارات جديدة للسوق الأوروبي ؟
** نملك شركة في اوروبا مهتمة بمشاريعنا في فرنسا وبريطانيا وايطاليا وسويسرا ، واستثمارنا في أوروبا كبير جدا يصل الى مليارات الدولارات ، أما التوسع في مشاريع جديدة ، فهذا يخضع لظروف السوق والفرص المتاحة وقيمة المشروع وجدواه الاقتصادية والسيولة المتاحة .
* هل للديار القطرية مشاريع فى أمريكا ؟
** لا .
* يمكنكم البحث عن فرص استثمارية فيها؟
** أي نقلة الى مناطق أو دول جديدة يكون بتوجه من مجلس ادارة الشركة ، بناء على عرض من الرئيس التنفيذي ، وذلك يعتمد على دراسة الفرص المتاحة ، وتوقيتها المناسب .
مشروع ديار دوشنبه
جدير بالذكر أن شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري أطلقت مؤخرا أول مشاريعها فى آسيا الوسطى وهو مشروع "ديار دوشنبه" فى العاصمة الطاجيكية وذلك فى حفل حضره فخامة رئيس جمهورية طاجيكستان امام علي رحمانوف والسيد غانم بن سعد آل سعد الرئيس التنفيذي للشركة والوزراء وكبار المسؤولين فى الحكومة الطاجيكية.
ويقام مشروع "ديار دوشنبه" المتوقع انجازه كاملا عام 2013 على مساحة 68 ألف متر مربع على واجهة بحيرة "جفانون" مقابل القصر الرئاسي ويتراوح حجم الاستثمار فيه مابين 150 الى 180 مليون دولار ويتم تنفيذه على عدة مراحل حسب متطلبات السوق المحلي .
ويضم المشروع الذى ستتولى تنفيذه "الديار القطرية_طاجيكستان" أبراجا سكنية فاخرة تحوي 300 شقة سكنية ومركزا للأعمال ومكاتب ومحال تجارية بالإضافة إلى فندق فئة الخمس نجوم يضم 128 غرفة ومراكز للتسوق والترفيه ومركزا للمؤتمرات يتسع لنحو 600 شخص الى جانب الحدائق وساحات التنزه الشاسعة المطلة على الواجهة المائية وحضانة وملاعب للأطفال .
والمشروع سيوفر مابين 400 الى 600 فرصة عمل لأبناء البلد .. وينفذ المشروع طبقا لأعلى المواصفات العالمية .. وقد يبدأ فريقا كاملا من شركة الديار خلال شهر سبتمبر الحالي زيارته لطاجيكستان بهدف متابعة وانجاز كافة الاجراءت تمهيدا للبدء بالأعمال التنفيذية للمشروع فضلا عن دراسة امكانية قيام مشاريع اخرى زراعية وتعليمية فى البلاد .
وأعلنت "الديار القطرية" التزامها بدعم التطور الإقتصادي في طاجيكستان من خلال المشروعات التطويرية للشركة.. وتستهدف أن يصبح "ديار دوشنبه" مشروعا متكاملاً ذا طراز رفيع يستقطب مواطني البلاد والأجانب للعيش والعمل في دوشنبه.
وتركز "الديار القطرية" على إنشاء مجمع سكني تجاري نابضا بالحياة يحقق أعلى معايير الجودة والرفاهية في عالم العقار وفق خطة استثمارية واقتصادية مدروسة ويوفر أرقى مستويات المعيشة .. مستفيدة بالإمكانات الكبيرة لمدينة دوشنبه لاحتضان مشروع تطويري ذي جدوى اقتصادية عالية ومستوى معيشي راقي.
وتهدف الديار القطرية أن يصبح مشروع "ديار دوشنبه" مقصداً متعدد الاستخدامات يضم مرافق سكنية وتجارية فاخرة ليستقطب مواطني البلاد والأجانب للعيش والعمل في دوشنبه ، حيث تتطلع الديار الى المساهمة وبفعالية واضحة في دعم وتلبية الطلب المتنامي على العقار في طاجيكستان كما تسعى لمواكبة التطور الاقتصادي والتجاري في البلاد.
ومشروع "ديار دوشنبه" يشير الى مدى تطور العلاقات بين طاجيكستان ودولة قطر ، كما ان المشروع يتضمن جوانب حيوية تختلط فيها الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. فهذا المشروع ليس اقتصاديا بحتا بل هو مشروع اجتماعي ثقافي كونه يضم رياضا للأطفال ومراكز رياضية وحدائق وغيرها .
هذا ، وتواجه شركة الديار القطرية - أكثر شركات الاستثمار العقاري فاعلية وإبداعاً في المنطقة - تداعيات الأزمة المالية العالمية بتكريس جل جهدها لتحقيق النمو المتواصل وبناء قاعدة عريضة من الصداقات والعملاء، بالإضافة الى احترامها لثقافة وتقاليد المجتمع الذي تعمل فيه.
وقد تأسست الديار القطرية في العام 2004 برأس مال يصل إلى مليار دولار من موارد قطر ، لمواكبة النمو الاقتصادي الهائل الذي تحققه دولة قطـر ولتنسيق أولويات التطوير بالدولة، لاسيما قطاع السياحة الراقية والمميزة وفق خطط دقيقة وكذلـك المجتمعات العمرانية الفاخرة ، وتستطيع الشركة أن تلعب دوراً بالغ الأهمية في تحفيز التنمية العقارية وجذب الفرص الأستثمارية في قطر والمنطقة برمتها. كما تسعى الديار القطرية من خلال رؤية استثمارية متميزة واستراتيجية جريئة في العمل، ومن خلال مجموعة من المشاريع التنموية والتطويرية التي تقوم بتنفيذها حالياً إلى احداث تغييرات مهمة في المفاهيم الاستثمارية السائدة في المنطقة.
المشروع يستهدف الطبقتين الوسطى والعليا في المجتمع الطاجيكي
لا نملك مشاريع في امريكا .. وندرس الاستثمار في موريتانيا
لا يمكن مقارنة الديار القطرية بالشركات الأخرى لأن هدفنا ليس ربحيا فقط
استفدنا من الأزمة العالمية وحصلنا على فرص استثمارية جيدة فيها
http://www.raya.com/mritems/images/2009/9/8/2_469510_1_206.jpg
هل الديار القطرية تسبح ضد التيار السائد حاليا في العالم ؟
السؤال يردده كثير من المتابعين لمسار الشركة العقارية التي أصبحت حديث العالم في سنوات معدودة ، هذا السؤال تردد بقوة بعد اعلان الديار القطرية عن عزمها تنفيذ مشروع ضخم في طاجيكستان .
ففي حالة ترقب حذر تسود اوساط الشركات العقارية الكبرى في العالم ، وفي ظل تجميد كثير من المشاريع تأثرا بالأزمة المالية العالمية ، تخرج "الديار القطرية" بهذا المشروع ، وكأنها تتحدى الأزمة المالية !
لم يكن الاعلان عن المشروع هو المفاجأة فقط ، ولكن مكانه وتوقيته ، وأهدافه كانت أيضا مادة تساؤل للكثيرين ، فالمشروع في بلد تقع جغرافيا في آسيا الوسطى ، تلك المنطقة التي لم يطرقها مشروع عربي من قبل ، رغم الجذور الدينية والتاريخية بيننا وبينهم التي يربطها الدين الاسلامي .
لذا كان لابد من لقاء الدكتور حسن عيسى الفضالة نائب الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة الديار القطرية لإلقاء مزيد من الضوء على مشروع "ديار دوشنبه" ، اضافة الى خطط الديار القطرية في الفترة المقبلة .
* كيف تعلن الديار القطرية عن مشروع ضخم في طاجيكستان في وقت يعاني فيه العالم والشركات العقارية الكبرى من تداعيات الأزمة المالية العالمية ؟
** التحضير لهذا المشروع لم يكن وليد اللحظة ، ولكن منذ أكثر من عام ونصف ، وتحديدا منذ زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى لدولة طاجيكستان ، فمنذ ذلك الحين ونحن نعد لهذا المشروع ، أي قبل ظهور أي بوادر للأزمة المالية العالمية ، وما يفرق شركة الديار القطرية عن غيرها من شركات التطوير العقاري الأخرى ، أنها ذراع الاستثمار العقاري لحكومة قطر ، وبالتالي فان الدولة تدعم الشركة ، ناهيك عن أن الديار القطرية لديها حساباتها الدقيقة للأسواق العالمية وتطورها أو تأثرها بالظروف الدولية ، وهذه الحسابات جنبت الشركة كثيرا من التداعيات السلبية للأزمة العالمية عليها ، فانتشارنا واستثمارنا في العالم مدروس جيدا ، فلا نضخ كل مشاريعنا في وقت واحد ، ولكن ندرس بتأنى كل مشروع على حده بحسب الظروف المحيطة به ، والسوق الطاجيكي يعتبر سوقا واعدا جدا ، والاقتصاد الطاجيكي ينمو بشكل معقول ، كما ان دراسة الجدوى للمشروع وجدوله الزمني تؤكد أن توقيت تنفيذ المشروع مناسب جدا وفي وقته تماما ، وسوف نبدأ في تنفيذ المشروع الآن ، وينتهي بعد عدة سنوات ، وأتوقع بعد اكتمال ثلث أو ربع المشروع سيكون هناك تحسن واضح في النظام الاقتصادي العالمي ، ناهيك عن أن البيئة الاقتصادية في طاجيكستان مشجعة تماما .
* هل كان التوجه نحو آسيا الوسطى ضمن استراتيجية الديار للاستثمار في الأسواق الناشئة ، أم أن هذا الاختيار جاء ثمرة المباحثات السياسية بين قيادتي قطر وطاجيكستان ؟
** مشاريع الديار القطرية ليس هدفها الربح فقط ، ولكن لها أكثر من هدف ، فعندما زار سمو الأمير طاجيكستان طرحت عليه بعض الأفكار والفرص وتم تقييمها من قبل المتخصصين ، وبعد دراسة مستفيضة لأفكار هذه المشاريع ننطلق في الاعداد لها ، ومشروع طاجيكستان الحالي مر بمراحل عديدة ، ولم نشرع فيه بعد الزيارة الاخيرة فقط ، ولكن تمت زيارات متعددة لدراسة السوق هناك بشكل أكثر عمقا وشمولية ، ومشروع "ديار دوشبه" تهيأت له كل أسباب النجاح ، لأن السوق الطاجيكي يعد سوقا ناشئا ونشطا ، كما ان المشروع مدعوم من الحكومتين في قطر وطاجيكستان .
عقبات
* هناك مخاوف من تعرض مشروع "ديار – دوشنبه" لبعض العقبات في حال حدوث مشكلات سياسية أو عسكرية داخلية في طاجيكستان ، لاسيما وان هناك مشكلات بهذا الصدد في جنوب البلاد ؟
** اذا نظرت للعالم اليوم ستجد في كل دولة مشكلات داخلية ، ولا يوجد مكان اليوم آمن مائة في المائة ، بل العكس هناك دول لدينا مشاريع كبيرة فيها ، ومع ذلك تتمتع بزخم اعلامي وتتصدر أخبارها فضائيات العالم مثل السودان على سبيل المثال ، والحكومة الطاجيكية الحالية تتخذ طريقا واضحا في معالجة أمورها الداخلية ، كما ان علاقاتها بدول الجوار جيدة جدا ، ونعتقد ان مشروع "ديار دوشنبه" سيثري هذه العلاقات ، ويثبت هذه الحكومة ويدعم موقفها .
* من العملاء المستهدفون لمشروع "ديار دوشنبه" ؟ وهل في خطط التسويق محاولة جلب عملاء من قطر والخليج لشراء وحدات في هذا المشروع ؟
** لا أتوقع عملاء من منطقة الخليج أو قطر في هذا المشروع ، لانهم لا يتواجدون في طاجيكستان بشكل دائم باستثناء بعض زيارات العمل ، وهذه الشريحة وفرنا لها فندق في المشروع ، لكن المشروع بالاساس يستهدف الطبقة الوسطى والمرتفعة من السكان في طاجيكستان ، وهو يناسب دخولهم بشكل كبير ، والأسعار ستكون منافسة وتتلاءم مع طبيعة السوق المحلية ، وهذا هو نهج الشركة فى كافة مشاريعها حول العالم .. كما ان المشروع يجذب العاملين في اوروبا من المواطنين الطاجيك الذين ينظرون ان بلادهم يمكنها ان تطور نفسها وتجذب مزيدا من الاستثمارات ، ناهيك عن ان البنية التحتية لهذه الاستثمارات غير موجودة ، وبالتالي فان مشروع "ديار دوشنبه" سيوجد هذه البنية من خلال انشاء مركز تجاري يشجع الناس على الزيارة وتبادل الخبرات التجارية ، لاسيما وان المشروع يستهدف الطبقة الوسطى والعليا – كما قلت سابقا – ما يجعله مشروعا مميزا وغير عادي .
* هل المشروع ينفذ وفق معايير البنية الخضراء ؟
** نعم ، فجزء من رسالة الديار القطرية هو الاهتمام بالبيئة ، وتمت لقاءات كثيرة ومناقشات مستفيضة مع معنيين بالبيئة في الحكومة الطاجيكية للتأكد ان مشروع "ديار دوشنبه" ليس فيه عناصر تضر بالبيئة ، بالاضافة الى ان المشروع ذاته يفصله عن قصر الرئيس شارع واحد ، وبالتالي فان نظرة الحكومة الطاجيكية للمشروع كانت نظرة متفحصة خاصة فيما يتعلق باعتماده على أعلى معايير البيئة والتنمية المستدامة .
مشاريع الديار الخارجية
* دعنا ننتقل إلى مشاريع الديار القطرية حول العالم . ما الجديد فيها؟
** نعيش حاليا فترة ذهبية ، فحكومتنا تدعم خططنا الحالية والمستقبلية ، كما لدينا أسواق واعدة استفادت ولاتزال تستفيد منها مشاريعنا من كوبا الى سيشل الى اليمن ثم السودان واخرى في كثير من بلدان العالم ، وكلها مشاريع مشجعة ، فحجم أعمالنا كما أعلنها الرئيس التنفيذي للشركة تصل الى أكثر من 60 مليار دولار في اكثر من 35 دولة ، والديار لا يمكن مقارنتها بأي شركة عقارية اخرى ،لأن الشركات الاخرى تقوم على الجانب الربحي فقط ، بينما الديار القطرية عندما تناقش مشروعا معينا ليس هدفها الربح فقط ، ولكن نستهدف أيضا دعم المجتمع ككل من توفر فرص عمل وانعاش الاقتصاد المحلي للدولة التي نستثمر فيها مشروعنا .
* هل هناك خطة للتوسع في الدول العربية ؟
** نحن بالفعل نغطي معظم الدول العربية ، في السودان ، مصر ، اريتريا ، المغرب ، تونس ، ليبيا ، سوريا ، سلطنة عمان ، وندرس حاليا عدة فرص لاقامة مشاريع في موريتانيا بتوجيه من مجلس إدارة الشركة .
* هل مشاريع الديار القطرية تسير بوتيرة متنامية أم هناك عقبات تسببت في تأجيل بعض المشاريع ؟
** تسير المشاريع بشكل جيد ، ولكن من الطبيعي ان تكون هناك بعض التحديات التي تواجه عملية تنفيذ المشاريع في كل الشركات وليست الديار القطرية تحديدا ، ولكن بالنسبة لنا فمشاريعنا تسير وفق جدولها الزمني مدفوعة بدعم حكومتنا وحكومة البلد الذي نقيم فيه المشروع .. لاسيما وان فرصتنا حاليا جيدة نتيجة الازمة العالمية في انتقاء الافضل من حيث المقاولين والموظفين لتنفيذ خطط الشركة ، وكما قلت نعيش فترة غنية من توافر المواد الداعمة لمسيرتنا .
استثمار الأزمة
* الى أي مدى كانت استفادة الديار القطرية من الأزمة العالمية؟
** لقد استفدنا بالفعل من الازمة وتداعياتها على الاقتصاد العالمي ، بل حصلنا على فرص استثمارية جيدة في هذا الوقت ، ولاحظ ان معظم مشاريع الديار القطرية لا تزال في بدايتها وهذا جنبنا الكثير من المشاكل ، لكن هناك شركات عقارية قطعت شوطا في تنفيذ مشاريعها وتأثرت بالأزمة لأنها لم تقم بدراسات كافية للمشاريع التي تنفذها الأمر الذي كبدها خسائر كبيرة ، وبعضها خرج بشكل نهائي من السوق .. على عكس شركة الديار القطرية التي تتأنى في دراسة المشروع ، وتنتقى الفرصة المناسبة ، وتختار الوقت المناسب لبيع او تأجير المشروع .
* مع تواتر أنباء عن عودة الانتعاش النسبي للاقتصاد العالمي ، هل يمكن التفكير في ضخ استثمارات جديدة للسوق الأوروبي ؟
** نملك شركة في اوروبا مهتمة بمشاريعنا في فرنسا وبريطانيا وايطاليا وسويسرا ، واستثمارنا في أوروبا كبير جدا يصل الى مليارات الدولارات ، أما التوسع في مشاريع جديدة ، فهذا يخضع لظروف السوق والفرص المتاحة وقيمة المشروع وجدواه الاقتصادية والسيولة المتاحة .
* هل للديار القطرية مشاريع فى أمريكا ؟
** لا .
* يمكنكم البحث عن فرص استثمارية فيها؟
** أي نقلة الى مناطق أو دول جديدة يكون بتوجه من مجلس ادارة الشركة ، بناء على عرض من الرئيس التنفيذي ، وذلك يعتمد على دراسة الفرص المتاحة ، وتوقيتها المناسب .
مشروع ديار دوشنبه
جدير بالذكر أن شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري أطلقت مؤخرا أول مشاريعها فى آسيا الوسطى وهو مشروع "ديار دوشنبه" فى العاصمة الطاجيكية وذلك فى حفل حضره فخامة رئيس جمهورية طاجيكستان امام علي رحمانوف والسيد غانم بن سعد آل سعد الرئيس التنفيذي للشركة والوزراء وكبار المسؤولين فى الحكومة الطاجيكية.
ويقام مشروع "ديار دوشنبه" المتوقع انجازه كاملا عام 2013 على مساحة 68 ألف متر مربع على واجهة بحيرة "جفانون" مقابل القصر الرئاسي ويتراوح حجم الاستثمار فيه مابين 150 الى 180 مليون دولار ويتم تنفيذه على عدة مراحل حسب متطلبات السوق المحلي .
ويضم المشروع الذى ستتولى تنفيذه "الديار القطرية_طاجيكستان" أبراجا سكنية فاخرة تحوي 300 شقة سكنية ومركزا للأعمال ومكاتب ومحال تجارية بالإضافة إلى فندق فئة الخمس نجوم يضم 128 غرفة ومراكز للتسوق والترفيه ومركزا للمؤتمرات يتسع لنحو 600 شخص الى جانب الحدائق وساحات التنزه الشاسعة المطلة على الواجهة المائية وحضانة وملاعب للأطفال .
والمشروع سيوفر مابين 400 الى 600 فرصة عمل لأبناء البلد .. وينفذ المشروع طبقا لأعلى المواصفات العالمية .. وقد يبدأ فريقا كاملا من شركة الديار خلال شهر سبتمبر الحالي زيارته لطاجيكستان بهدف متابعة وانجاز كافة الاجراءت تمهيدا للبدء بالأعمال التنفيذية للمشروع فضلا عن دراسة امكانية قيام مشاريع اخرى زراعية وتعليمية فى البلاد .
وأعلنت "الديار القطرية" التزامها بدعم التطور الإقتصادي في طاجيكستان من خلال المشروعات التطويرية للشركة.. وتستهدف أن يصبح "ديار دوشنبه" مشروعا متكاملاً ذا طراز رفيع يستقطب مواطني البلاد والأجانب للعيش والعمل في دوشنبه.
وتركز "الديار القطرية" على إنشاء مجمع سكني تجاري نابضا بالحياة يحقق أعلى معايير الجودة والرفاهية في عالم العقار وفق خطة استثمارية واقتصادية مدروسة ويوفر أرقى مستويات المعيشة .. مستفيدة بالإمكانات الكبيرة لمدينة دوشنبه لاحتضان مشروع تطويري ذي جدوى اقتصادية عالية ومستوى معيشي راقي.
وتهدف الديار القطرية أن يصبح مشروع "ديار دوشنبه" مقصداً متعدد الاستخدامات يضم مرافق سكنية وتجارية فاخرة ليستقطب مواطني البلاد والأجانب للعيش والعمل في دوشنبه ، حيث تتطلع الديار الى المساهمة وبفعالية واضحة في دعم وتلبية الطلب المتنامي على العقار في طاجيكستان كما تسعى لمواكبة التطور الاقتصادي والتجاري في البلاد.
ومشروع "ديار دوشنبه" يشير الى مدى تطور العلاقات بين طاجيكستان ودولة قطر ، كما ان المشروع يتضمن جوانب حيوية تختلط فيها الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. فهذا المشروع ليس اقتصاديا بحتا بل هو مشروع اجتماعي ثقافي كونه يضم رياضا للأطفال ومراكز رياضية وحدائق وغيرها .
هذا ، وتواجه شركة الديار القطرية - أكثر شركات الاستثمار العقاري فاعلية وإبداعاً في المنطقة - تداعيات الأزمة المالية العالمية بتكريس جل جهدها لتحقيق النمو المتواصل وبناء قاعدة عريضة من الصداقات والعملاء، بالإضافة الى احترامها لثقافة وتقاليد المجتمع الذي تعمل فيه.
وقد تأسست الديار القطرية في العام 2004 برأس مال يصل إلى مليار دولار من موارد قطر ، لمواكبة النمو الاقتصادي الهائل الذي تحققه دولة قطـر ولتنسيق أولويات التطوير بالدولة، لاسيما قطاع السياحة الراقية والمميزة وفق خطط دقيقة وكذلـك المجتمعات العمرانية الفاخرة ، وتستطيع الشركة أن تلعب دوراً بالغ الأهمية في تحفيز التنمية العقارية وجذب الفرص الأستثمارية في قطر والمنطقة برمتها. كما تسعى الديار القطرية من خلال رؤية استثمارية متميزة واستراتيجية جريئة في العمل، ومن خلال مجموعة من المشاريع التنموية والتطويرية التي تقوم بتنفيذها حالياً إلى احداث تغييرات مهمة في المفاهيم الاستثمارية السائدة في المنطقة.