fathi
09-09-2009, 08:10 PM
الدوحة – العرب- فتحي إبراهيم بيوض
يجب أن تقوم برحلة مضنية إذا أردت تجديد تأمين سيارتك «ضد الغير»؛ فمن شركة إلى أخرى ومن مكتبٍ إلى آخر؛ ستمضي بك الرحلة؛ فهذه الشركة تعتذر عن تأمين سيارتك ضد الغير، وتقترح عليك التأمين بضعف التكلفة، مع إضافة التأمين على الركاب؛ وتلك الشركة تؤكد لك أن تجديد تأمينك لا بد أن يكون من خلال الشركة المؤمن لديها سابقاً؛ أما بقية الشركات فتعرض عليك التأمين الشامل كحل لإنهاء الرحلة، لكن بتكلفة تتجاوز الـ2500 ريال بحسب نوع وتاريخ صنع السيارة؛ وفي نهاية المطاف عندما تصل إلى الشركة التي أمنت لديها سابقاً وتطلب تجديد تأمين سيارتك «ضد الغير» تصدمك عبارة مفادها «الشركة لا تستقبل إلا 50 مراجعا تأمين ضد الغير يومياً، اذهب الآن وعد غداً قبل الساعة السابعة صباحاً؛ لتتمكن من حجز دور لك في الطابور»...؟!
هذه الرحلة ليست من تكهنات البعض أو من أحاديث السمر؛ بل هي واقع يعاني منه أغلب من أراد تجديد تأمين سيارته «َضد الغير» بقصد تجديد استمارتها. عايشتها «العرب» في تقصيها عن صدقية شكاوي وردت على لسان عدد من أصحاب السيارات الذين طالبوا بإيجاد حل لهذه الرحلة الإجبارية.
رحلة مضنية
العرب اتجهت إلى المقر الرئيسي لإحدى شركات التأمين وعند السؤال عن التأمين ضد الغير كان الجواب صارماً: «لا يوجد سوى تأمين شامل أو تأمين ضد الغير. لكن مع الركاب بما يعني مضاعفة القيمة وإذا كنت مُصراً على تأمين ضد الغير اتجه إلى فرع الشركة في الصناعية، وهذه خريطة لمكان الفرع».
البحث عن المجهول
اتجهنا -وبحسب الخريطة- إلى فرع الشركة في الصناعية، وبعد عدة ساعات من البحث والتمحيص بالخريطة والسؤال التقينا بعدد من الباحثين أيضاً عن فرع الشركة، وقررنا إكمال طريق وعر غير معبد لربما نجد ضالتنا، وبالفعل بعد مسافة من السير البطيء جنباً إلى جنب مع الشاحنات وجدنا مقر فرع الشركة؛ وللحظة توقعنا أننا وجدنا ما نبحث عنه، لكن بمجرد دخولنا للفرع والسؤال عن معاملة تأمين ضد الغير جاء الرد صارخاً «لا يمكننا الآن إتمام الطلب فالشركة لا تستقبل سوى (50) معاملة تأمين ضد الغير يومياً؛ عودوا غداً قبل الساعة السابعة صباحا وحاولوا إيجاد مكان لكم في الطابور؛ حيث إن الشركة تبدأ عملها في الثامنة»...؟!
التأمين فجراً
بدأت المسيرة إلى شركة التأمين مع بزوغ شمس يوم رمضاني جديد؛ وكيف لا والشركة لا تستقبل أكثر من (50) مؤمناً ضد الغير يومياً أما أصحاب الأرقام من (51) فما أعلى فليس لهم إلا العودة فجر اليوم التالي على أن يبكروا قدر الإمكان.
الساعة: السابعة والنصف، المكان: أحد شوارع الصناعية غير المعبدة؛ السبب: انتظار فرع شركة تأمين حتى يبدأ باستقبال المراجعين؛ المنظر العام: تدافع وصيحات متواترة؛ و»نضال» من أجل تسجيل أول (50) اسم على ورقة أكل عليها عرق الأيادي وشرب؛ وبعد التسجيل تقاطر «سعداء الحظ» ليقفوا رتلاً منتظرين الدخول؛ وها هو أحد الموظفين يوصيهم بالصمت والصبر حتى يبدأ بإدخالهم فرداً فرداً ليفوزوا بتأمين ضد الغير.. وبعد ساعة ونصف خرج صاحب الرقم (1) من فرع الشركة منتشيا وعلى وجهه بسمة النصر، وبعده توالى أصحاب الأرقام «المميزة» بعد انتظار طويل.
العرب حضرت كل هذا وكانت شاهدة على مأساة أصحاب التأمين ضد الغير لتقطع شك معاناتهم بيقين ما تدعيه بعض شركات التأمين.
أحد موظفي الشركة أكد للعرب أن استقبال الـ(50) مراجعا هو قرار من الشركة نفسها، وأضاف: الشركات التي تعتذر عن التأمين ضد الغير وتطلب من العميل التأمين لدى الشركة التي أمن لديها سابقاً تكون بذلك قد خالفت القوانين، ولا يحق لها ذلك بحال من الأحوال، وأشار إلى أن بعض الشركات تتهرب من العملاء أصحاب التأمين ضد الغير؛ نظراً لانخفاض قيمة التأمين من هذا النوع.
التأمين قانوناً
وتتراوح تكلفة التأمين ضد الغير إلى (250) ريال تزيد قليلاً بحسب حجم محرك السيارة؛ بينما تبلغ قيمة التأمين الشامل (3000) ريال تزيد أو تقل بحسب نوع وتاريخ صنع السيارة، إلا أن التأمين ضد الغير هو الأقرب إلى جيوب أصحاب السيارات، خصوصاً أن شركات التأمين تشترط نسبة تحمل على صاحب التأمين الشامل بعد السنة الأولى من تأمينه.
وينظم تأمين المركبات في قطر قرار وزيـر الداخلية رقم (4) لسنة 1992م؛ حيث تم بموجبه توحيد الشروط الخاصة بكل من وثيقتـي التأمين الإجباري «لصالح الغير» والاختياري «لجسم المركبة» على المركبات الآلية، وأوجب القرار على شركات التأمين العاملة في الدولة إصدار الوثيقتين وفقاً للنموذجين المرافقين له والالتزام بالشروط وبالحـد الأقصى للتعريفـة الواردة في الجـداول الملحقة بكل وثيقة.
ووفقاً لشروط وثيقة التأمين الإجباري الموحـدة لصالح الغير، فإن المسئولية المدنية التي تلتزم شركات التأمين بتغطيتها تشمل المسئولية عن الأضرار المادية للممتلكات والأضرار الجسمانية (إصابة ـ وفاة) التي تلحق بالغير، مهما بلغت قيمة تعويض هذه الأضرار وطبقاً لما تقضي به المحكمة المختصة (دون سقف أعلى) بالإضافة لتغطية إضافية للركاب تقررها الوثيقة بشكل إجباري بالنسبة لأنواع معينة من المركبات مثل سيارات الأجرة والنقل العام للركاب وسيارات الإسعاف والمستشفيات، وما عداها من المركبات تكون تغطية ركابه اختيارية بناءً على رغبة مالك المركبة.
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=96696&issueNo=626&secId=16
يجب أن تقوم برحلة مضنية إذا أردت تجديد تأمين سيارتك «ضد الغير»؛ فمن شركة إلى أخرى ومن مكتبٍ إلى آخر؛ ستمضي بك الرحلة؛ فهذه الشركة تعتذر عن تأمين سيارتك ضد الغير، وتقترح عليك التأمين بضعف التكلفة، مع إضافة التأمين على الركاب؛ وتلك الشركة تؤكد لك أن تجديد تأمينك لا بد أن يكون من خلال الشركة المؤمن لديها سابقاً؛ أما بقية الشركات فتعرض عليك التأمين الشامل كحل لإنهاء الرحلة، لكن بتكلفة تتجاوز الـ2500 ريال بحسب نوع وتاريخ صنع السيارة؛ وفي نهاية المطاف عندما تصل إلى الشركة التي أمنت لديها سابقاً وتطلب تجديد تأمين سيارتك «ضد الغير» تصدمك عبارة مفادها «الشركة لا تستقبل إلا 50 مراجعا تأمين ضد الغير يومياً، اذهب الآن وعد غداً قبل الساعة السابعة صباحاً؛ لتتمكن من حجز دور لك في الطابور»...؟!
هذه الرحلة ليست من تكهنات البعض أو من أحاديث السمر؛ بل هي واقع يعاني منه أغلب من أراد تجديد تأمين سيارته «َضد الغير» بقصد تجديد استمارتها. عايشتها «العرب» في تقصيها عن صدقية شكاوي وردت على لسان عدد من أصحاب السيارات الذين طالبوا بإيجاد حل لهذه الرحلة الإجبارية.
رحلة مضنية
العرب اتجهت إلى المقر الرئيسي لإحدى شركات التأمين وعند السؤال عن التأمين ضد الغير كان الجواب صارماً: «لا يوجد سوى تأمين شامل أو تأمين ضد الغير. لكن مع الركاب بما يعني مضاعفة القيمة وإذا كنت مُصراً على تأمين ضد الغير اتجه إلى فرع الشركة في الصناعية، وهذه خريطة لمكان الفرع».
البحث عن المجهول
اتجهنا -وبحسب الخريطة- إلى فرع الشركة في الصناعية، وبعد عدة ساعات من البحث والتمحيص بالخريطة والسؤال التقينا بعدد من الباحثين أيضاً عن فرع الشركة، وقررنا إكمال طريق وعر غير معبد لربما نجد ضالتنا، وبالفعل بعد مسافة من السير البطيء جنباً إلى جنب مع الشاحنات وجدنا مقر فرع الشركة؛ وللحظة توقعنا أننا وجدنا ما نبحث عنه، لكن بمجرد دخولنا للفرع والسؤال عن معاملة تأمين ضد الغير جاء الرد صارخاً «لا يمكننا الآن إتمام الطلب فالشركة لا تستقبل سوى (50) معاملة تأمين ضد الغير يومياً؛ عودوا غداً قبل الساعة السابعة صباحا وحاولوا إيجاد مكان لكم في الطابور؛ حيث إن الشركة تبدأ عملها في الثامنة»...؟!
التأمين فجراً
بدأت المسيرة إلى شركة التأمين مع بزوغ شمس يوم رمضاني جديد؛ وكيف لا والشركة لا تستقبل أكثر من (50) مؤمناً ضد الغير يومياً أما أصحاب الأرقام من (51) فما أعلى فليس لهم إلا العودة فجر اليوم التالي على أن يبكروا قدر الإمكان.
الساعة: السابعة والنصف، المكان: أحد شوارع الصناعية غير المعبدة؛ السبب: انتظار فرع شركة تأمين حتى يبدأ باستقبال المراجعين؛ المنظر العام: تدافع وصيحات متواترة؛ و»نضال» من أجل تسجيل أول (50) اسم على ورقة أكل عليها عرق الأيادي وشرب؛ وبعد التسجيل تقاطر «سعداء الحظ» ليقفوا رتلاً منتظرين الدخول؛ وها هو أحد الموظفين يوصيهم بالصمت والصبر حتى يبدأ بإدخالهم فرداً فرداً ليفوزوا بتأمين ضد الغير.. وبعد ساعة ونصف خرج صاحب الرقم (1) من فرع الشركة منتشيا وعلى وجهه بسمة النصر، وبعده توالى أصحاب الأرقام «المميزة» بعد انتظار طويل.
العرب حضرت كل هذا وكانت شاهدة على مأساة أصحاب التأمين ضد الغير لتقطع شك معاناتهم بيقين ما تدعيه بعض شركات التأمين.
أحد موظفي الشركة أكد للعرب أن استقبال الـ(50) مراجعا هو قرار من الشركة نفسها، وأضاف: الشركات التي تعتذر عن التأمين ضد الغير وتطلب من العميل التأمين لدى الشركة التي أمن لديها سابقاً تكون بذلك قد خالفت القوانين، ولا يحق لها ذلك بحال من الأحوال، وأشار إلى أن بعض الشركات تتهرب من العملاء أصحاب التأمين ضد الغير؛ نظراً لانخفاض قيمة التأمين من هذا النوع.
التأمين قانوناً
وتتراوح تكلفة التأمين ضد الغير إلى (250) ريال تزيد قليلاً بحسب حجم محرك السيارة؛ بينما تبلغ قيمة التأمين الشامل (3000) ريال تزيد أو تقل بحسب نوع وتاريخ صنع السيارة، إلا أن التأمين ضد الغير هو الأقرب إلى جيوب أصحاب السيارات، خصوصاً أن شركات التأمين تشترط نسبة تحمل على صاحب التأمين الشامل بعد السنة الأولى من تأمينه.
وينظم تأمين المركبات في قطر قرار وزيـر الداخلية رقم (4) لسنة 1992م؛ حيث تم بموجبه توحيد الشروط الخاصة بكل من وثيقتـي التأمين الإجباري «لصالح الغير» والاختياري «لجسم المركبة» على المركبات الآلية، وأوجب القرار على شركات التأمين العاملة في الدولة إصدار الوثيقتين وفقاً للنموذجين المرافقين له والالتزام بالشروط وبالحـد الأقصى للتعريفـة الواردة في الجـداول الملحقة بكل وثيقة.
ووفقاً لشروط وثيقة التأمين الإجباري الموحـدة لصالح الغير، فإن المسئولية المدنية التي تلتزم شركات التأمين بتغطيتها تشمل المسئولية عن الأضرار المادية للممتلكات والأضرار الجسمانية (إصابة ـ وفاة) التي تلحق بالغير، مهما بلغت قيمة تعويض هذه الأضرار وطبقاً لما تقضي به المحكمة المختصة (دون سقف أعلى) بالإضافة لتغطية إضافية للركاب تقررها الوثيقة بشكل إجباري بالنسبة لأنواع معينة من المركبات مثل سيارات الأجرة والنقل العام للركاب وسيارات الإسعاف والمستشفيات، وما عداها من المركبات تكون تغطية ركابه اختيارية بناءً على رغبة مالك المركبة.
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=96696&issueNo=626&secId=16