المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطار دبي



عميد السوق
11-09-2009, 08:26 PM
اتحدت أزمة المرور الشديدة مع أسعار العقارات المحلقة عالياً، لتشكيل حافز سلبي إزاء إقامة النشاطات العملية في دبي.

لذلك، فإن هنالك بعض مفارقة من السخرية في أنه بينما يتم افتتاح المترو الجديد لمدينة دبي في الأسبوع المقبل، فإن مشاكلها المرورية قد خفت، حيث أصبحت ضحية للتراجع الاقتصادي.

غير أن التراجع الاقتصادي، والطرق التي تسير عليها المركبات براحة في الوقت الراهن، لا يمكنها أن تقلل من بهجة هذا الإنجاز المتمثل في الخط الأحمر الممتد لمسافة 52 كيلومترا، ولا على الكيفية التي من المحتمل أن يغير فيها الحياة في هذه الإمارة نحو الأفضل.

ولم يستغرق إنشاء هذا المترو سوى ثلاث سنوات، ومن المقرر أن يتم افتتاحه من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، في الموعد الرمزي المميز في التاسع من الشهر التاسع من عام 2009.

سوف تتوافر في البداية خدمة محددة في عشر محطات من أصل 29 محطة، كما تم تأجيل افتتاح خط أخضر آخر حتى العام المقبل. غير أن سلطة الطرق والنقل تقول إن الخط الأحمر الذي يبدأ بالقرب من مطار دبي الدولي، يسير تحت الأرض في خليج دبي، ويتبع مسيرته الشاطئية باتجاه جبل علي، سوف يعمل بطاقته الكاملة خلال الأشهر القليلة المقبلة.

هكذا فإن من المتوقع أن يكون هذا الخط تعزيزاً مهماً لميزة دبي التنافسية، وطموحاتها لتطوير العناصر الرئيسية لاقتصادها المتمثل في التجارة، والسياحة، وخدمات النشاطات العملية.

أعدت سلطة الطرق والنقل عربات قطار مخصصة للنساء لتهدئة المخاوف من حدوث التحرش، كما أن هنالك عربة للشخصيات المهمة في كل قطار لإغراء المواطنين من ذوي المكانة الرفيعة، والأكثر ثراءً.

ظلت المواصلات العامة التي ما زالت في الوقت الراهن مقتصرة على الحافلات، وعلى خط سكة حديدية خفيف يصل إلى مشروع "الجميرا بالم" على الأرض المدفونة في البحر، حيث إن من يستخدم المواصلات العامة هم العاملون من ذوي الدخل المتدني.

ويميل المواطنون والمغتربون الغربيون إلى استخدام السيارات الخاصة وسيارات الأجرة.

يقول بيمان يونس برهم، مدير التسويق واتصالات الشركات في سلطة الطرق والنقل، إن مؤشرات القياس تفيد بأن التعود على استخدام المواصلات العامة، يستغرق في العادة نحو ستة أشهر لكي يترسخ.

ويضيف أنه حتى لو استخدم الناس القطار لمرة واحدة في الأسبوع، فإن من شأن ذلك أن يخفض الازدحام بصورة فورية.

إن مواطني دبي معتادون على استخدام المواصلات العامة في الخارج، وإننا بحاجة إلى التحول باتجاه عقلية تستخدم المواصلات العامة، حيث هنالك عدة أسباب لاستخدامها تراوح بين السلامة ورعاية البيئة، أو الانتقال من مكان إلى آخر دون مشاحنات.

إن نجاح أو فشل المترو سوف يؤثر كذلك في الخطط الخاصة بالبنية التحتية لمواصلات وطنية عامة في الإمارات. ويضم ذلك خدمة قطارات بين الإمارات تستهدف في الأساس تخليص الطرق من الحمولات الثقيلة، ولكنها يفترض أن ترتبط في النهاية بخدمات النقل عبر الخليج.

هنالك في دبي نفسها خطط لإنشاء خطي مترو آخرين من المطار الحالي، حيث يدوران حول المدينة وصولاً إلى مطار آل مكتوم الجديد، الخاص بشركة دبي العالمية في منطقة جبل علي.وبينما عادت هموم ديون دبي لتطارد تمويلها، ارتفعت تكاليف إنشاء المترو بشدة، حيث زادت بنسبة 80 في المائة على الأرقام الأصلية المقدرة بـ 28 مليار درهم إماراتي (7.6 مليار دولار أمريكي)، فيما يتعلق بأول خطين.الأمر الأكثر من ذلك هو ظهور تقارير عن خلافات بين متعهدي إنشاء المترو، وسلطة الطرق والنقل حول الدفعات النقدية، وحول احتمالات عجز في الطاقة.أكد مطر الطاير المدير التنفيذي لسلطة الطرق والموانئ، هذا الأسبوع، أن هنالك بعض الخلافات، ولكنه قال إنه قد تم تعيين مستشارين لحل القضايا القائمة، كما أن لدى الحكومة أموالاً كافية لإتمام هذا العمل.

السؤال الأوسع نطاقاً هو: كم عدد الناس الذين سوف يتخلون عن سياراتهم في جو الخليج شديد الحرارة صيفاً، وما إذا كان نظام النقل الشامل الذي يستهدف نقل 1.2 مليون مسافر يومياً لدى اكتمال المشروع، سوف يكون خياراً لكل الطبقات الاجتماعية في دبي.

يقول رامون وهو مدير أحد المكاتب: أتطلع قدماً إلى المترو الذي سوف يقلص من الوقت الذي أقضيه في الحافلة، ولكنني متخوف من الوصول إلى مكتبي انطلاقاً من المحطة.

وجود ضريبة طرق، إضافة إلى الزيادة المستمرة في تكاليف مواقع إيقاف السيارات، يعملان على إيجاد حافز متعلق بالتكلفة، من أجل إحداث تحول نحو النقل العام. غير أن المستشارين يقولون إن على حكومة دبي أن تعالج مسألة أسعار السيارات، التي ساعدت على دعم إنشاء خطوط المترو في مدن أخرى.

يقول أحد المستشارين إن المشكلة هي أنك بحاجة إلى استخدام الحافلات لكي تصل إلى محطة المترو. ولذلك فإنه رغم الطرق الإضافية المغذية للحركة، فإن هذه المشكلة سوف تقلل من جاذبية استخدام المترو لدى عدد كبير من الناس، وبالذات المجموعات الأرفع مكانة والأكثر غنى.

تخطط سلطة الطرق والنقل لإطلاق 400 حافلة على الطرق المؤدية إلى محطات المترو، حيث تم افتتاح 17 طريقاً منها هذا الأسبوع. إن وجود مزيد من أماكن انتظار الحافلات المكيفة، سوف يعني أن محطة المترو لن تبتعد بأكثر من 450 متراً عن الأماكن التي تصل إليها الحافلات.

سوف تتم زيادة أطوال الطرق الدائرية من نحو 100 كيلومتر هذا العام، إلى 1000 كيلومتر خلال السنوات الـ 11 المقبلة.

وبالاستفادة من خبرة سنغافورة في هذا المجال، تنفذ سلطة الطرق والنقل دراسات جدوى لإنشاء أنفاق مسيطر عليها حرارياً بين المباني، وذلك لتشجيع الناس على المشي، حتى خلال فصل الصيف.

يقول هذا المستشار: إن افتتاح المترو سيغير طريقة حياة الناس هنا