السهم الملتهب
13-09-2009, 04:58 AM
أصول جهاز الاستثمار تفوق 100 مليار ريال في عام
2009-09-13
الدوحة - محمد عمار
قدر رجال أعمال وخبراء قطريون أن استثمارات جهاز قطر للاستثمار والسيولة التي ضخها بالسوق المحلية منذ بداية الأزمة المالية العالمية قد فاقت 100 مليار ريال مستندين في ذلك إلى جملة من العوامل منها ما يتعلق بتصريحات الحكومة عند لقائها رجال الأعمال بأن الجهاز ساند الاقتصاد الوطني بما يصل إلى 60 مليار ريال ومنها ما يتعلق بالاستثمارات الضخمة خارجيا سواء في قطاع السيارات الألمانية والصفقة الضخمة المقدرة بـ7 مليارات يورو، أو عن طريق اقتناص فرص استثمارية ناجحة في مجالي العقار والخدمات.
وقال الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر لـ «العرب»: «إن جهاز قطر للاستثمار يستثمر للأجيال المقبلة وهو عابر للحدود وليس له مكان معين.. بل يبحث عن أية فرصة استثمارية ناجحة، وأولوية الاستثمارات تبقى في الداخل لكن ما دامت الأمور الداخلية تسير على الوجه المطلوب فإن التوجه خارجا يظل خيارا.
وأضاف الشيخ خليفة أن حجم استثمارات الصندوق قد فاق 100 مليار ريال بكثير عند النظر إلى كم الاستثمارات المتنوعة والتي حققها الجهاز أو عن طريق فروعه العام الحالي».
ويعتقد الشيخ خليفة أنه إذا كان مناخ الاستثمار في الولايات المتحدة سيئا بالنسبة لصناديق الثروة السيادية، فإن الدول التي تملك احتياطيات كبيرة من الدولار (وهي التي تملك معظم صناديق الثروة السيادية) ومنها دولة قطر يمكن لها أن تبحث عن بدائل. واليورو يثبت فعلا أنه جذاب بشكل متزايد كعملة احتياطية بدلاً من الدولار لذلك فإنه تم التوجه نحو ألمانيا وفرنسا والعديد من بلدان أوروبا الاسكندنافية.
واستطرد الشيخ خليفة بن جاسم قائلا: «في السابق اعتادت الدول النفطية على الاستثمار في أسواق الأوراق المالية في الدول المتقدمة إمعانا في التحفظ مرات، وقلة تجربة في مجال الاستثمارات الأخرى، وعدم توافر فرص استثمارية في غير الدول الغربية، ولكن خريطة النمو الاقتصادي والفرص الاستثمارية الواعدة تغيرت كثيرا.
فنمو الصين والهند ودول أميركا اللاتينية وحتى بعض دول الشرق الأوسط أوجد بدائل أفضل، كذلك أسهم في هذه الظاهرة البحث عن عوائد أفضل، خاصة بعد انخفاض الفوائد في الكثير من الدول ذات الأسواق المالية العميقة، خاصة أميركا.
وتقدر تقارير صندوق النقد الدولي أن قطر جاءت في المرتبة الرابعة خليجيا من حيث رصيد الموجودات الأجنبية بنحو 130 مليار دولار بعد كل من السعودية التي تمتلك أعلى رصيد موجودات أجنبية بقيمة 550 مليار دولار ثم الكويت بنحو 230 مليار دولار ثم الإمارات بنحو 180 مليار دولار، ويأتي خلف قطر كل من عُمان والبحرين ما دون 20 مليار دولار. ووفقا لهذين المعيارين، فإن 4 دول خليجية هي: المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت وقطر ستكون في وضع أفضل من حيث التوسع في الإنفاق حتى في ظل الأزمة الراهنة.
استثمارات موجَّهة
وقال محمد بن طوار الكواري: «نشعر بالسعادة عند السماع أن قطر تستثمر في واحدة من كبريات مجموعات السيارات على مستوى العالم، وإحدى كبريات المجموعات الصناعية في أوروبا.
فهذه الصفقة تتسق مع رؤية قطر في الاستثمار في شركات عالمية كبرى بمقدورها أن تفيد قطر من خلال تنويع مصادر اقتصادنا الوطني، وتحقيق عائدات مالية مستقرة على المدى الطويل».
وأضاف أن إبرام مثل هذه الصفقات الموجهة يعتبر إضافة كبيرة لمحفظتنا الاستثمارية وستجلب فوائد إضافية لقطر في مجالات البحث والتطوير والتكنولوجيا والتدريب.
من جانبه، قال الدكتور حسين العبدالله نائب رئيس مجلس إدارة «قطر القابضة» سابقا: «إن قطر ستواصل تنويع محفظتها الاستثمارية العالمية والاتفاق مع بورشه يعتبر خطوة مهمة أخرى تخطوها قطر في هذا الدرب، إنه استثمار مهم لـ «قطر القابضة».. وستؤسس بورشه مراكز في الدوحة تعنى بالبحث والتطوير والاختبار، كما اتفقت مع قطر القابضة على بحث سبل أخرى للتعاون في مجالات البحث والتطوير والخدمات التقنية والدعم في دولة قطر.
كان جهاز قطر للاستثمار قد أعلن أنه لا يخطط لإجراء أي استثمارات في الأشهر الستة المقبلة، وقام بتعديل استراتيجيته بعد تداعيات الأزمة المالية بالتركيز أكثر على السلع الأولية والطاقة، ويقدر أصوله الاستثمارية بأكثر من 60 مليار دولار، وشرع الجهاز بمراجعة استراتيجيته؛ حيث سيركز على قطاعات السلع الأولية والأغذية والطاقة والمياه
كما يخطط الجهاز لإصدار سندات لجمع أموال لدعم التنمية في قطاع الطاقة، ودعم شركة «قطر للبترول»؛ لأنها لا تستطيع الاقتراض بتكلفة معقولة.
وقال أحد أعضاء مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار في يوليو الماضي إن جهاز قطر للاستثمار يرى تغيرات هيكلية في السلع الأولية بسبب نمو الطبقات المتوسطة في الصين والهند، وإن أسعار السلع الأولية سترتفع لأن الصين والهند تشهدان نموا بنسبة %6 و%3.
وأضاف أن الجهاز سيحتفظ بأصوله المقومة بالدولار في الوقت الحالي، لكنه لا يعرف إذا ما كان سيواصل العمل بهذه السياسة في الأجل الطويل. وانخفضت استثمارات الجهاز بأقل من %20 العام الماضي.
استعادة الثقة
من جهته بيَّن الخبير المالي محمد الهيدوس أن جهاز قطر للاستثمار اتخذ عدة قرارات جيدة، خاصة على المستوى المحلي والتي مكَّنت من دعم السوق واستعادة الثقة، خاصة أن جهاز الاستثمار تأخر كثيرا في الاستثمار داخل قطر.. وأضاف: كان لابد من تدخل قوي من أعلى جهة استثمارية للدولة بعدما عرفت أسهم الشركات تهاويا دراماتيكيا، لا علاقة له بواقع الأداء الجيد لهذه الشركات.. مشيراً إلى أن ضخ ما بين 50 و60 مليار ريال بالسوق المحلية أسهم في إنعاش الاقتصاد ومواصلة النمو.
واتفق المحلل المالي نضال الخولي مع الهيدوس حول تدخلات جهاز الاستثمار في السوق المحلية وقال إنه أثر بشكل جيد على أداء البورصة وأعادها إلى الطريق الصواب في وقت هوت فيه العديد من البورصات العالمية.. ومجرد تدخل الحكومة يعطي ثقة أكبر للمستثمرين.. ويؤكد للمشككين أن الاقتصاد لن يتأثر وأن الحكومة ستتدخل لتمنع أي انهيارات ممكنة سواء في سوق المال أو المجالات الأخرى.
ووصف قرار الحكومة بالنسبة لتوجهات الصندوق السيادي بالحكيمة، خاصة أنه دعم أهم قطاع تسبب في الأزمة المالية في العالم وهو قطاع البنوك، ولا داعي إذن للتشكيك في ضمان ودائعه، وضمان استمرار لهذه المؤسسات؛ لأن هذه الأخيرة صارت مدعومة من قِبَل الدولة.
4.5 مليار يورو في القطاع العقاري الفرنسي
كانت صحيفة «لوموند» الفرنسية قد قالت مؤخرا إن فرنسا تسعى لاستقطاب الاستثمارات القطرية وتعزيزها، مشيرة إلى أنها تشمل العديد من القطاعات من خلال دخولها في جملة من المشاريع في مجالات مختلفة على غرار القطاع الصناعي والقطاع العقاري، مشيرة في هذا الصدد إلى أن قطر حاضرة بشكل كبير في بعض المجمعات الصناعية الكبرى الفرنسية، وقال المصدر ذاته إن جهاز قطر للاستثمار يمتلك نحو %5.1 من أسهم المجمع الصناعي الفرنسي لاغاردير ونحو %2.98 لشركة سيوز وسيجليك بعد توقيعه عقد بيع مع مجموعة «أل بي أوفرانس» من خلال شركة ديار القطرية، وذلك مقابل 1.7 مليار يورو (2.6 مليار دولار)، وقالت الصحيفة الفرنسية إن قيمة العقارات التي يملكها جهاز قطر للاستثمار في فرنسا تبلغ نحو 4.5 مليار يورو من جملة أصول تبلغ قيمتها 42.5 مليار يورو أي نحو 60 مليار دولار يملكها الجهاز.
مشاريع مستقبلية
تخطط شركة قطر القابضة الذراع الاستثمارية لجهاز قطر للاستثمار لتصبح أكبر مساهم في شركة عقارات سونغبرد بعد إعلان استكمال رأس المال المقترح وتسديد القروض من قِبَل الشركة التي تمتلك %60.8 من مجموعة كاناري وورف، الشركة العاملة في مجال الاستثمار والتنمية العقارية التي تملك أكثر من 7 ملايين قدم مربع من المكاتب والمتاجر في بريطانيا. ووافقت «قطر القابضة» على المشاركة الكاملة في العرض لزيادة نسبة مساهمتها في الشركة الحالية لأكثر من %14.8 من جميع المساهمين الآخرين، إضافة إلى الاستثمار في الأسهم الممتازة. وأوضحت «قطر القابضة» أن هذه الصفقة ستزيد الثقة بالإدارة الحالية للشركة وتعزز من مرونة وجاذبية أصول شركة كاناري وورف، باعتبارها وجهة مالية أولى في المملكة المتحدة.
* أهم عمليات جهاز قطر للاستثمار
كانت آخر المستجدات على مستوى الاستثمار الخارجي لجهاز قطر للاستثمار هو ما أعلنته الحكومة بأن الجهاز اشترى حصة %17 في شركة فولفاجن الألمانية و%10 من أسهم بورشيه أي ما يعادل نحو 7 مليارات يورو، إضافة إلى توجه الأنظار نحو مصر وآسيا الوسطى باستثمارات كبيرة تصل إلى 40 مليار جنيه مصري. أما على مستوى الاستثمار الداخلي فقد قام جهاز قطر منذ مرور عام على بداية الأزمة بضخ ما بين 50 و60 مليار ريال في السوق المحلية لدفع وإنعاش الاقتصاد والمحافظة على المشاريع الضخمة الموجودة حاليا. وكان الجهاز قد رفع حصته في رأسمال شركة متاجر التجزئة البريطانية «سينسبري» إلى %26 في شهر يوليو 2008، وبذلك تصل حصة القطريين في الشركة التي تعد ثالث أكبر شركات متاجر السوبر ماركت في بريطانيا إلى نحو 455 مليون سهم. وتمتلك سينسبري، إلى جانب سلسلة المتاجر، مجموعة من الأملاك العقارية والاستثمارات المصرفية التي تبلغ قيمتها قرابة 12 مليار دولار، ويعمل لديها 155 ألف موظف في 760 فرعاً.
كما رفع جهاز قطر للاستثمار في يوليو 2008 أيضا مساهمته في بنك باركليز البريطاني إلى %6.42 ليصبح أكبر مساهم في البنك.
%20 من رأسمال بورصة لندن
في سعيها للاستفادة من مركزيتها المالية الأوروبية والعالمية، اشترى جهاز الاستثمار القطري %20 من الشركة المالكة لبورصة لندن. ويعد هذا الاستثمار طويل الأمد وفقا لتصريحات الجهاز القطري حين إتمام عملية الشراء العام الماضي. وتعتبر بورصة لندن أكبر أسواق المال الأوروبية والتي أكد مسؤولو الجهاز الاستثماري القطري لدى بيع %25 من رأسمال سوق الدوحة للأوراق المالية لشركة نيويورك يورونكست، أن تواصلا دائما يجمع بين الطرفين. وتتشارك دبي مع قطر في أبرز حصة من رأسمال السوق البريطانية.
%75 من بورصة قطر
بعد إتمام بيع %25 من بورصة قطر إلى شركة نيويورك يورونكست فقد تبقى %75 من رأسمال السوق لصالح الجهاز القطري الذي ينوي إجراء اكتتاب عام للمواطنين لدى إتمام تحويل السوق إلى شركة. وبما أن عملية بيع ربع السوق قد تمت بمقدار 250 مليون دولار، فإن القيمة الإجمالية للسوق تصل إلى مليار دولار.
وتقوم «يورونكست» سوق نيويورك للأوراق المالية بتشغيل مجموعة أسواق التداول الرائدة والأكثر سيولة في العالم، وتنتشر مجموعات أسواقها في ستة بلدان، ومن بين هذه المجموعات سوق نيويورك للأوراق المالية، وهي أكبر سوق للأسهم والأوراق المالية العادية في العالم إضافة إلى يورونكست التي تعد أكبر سوق للأسهم والأوراق المالية العادية في المنطقة الأوروبية.
%5 من مجموعة «رافاييل ميديكال» في سنغافورة
يمتلك الجهاز الاستثماري %5 من رأسمال شركة Raffles Medical Group في سنغافورة التي تأسست عام 1976. وباتت هذه الشركة من أكبر المؤسسات المتخصصة في العناية الطبية حول العالم عبر خدمتها نحو مليون مراجع في 5500 عيادة، في سنغافورة وهونغ كونغ. وتقدم الشركات بالإضافة للخدمات العلاجية خدمة تأمينية، وتتبع لها شركات لصناعة الأدوية وغيرها.
%5.1 من «لاغاردير» الفرنسية
يمتلك الجهاز ما يزيد على %5 من شركة Lagardere الفرنسية المشهورة بعدة مجالات استثمارية من أبرزها الحقل الإعلامي. ويبرز من تعاقدات الشركة واستثماراتها علاقات واسعة بـ «تايم وورنر»، و «كانال بلاس» و «فيفندي يونيفرسال». وتمتلك الشركة موجودات في إسبانيا وفرنسا وقامت بشراء مواقع إخبارية متخصصة بالإعلام الرياضي وشركات معنية بحقوق البث الرياضي في السويد. وتتبع الشركة وهي قابضة أربع شركات عاملة في ميادين مصاحبة للإعلام الرياضي.
2009-09-13
الدوحة - محمد عمار
قدر رجال أعمال وخبراء قطريون أن استثمارات جهاز قطر للاستثمار والسيولة التي ضخها بالسوق المحلية منذ بداية الأزمة المالية العالمية قد فاقت 100 مليار ريال مستندين في ذلك إلى جملة من العوامل منها ما يتعلق بتصريحات الحكومة عند لقائها رجال الأعمال بأن الجهاز ساند الاقتصاد الوطني بما يصل إلى 60 مليار ريال ومنها ما يتعلق بالاستثمارات الضخمة خارجيا سواء في قطاع السيارات الألمانية والصفقة الضخمة المقدرة بـ7 مليارات يورو، أو عن طريق اقتناص فرص استثمارية ناجحة في مجالي العقار والخدمات.
وقال الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر لـ «العرب»: «إن جهاز قطر للاستثمار يستثمر للأجيال المقبلة وهو عابر للحدود وليس له مكان معين.. بل يبحث عن أية فرصة استثمارية ناجحة، وأولوية الاستثمارات تبقى في الداخل لكن ما دامت الأمور الداخلية تسير على الوجه المطلوب فإن التوجه خارجا يظل خيارا.
وأضاف الشيخ خليفة أن حجم استثمارات الصندوق قد فاق 100 مليار ريال بكثير عند النظر إلى كم الاستثمارات المتنوعة والتي حققها الجهاز أو عن طريق فروعه العام الحالي».
ويعتقد الشيخ خليفة أنه إذا كان مناخ الاستثمار في الولايات المتحدة سيئا بالنسبة لصناديق الثروة السيادية، فإن الدول التي تملك احتياطيات كبيرة من الدولار (وهي التي تملك معظم صناديق الثروة السيادية) ومنها دولة قطر يمكن لها أن تبحث عن بدائل. واليورو يثبت فعلا أنه جذاب بشكل متزايد كعملة احتياطية بدلاً من الدولار لذلك فإنه تم التوجه نحو ألمانيا وفرنسا والعديد من بلدان أوروبا الاسكندنافية.
واستطرد الشيخ خليفة بن جاسم قائلا: «في السابق اعتادت الدول النفطية على الاستثمار في أسواق الأوراق المالية في الدول المتقدمة إمعانا في التحفظ مرات، وقلة تجربة في مجال الاستثمارات الأخرى، وعدم توافر فرص استثمارية في غير الدول الغربية، ولكن خريطة النمو الاقتصادي والفرص الاستثمارية الواعدة تغيرت كثيرا.
فنمو الصين والهند ودول أميركا اللاتينية وحتى بعض دول الشرق الأوسط أوجد بدائل أفضل، كذلك أسهم في هذه الظاهرة البحث عن عوائد أفضل، خاصة بعد انخفاض الفوائد في الكثير من الدول ذات الأسواق المالية العميقة، خاصة أميركا.
وتقدر تقارير صندوق النقد الدولي أن قطر جاءت في المرتبة الرابعة خليجيا من حيث رصيد الموجودات الأجنبية بنحو 130 مليار دولار بعد كل من السعودية التي تمتلك أعلى رصيد موجودات أجنبية بقيمة 550 مليار دولار ثم الكويت بنحو 230 مليار دولار ثم الإمارات بنحو 180 مليار دولار، ويأتي خلف قطر كل من عُمان والبحرين ما دون 20 مليار دولار. ووفقا لهذين المعيارين، فإن 4 دول خليجية هي: المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت وقطر ستكون في وضع أفضل من حيث التوسع في الإنفاق حتى في ظل الأزمة الراهنة.
استثمارات موجَّهة
وقال محمد بن طوار الكواري: «نشعر بالسعادة عند السماع أن قطر تستثمر في واحدة من كبريات مجموعات السيارات على مستوى العالم، وإحدى كبريات المجموعات الصناعية في أوروبا.
فهذه الصفقة تتسق مع رؤية قطر في الاستثمار في شركات عالمية كبرى بمقدورها أن تفيد قطر من خلال تنويع مصادر اقتصادنا الوطني، وتحقيق عائدات مالية مستقرة على المدى الطويل».
وأضاف أن إبرام مثل هذه الصفقات الموجهة يعتبر إضافة كبيرة لمحفظتنا الاستثمارية وستجلب فوائد إضافية لقطر في مجالات البحث والتطوير والتكنولوجيا والتدريب.
من جانبه، قال الدكتور حسين العبدالله نائب رئيس مجلس إدارة «قطر القابضة» سابقا: «إن قطر ستواصل تنويع محفظتها الاستثمارية العالمية والاتفاق مع بورشه يعتبر خطوة مهمة أخرى تخطوها قطر في هذا الدرب، إنه استثمار مهم لـ «قطر القابضة».. وستؤسس بورشه مراكز في الدوحة تعنى بالبحث والتطوير والاختبار، كما اتفقت مع قطر القابضة على بحث سبل أخرى للتعاون في مجالات البحث والتطوير والخدمات التقنية والدعم في دولة قطر.
كان جهاز قطر للاستثمار قد أعلن أنه لا يخطط لإجراء أي استثمارات في الأشهر الستة المقبلة، وقام بتعديل استراتيجيته بعد تداعيات الأزمة المالية بالتركيز أكثر على السلع الأولية والطاقة، ويقدر أصوله الاستثمارية بأكثر من 60 مليار دولار، وشرع الجهاز بمراجعة استراتيجيته؛ حيث سيركز على قطاعات السلع الأولية والأغذية والطاقة والمياه
كما يخطط الجهاز لإصدار سندات لجمع أموال لدعم التنمية في قطاع الطاقة، ودعم شركة «قطر للبترول»؛ لأنها لا تستطيع الاقتراض بتكلفة معقولة.
وقال أحد أعضاء مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار في يوليو الماضي إن جهاز قطر للاستثمار يرى تغيرات هيكلية في السلع الأولية بسبب نمو الطبقات المتوسطة في الصين والهند، وإن أسعار السلع الأولية سترتفع لأن الصين والهند تشهدان نموا بنسبة %6 و%3.
وأضاف أن الجهاز سيحتفظ بأصوله المقومة بالدولار في الوقت الحالي، لكنه لا يعرف إذا ما كان سيواصل العمل بهذه السياسة في الأجل الطويل. وانخفضت استثمارات الجهاز بأقل من %20 العام الماضي.
استعادة الثقة
من جهته بيَّن الخبير المالي محمد الهيدوس أن جهاز قطر للاستثمار اتخذ عدة قرارات جيدة، خاصة على المستوى المحلي والتي مكَّنت من دعم السوق واستعادة الثقة، خاصة أن جهاز الاستثمار تأخر كثيرا في الاستثمار داخل قطر.. وأضاف: كان لابد من تدخل قوي من أعلى جهة استثمارية للدولة بعدما عرفت أسهم الشركات تهاويا دراماتيكيا، لا علاقة له بواقع الأداء الجيد لهذه الشركات.. مشيراً إلى أن ضخ ما بين 50 و60 مليار ريال بالسوق المحلية أسهم في إنعاش الاقتصاد ومواصلة النمو.
واتفق المحلل المالي نضال الخولي مع الهيدوس حول تدخلات جهاز الاستثمار في السوق المحلية وقال إنه أثر بشكل جيد على أداء البورصة وأعادها إلى الطريق الصواب في وقت هوت فيه العديد من البورصات العالمية.. ومجرد تدخل الحكومة يعطي ثقة أكبر للمستثمرين.. ويؤكد للمشككين أن الاقتصاد لن يتأثر وأن الحكومة ستتدخل لتمنع أي انهيارات ممكنة سواء في سوق المال أو المجالات الأخرى.
ووصف قرار الحكومة بالنسبة لتوجهات الصندوق السيادي بالحكيمة، خاصة أنه دعم أهم قطاع تسبب في الأزمة المالية في العالم وهو قطاع البنوك، ولا داعي إذن للتشكيك في ضمان ودائعه، وضمان استمرار لهذه المؤسسات؛ لأن هذه الأخيرة صارت مدعومة من قِبَل الدولة.
4.5 مليار يورو في القطاع العقاري الفرنسي
كانت صحيفة «لوموند» الفرنسية قد قالت مؤخرا إن فرنسا تسعى لاستقطاب الاستثمارات القطرية وتعزيزها، مشيرة إلى أنها تشمل العديد من القطاعات من خلال دخولها في جملة من المشاريع في مجالات مختلفة على غرار القطاع الصناعي والقطاع العقاري، مشيرة في هذا الصدد إلى أن قطر حاضرة بشكل كبير في بعض المجمعات الصناعية الكبرى الفرنسية، وقال المصدر ذاته إن جهاز قطر للاستثمار يمتلك نحو %5.1 من أسهم المجمع الصناعي الفرنسي لاغاردير ونحو %2.98 لشركة سيوز وسيجليك بعد توقيعه عقد بيع مع مجموعة «أل بي أوفرانس» من خلال شركة ديار القطرية، وذلك مقابل 1.7 مليار يورو (2.6 مليار دولار)، وقالت الصحيفة الفرنسية إن قيمة العقارات التي يملكها جهاز قطر للاستثمار في فرنسا تبلغ نحو 4.5 مليار يورو من جملة أصول تبلغ قيمتها 42.5 مليار يورو أي نحو 60 مليار دولار يملكها الجهاز.
مشاريع مستقبلية
تخطط شركة قطر القابضة الذراع الاستثمارية لجهاز قطر للاستثمار لتصبح أكبر مساهم في شركة عقارات سونغبرد بعد إعلان استكمال رأس المال المقترح وتسديد القروض من قِبَل الشركة التي تمتلك %60.8 من مجموعة كاناري وورف، الشركة العاملة في مجال الاستثمار والتنمية العقارية التي تملك أكثر من 7 ملايين قدم مربع من المكاتب والمتاجر في بريطانيا. ووافقت «قطر القابضة» على المشاركة الكاملة في العرض لزيادة نسبة مساهمتها في الشركة الحالية لأكثر من %14.8 من جميع المساهمين الآخرين، إضافة إلى الاستثمار في الأسهم الممتازة. وأوضحت «قطر القابضة» أن هذه الصفقة ستزيد الثقة بالإدارة الحالية للشركة وتعزز من مرونة وجاذبية أصول شركة كاناري وورف، باعتبارها وجهة مالية أولى في المملكة المتحدة.
* أهم عمليات جهاز قطر للاستثمار
كانت آخر المستجدات على مستوى الاستثمار الخارجي لجهاز قطر للاستثمار هو ما أعلنته الحكومة بأن الجهاز اشترى حصة %17 في شركة فولفاجن الألمانية و%10 من أسهم بورشيه أي ما يعادل نحو 7 مليارات يورو، إضافة إلى توجه الأنظار نحو مصر وآسيا الوسطى باستثمارات كبيرة تصل إلى 40 مليار جنيه مصري. أما على مستوى الاستثمار الداخلي فقد قام جهاز قطر منذ مرور عام على بداية الأزمة بضخ ما بين 50 و60 مليار ريال في السوق المحلية لدفع وإنعاش الاقتصاد والمحافظة على المشاريع الضخمة الموجودة حاليا. وكان الجهاز قد رفع حصته في رأسمال شركة متاجر التجزئة البريطانية «سينسبري» إلى %26 في شهر يوليو 2008، وبذلك تصل حصة القطريين في الشركة التي تعد ثالث أكبر شركات متاجر السوبر ماركت في بريطانيا إلى نحو 455 مليون سهم. وتمتلك سينسبري، إلى جانب سلسلة المتاجر، مجموعة من الأملاك العقارية والاستثمارات المصرفية التي تبلغ قيمتها قرابة 12 مليار دولار، ويعمل لديها 155 ألف موظف في 760 فرعاً.
كما رفع جهاز قطر للاستثمار في يوليو 2008 أيضا مساهمته في بنك باركليز البريطاني إلى %6.42 ليصبح أكبر مساهم في البنك.
%20 من رأسمال بورصة لندن
في سعيها للاستفادة من مركزيتها المالية الأوروبية والعالمية، اشترى جهاز الاستثمار القطري %20 من الشركة المالكة لبورصة لندن. ويعد هذا الاستثمار طويل الأمد وفقا لتصريحات الجهاز القطري حين إتمام عملية الشراء العام الماضي. وتعتبر بورصة لندن أكبر أسواق المال الأوروبية والتي أكد مسؤولو الجهاز الاستثماري القطري لدى بيع %25 من رأسمال سوق الدوحة للأوراق المالية لشركة نيويورك يورونكست، أن تواصلا دائما يجمع بين الطرفين. وتتشارك دبي مع قطر في أبرز حصة من رأسمال السوق البريطانية.
%75 من بورصة قطر
بعد إتمام بيع %25 من بورصة قطر إلى شركة نيويورك يورونكست فقد تبقى %75 من رأسمال السوق لصالح الجهاز القطري الذي ينوي إجراء اكتتاب عام للمواطنين لدى إتمام تحويل السوق إلى شركة. وبما أن عملية بيع ربع السوق قد تمت بمقدار 250 مليون دولار، فإن القيمة الإجمالية للسوق تصل إلى مليار دولار.
وتقوم «يورونكست» سوق نيويورك للأوراق المالية بتشغيل مجموعة أسواق التداول الرائدة والأكثر سيولة في العالم، وتنتشر مجموعات أسواقها في ستة بلدان، ومن بين هذه المجموعات سوق نيويورك للأوراق المالية، وهي أكبر سوق للأسهم والأوراق المالية العادية في العالم إضافة إلى يورونكست التي تعد أكبر سوق للأسهم والأوراق المالية العادية في المنطقة الأوروبية.
%5 من مجموعة «رافاييل ميديكال» في سنغافورة
يمتلك الجهاز الاستثماري %5 من رأسمال شركة Raffles Medical Group في سنغافورة التي تأسست عام 1976. وباتت هذه الشركة من أكبر المؤسسات المتخصصة في العناية الطبية حول العالم عبر خدمتها نحو مليون مراجع في 5500 عيادة، في سنغافورة وهونغ كونغ. وتقدم الشركات بالإضافة للخدمات العلاجية خدمة تأمينية، وتتبع لها شركات لصناعة الأدوية وغيرها.
%5.1 من «لاغاردير» الفرنسية
يمتلك الجهاز ما يزيد على %5 من شركة Lagardere الفرنسية المشهورة بعدة مجالات استثمارية من أبرزها الحقل الإعلامي. ويبرز من تعاقدات الشركة واستثماراتها علاقات واسعة بـ «تايم وورنر»، و «كانال بلاس» و «فيفندي يونيفرسال». وتمتلك الشركة موجودات في إسبانيا وفرنسا وقامت بشراء مواقع إخبارية متخصصة بالإعلام الرياضي وشركات معنية بحقوق البث الرياضي في السويد. وتتبع الشركة وهي قابضة أربع شركات عاملة في ميادين مصاحبة للإعلام الرياضي.