المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرض كفاره للذنوب والمعاصي



امـ حمد
14-09-2009, 04:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الدنيا دار امتحان وابتلاء، خلقها الله لكي يتبين فيها المؤمن من الكافر، والجاحد من الشاكر، والقانط من الصابر، قال تعالى0ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَوٰةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُور
والابتلاء قد يكون بما يحبه الناس، كالصحة والغنى والأمن، وقد يكون بما يكرهه الناس كالمرض والفقر والجوع والخوف، قال تعالى0 وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَة ولا خلاف بين العقلاء أن الصحة من نعم الله تعالى على عباده، قال النبي صلى الله عليه وسلم 0نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس 0الصحة والفراغ، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى ، إلا أن هذه النعمة قد تزول ويعقبها مرض وسقم يختبر الله تعالى عبده بها، فإن صبر العبد واحتسب أجره عند ربه كان ذلك خيراً له، قال النبي صلى الله عليه وسلم 0عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
والمرض كفارة للذنوب والمعاصي إذا صبر العبد عليه ولم يتذمر أويتشكى أو يتسخط،
ومن الناس من يسب الأمراض ويلعنها ظناً منه أنها تتصرف بمحض إرادتها، وهذا خطأ، فإن الله تعالى هو الذي يقدر هذه الأمور، وما الحمى والأمراض إلا جند مأمورة من جند الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة عادها من حمى بها 0لا تسبي الحمى، فإنها تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد0 ولقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم 0إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم0
ولا يظن ظان أن المرض أمر مطلوب أو محمود لذاته، بل هو من قدر الله على خلقه، فمن صبر أُجر، ومن جزع ناله الوزر، ولا يجوز للمسلم أن يتمنى المرض،
فالمؤمن لا يتمنى المرض ولا يحبه، ولكن إذا نزل به كان من الصابرين الراضين، قال بعض السلف لأن أُعافى فأشكر أحب إلى من أن أُبتلى فأصبر.
وإن من نعم الله تعالى على عباده أنه إذا ابتلى أحدهم وأقعده عن ما كان يحبه من الصلاة والصيام وأعمال الخير، فإنه يرزقه من الأجر ما كان يفعله في صحته وعافيته،
قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرض العبد أو سافر، كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحاً مقيماً
لقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن من حق المسلم على أخيه أن يعوده إذا مرض، وأرشدنا عليه الصلاة والسلام إلى جمع من الأدعية التي يدعو بها المسلم عند أخيه المريض، ينبغي للمسلم أن يحفظها وأن يدعو بها لأخيه المريض،
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتدواي فقال 0تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد-الهرم0، إلا أنه لا يجوز أن يتدواى المسلم بالذهاب إلى المشعوذين والسحرة والدجالين، كما لا يجوز له أن يتداوى بالأغاني والموسيقى ولو أشار عليه بذلك الأطباء النفسيين الذين لم يؤتوا حظاً من العلم الشرعي والإيمان، لأن ذلك من الأمور المحرمة، والله تعالى لم يجعل شفاءنا في ما حرم علينا.
ويجب على كل مسلم أن يعلم أن الصلاة لا تسقط عن المكلف، فلا يجوز للمسلم أن يترك الصلاة حال مرضه، ولو كان مقعداً أو جريحاً أو لا يستطيع الوضوء ولا استقبال القبلة، لأن الله تعالى يقول 0فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ
. فالصلاة لا تسقط عن المكلف بأي حال من الأحوال، ولا يظن ظان أن الابتلاء بالمرض دليل على هوان الإنسان على ربه، فكم من كافر صحيح معافى في بدنه، وكم من مؤمن سقيم مبتلى في جسده.
هذا نبي الله أيوب عليه السلام، ابتلاه الله في جسده بالأسقام والأوجاع ثمان عشرة سنة، حتى نبذه الناس ورفضوه وألقوه على مزبلة تقذراً منه، وهو مع ذلك كله صابر ذاكر محتسب،
وهذا يعقوب عليه السلام ابتلاه الله في بصره فعمي حزناً على يوسف وأخيه، وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم، كان يوعك كما يوعك الرجلان، قال عليه الصلاة والسلام 0أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه،فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه،فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما به من خطيئة.
فيا أيها المبتلى احمد الله على ما أصابك واصبر، فإن التشكي والجزع لا يذهبان البلاء، ولكن الصبر والرضى يزيدان في الجزاء.
اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة،
اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلنا وأموالنا، اللهم اغفر لنا وارحمنا.

بوعلي2
14-09-2009, 04:37 PM
اللهم اجعلنا من الصابرين

جزاج الله خير في ميزان حسناتج

**Chic**
15-09-2009, 01:50 AM
جزاك الله خير