المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ربانيون لا رمضانيون



arcon
15-09-2009, 08:24 AM
..كم من قلوب تمنت..ونفوس حنت..أن تبلغ هذه الساعات .. شهرٌ .. تضاعف فيه الحسنات .. وتكفر السيئات .. وتُقال فيه العثرات .. وترفع الدرجات .. تفتح فيه الجنان ..
وتغلق النيران .. وتصفد فيه الشياطين ..
شهرٌ جعل فيه من الأعمال جليلُها .. ومن الأجور عظيمُها ..
روى الترمذي وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال : \" إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ \" ..

كان محمد ابن خفيف .. رحمه الله به وجع الخاصرة ..
فكان يشتد عليه حتى يقعده عن الحركة ..فكان إذا نودي بالصلاة..
يحمل على ظهر رجل إلى المسجد .. فقيل له : إن الله قد عذرك ..
فلو خففت على نفسك .. فقال : كلا .. إذا سمعتم حي على الصلاة .. ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبرة ..
لله درهم من مرضى.. بل والله نحن المرضى..
وكان منصور بن المعتمر .. إذا جن عليه الليل .. يلبس من أحسن ثيابه .. ثم يرقى إلى سطح بيته .. ويصلي ..
فلما مات .. قال غلام جيرانهم لأمه : يا أماه .. الجذع الذي كان ينصب في الليل في سطح جيراننا .. ليس أراه ..
فقالت : يا بني .. ليس ذاك جذعاً ذاك منصور كان يصلي .. وقد مات..

وكانوا يستشعرون عظمة ربهم إذا وقفوا بين يديه ..

أما سفيان الثوري.. فقد حدث عنه عبد الرزاق .. أحد طلابه .. قال : قدم عليَّ سفيان الثوري .. بعد العِشاء .. فوضعت له العَشاء .. والزبيب والموز .. فأكل أكلاً جيداً ..
فلما فرغ .. قام .. وتوضأ .. ثم شد على وسطه إزاره .. واستقبل القبلة وقال .. يا عبد الرزاق !! يقولون : اعلف الحمار ثم كده ..
ثم صف قدميه يصلي حتى الصباح ..
وقال ابن وهب : رأيت سفيان الثوري في الحرم بعد المغرب .. صلى ثم سجد سجدة فلم يرفع حتى نودي بالعشاء ..

نعم .. كانوا يتسابقون على الخير ..
قام أبو مسلم الخولاني ليلة .. فتعبت قدماه فضربهما بالسوط .. وأخذ يقول : أيظن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسبقونا عليه ؟ والله لنـزاحمنهم عليه .. حتى يعلموا أنهم خلفوا وراءهم رجالاً ..
وكانوا يجدون في الصلاة خشوعاً .. وفي السجود خضوعاً ..

ولم يكن العباد من الرجال فقط ففي النساء نصيب ..
فمعاذة العدوية كانت تصلي أكثر الليل .. وتقول :
عجبت لعين تنام وقد عرفت طول الرقاد في ظلم القبور .. وتبكي ..
وكانت حفصة بنت سيرين تسرج سراجها من الليل ثم تقوم في مصلاها .. وكانت تقرب كفنها .. لتذكر الموت في صلاتها .. فتخشع ..

كان للحسن بن صالح جاريةٌ فاشتراها منه بعضهم .. فلما انتصف الليل عند سيدها الجديد قامت تصيح في الدار :
يا قوم ..الصلاة ..الصلاة .. فقاموا فزعين .. وسألوها : هل طلع الفجر ؟ فقالت : وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة ؟! ثم قامت تصلي ..
فلما أصبحت رجعت سيدها الأول ..
وقالت له : لقد بعتني إلى قوم سوء لا يصلون إلا الفريضة ولا يصومون إلا الفريضة فردني فردها ..
فليت شعري .. ماذا تقول تلك الجارية لو رأت فريقاً من مسلمي زماننا .. الذين تمر عليهم الأيام تترى .. وهم على فرشهم يتقلبون ..
فلا الليلَ يقومون .. ولا صلاةَ الفجر يشهدون ..
فكانوا كما قال الله { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً } ..

أتـانا رسول الله يتلو كتابه ..كما لاح مشهور من الفجر ساطع
أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا ..بـه مـوقنـات أن ما قال واقع
يبيت يجـافي جنبه عن فراشه .. إذا استثقلت بالمشركين المضاجع

نعم رمضان فرصة لهؤلاء .. وهو فرصة أيضاً ..
لمن يتاجر بالحرام .. فيبيع المحرمات من دخان .. ومجلات فاسدة .. ومعسل وجراك .. أو أشرطة غنائية ..
أو يبيع العباءات والنقابات المحرمة .. أو الملابس الفاضحة ..
ليتوب من ذلك .. وليعلم أن الله يحاسب على النقير والقطمير ..
وكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به ..
ولن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟

إن رمضان فرصة لنا جميعاً ..أن نتخلص من ذنوب لعلّ بعضها .. تتبعنا إلى قبورنا ..
نعم .. ذنوب تدخل معنا قبورنا .. نموت نحن .. وتعيش هي بعدنا .. تصب علينا السيئات ..
إنها تلك الذنوب التي يجمعها من ينشر الفساد في الأرض عن طريق بيع أجهزة محرمة .. أو فتح مقاهٍ يجتمع فيها الفساق .. أو محلات ينشر بها مجلات فاسدة .. أو مسكرات ودخان ..
فمن أعان على هذه المعاصي فهو شريك لأصحابها في الإثم ..
ومن دعا إلى ضلالة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ..
قال أبو حامد : طوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه .. والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه .. مائةّ سنة .. ومائتي سنة .. أو أكثر ..
يعذب بها في قبره .. ويسئل عنها إلى آخر انقراضها ..
وقال تعالى : { إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم } ..
أي نكتب ما أخروه من آثار أعمالهم .. كما نكتب ما قدموه ..

ولكن .. لا تقنط من رحمة الله ..
فأبواب الرحمات مفتوحة ..
فكن من الذين تفتح لهم أبواب الجنان ..وتغلق عنهم أبواب النيران .. الذين ينسلخ عنهم رمضان مغفورة ذنوبهم .. مكفرة خطاياهم ..
وقد قال صلى الله عليه وسلم : رغم أنفه .. ثم رغم أنفه .. ثم رغم أنفه .. من أدرك رمضان ولم يغفر له ..

هنا مدرسه محمد صلى الله عليه وسلم مكتوب على بابها : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً * والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً ) ..

سيف قطر
16-09-2009, 02:58 PM
http://sam33.jeeran.com/016.gif

sendarala
17-09-2009, 02:08 AM
يا رب ارحمنا برحمتك واغفر لنا

اللهم انا تنوب اليك ونستغفرك من كل ذنب عظيم

arcon
17-09-2009, 11:19 AM
http://sam33.jeeran.com/016.gif

وجزاك الله المثل

mimi84
18-09-2009, 01:41 AM
جزاكم الله خير