المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بصحيفة العرب ، علي المري يكتب : أزمة سير.. وسلوك



عبدالله العذبة
17-09-2009, 06:44 PM
أزمة سير.. وسلوك

أثار فضولي، إذ تهيأتُ للسلام عليه فلم يفعل، فالإنفلونزا تعم أرجاء العالم، وقد يكون أحدنا وسيلتها للنيل من الآخرين.

يقولون له: «نوصيك بمايو كلينيك» فالموت لا يعرف له طريقا، ثم إن به أبوابا خلفية.

ويقولون لنا: كح في كوعك، أي «دبر نفسك» أو هكذا خيل إليّ.
فكيف لأحدنا أن يكح في كوعه! وقد قال من نثق في سلامة لغته ومنطقه إن «حبة الكوع» هي التي تسبق الغول في ترتيب المستحيلات.
أتظنهم يسخرون؟ أم أنهم ممن لا يعرف كوعه من بوعه؟

منطقيا، من عاشر شيئا «ليس قوما بالضرورة» فإنه يتأثر به.
ولدينا أشياء كثيرة قادرة على التأثير على الأفكار واتخاذ القرار ومحكوم علينا بمعاشرتها، فالطرق الملتوية والمغلقة والمعلقة، والحفر التي تضحك «شاة العراق» علينا، قادرة على إثارة الإبداع في الإنسان، وليس أدل على ذلك من وجود لوحة تحجب الإنشاءات تراها وأنت في غمرة الزحام، وقد كتب عليها CREAT.
أليست دعوة إلى التفكير والـ «مخمخة»؟ .

لا يحب قلبي مكانا آخر مثل مدينتنا، التي يأتي العيد بعد العيد فلا تتزين له، وإن خضعت لعملية تجميل على يد أحد المتخبطين فإنها فاشلة بكل تأكيد، كما جرت العادة.
جعلوها ظلما «فريجا» لا يشبه إلا الوهن، وجعلوا الطرق فيها مقابر مفتوحة، تكفي كل فرد في المدينة
سلبتها قلوبنا من اللافتات من الشوارع و»النفجيشن»، وهي حيث جعلناها، تصبح أكثر ألقا وجمالا
وقاها الله سوء التخطيط، ووقانا.
لا ترتعب أخي المواطن لو قررت أن تعمل «تخطيطا» لقلبك، لتجده في كوعك.
هكذا جرت العادة، فالتخطيط مؤثر هو الآخر بلا شك.

وعليه، فقد أصبح لزاما علينا أن يوجهنا من يرانا هو وقبيله من مكان أعلى وذهن أصفى، لم يعاشر شوارعنا ولم يُسلم قلبه «أو أيا من جوارحه» لمستشفى حمد، بل ويتملكه الرعب حتى يبيض شعره من فكرة «العادة» التي جرت علينا.

ثم يقول لنا في غمرة الزحام وعز الظهر «CREAT» إمعانا في الطهر والصدق، فالإبداع لا يأتي فردا، بل يصاحبه الألم والتضحيات.
أن تكون مبدعا، يعني أن تكون مختلفا، متفردا، أن تختلق فكرة خلاقة بديعة من رحم المحن. أن يكون العالم حولك مستنفرا مرتجفا، وأنت مطمئن البال كما جرت العادة.
أن يسعى غيرك للحصول على اللقاحات، ويضع كل الهموم جانبا حتى ذلك الحين.

فيما لا نعلم كما جرت العادة ماذا يجري وهل لنا من ذلك نصيب؟ وإلى أن نعرف فقد ربتوا على «قفانا» وقالوا «ستكون بردا وسلاما»!

أقسم أن الخلق سهروا جراها واختصموا، ووضعوا ركن الحج بين أيديهم وقلبوه على كل جانب، ولهم في ذلك كل الحق.

فيما ظلوا هنا يختلفون، حتى إذا صاح الناس «لا»، والأمم من حولنا، والمنظمات والدول، أجابوا بكسل: «بلى»!
وأوصونا بعدم الذهاب إلى الأماكن الموبوءة، وهم في هذا محقون، فالوباء يأتي إلينا، فلماذا العناء!
لا يشبه مايو كلينيك مستشفى حمد، ولا الرغيف يشبه «الكيك».
عندما يكون العدو واحدا، يصبح العالم واحدا.

ويتحد الناس أمام الصعاب، فالإنفلونزا أصبحت تماما مثل الاحتباس الحراري وثقب الأوزون، وكل أمر إنساني يحتم التكاتف.

لماذا عندما تكون العولمة لغة واحدة نكون أسبق الناس إلى التحدث بها، وكذلك عندما تكون لبساً وموسيقى وطعاماً وقشوراً و»لايف ستايل».
ولا نفعل حين تكون هما إنسانيا ساميا؟

أمكابرة المنصب، أم طمأنة عمياء صماء لا ترى ما حولها ولا تسمع المنذرين الذين فزعوا حينما فزع الناس؟

عندما نكون في غير وضعنا المتأثر بالمتاهات والشوارع الالتفافية، فإننا نرى بوضوح الخيار الأولى، وهو تعطيل الدراسة إلى حين وصول الأمصال واللقاحات.

ألم يملؤوا جدران المدارس بمقولة «الوقاية خير من العلاج»؟
إذا فمن المنطقي أن نتشبث بالوقاية، فإننا نملكها على الأقل.. بينما لا نملك العلاج.
ما أرانا إلا كالحبشي عندما سألوه «وين إذنك»!

بقلم : علي المري
qatar2006@gmail.com


المصدر: العرب الخميس الموافق 17-9-09

http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=97792&issueNo=636&secId=16

بومشاري؟
17-09-2009, 11:06 PM
تحــــــــيــــــــــه مني وتهئنة لأشغال بمناسبة العيد ونتمنى ما يجي العيد القادم الا وقد بدل الله الحال من حال الى حال

ومشكووووور يا بوحمد

مستجدة
17-09-2009, 11:14 PM
ألم يملؤوا جدران المدارس بمقولة «الوقاية خير من العلاج»؟
إذا فمن المنطقي أن نتشبث بالوقاية، فإننا نملكها على الأقل.. بينما لا نملك العلاج.
ما أرانا إلا كالحبشي عندما سألوه «وين إذنك»!


تسلم ايد المري على هالشطر الاخير فعلا الوقايه خير من العلاج خاصه انه مافيه علاج اصلا
الله يحفظ ابنائنا وبناتنا الطلبه ويكفيهم شر هالوباء اللي ماله دواء


تسلم ايدك اخوي عبدالله على نقل المقال واتمنى انه ياخرون وقت بداء الدراسه

إعلامي قطر
18-09-2009, 10:47 AM
..

مقال رائع وأسلوب أروع..


تسلم على النقل أستاذي الفاضل..

..

عبدالله العذبة
21-09-2009, 01:23 PM
تحــــــــيــــــــــه مني وتهئنة لأشغال بمناسبة العيد ونتمنى ما يجي العيد القادم الا وقد بدل الله الحال من حال الى حال

ومشكووووور يا بوحمد


العزيز أبا مشاري وفقه الله

شكراً لك على المرور وأنا أيضاً أرسل تهائ العيد لحبيبتنا أشغال. :omen2:

عبدالله العذبة
23-09-2009, 08:34 PM
تسلم ايد المري على هالشطر الاخير فعلا الوقايه خير من العلاج خاصه انه مافيه علاج اصلا
الله يحفظ ابنائنا وبناتنا الطلبه ويكفيهم شر هالوباء اللي ماله دواء


تسلم ايدك اخوي عبدالله على نقل المقال واتمنى انه ياخرون وقت بداء الدراسه



أختي الكريمة مستجدة وفقها الله.

جزاك الله خير وأتفق معك، ومع الكاتب بخصوص أن الوقاية خير من العلاج.