المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضاء .. شهادات مزورة



ناصح لكم
19-09-2009, 07:39 AM
فضاء .. شهادات مزورة
تاريخ النشر: الأربعاء2/9/2009, جريدة الرايه


بقلم : أحمد ذيبان

..أشعر بالغيرة، لكثرة ما أصادف أشخاصا وبعضهم زملاء وأصدقاء، حصلوا علي شهادات الدكتوراة، وتولدت لدي رغبة شديدة للحصول علي الدكتوراة، لكي أضع حرف الدال في مقدمة إسمي، علي أي مقال أكتبه مثل كثيرين، ويصدف أحيانا أن يناديني البعض بكلمة دكتور ، لا أدري لماذا؟

ربما لانني أضع نظارات طبية، ومع ذلك فإن الكلمة تجد صدي عميقا في داخلي، لكنني أبحث عن وسيلة لاختصر الوقت، بالحصول علي شهادتي الماجستير والدكتوراة معا في وقت قصير، ولا أدري ان كان هناك جامعات تسمح أو تبيع ذلك؟.

وأذكر بهذا الصدد ان الصديق الشاعر العراقي علي ناصر كنانة كان يشكو ويعاني، من مخاطبته بكلمة دكتور من قبل الكثيرين، قبل ان يحصل بالفعل علي شهادة الدكتوراة، وأظن أنه تنفس الصعداء بعد ان اكتسب فعلا هذا اللقب.

أصبت بالإحباط وتراجعت طموحاتي الأكاديمية، بعد كشف فضيحة الشهادات العليا المزورة في الأردن مؤخرا، ويقدر عددها بالمئات، وبضمن حامليها موظفون ومسؤولون كبار في مؤسسات الدولة، وأظن أن أحدهم أمين عام إحدي الوزارات، حيث شكلت لجنة حكومية لتدقيق الشهادات المشكوك بصحتها، وتم توسيع مهامها لتشمل أيضا شهادات البكالوريوس، ويبلغ عدد الموظفين الذين تم منحهم مزايا وظيفية، نتيجة حصولهم علي شهادات عليا 642 موظفا منهم 61 يحملون الدكتوراة و580 ماجستير وواحد دبلوم عالي، وجميعهم لا يوجد قيود لهم في وزارة التعليم العالي!. ويبدو ان غالبية هؤلاء حصلوا علي شهاداتهم من جامعات أجنبية أو محلية مشكوك في اعتمادها للمعايير العلمية الحقيقية.

ويبدو ان تجارة الشهادات العليا رائجة وتجد سوقا نشطة، في كثير من دول العالم، وقبل نحو أسبوع كشفت صحيفة سبوكسمان ريفيو الأمريكية فضيحة مدوية، حيث نشرت قائمة باسماء ما يقارب 10 آلاف شخص وضعتهم وزارة العدل في قائمة سوداء حصلوا علي شهادات مزورة من الولايات المتحدة، من بينهم 180 خليجيا، والطريف ان تلك الشهادات لم يتم منحها عن طريق تقديم رشي لبعض أعضاء الهيئات التدريسية والمشرفين علي الطلبة، كما يحدث في بعض الجامعات العربية، بل تم شراؤها من متجر للشهادات في واشنطن، يبيعها كأي سلعة من دكان، أو محل عطارة، بسعر يناهز 8 آلاف دولار، وهو مبلغ زهيد، مقارنة مع التكاليف التي يتكبدها أي طالب يذهب إلي دولة أجنبية للدراسة، حيث يتطلب الحصول علي شهادة عليا ثلاث أو أربع سنوات!.

ولا يقتصر حاملو تلك الشهادات المزورة علي العرب، فهناك عدد كبير من الأمريكيين، بينهم حسب تقرير الصحيفة من يعملون في مؤسسات حكومية حساسة، مثل وكالة الاستخبارات والجيش الأمريكي! ومن هنا يمكن تخيل حجم التزوير الذي تقترفه الـ سي اي ايه كما حصل بالنسبة لأسلحة الدمار الشامل العراقية!.

التزوير تجارة رائجة في العالم، وقد اتاحت العولمة فرصا واسعة لتوسيع دائرة التزوير في التجارة والطب والتعليم، والقرصنة عبر الإنترنت ..الخ، وبالتأكيد هناك دول أخري غير الولايات المتحدة في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية تنتعش فيها تجارة الشهادات المزورة، وذلك يضفي شكوكا كبيرة علي صحة الشهادات التي يحملها عدد كبير من كبار المسؤولين والقادة الإداريين في عالمنا العربي الذين يخططون للمجتمع ويديرون شؤون العباد، وينظرون علي الرأي العام عبر وسائل الاعلام، فما تم كشفه ربما يكون قمة جبل الجليد، ومن بين من اتضح أنهم يحملون شهادات مزورة عدد من الأطباء، الذين عبثوا في صحة المرضي، وعلي الأرجح سيفلت كثيرون من هؤلاء، ويبقون خارج دائرة الفضيحة!.

http://images.google.com.qa/imgres?imgurl=http://www.annabaa.org/nbanews/2009/07/Images/004.jpg&imgrefurl=http://www.annabaa.org/nbanews/2009/07/003.htm&usg=__mkyk2JTcc1JjyUQyCYAesBL0tuQ=&h=285&w=400&sz=37&hl=ar&start=20&um=1&tbnid=mFHdBVjcfU5hxM:&tbnh=88&tbnw=124&prev=/images%3Fq%3D%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B4%25D9%2 587%25D8%25A7%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25AA%2B%25D 8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B2%25D9%2588%25D 8%25B1%25D9%2587%26hl%3Dar%26client%3Dopera%26rls% 3Den%26sa%3DN%26um%3D1