المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن الله حيي كريم يستحي من عبده



امـ حمد
23-09-2009, 02:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عباداً أتقياء تتزلزل الجبال إذا رفعوا أيديهم بالدعاء
إلى الله عز وجل، والحمد لله فالالتزام والتمسك والخير كثير في المظهر والملبس والمحافظة على صلاة
الجماعة، لكننا نريده أعمق وأعمق وأعمق.. نريد قلوباً مخبتة منيبة.. نريد الرجل الذي إذا رفع يديه لا يردها
الله تبارك وتعالى إلا وقد حقق له ما يريد، وإن الله تعالى حيي كريم كما جاء في الحديث
-إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفراً -
فلا أحد يرفع يديه إلى الله ويردها صفراً؛ لكننا نريد شيئاً أخص من ذلك، نريد الذي يدعو على جبار فيقصمه
الله عز وجل، نريد من يدعو على دولة الكفر؛ فيدمرها رب العالمين، نريد من يدعو على ظالم من
الظلمة؛ فينتقم الله منه ويجعله عبرة وآية للعالمين،
تضرع إلى الله فبا لضراعة يدفع الله تبارك وتعالى العذاب؛ ولهذا يقول سبحانه0 وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا
اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ 0 أي0 لو أن الناس استكانوا لربهم -والاستكانة هي الطمأنينة
والخضوع الكامل الذي يناسب الهون، الذين يمشون على الأرض هوناً أي0 مستكينين- وتضرعوا إلى الله عز
وجل؛ لكشف الله تعالى عنهم العذاب
وليس الحال كحالنا اليوم إذا نزل العذاب جرينا وراء الأسباب، وانتقلنا من سبب إلى سبب ، حتى
نضيع في أودية لا نهاية لها، والطريق سهل والاتصال بالله تبارك وتعالى ميسور؛ ونتضرع إليه فيكون كل ما
نريد بإذن الله تبارك وتعالى من خيره وفضله.
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً - أما السجود فأقرب ما يكون
العبد إلى ربه وهو ساجد؛ وأما القيام فأفضل الصلاة طول القنوت والقيام،
فبالسجود وبالقيام وبالدعاء وبتدبر الآيات والتفكر فيها في القيام ترى العجب، وبالبكاء في السجود ترى
العجب الآخر، سبحان الله العظيم
ولهذا جاء عن بعض السلف في تدبر الآيات وفي قراءة آية واحدة من كتاب الله مواقف عجيبة جداً وكيف
تفعل الآية في القلوب؛ فكيف بك إذا قرأ المئات من الآيات، حتى كان بعضهم يريد أن يصلي بعض الليل أو
ثلثه، ولا يشعر إلا وقد طلع عليه الفجر،وهو ما يزال واقف لا يشعر بالوقت؛ لأنه يستغرق بعمق
في هذه الآيات وفي معانيها.
وكما قرأ بعضهم قول الله تعالى0 وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي
شَكٍّ مُرِيبٍ - فكيف حيل بينهم وبين ما يشتهون.
فيشتهي الإنسان في هذه الدنيا، المال والراحة والزوجة والبيت وهو في هذا التعب كله ويعمل فيه، فتأتي
لحظة ثم يحال بينهم وبين ما يشتهون، ولو فكر الواحد كيف يحال بينهم في لحظة واحدة يسلب هذا كله
الملك، والمال، والمنصب، والسلطان، والزوجة، والبيت وكل شيء فإذا حيل بينك وبين ما تشتهي وبدأت تفكر0 ماذا قدمت وماذا أمامك
فهذه هي العبرة، لو فكر الإنسان وتأمل، كيف أنه يحال بينه وبين ما يشتهي وبين ما تعب.
فسنوات من عمرك وأنت تزين هذه العمارة، ومالك كله قضيته وأنت تتفنن في هذه الحديقة، وفي اختيار هذا
المنزل، ثم يقال لك0 ارجع إلى ما أترفت فيه، لماذا تركض0
ولماذا تذهب0
فحيل بينهم وبين ما يشتهون، أي0 بنـزول الموت وبنزول العذاب ينتهي كل شيء؛ ثم يحاسب عليها ويتمنى
أنه سلم منها -على الأقل- حتى يخفف عليه الحساب يحاسب عليها، ويتمتع بها غيره؛ وهذا من
ضيق الدنيا وخستها وحقارتها إذا قورنت بالآخرة.

baderbitar
27-09-2009, 06:44 PM
جزاك اله خيرا

امـ حمد
28-09-2009, 02:38 AM
جزاك اله خيرا



وجزاك الله خير اخوي