المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جيل لن يتكرر



علي1
27-09-2009, 12:16 AM
جيل لن يتكرر









أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

وكان في الملس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه



‏قال عمر: ما هذا

‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا

‏قال: أقتلت أباهم ؟

‏قال: نعم قتلته !

‏قال : كيف قتلتَه ؟

‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر،
فأرسلت عليه ‏حجراً ، وقع على رأسه فمات...



‏قال عمر : القصاص ...

قرار لم يكتب ... وحكم سديد لايحتاج مناقشة ،

لم يسأل عمر عنأسرة هذا الرجل ،

هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟

‏ما مركزه في المجتمع ؟

كل هذا لايهم عمر - رضي الله عنه -

لأنه لا‏يحابي ‏أحداً في دين الله ،

ولايجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،

ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ..

‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين :

أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض

‏أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ،

فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،

والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا


قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟


‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ،

ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ،

وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ،

ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..





‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟

ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟

فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه ‏وقع في حيرة ،

هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك

أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ،

وسكت الناس ، ونكّس عمر ‏رأسه ،

والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟

‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..



‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!



‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه،

وقال: ‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله



‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!



‏قال: أتعرفه ؟

‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟



‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،

فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏الله





‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!

‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...



‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه،

ويُودع ‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده،

ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....



‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً،

وفي العصر‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان،

واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر،

قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!



‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس،وكأنها تمر سريعة على غير عادتها

وسكت‏الصحابة واجمين، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.

‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر،

وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد

‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ،

لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها ‏اللاعبون

‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها،

ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس،

وفي مكان دون مكان...



‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي،

فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون‏ معه



‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ،

ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!



‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله ماعليَّ منك

ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !!

ها أنا يا أمير المؤمنين،

تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر

في البادية ،وجئتُ لأُقتل..



وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس



فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟



فقال أبو ذر: خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس



‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟



‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..

وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس!



‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ....



‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ،



وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ

‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته



وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك ..



وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك....



‏قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده ،

لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام في أكفان عمر!!.

‏وجزى الله خيرا للذين نقلوا لنا هذا البريد



‏وجزى الله خيرا للذين ينقلونه للآخرين

المتضرعه لله
28-09-2009, 02:34 PM
رضي الله عنه وعنا

بارك الله فيك وجزيت الجنه

مساهم خطير
29-09-2009, 02:06 AM
جزاك الله خير

علي1
29-09-2009, 06:13 AM
الله يرحمنا ويرحمكم ولا يحرمنا ولا يحرمكم الله مرزقنا بالجنه امين امين

نوني الكواري
30-09-2009, 09:19 PM
جزاكم الله خير