بنت الحرمي
27-09-2009, 03:07 AM
# لماذا صدر القرار متأخراً* في منتصف ليلة الجمعة*؟!
# ما علاقة التأجيل ببدء التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية؟!
# أشك بوجود تنسيق بين مجلسي* «التعليم*» و«الصحة*» في* صدور القرار.. ما حدث عشوائية وارتجالية
# القرار لم* يوضح وضعية المدارس الخاصة التي* بدأت فيها الدراسة*.. لماذا لم* يصدر بيان بالتأجيل فيها أيضاً؟*!
# هل* يعقل تغييب الإدارات المدرسية والقيادات التربوية العليا عن قرارات مرتقبة تتعلق بانطلاق الدراسة؟
# التنسيق مفقود بين المجلسين فكل منهما* يحاول مجاراة الآخر في* التصريحات ليظهر أن له المبادرة في* التأجيل
# كان من الأفضل صدور بيان مشترك من المجلسين* يؤكد وجود تنسيق لكن الواضح أن هذا التنسيق قائم في* الاجتماعات وليس في* القرارات
وأخيرا صدر قرار المجلس الأعلى للتعليم بتأجيل بدء العام الدراسي للطلاب لمدة أسبوع.. ورغم أن القرار قد صدر متأخراً وللأسف، لكنه لقي ترحيبا من أولياء الأمور ومعهم كل الحق بسبب حرصهم على سلامة أبنائهم وإرسالهم إلى المدارس في هذا الوقت الذي اقترب فيه المرض من أن يصبح وباءً عالميا.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا صدر قرار المجلس الأعلى للتعليم في تلك الساعة المتأخرة من الليل، ألم يكن الوقت كافيا لإصدار القرار في وقت مبكر حتى من يوم الجمعة نفسه.. ألم يقل المجلس الأعلى للتعليم إنه على اتصال وتنسيق دائمين مع المجلس الأعلى للصحة بخصوص تأمين إجراءات السلامة للأبناء الطلاب عند انطلاق العام الدراسي الجديد.. ظل المسؤولون في المجلسين يشنفون آذاننا بمثل هذه التصريحات منذ شهور، من دون أن نشتم منها رائحة بتأجيل بدء العام الدراسي الجديد، كما ظلوا ينفون تماما بل ويجزمون أحيانا عدم علمهم بأي خطط تتعلق بتأجيل الدراسة وكأنهم في بلاد أخرى غير قطر ويعملون في وظائف أخرى خارج دوائر المجلسين.
صدر قرار المجلس الأعلى للتعليم المتأخر بتأجيل الدراسة، ليخرج علينا مسؤول بالمجلس الأعلى للصحة وبعد منتصف الليل ليؤكد أن القرار صدر بتنسيق كامل بين المجلسين ووفق الخطة المسبقة بهذا الخصوص ولضمان عودة الطلاب والعاملين بالمدارس إلى الدوحة!!!
لكني أشك في أن هذا التنسيق موجود وقائم حقيقة، وإلا لما صدر القرار في هذا التوقيت المتأخر وقبل نحو يوم واحد من بدء العام الدراسي ويمكنني هنا الاشارة لعدد من الملاحظات التي تنفي وجود تنسيق بين المجلسين اللهم إلا في الاجتماعات، أما في القرارات فيبدو لي أن المسألة خبط عشواء وأن كلاً من المجلسين يحاول أن يجاري الآخر في تصريحاته ليبين أن له الريادة والمبادرة في هذا الموضوع الحيوي الذي يرتبط بصحة وسلامة أبنائنا الطلاب.
1- كان من الأفضل صدور بيان مشترك من المجلسين يؤكد هذا التنسيق ويوضح أن تأجيل بدء العام الدراسي تم بناء على دراسة مستفيضة للأوضاع الصحية وتقييم انتشار المرض في قطر والمنطقة والعالم.. لكن أن يصدر المجلس الأعلى للتعليم تصريحا مقتضبا ويتبعه تصريح آخر للمجلس الأعلى للصحة بعد منتصف الليل بالكلمات والمضامين ذاتها، أمر يبين بجلاء أن التنسيق بين المجلسين كما قلت قائم في الاجتماعات فقط، أما من حيث القرارات فللأسف لا.
2- تحدث تصريح المجلس الأعلى للتعليم في مسائل صحية تهم بالدرجة الأولى المجلس الأعلى للصحة حين أشار إلى البدء بحملة تطعيم واسعة النطاق بالدولة ضد الأنفلونزا الموسمية، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبقوة، ما علاقة الانفلونزا الموسمية بتأجيل الدراسة؟ هل نحن بصدد انفلونزا «اتش1ان 1» أم نحن في مواجهة انفلونزا موسمية؟
3- أما مسؤول المجلس الأعلى للصحة، فتحدث من ناحيته عن أمور أيضا تخص المجلس الأعلى للتعليم حين قال إن توقيت إعلان قرار تأجيل بدء العام الدراسي جاء لضمان عودة الطلاب والعاملين بالمدارس إلى الدوحة!!! أنت يا سيدي غير معني بعودة الطلاب والمعلمين إلى مدارسهم، هناك قوانين واجراءات مدرسية وتربوية وادارية تحدد هذه العودة، ولا يعقل تأخير إعلان تأجيل بدء العام الدراسي إلى ما بعد منتصف ليل يوم السبت وقبل يوم واحد من بدء الدراسة لنضمن عودة أكبر عدد من الطلاب والمدرسين إلى قطر!! وما يدريك لعلهم وهذا مؤكد، جميعهم بالدوحة بعد أن قضى البعض منهم، قطريون ومقيمون إجازات طويلة خارج البلاد!!!
4- ومما يدعو إلى الدهشة والغرابة أن تصريح المجلس الأعلى للصحة تحدث عن التطعيم ضد انفلونزا اتش 1ان1 في الوقت الذي ركز فيه تصريح المجلس الأعلى للتعليم على الانفلونزا الموسمية..!! ألم أقل إن التنسيق مفقود في اتخاذ القرارات بين المجلسين.
5- تطرق المصدر المسؤول بالمجلس الأعلى للصحة عن وصول مليوني وحدة تطعيم ضد انفلونزا اتش 1ان1 البلاد تباعا مع بداية العام الدراسي ، لماذا كل هذا التأخير في استيراد وحدات التطعيم؟ هل كان ظهور المرض مفاجئا؟ ألم يكن الوقت متاحا من قبل بل ومنذ شهور عديدة مضت لاستيراد التطعيمات؟
6- واتساءل أيضا ما إذا كان قرار تأجيل الدراسة لمدة أسبوع واحد يكفي لتجنب اصابة الابناء بالمرض ، والغريب أن مسؤول الصحة بين في تصريحه ان فترة الأسبوع هذه هي مدة حضانة المرض وعليه ينصح ببقاء الطلاب في منازلهم حتى موعد بدء الدراسة، لقد كانت إجازة العيد أكثر من أسبوع وبالتالي أطول من مدة الحضانة، لذا كان بالأحرى على هذا المسؤول تبرير تأجيل بدء العام الدراسي لمدة أسبوع بسبب آخر غير فترة حضانة المرض. كان عليه الاكتفاء فقط بمطالبة أولياء الأمور بإبقاء أبنائهم داخل البيوت والاشارة إلى أسباب مقنعة ومقبولة تبرر التأجيل لمدة أسبوع، وما إذا كان ذلك كافيا من دون التفكير في تمديد التأجيل مرة أخرى.
7- بعض المدارس المستقلة بعثت برسائل قصيرة لأولياء الأمور وفي يوم الجمعة نفسه تذكرهم ببدء العام الدراسي الجديد صبيحة الاحد السابع والعشرين من سبتمبر مزودة إياهم ببعض التعليمات والارشادات الخاصة بلائحة السلوك والانضباط المدرسي، فهل يعقل تغييب الادارات المدرسية والقيادات التربوية العليا عن قرارات مرتقبة تتعلق بانطلاقة العام الدراسي؟
8- لم يوضح قرار المجلس الأعلى للتعليم وضعية المدارس الخاصة التي بدأت الدراسة فيها منذ منتصف رمضان، أليسوا هم أيضا أبناءنا، ألا يوجد طلاب قطريون كثر يدرسون بالمدارس الخاصة ، فإذا كان المجلس الأعلى للتعليم وكذا المجلس الأعلى للصحة حريصين على صحة الأبناء وسلامتهم لماذا لم يصدرا بيانات بتأجيل الدراسة في المدارس الخاصة، أليس المجلسان مسؤولين عن سلامة جميع الطلاب بالدولة ودون تمييز بغض النظر عن جنسياتهم؟!
من هذا المنطلق اعتبر أن التصريحات بتأجيل الدراسة، وإن كانت إيجابية، لكن توقيت صدورها وعدم تناغمها في المحتوى، يؤكدان وبلا شك أنها تصريحات عشوائية وغير مدروسة، تفند ما جاء في تصريح مسؤول المجلس الأعلى للصحة بأن قرار التأجيل تم بناء على خطط مسبقة بهذا الخصوص .فإذا كانت هناك خطط مسبقة بالتأجيل لصدرت مثل هذه القرارات والتصريحات في وقت مبكر متضمنة حيثيات وأسباب التأجيل بالتفصيل والمبررات المقنعة بذلك، أما أن تصدر هكذا خبط عشواء وبارتجالية في منتصف الليل، فبالتأكيد أنها قرارات غير ممنهجة ولا مخطط لها أصلا وربما تكون وفي اعتقادي صدرت بناء على ضغوط أولياء الأمور في الأيام الفائتة لصدور قرار التأجيل.
كنت أتمنى ان تكون هناك إنسانية في صدور مثل هذه القرارات والتصريحات مبكرا لنقضي على حالة القلق التي ظلت تنتاب أولياء الأمور وذوي الطلاب على مدى الأيام الماضية ونريحهم ونريح انفسنا من عبء الاتصالات والاستفسارات التي ترد إلينا باستمرار عن تأجيل العام الدراسي في وقت ينفي فيه مسؤولو التعليم علمهم بأي إجراء من هذا الخصوص ليصبح ما تنشره أجهزة الاعلام في هذا السياق مجرد اجتهادات غير مؤكدة.
إنها الطامة الكبرى فعلا ان نتعامل مع مشاعر المواطن والمقيم بهذا الأسلوب غير المسؤول من قبل مسؤولي المجلس الأعلى للتعليم والمجلس الأعلى للصحة في ظل هستيريا التصريحات بينهما.. لا أعرف سببا مقنعا يجعلني أصدق وجود تنسيق شامل بين المجلسين في اصدار القرارات المتعلقة بانفلونزا «اتش 1 إن 1» بعد الذي شاهدناه وعايشناه طيلة ليلة السبت من تصريحات متناقضة ومتأخرة تمت كتابتها على عجل.
كنت قد كتبت مقالا في وقت سابق بعنوان «التعليم والصحة.. تكامل من أجل المستقبل».. أتمنى ألا يخيّب المجلسان ظني وظن جمهور القراء فيهما، وان يكون هذا التكامل الذي ننشده حقيقة وليس اجتماعات تنعقد وتنفض وتصريحات متضاربة من دون طحين.
نحن في دولة مؤسسات.. ونظام ومنهجية في اتخاذ القرارات، لذلك اتمنى ايضا على المجلسين الموقرين اعتماد منهجية مدروسة بينهما عندما يتعلق الأمر بمشاعر الناس وسلامة أبنائهم وإزاحة قلقهم من خلال اتخاذ القرارات الصائبة في وقتها المناسب من دون عشوائية ومزاجية.
هذه العشوائية لا يمكن قبولها من أي جهة كانت، فما بالك من المجلس الأعلى للتعليم والمجلس الاعلى للصحة، أكرر بأهمية ان تصدر مثل هذه التصريحات في الوقت الملائم لصدورها وبأسلوب يحترم عقول ومشاعر الناس بدلا من ان يصم هؤلاء المسؤولون اذانهم وكأنهم لا يسمعون ولا يقرأون ولا يحسون، لأن الطريقة والارتجالية التي صدرت بها هذه القرارات والتصريحات والتوقيت الذي أعلنت فيه قد أفقدها بريقها رغم أهميتها وحيوتها.
اللهم قد بلغت
editor@raya.com
http://raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=472918&version=1&template_id=171&parent_id=169
# ما علاقة التأجيل ببدء التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية؟!
# أشك بوجود تنسيق بين مجلسي* «التعليم*» و«الصحة*» في* صدور القرار.. ما حدث عشوائية وارتجالية
# القرار لم* يوضح وضعية المدارس الخاصة التي* بدأت فيها الدراسة*.. لماذا لم* يصدر بيان بالتأجيل فيها أيضاً؟*!
# هل* يعقل تغييب الإدارات المدرسية والقيادات التربوية العليا عن قرارات مرتقبة تتعلق بانطلاق الدراسة؟
# التنسيق مفقود بين المجلسين فكل منهما* يحاول مجاراة الآخر في* التصريحات ليظهر أن له المبادرة في* التأجيل
# كان من الأفضل صدور بيان مشترك من المجلسين* يؤكد وجود تنسيق لكن الواضح أن هذا التنسيق قائم في* الاجتماعات وليس في* القرارات
وأخيرا صدر قرار المجلس الأعلى للتعليم بتأجيل بدء العام الدراسي للطلاب لمدة أسبوع.. ورغم أن القرار قد صدر متأخراً وللأسف، لكنه لقي ترحيبا من أولياء الأمور ومعهم كل الحق بسبب حرصهم على سلامة أبنائهم وإرسالهم إلى المدارس في هذا الوقت الذي اقترب فيه المرض من أن يصبح وباءً عالميا.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا صدر قرار المجلس الأعلى للتعليم في تلك الساعة المتأخرة من الليل، ألم يكن الوقت كافيا لإصدار القرار في وقت مبكر حتى من يوم الجمعة نفسه.. ألم يقل المجلس الأعلى للتعليم إنه على اتصال وتنسيق دائمين مع المجلس الأعلى للصحة بخصوص تأمين إجراءات السلامة للأبناء الطلاب عند انطلاق العام الدراسي الجديد.. ظل المسؤولون في المجلسين يشنفون آذاننا بمثل هذه التصريحات منذ شهور، من دون أن نشتم منها رائحة بتأجيل بدء العام الدراسي الجديد، كما ظلوا ينفون تماما بل ويجزمون أحيانا عدم علمهم بأي خطط تتعلق بتأجيل الدراسة وكأنهم في بلاد أخرى غير قطر ويعملون في وظائف أخرى خارج دوائر المجلسين.
صدر قرار المجلس الأعلى للتعليم المتأخر بتأجيل الدراسة، ليخرج علينا مسؤول بالمجلس الأعلى للصحة وبعد منتصف الليل ليؤكد أن القرار صدر بتنسيق كامل بين المجلسين ووفق الخطة المسبقة بهذا الخصوص ولضمان عودة الطلاب والعاملين بالمدارس إلى الدوحة!!!
لكني أشك في أن هذا التنسيق موجود وقائم حقيقة، وإلا لما صدر القرار في هذا التوقيت المتأخر وقبل نحو يوم واحد من بدء العام الدراسي ويمكنني هنا الاشارة لعدد من الملاحظات التي تنفي وجود تنسيق بين المجلسين اللهم إلا في الاجتماعات، أما في القرارات فيبدو لي أن المسألة خبط عشواء وأن كلاً من المجلسين يحاول أن يجاري الآخر في تصريحاته ليبين أن له الريادة والمبادرة في هذا الموضوع الحيوي الذي يرتبط بصحة وسلامة أبنائنا الطلاب.
1- كان من الأفضل صدور بيان مشترك من المجلسين يؤكد هذا التنسيق ويوضح أن تأجيل بدء العام الدراسي تم بناء على دراسة مستفيضة للأوضاع الصحية وتقييم انتشار المرض في قطر والمنطقة والعالم.. لكن أن يصدر المجلس الأعلى للتعليم تصريحا مقتضبا ويتبعه تصريح آخر للمجلس الأعلى للصحة بعد منتصف الليل بالكلمات والمضامين ذاتها، أمر يبين بجلاء أن التنسيق بين المجلسين كما قلت قائم في الاجتماعات فقط، أما من حيث القرارات فللأسف لا.
2- تحدث تصريح المجلس الأعلى للتعليم في مسائل صحية تهم بالدرجة الأولى المجلس الأعلى للصحة حين أشار إلى البدء بحملة تطعيم واسعة النطاق بالدولة ضد الأنفلونزا الموسمية، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبقوة، ما علاقة الانفلونزا الموسمية بتأجيل الدراسة؟ هل نحن بصدد انفلونزا «اتش1ان 1» أم نحن في مواجهة انفلونزا موسمية؟
3- أما مسؤول المجلس الأعلى للصحة، فتحدث من ناحيته عن أمور أيضا تخص المجلس الأعلى للتعليم حين قال إن توقيت إعلان قرار تأجيل بدء العام الدراسي جاء لضمان عودة الطلاب والعاملين بالمدارس إلى الدوحة!!! أنت يا سيدي غير معني بعودة الطلاب والمعلمين إلى مدارسهم، هناك قوانين واجراءات مدرسية وتربوية وادارية تحدد هذه العودة، ولا يعقل تأخير إعلان تأجيل بدء العام الدراسي إلى ما بعد منتصف ليل يوم السبت وقبل يوم واحد من بدء الدراسة لنضمن عودة أكبر عدد من الطلاب والمدرسين إلى قطر!! وما يدريك لعلهم وهذا مؤكد، جميعهم بالدوحة بعد أن قضى البعض منهم، قطريون ومقيمون إجازات طويلة خارج البلاد!!!
4- ومما يدعو إلى الدهشة والغرابة أن تصريح المجلس الأعلى للصحة تحدث عن التطعيم ضد انفلونزا اتش 1ان1 في الوقت الذي ركز فيه تصريح المجلس الأعلى للتعليم على الانفلونزا الموسمية..!! ألم أقل إن التنسيق مفقود في اتخاذ القرارات بين المجلسين.
5- تطرق المصدر المسؤول بالمجلس الأعلى للصحة عن وصول مليوني وحدة تطعيم ضد انفلونزا اتش 1ان1 البلاد تباعا مع بداية العام الدراسي ، لماذا كل هذا التأخير في استيراد وحدات التطعيم؟ هل كان ظهور المرض مفاجئا؟ ألم يكن الوقت متاحا من قبل بل ومنذ شهور عديدة مضت لاستيراد التطعيمات؟
6- واتساءل أيضا ما إذا كان قرار تأجيل الدراسة لمدة أسبوع واحد يكفي لتجنب اصابة الابناء بالمرض ، والغريب أن مسؤول الصحة بين في تصريحه ان فترة الأسبوع هذه هي مدة حضانة المرض وعليه ينصح ببقاء الطلاب في منازلهم حتى موعد بدء الدراسة، لقد كانت إجازة العيد أكثر من أسبوع وبالتالي أطول من مدة الحضانة، لذا كان بالأحرى على هذا المسؤول تبرير تأجيل بدء العام الدراسي لمدة أسبوع بسبب آخر غير فترة حضانة المرض. كان عليه الاكتفاء فقط بمطالبة أولياء الأمور بإبقاء أبنائهم داخل البيوت والاشارة إلى أسباب مقنعة ومقبولة تبرر التأجيل لمدة أسبوع، وما إذا كان ذلك كافيا من دون التفكير في تمديد التأجيل مرة أخرى.
7- بعض المدارس المستقلة بعثت برسائل قصيرة لأولياء الأمور وفي يوم الجمعة نفسه تذكرهم ببدء العام الدراسي الجديد صبيحة الاحد السابع والعشرين من سبتمبر مزودة إياهم ببعض التعليمات والارشادات الخاصة بلائحة السلوك والانضباط المدرسي، فهل يعقل تغييب الادارات المدرسية والقيادات التربوية العليا عن قرارات مرتقبة تتعلق بانطلاقة العام الدراسي؟
8- لم يوضح قرار المجلس الأعلى للتعليم وضعية المدارس الخاصة التي بدأت الدراسة فيها منذ منتصف رمضان، أليسوا هم أيضا أبناءنا، ألا يوجد طلاب قطريون كثر يدرسون بالمدارس الخاصة ، فإذا كان المجلس الأعلى للتعليم وكذا المجلس الأعلى للصحة حريصين على صحة الأبناء وسلامتهم لماذا لم يصدرا بيانات بتأجيل الدراسة في المدارس الخاصة، أليس المجلسان مسؤولين عن سلامة جميع الطلاب بالدولة ودون تمييز بغض النظر عن جنسياتهم؟!
من هذا المنطلق اعتبر أن التصريحات بتأجيل الدراسة، وإن كانت إيجابية، لكن توقيت صدورها وعدم تناغمها في المحتوى، يؤكدان وبلا شك أنها تصريحات عشوائية وغير مدروسة، تفند ما جاء في تصريح مسؤول المجلس الأعلى للصحة بأن قرار التأجيل تم بناء على خطط مسبقة بهذا الخصوص .فإذا كانت هناك خطط مسبقة بالتأجيل لصدرت مثل هذه القرارات والتصريحات في وقت مبكر متضمنة حيثيات وأسباب التأجيل بالتفصيل والمبررات المقنعة بذلك، أما أن تصدر هكذا خبط عشواء وبارتجالية في منتصف الليل، فبالتأكيد أنها قرارات غير ممنهجة ولا مخطط لها أصلا وربما تكون وفي اعتقادي صدرت بناء على ضغوط أولياء الأمور في الأيام الفائتة لصدور قرار التأجيل.
كنت أتمنى ان تكون هناك إنسانية في صدور مثل هذه القرارات والتصريحات مبكرا لنقضي على حالة القلق التي ظلت تنتاب أولياء الأمور وذوي الطلاب على مدى الأيام الماضية ونريحهم ونريح انفسنا من عبء الاتصالات والاستفسارات التي ترد إلينا باستمرار عن تأجيل العام الدراسي في وقت ينفي فيه مسؤولو التعليم علمهم بأي إجراء من هذا الخصوص ليصبح ما تنشره أجهزة الاعلام في هذا السياق مجرد اجتهادات غير مؤكدة.
إنها الطامة الكبرى فعلا ان نتعامل مع مشاعر المواطن والمقيم بهذا الأسلوب غير المسؤول من قبل مسؤولي المجلس الأعلى للتعليم والمجلس الأعلى للصحة في ظل هستيريا التصريحات بينهما.. لا أعرف سببا مقنعا يجعلني أصدق وجود تنسيق شامل بين المجلسين في اصدار القرارات المتعلقة بانفلونزا «اتش 1 إن 1» بعد الذي شاهدناه وعايشناه طيلة ليلة السبت من تصريحات متناقضة ومتأخرة تمت كتابتها على عجل.
كنت قد كتبت مقالا في وقت سابق بعنوان «التعليم والصحة.. تكامل من أجل المستقبل».. أتمنى ألا يخيّب المجلسان ظني وظن جمهور القراء فيهما، وان يكون هذا التكامل الذي ننشده حقيقة وليس اجتماعات تنعقد وتنفض وتصريحات متضاربة من دون طحين.
نحن في دولة مؤسسات.. ونظام ومنهجية في اتخاذ القرارات، لذلك اتمنى ايضا على المجلسين الموقرين اعتماد منهجية مدروسة بينهما عندما يتعلق الأمر بمشاعر الناس وسلامة أبنائهم وإزاحة قلقهم من خلال اتخاذ القرارات الصائبة في وقتها المناسب من دون عشوائية ومزاجية.
هذه العشوائية لا يمكن قبولها من أي جهة كانت، فما بالك من المجلس الأعلى للتعليم والمجلس الاعلى للصحة، أكرر بأهمية ان تصدر مثل هذه التصريحات في الوقت الملائم لصدورها وبأسلوب يحترم عقول ومشاعر الناس بدلا من ان يصم هؤلاء المسؤولون اذانهم وكأنهم لا يسمعون ولا يقرأون ولا يحسون، لأن الطريقة والارتجالية التي صدرت بها هذه القرارات والتصريحات والتوقيت الذي أعلنت فيه قد أفقدها بريقها رغم أهميتها وحيوتها.
اللهم قد بلغت
editor@raya.com
http://raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=472918&version=1&template_id=171&parent_id=169