هدوء الصباح
27-09-2009, 03:19 PM
لمن لم يتسنى له اليوم قراءة جريدة الراية ورد هذا المقال بالاضافة الى مقال رئيس التحرير صالح الكواري الذي اوردته (بنت الحرمي )في المنتدى...
نيران صديقة .. المجلس الأعلي للتعليم والضحك علي العقول !
بقلم : صادق محمد العماري ..مجدداً رسب المجلس الأعلي للتعليم في اختبار جديد أمام المجتمع بعد أن اتضح جليا أنه آخر من يعلم، وكانت قضية تأجيل بداية العام الدراسي محسومة منذ مدة إلا أن المجلس فضل طرق سياسة جديدة تتمثل في خنق الشفافية وترك الشائعات تصول وتجول في المجتمع مسببة حالة من البلبلة والفوضي والشك ما بين التأجيل وعدمه، وفي الوقت الذي بادرت فيه دول خليجية وعربية بتأجيل بداية العام الدراسي لأيام أو اسابيع فإن الصمت والنفي كان سيد الموقف في الدوحة !
وطيلة أسبوع ماقبل العيد ومابعده أتحفنا المجلس بأخبار تقسم أغلظ الأيمان بأن العام الدراسي باق في موعده المحدد سلفاً مرجعين سبب الإصرار إلي أن الوضع الصحي في الدوحة لايستدعي التأجيل، وألا فائدة ترجي من ذلك ! فهل أفهم من ذلك أن خللا صحيا تسبب في صدور القرار أم أن الفوائد منه قد ظهرت ؟
يبدو أن الشائعات قدر مكتوب علينا، وكان حريا بالمجلس أن يئد الأقاويل التي أكدت التأجيل ولزاما عليه أن يؤمن بأن المعلومات أصبحت متاحة في ظل الطفرة المعلوماتية والإنترنت والمسجات! كانت المسجات تقول وتؤكد: رسمياً: تم تأجيل العام الدراسي إلي اكتوبر حتي يتسني للجميع أخذ جرعة التطعيم. مع تحيات المجلس الأعلي للتعليم ! انتهت الإشاعة أو المعلومة بتوقيع المجلس وهي مجرد اشاعة فهل جري تسريب الخبر كأنه بالونة اختبار حتي لايثيروا هلع اولياء الأمور ؟
شخصيا اعرف اولياء امور كانوا قد اتخذوا قراراً من تلقاء انفسهم بعدم السماح لأبنائهم الطلاب بالدوام في الأسبوع الأول والانتظار حتي وضوح الصورة التي أضحت قاتمة وشكلت بيئة خصبة للشائعات والأقاويل وليس من المستبعد أن يختلق المروجون اخبارا لبثها في المجتمع وستكون النتيجة أن المجلس سينفي ثم لايلبث أن يؤكدها بعد تضخمها!! الغريب أن المجلس الأعلي للصحة ذكر في بيانه المنشور بالأمس أن التأجيل تم في إطار الخطة المسبقة الموضوعة بهذا الشأن بالتعاون والتنسيق مع المجلس الأعلي للتعليم دعونا نضع خطوطا كثيرة تحت كلمة مسبقة ! بالله عليكم يامسؤولي المجلس: هل هذه بداية مشجعة لعام دراسي ينطلق وسط ظروف واوضاع استثنائية؟ حيث لامجال للاجتهاد في هذه الحالات ولا ينبغي ترك الأمور والإعلان عن قرار اتخذته دول مجاورة في اوقات مبكرة حتي آخر لحظة، ولعل أطرف ماقرأته في بيان الصحة الذي كشف المستور ان تأخير الإعلان يأتي لضمان عودة الطلاب وذويهم من الإجازات وهو تبرير لعمري مضحك للغاية خاصة وأن عدداً ضخماً من الطلاب والموظفين قد عادوا من إجازاتهم بالفعل بسبب رمضان والعيد ولسبب جوهري آخر: وهو عدم وجود موظف يستطيع قضاء مايزيد علي الشهرين خارج البلاد سواء كان مواطنا أم مقيما، ثم إن المجلس لايستطيع منع الناس من السفر في حال إقرار التأجيل! وباستطاعة أي شخص التوجه إلي أقرب مكتب سفريات لحجز إقامة طيلة مدة التأجيل ولايستطيع أياً كان إيقافه حيث إن حرية التنقل مكفولة من الدستور، وأنا شخصياً أري ان المواطن قد بلغ مرحلة متقدمة من الوعي تجعله يفكر كثيرا في امر السفر وخاصة أن فايروس الإنفلونزا ينتقل بين الدول والأرجاء دون الحاجة لجواز سفر أو تأشيرة نافذة!، كما أن راتب المواطن قد تمزق بين مصاريف الصيف ورمضان والعيد والاستعداد للمدارس، أم ياتري هل صدق المجلس مايتردد من تقارير غامضة تصنف القطري علي أنه أغني مواطن في العالم؟ وأن بإمكانه اقتناص أي فرصة ولو لـ 5 أيام للحجز والسفر والاستمتاع بمباهج الحياة والمهرجانات التي حرمتنا هيئة السياحة منها ؟
للعلم يامجلس التعليم: المواطن القطري يدرك مصلحته جيدا ولايخلو عقل مواطن من هواجس معيشية من بناء منزل أو الاحتفال بمناسبات دينية واجتماعية و بات اخر مايفكر فيه هو السفر لبلاد قد تكون موبوءة ونحمد الله كثيرا أن قطر مازالت من أقل الدول تضررا من هذا المرض، وقيل كذلك ان تجربة الإمارات في عدم الإلغاء قد فشلت وتغيب مايزيد عن 95 % من الطلاب عن دوام اليوم الأول وهو استنتاج ضعيف عشوائي خاصة إذا علمنا ان سبب غياب الطلاب هناك يعود إلي أن بداية الدراسة وافقت نهاية الأسبوع وفضل الكثيرون الانتظام في الدراسة اليوم الأحد !
في رأيي الشخصي، سمعة المجلس علي المحك الآن، فهو لم يكتف بنفي التأجيل فقط بل واكد عبر تسريبات للصحف أن التأجيل امر لاطائل من ورائه وان الجهات المختصة قد وضعت خطتها لمواجهة اخطار اختلاط الطلاب ببعضهم وأن الأمور اصبحت تحت السيطرة ! ثم فجأة يتراجع المجلس عن تفاؤله ليعلن خضوعه لرغبات الجماهير في ترحيل العام الدراسي لمدة 5 أيام فعليه قد لاتكون كافية لاحتواء الموقف خاصة وأن الصحة أكدت أن اللقاح لن يصل إلي قطر قبل نهاية اكتوبر، يبدو اننا سنواجه عاما دراسيا مليئا بالشائعات واللغط والعشوائية والقرارات المتأخرة وهذا في اعتقادي لايؤدي لخلق بيئة صحية هذا بخلاف ان هذا الجو لايفيد المجتمع وهو امر يناقض هدفاً رئيسياً انشئ المجلس من اجله وهو تنمية المجتمع وتقويته علي منهج تربوي وتعليمي مناسب .
انني علي يقين تام أن حالة الضياع التي يعانيها المجلس منذ بداية ازمة الخنازير لاترضي الوزير سعد بن إبراهيم آل محمود الذي اتوقع ان يعمل جاهدا علي تحقيق الاستقرار النفسي والعلمي لعشرات الآلاف من الطلاب الذين يعلقون آمالا كبيرة علي المجلس الذي تولي تسيير امور التعليم خلفا لوزارة التربية التي كانت ناجحة جدا في تحقيق ذلك، فالتعليم لايعني طلابا وكتبا ومعلمين فقط بل هو جزء اصيل في كل بيت في قطر يتأثرون بقوته وضعفه.
إنني اتوقع من الوزير وقفة حازمة ضد هذه الأمور وان يسعي لتحقيق تواصل فعال بين الإعلام والجمهور الذي لايخفي عليه شيء وقد اثبتت الرسائل القصيرة قوتها في اختراق الأماكن المغلقة وبث اخبار مؤكدة لاتخلو من بهارات قد تسبب عسرا في الهضم وسوءا في الفهم!
انني اتمني من سعادة الوزير أن يصلح المجلس من الداخل وان يحفز اعلامه لخدمة العملية التعليمية وأن يجعل مبدأ الشفافية ديدنا له ليكسب ثقة اهل قطر جميعهم طلابا ومعلمين وأولياء امور، وأحب أن أؤكد اننا نعيش عصر المعلومات والمالتي ميديا التي حققت للإنسان فتحا عظيما استطاع من خلاله نقل المعلومات فور حدوثها نصا وصورة وصوتا!
كما أعلم تماما أن الرأي العام في قطر يميل إلي إنجاح مبادرة التعليم الجديدة وقد يتغاضي عن أمور سلبية نتجت عن سوء الإدارة أو ضيق أفق البعض ممن تولوا أعناق الطلاب وبين اختلاف الدوام والإجازات وعدم تكافؤ الراتب مع مايقوم به المعلم من مهام وبعض المناهج المخربة التي يجري اعدادها في ظروف غامضة إلا أن الجميع علي أتم الاستعداد للمضي قدما بالمبادرة وإنجاحها لكنهم يطلبون أمرا واحدا: احترموا عقولنا وأشركوا البيت والإعلام في خططكم الكثيرة لأن كل مايحدث داخل أروقة المجلس يذاع مساء نفس اليوم عن طريق الـمسجات!
sadeq@raya.com
نيران صديقة .. المجلس الأعلي للتعليم والضحك علي العقول !
بقلم : صادق محمد العماري ..مجدداً رسب المجلس الأعلي للتعليم في اختبار جديد أمام المجتمع بعد أن اتضح جليا أنه آخر من يعلم، وكانت قضية تأجيل بداية العام الدراسي محسومة منذ مدة إلا أن المجلس فضل طرق سياسة جديدة تتمثل في خنق الشفافية وترك الشائعات تصول وتجول في المجتمع مسببة حالة من البلبلة والفوضي والشك ما بين التأجيل وعدمه، وفي الوقت الذي بادرت فيه دول خليجية وعربية بتأجيل بداية العام الدراسي لأيام أو اسابيع فإن الصمت والنفي كان سيد الموقف في الدوحة !
وطيلة أسبوع ماقبل العيد ومابعده أتحفنا المجلس بأخبار تقسم أغلظ الأيمان بأن العام الدراسي باق في موعده المحدد سلفاً مرجعين سبب الإصرار إلي أن الوضع الصحي في الدوحة لايستدعي التأجيل، وألا فائدة ترجي من ذلك ! فهل أفهم من ذلك أن خللا صحيا تسبب في صدور القرار أم أن الفوائد منه قد ظهرت ؟
يبدو أن الشائعات قدر مكتوب علينا، وكان حريا بالمجلس أن يئد الأقاويل التي أكدت التأجيل ولزاما عليه أن يؤمن بأن المعلومات أصبحت متاحة في ظل الطفرة المعلوماتية والإنترنت والمسجات! كانت المسجات تقول وتؤكد: رسمياً: تم تأجيل العام الدراسي إلي اكتوبر حتي يتسني للجميع أخذ جرعة التطعيم. مع تحيات المجلس الأعلي للتعليم ! انتهت الإشاعة أو المعلومة بتوقيع المجلس وهي مجرد اشاعة فهل جري تسريب الخبر كأنه بالونة اختبار حتي لايثيروا هلع اولياء الأمور ؟
شخصيا اعرف اولياء امور كانوا قد اتخذوا قراراً من تلقاء انفسهم بعدم السماح لأبنائهم الطلاب بالدوام في الأسبوع الأول والانتظار حتي وضوح الصورة التي أضحت قاتمة وشكلت بيئة خصبة للشائعات والأقاويل وليس من المستبعد أن يختلق المروجون اخبارا لبثها في المجتمع وستكون النتيجة أن المجلس سينفي ثم لايلبث أن يؤكدها بعد تضخمها!! الغريب أن المجلس الأعلي للصحة ذكر في بيانه المنشور بالأمس أن التأجيل تم في إطار الخطة المسبقة الموضوعة بهذا الشأن بالتعاون والتنسيق مع المجلس الأعلي للتعليم دعونا نضع خطوطا كثيرة تحت كلمة مسبقة ! بالله عليكم يامسؤولي المجلس: هل هذه بداية مشجعة لعام دراسي ينطلق وسط ظروف واوضاع استثنائية؟ حيث لامجال للاجتهاد في هذه الحالات ولا ينبغي ترك الأمور والإعلان عن قرار اتخذته دول مجاورة في اوقات مبكرة حتي آخر لحظة، ولعل أطرف ماقرأته في بيان الصحة الذي كشف المستور ان تأخير الإعلان يأتي لضمان عودة الطلاب وذويهم من الإجازات وهو تبرير لعمري مضحك للغاية خاصة وأن عدداً ضخماً من الطلاب والموظفين قد عادوا من إجازاتهم بالفعل بسبب رمضان والعيد ولسبب جوهري آخر: وهو عدم وجود موظف يستطيع قضاء مايزيد علي الشهرين خارج البلاد سواء كان مواطنا أم مقيما، ثم إن المجلس لايستطيع منع الناس من السفر في حال إقرار التأجيل! وباستطاعة أي شخص التوجه إلي أقرب مكتب سفريات لحجز إقامة طيلة مدة التأجيل ولايستطيع أياً كان إيقافه حيث إن حرية التنقل مكفولة من الدستور، وأنا شخصياً أري ان المواطن قد بلغ مرحلة متقدمة من الوعي تجعله يفكر كثيرا في امر السفر وخاصة أن فايروس الإنفلونزا ينتقل بين الدول والأرجاء دون الحاجة لجواز سفر أو تأشيرة نافذة!، كما أن راتب المواطن قد تمزق بين مصاريف الصيف ورمضان والعيد والاستعداد للمدارس، أم ياتري هل صدق المجلس مايتردد من تقارير غامضة تصنف القطري علي أنه أغني مواطن في العالم؟ وأن بإمكانه اقتناص أي فرصة ولو لـ 5 أيام للحجز والسفر والاستمتاع بمباهج الحياة والمهرجانات التي حرمتنا هيئة السياحة منها ؟
للعلم يامجلس التعليم: المواطن القطري يدرك مصلحته جيدا ولايخلو عقل مواطن من هواجس معيشية من بناء منزل أو الاحتفال بمناسبات دينية واجتماعية و بات اخر مايفكر فيه هو السفر لبلاد قد تكون موبوءة ونحمد الله كثيرا أن قطر مازالت من أقل الدول تضررا من هذا المرض، وقيل كذلك ان تجربة الإمارات في عدم الإلغاء قد فشلت وتغيب مايزيد عن 95 % من الطلاب عن دوام اليوم الأول وهو استنتاج ضعيف عشوائي خاصة إذا علمنا ان سبب غياب الطلاب هناك يعود إلي أن بداية الدراسة وافقت نهاية الأسبوع وفضل الكثيرون الانتظام في الدراسة اليوم الأحد !
في رأيي الشخصي، سمعة المجلس علي المحك الآن، فهو لم يكتف بنفي التأجيل فقط بل واكد عبر تسريبات للصحف أن التأجيل امر لاطائل من ورائه وان الجهات المختصة قد وضعت خطتها لمواجهة اخطار اختلاط الطلاب ببعضهم وأن الأمور اصبحت تحت السيطرة ! ثم فجأة يتراجع المجلس عن تفاؤله ليعلن خضوعه لرغبات الجماهير في ترحيل العام الدراسي لمدة 5 أيام فعليه قد لاتكون كافية لاحتواء الموقف خاصة وأن الصحة أكدت أن اللقاح لن يصل إلي قطر قبل نهاية اكتوبر، يبدو اننا سنواجه عاما دراسيا مليئا بالشائعات واللغط والعشوائية والقرارات المتأخرة وهذا في اعتقادي لايؤدي لخلق بيئة صحية هذا بخلاف ان هذا الجو لايفيد المجتمع وهو امر يناقض هدفاً رئيسياً انشئ المجلس من اجله وهو تنمية المجتمع وتقويته علي منهج تربوي وتعليمي مناسب .
انني علي يقين تام أن حالة الضياع التي يعانيها المجلس منذ بداية ازمة الخنازير لاترضي الوزير سعد بن إبراهيم آل محمود الذي اتوقع ان يعمل جاهدا علي تحقيق الاستقرار النفسي والعلمي لعشرات الآلاف من الطلاب الذين يعلقون آمالا كبيرة علي المجلس الذي تولي تسيير امور التعليم خلفا لوزارة التربية التي كانت ناجحة جدا في تحقيق ذلك، فالتعليم لايعني طلابا وكتبا ومعلمين فقط بل هو جزء اصيل في كل بيت في قطر يتأثرون بقوته وضعفه.
إنني اتوقع من الوزير وقفة حازمة ضد هذه الأمور وان يسعي لتحقيق تواصل فعال بين الإعلام والجمهور الذي لايخفي عليه شيء وقد اثبتت الرسائل القصيرة قوتها في اختراق الأماكن المغلقة وبث اخبار مؤكدة لاتخلو من بهارات قد تسبب عسرا في الهضم وسوءا في الفهم!
انني اتمني من سعادة الوزير أن يصلح المجلس من الداخل وان يحفز اعلامه لخدمة العملية التعليمية وأن يجعل مبدأ الشفافية ديدنا له ليكسب ثقة اهل قطر جميعهم طلابا ومعلمين وأولياء امور، وأحب أن أؤكد اننا نعيش عصر المعلومات والمالتي ميديا التي حققت للإنسان فتحا عظيما استطاع من خلاله نقل المعلومات فور حدوثها نصا وصورة وصوتا!
كما أعلم تماما أن الرأي العام في قطر يميل إلي إنجاح مبادرة التعليم الجديدة وقد يتغاضي عن أمور سلبية نتجت عن سوء الإدارة أو ضيق أفق البعض ممن تولوا أعناق الطلاب وبين اختلاف الدوام والإجازات وعدم تكافؤ الراتب مع مايقوم به المعلم من مهام وبعض المناهج المخربة التي يجري اعدادها في ظروف غامضة إلا أن الجميع علي أتم الاستعداد للمضي قدما بالمبادرة وإنجاحها لكنهم يطلبون أمرا واحدا: احترموا عقولنا وأشركوا البيت والإعلام في خططكم الكثيرة لأن كل مايحدث داخل أروقة المجلس يذاع مساء نفس اليوم عن طريق الـمسجات!
sadeq@raya.com