عبدالله العذبة
28-09-2009, 07:36 AM
«لم تتزين» لاستقبال طلابها في أول يوم دراسي
طوابير طويلة.. واستياء من «التوفل» بجامعة قطر
الدوحة - إسماعيل طلاي
لم تشهد جامعة قطر أمس، في أول يوم من استئناف الدراسة لفصل خريف 2009 تغييرات في واجهتها أو مبانيها، ولم يكن هناك ثمة ما يوحي باستقبال موسم جامعي جديد يفتح «شهية» الطلاب، على حد قول أحدهم.
http://i77.photobucket.com/albums/j69/Arabian1973/oneempolyeeQU.png
بالمقابل، لم تغب الطوابير الطويلة لطلاب السنة الأولى تأسيسي أمام مكتب الإرشاد الأكاديمي، حاملين سيلا من الاستفسارات، أو مصطفين لإجراء امتحانات تحديد المستوى في اللغة الإنجليزية.
واشتكى البعض من استمرار «مسلسل الطوابير» التي ضيعت عليهم أولى ساعات الدراسة، بدلا من التواصل مع الطلاب بالإنترنت.
http://i77.photobucket.com/albums/j69/Arabian1973/QUgateunderconstruction.png
أشغال متواصلة في بداية الموسم
في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا، بدت جامعة قطر وهي تستعيد تدريجيا حركيتها بقوافل من سيارات الطلاب والمدرسين.
وقد أنهت أشغال تعبيد الطريق الطويل انطلاقا من بوابة الجامعة، بينما لا تزال أعمال بناء مركز الأمن والاستقبال في بدايتها، حيث بدأت منذ بضعة أسابيع فقط ولن تنتهي قبل بداية نوفمبر المقبل، حسب إفادة أحد القائمين على الأعمال، وهو ما يدعو للتساؤل حول عدم الانتهاء من الأشغال خلال فترة الإجازة الصيفية
طوابير طويلة للسيارات اصطفت في كل مكان، لكنها تبدو أكثر تنظيما عن العام الماضي، أمر أرجعه عدد من الطلاب إلى توسعة الموقف المخصص للسيارات، وهو ما استحسنوه كثيرا.
إضاءة ضعيفة، وتكييف سيء، ومبان باهتة
http://i77.photobucket.com/albums/j69/Arabian1973/startbuksQU.png
على الجانب الآخر، أبدى الطالب أبو محمد امتعاضه الكبير من عدم تحرك إدارة الجامعة لتزيين واجهة البنايات، والمرافق والأقسام، قائلا: «جامعة قطر هي الجامعة الحكومية الوحيدة، ويفترض أن تكون واجهتها أجمل بكثير، فلا يعقل أن تدخل مبنى البنين مثلا وتصدم بمنظر مصابيح محروقة، وتكييف سيء، ولا وجود لأجواء تبعث في نفس الطالب الرغبة في دخول الأقسام!» مضيفا «هل يعقل أن تتزين الجامعة بالأحجار الصغيرة، ولا نجد نباتات ومساحات خضراء وأشجار مثلا في الممرات؟! هل نحن في جامعة أم سجن؟!
ليس هناك ما يفتح نفس الطالب للدراسة، وحتى المباني التي شيدت منذ ثلاثين سنة لم تتغير، ولم تضف عليها أية حلة جمالية..».
وختم أبو محمد منفعلا: «يا أخي هذا الأمر غير مقبول بتاتا في جامعة حكومية! وحتى مقهى ستار بوكس مثلا مغلق، بل إن المشرفين عليه لم يسئهم على ما يبدو منظر الأنابيب التي تطل بطريقة فوضاوية، هذا ليس منظر يليق بحرم جامعي بتاتا!!».
الهاجس القديم المتجدد
بمبنى نادي الأنشطة الطلابية، حركة كثيفة لطلاب تهافتوا بكثافة على لعبة «البلياردو» و»الكوتشينيا» وغيرها، وهناك آخرون جالسون يتسامرون، في أجواء تعكس اليوم الأول من الدراسة بعد فراق لمدة ثلاثة أشهر، فتعالت التهاني بالعيد والصيام، سيما أن بعضهم يلتقون لأول مرة من حديثي العهد بجامعة قطر.
حديث متشعب بين الطلاب عن بداية الموسم الجامعي، وهواجس قديمة متجددة يستعيدها الطلاب القدامى، وتطارد الطلاب الجدد! وكالعادة، فإن التأسيسي يأتي في صدارة «هموم الطلاب»، والهواجس التي تطاردهم لدى بداية كل موسم جامعي، وما إن تُحدث طالبا جديدا حتى يشكو لك مخاوفه من التأسيسي، ولا سيما من الطلاب القادمين من المدارس الحكومية، لا يشغلهم أكثر من الخوف من الفشل في امتحان «التوفل» للغة الإنجليزية، والذي قد يعني لهم «خروجا مبكرا» من الجامعة!
فكل شيء مرهون بمدى حصول الطلاب على معدل 450 في «التوفل»، وفي مرتبة ثانية تفوقهم في امتحان الرياضيات والإعلام الآلي.
وكالعادة، فإن الطلاب، ولا سيما الجدد منهم، يعتذرون عن الحديث بأسمائهم ونشر صورهم، لما يتعلق الأمر بشكاوى معينة، مفضلين أن يبرقوا رسائل «استغاثة»، يدركون سلفا أنه لا جدوى منها، فالتأسيسي و»التوفل» قراران «ثابتان» لا تنازل عنهما في فكر إدارة الجامعة، كما صرحت بذلك مرارا رئيس الجامعة الدكتورة شيخة المسند، والدكتور عمر الأنصاري، نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب.
خيبة أمل
خيبة أمل أخرى لم يخفها بعض الطلاب ممن تحدثوا أمس لـ «العرب»، وقد كان يسكنهم أمل قوي في أن تعلن إدارة الجامعة تأجيل الدراسة، أسوة بقرار تأجيلها في المدارس لأجل تعميم حملة التطعيم من وباء أنفلوانزا الخنازير، ويقول الطالب ساهر عثمان اليهري ضاحكا: «كنا نتوقع تأجيل الدراسة لأسبوع، فاستبشرنا خيرا لنتم الاحتفالات بأجواء العيد، لكننا ندرك أن ذلك صعب بالنسبة لجامعة قطر لأن لها تقويما لمدة سنتين، ولا يمكن التلاعب في المواعيد».
ولا يرى ابن عمه صالح عبد الرحمن اليهري أي فارق في جامعة قطر في بداية خريف 2009 عن بداية الدراسة في السنة الماضية، قائلا: «الأمور طبيعية، ليس هناك جديد، وليس هناك ما يدل على بداية سنة جديدة، باستثناء بعض اللافتات والمعلقات الصغيرة التي ترحب بالطلاب بنادي الأنشطة الطلابية».
وعلى رغم الضجة الكبيرة التي تثار في جامعات عربية وعلى صدر صفحات الجرائد، لا تبدو إدارة جامعة قطر قلقة جدا من انتشار وباء الإنفلونزا، فهي تعول على «وعي الطلاب»، كما ذكرته الدكتورة شيخة المسند، وكذا الدكتور عمر الأنصاري في حديث لـ «العرب» سابقا.
وليس ثمة مركز لاستقبال الطلاب لأجل فحص حالتهم أو تقديم إرشادات حول كيفية الوقاية من المرض أو كيفية التصرف في حالة الإصابة به، وكل ما في الأمر لا يعدو ملصقة كبيرة علقت على لوحة المنشورات تعرّف بالوباء وكيفية الوقاية والعلاج منه.
مخاوف وقلق متواصل
غادرنا مبنى الأنشطة الطلابية باتجاه مبنى التأسيسي، حيث يتوافد الطلاب الجدد في أول يوم لهم بالجامعة، وطلاب جاؤوا لمعرفة مصيرهم بعد إنهائهم لسنتي التأسيسي، أو حتى من تحولوا من جامعات عربية وعالمية إلى جامعة قطر.
مكتب الإرشاد الأكاديمي وتسجيل التوفل بمبنى التأسيسي شهد صبيحة أمس حركة كثيفة، ولم تنته طوابير الطلبة الجدد ممن جاؤوا لتسجيل أنفسهم لإجراء امتحان تحديد المستوى في اللغة الانجليزية، أو معرفة مصيرهم بعد أن اجتاز بعضهم سنتين من مرحلة التأسيسي لكنهم لم يتفقوا بشكل تام، إذ يشترط عليهم التفوق في امتحانات «التوفل» والرياضيات والإعلام الآلي.
أول يوم
يقول الطالب عبد العزيز السعدي الذي يدخل جامعة قطر لأول مرة، وينشد الحصول على تخصص إدارة وأعمال بعد اجتياز مرحلة التأسيسي: «الحمد لله، هناك استقبال جميل من المرشدين، وتكفلٌ باستفساراتنا، وتعريفنا بنظام الدراسة في جامعة قطر».
وعن أولى الهواجس والاستفسارات التي واجهها في أول يوم بالجامعة، يقول عبد العزيز: «هناك بعض الخلل في الإعلام بتوقيت امتحان الرياضيات والانجليزية، كما أن لدينا استفسارات عن برنامج التأسيسي، فلا ندري كيف سيكون مصيرنا بعد إتمام السنتين في حال ما إذا نجحنا في الرياضيات والإعلام الآلي ولم نحقق المعدل كاملا في الإنجليزية، هل نواصل مرحلة التأسيسي أم كيف سيكون مصيرنا؟».
طلاب تائهون
وبالمثل يقول الطالب أيمن محمد إبراهيم: «أنا أتمنى أن ألتحق بكلية الإدارة والأعمال، وفي أول يوم لي بجامعة قطر، أشعر بالارتياح لما بلغني عن سمعة الجامعة التي تتطور باستمرار، ولمسنا تجاوبا جيدا من المرشدين، لكن بالمقابل أعتقد أن هناك بعض النقائص، لاسيما ما يتعلق بأسماء المباني وكيفية التعرف عليها، وهو ما يجعل بعض الطلاب يضيعون وقتا ثمينا في البحث عن المباني والأقسام التي سيدرسون بها، نظرا لعدم وجود لافتات بأسماء المباني».
مرشد واحد لاستقبال المئات
ورغم إشادتهم بالدور الذي لعبه المرشد الأكاديمي بمبنى التأسيسي وتجاوبه مع انشغالات الطلاب بصدر رحب، كما يذهب إلى ذلك الطالب عبد الرحمن الحرمي، مشيدا بتجاوب المنظمين مع استفسارات الطلاب، إلا أن طلابا آخرين أبدوا استياءهم من وجود مرشد واحد فقط لاستقبال عشرات ومئات الطلاب الذين جاءوا محملين بسيل من الأسئلة والاستفسارات، وهو ما جعلهم يقفون في طوابير طويلة تضيع عليهم وقتا ثمينا، بل وأيضا ضياع أولى الحصص الدراسية!!
طلاب على أعصابهم
وفي سياق متصل، عرض الطالب حمد معاناته التي بدأت منذ ثلاثة أشهر، عندما عاد من جامعة عالمية مرموقة ليواصل دراسته بقطر بعد أن تعطلت إجراءات تجديد تأشيرته بالولايات المتحدة الأميركية.
ويقول حمد: «درست في جامعة بترسبرغ بالولايات المتحدة التي تصنف في المرتبة الرابعة عشر بين 3 آلاف جامعة أميركية، وحينما جئت لأكمل دراستي في جامعة قطر طلب مني دراسة مقررات التأسيسي، بما في ذلك اللغة الإنجليزية، رغم أنني حاصل على شهادة التوفل من جامعة أميركية!» مضيفا «ورغم ذلك وافقت واجتزت الامتحان ونجحت فيه، تماما كما نجحت في الرياضيات والإعلام الآلي لكن لم يبت في مصيري إلى حد الآن، وقد أجبر على دراسة جميع مقررات اللغة الإنجليزية لمدة سنتين رغم أنني ناجح في امتحان التوفل!!».
وبالمثل يقول الطالب عبدالله: «من المتعارف عليه أن كل الجامعات العالمية تجبر الطلاب على دراسة كامل مقررات اللغة الإنجليزية ليعلن الطالب ناجحا دونما الحاجة لامتحان التوفل أو العكس، لكن جامعة قطر تصنع الاستثناء، فهي تجبر الطلاب على إنهاء السنوات ودراسة كل مقررات اللغة الإنجليزية، ثم النجاح في امتحان التوفل..وهذا أمر غريب لا نجده إلا في جامعة قطر!!».
ويقول حمد إنه ينتظر منذ ثلاثة أشهر ليقرر مصيره، ولا تزال الإجراءات الإدارية بطيئة، بينما يستشهد بالجامعة التي كان يدرس بها، وتضم 10 آلاف طالب لا يقفون بتاتا في طوابير طويلة، بل يتلقون ردودا على انشغالاتهم وتساؤلاتهم عبر بريدهم الإلكتروني مباشرة.
رفض «الدوام الجزئي»
بدوره، يطرح الطالب نايف الشمري مشكلة الدوام بالنسبة للموظفين الذين جاؤوا لمتابعة دراستهم، قائلا: «أنا موظف وجئت لأدرس في تخصص الإدارة والاقتصاد، وبعد إلغاء النظام الموازي والدراسة ليلا للطلبة الموظفين، أقر نظام الدوام الجزئي الذي ينص على ضرورة حضور الطالب 11 ساعة من المقررات الدراسية، بدلا من 12 إلى 18 ساعة في الدوام الكامل، إلا أن بعض الكليات، باستثناء كلية العلوم، لا تستجيب لتوجيهات الإدارة وترفض العمل بنظام الدوام الجزئي، وهو ما يضعنا في مشكلة كبيرة، تضطرني للتخلي عن وظيفتي!!».
وللطلاب مسؤولية
وإزاء هذه الانتقادات، لا يخفي عدد من موظفي الجامعة أن الطلاب يتحملون مسؤولية كبيرة في الطوابير الطويلة بسبب تأخرهم عن إتمام إجراءات التسجيل وحضورهم المتأخر، بدليل عدم الانتهاء من عملية التسجيل والقبول والحصول على أرقام القيد؛ بسبب تخلف عدد من الطلاب عن الحضور! إذ لا يزال هناك طلاب لم يتقدموا لإتمام الإجراءات، الأمر الذي جعل الدكتور عمر الأنصاري، نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب يؤكد في حديث سابق لـ «العرب» أن يوم الخميس المقبل 1 أكتوبر هو آخر أجل لإتمام إجراءات التسجيل والالتحاق بصفوف الدراسة.
المصدر العرب الإثنين 28-9-2009
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=99102&issueNo=647&secId=16
طوابير طويلة.. واستياء من «التوفل» بجامعة قطر
الدوحة - إسماعيل طلاي
لم تشهد جامعة قطر أمس، في أول يوم من استئناف الدراسة لفصل خريف 2009 تغييرات في واجهتها أو مبانيها، ولم يكن هناك ثمة ما يوحي باستقبال موسم جامعي جديد يفتح «شهية» الطلاب، على حد قول أحدهم.
http://i77.photobucket.com/albums/j69/Arabian1973/oneempolyeeQU.png
بالمقابل، لم تغب الطوابير الطويلة لطلاب السنة الأولى تأسيسي أمام مكتب الإرشاد الأكاديمي، حاملين سيلا من الاستفسارات، أو مصطفين لإجراء امتحانات تحديد المستوى في اللغة الإنجليزية.
واشتكى البعض من استمرار «مسلسل الطوابير» التي ضيعت عليهم أولى ساعات الدراسة، بدلا من التواصل مع الطلاب بالإنترنت.
http://i77.photobucket.com/albums/j69/Arabian1973/QUgateunderconstruction.png
أشغال متواصلة في بداية الموسم
في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا، بدت جامعة قطر وهي تستعيد تدريجيا حركيتها بقوافل من سيارات الطلاب والمدرسين.
وقد أنهت أشغال تعبيد الطريق الطويل انطلاقا من بوابة الجامعة، بينما لا تزال أعمال بناء مركز الأمن والاستقبال في بدايتها، حيث بدأت منذ بضعة أسابيع فقط ولن تنتهي قبل بداية نوفمبر المقبل، حسب إفادة أحد القائمين على الأعمال، وهو ما يدعو للتساؤل حول عدم الانتهاء من الأشغال خلال فترة الإجازة الصيفية
طوابير طويلة للسيارات اصطفت في كل مكان، لكنها تبدو أكثر تنظيما عن العام الماضي، أمر أرجعه عدد من الطلاب إلى توسعة الموقف المخصص للسيارات، وهو ما استحسنوه كثيرا.
إضاءة ضعيفة، وتكييف سيء، ومبان باهتة
http://i77.photobucket.com/albums/j69/Arabian1973/startbuksQU.png
على الجانب الآخر، أبدى الطالب أبو محمد امتعاضه الكبير من عدم تحرك إدارة الجامعة لتزيين واجهة البنايات، والمرافق والأقسام، قائلا: «جامعة قطر هي الجامعة الحكومية الوحيدة، ويفترض أن تكون واجهتها أجمل بكثير، فلا يعقل أن تدخل مبنى البنين مثلا وتصدم بمنظر مصابيح محروقة، وتكييف سيء، ولا وجود لأجواء تبعث في نفس الطالب الرغبة في دخول الأقسام!» مضيفا «هل يعقل أن تتزين الجامعة بالأحجار الصغيرة، ولا نجد نباتات ومساحات خضراء وأشجار مثلا في الممرات؟! هل نحن في جامعة أم سجن؟!
ليس هناك ما يفتح نفس الطالب للدراسة، وحتى المباني التي شيدت منذ ثلاثين سنة لم تتغير، ولم تضف عليها أية حلة جمالية..».
وختم أبو محمد منفعلا: «يا أخي هذا الأمر غير مقبول بتاتا في جامعة حكومية! وحتى مقهى ستار بوكس مثلا مغلق، بل إن المشرفين عليه لم يسئهم على ما يبدو منظر الأنابيب التي تطل بطريقة فوضاوية، هذا ليس منظر يليق بحرم جامعي بتاتا!!».
الهاجس القديم المتجدد
بمبنى نادي الأنشطة الطلابية، حركة كثيفة لطلاب تهافتوا بكثافة على لعبة «البلياردو» و»الكوتشينيا» وغيرها، وهناك آخرون جالسون يتسامرون، في أجواء تعكس اليوم الأول من الدراسة بعد فراق لمدة ثلاثة أشهر، فتعالت التهاني بالعيد والصيام، سيما أن بعضهم يلتقون لأول مرة من حديثي العهد بجامعة قطر.
حديث متشعب بين الطلاب عن بداية الموسم الجامعي، وهواجس قديمة متجددة يستعيدها الطلاب القدامى، وتطارد الطلاب الجدد! وكالعادة، فإن التأسيسي يأتي في صدارة «هموم الطلاب»، والهواجس التي تطاردهم لدى بداية كل موسم جامعي، وما إن تُحدث طالبا جديدا حتى يشكو لك مخاوفه من التأسيسي، ولا سيما من الطلاب القادمين من المدارس الحكومية، لا يشغلهم أكثر من الخوف من الفشل في امتحان «التوفل» للغة الإنجليزية، والذي قد يعني لهم «خروجا مبكرا» من الجامعة!
فكل شيء مرهون بمدى حصول الطلاب على معدل 450 في «التوفل»، وفي مرتبة ثانية تفوقهم في امتحان الرياضيات والإعلام الآلي.
وكالعادة، فإن الطلاب، ولا سيما الجدد منهم، يعتذرون عن الحديث بأسمائهم ونشر صورهم، لما يتعلق الأمر بشكاوى معينة، مفضلين أن يبرقوا رسائل «استغاثة»، يدركون سلفا أنه لا جدوى منها، فالتأسيسي و»التوفل» قراران «ثابتان» لا تنازل عنهما في فكر إدارة الجامعة، كما صرحت بذلك مرارا رئيس الجامعة الدكتورة شيخة المسند، والدكتور عمر الأنصاري، نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب.
خيبة أمل
خيبة أمل أخرى لم يخفها بعض الطلاب ممن تحدثوا أمس لـ «العرب»، وقد كان يسكنهم أمل قوي في أن تعلن إدارة الجامعة تأجيل الدراسة، أسوة بقرار تأجيلها في المدارس لأجل تعميم حملة التطعيم من وباء أنفلوانزا الخنازير، ويقول الطالب ساهر عثمان اليهري ضاحكا: «كنا نتوقع تأجيل الدراسة لأسبوع، فاستبشرنا خيرا لنتم الاحتفالات بأجواء العيد، لكننا ندرك أن ذلك صعب بالنسبة لجامعة قطر لأن لها تقويما لمدة سنتين، ولا يمكن التلاعب في المواعيد».
ولا يرى ابن عمه صالح عبد الرحمن اليهري أي فارق في جامعة قطر في بداية خريف 2009 عن بداية الدراسة في السنة الماضية، قائلا: «الأمور طبيعية، ليس هناك جديد، وليس هناك ما يدل على بداية سنة جديدة، باستثناء بعض اللافتات والمعلقات الصغيرة التي ترحب بالطلاب بنادي الأنشطة الطلابية».
وعلى رغم الضجة الكبيرة التي تثار في جامعات عربية وعلى صدر صفحات الجرائد، لا تبدو إدارة جامعة قطر قلقة جدا من انتشار وباء الإنفلونزا، فهي تعول على «وعي الطلاب»، كما ذكرته الدكتورة شيخة المسند، وكذا الدكتور عمر الأنصاري في حديث لـ «العرب» سابقا.
وليس ثمة مركز لاستقبال الطلاب لأجل فحص حالتهم أو تقديم إرشادات حول كيفية الوقاية من المرض أو كيفية التصرف في حالة الإصابة به، وكل ما في الأمر لا يعدو ملصقة كبيرة علقت على لوحة المنشورات تعرّف بالوباء وكيفية الوقاية والعلاج منه.
مخاوف وقلق متواصل
غادرنا مبنى الأنشطة الطلابية باتجاه مبنى التأسيسي، حيث يتوافد الطلاب الجدد في أول يوم لهم بالجامعة، وطلاب جاؤوا لمعرفة مصيرهم بعد إنهائهم لسنتي التأسيسي، أو حتى من تحولوا من جامعات عربية وعالمية إلى جامعة قطر.
مكتب الإرشاد الأكاديمي وتسجيل التوفل بمبنى التأسيسي شهد صبيحة أمس حركة كثيفة، ولم تنته طوابير الطلبة الجدد ممن جاؤوا لتسجيل أنفسهم لإجراء امتحان تحديد المستوى في اللغة الانجليزية، أو معرفة مصيرهم بعد أن اجتاز بعضهم سنتين من مرحلة التأسيسي لكنهم لم يتفقوا بشكل تام، إذ يشترط عليهم التفوق في امتحانات «التوفل» والرياضيات والإعلام الآلي.
أول يوم
يقول الطالب عبد العزيز السعدي الذي يدخل جامعة قطر لأول مرة، وينشد الحصول على تخصص إدارة وأعمال بعد اجتياز مرحلة التأسيسي: «الحمد لله، هناك استقبال جميل من المرشدين، وتكفلٌ باستفساراتنا، وتعريفنا بنظام الدراسة في جامعة قطر».
وعن أولى الهواجس والاستفسارات التي واجهها في أول يوم بالجامعة، يقول عبد العزيز: «هناك بعض الخلل في الإعلام بتوقيت امتحان الرياضيات والانجليزية، كما أن لدينا استفسارات عن برنامج التأسيسي، فلا ندري كيف سيكون مصيرنا بعد إتمام السنتين في حال ما إذا نجحنا في الرياضيات والإعلام الآلي ولم نحقق المعدل كاملا في الإنجليزية، هل نواصل مرحلة التأسيسي أم كيف سيكون مصيرنا؟».
طلاب تائهون
وبالمثل يقول الطالب أيمن محمد إبراهيم: «أنا أتمنى أن ألتحق بكلية الإدارة والأعمال، وفي أول يوم لي بجامعة قطر، أشعر بالارتياح لما بلغني عن سمعة الجامعة التي تتطور باستمرار، ولمسنا تجاوبا جيدا من المرشدين، لكن بالمقابل أعتقد أن هناك بعض النقائص، لاسيما ما يتعلق بأسماء المباني وكيفية التعرف عليها، وهو ما يجعل بعض الطلاب يضيعون وقتا ثمينا في البحث عن المباني والأقسام التي سيدرسون بها، نظرا لعدم وجود لافتات بأسماء المباني».
مرشد واحد لاستقبال المئات
ورغم إشادتهم بالدور الذي لعبه المرشد الأكاديمي بمبنى التأسيسي وتجاوبه مع انشغالات الطلاب بصدر رحب، كما يذهب إلى ذلك الطالب عبد الرحمن الحرمي، مشيدا بتجاوب المنظمين مع استفسارات الطلاب، إلا أن طلابا آخرين أبدوا استياءهم من وجود مرشد واحد فقط لاستقبال عشرات ومئات الطلاب الذين جاءوا محملين بسيل من الأسئلة والاستفسارات، وهو ما جعلهم يقفون في طوابير طويلة تضيع عليهم وقتا ثمينا، بل وأيضا ضياع أولى الحصص الدراسية!!
طلاب على أعصابهم
وفي سياق متصل، عرض الطالب حمد معاناته التي بدأت منذ ثلاثة أشهر، عندما عاد من جامعة عالمية مرموقة ليواصل دراسته بقطر بعد أن تعطلت إجراءات تجديد تأشيرته بالولايات المتحدة الأميركية.
ويقول حمد: «درست في جامعة بترسبرغ بالولايات المتحدة التي تصنف في المرتبة الرابعة عشر بين 3 آلاف جامعة أميركية، وحينما جئت لأكمل دراستي في جامعة قطر طلب مني دراسة مقررات التأسيسي، بما في ذلك اللغة الإنجليزية، رغم أنني حاصل على شهادة التوفل من جامعة أميركية!» مضيفا «ورغم ذلك وافقت واجتزت الامتحان ونجحت فيه، تماما كما نجحت في الرياضيات والإعلام الآلي لكن لم يبت في مصيري إلى حد الآن، وقد أجبر على دراسة جميع مقررات اللغة الإنجليزية لمدة سنتين رغم أنني ناجح في امتحان التوفل!!».
وبالمثل يقول الطالب عبدالله: «من المتعارف عليه أن كل الجامعات العالمية تجبر الطلاب على دراسة كامل مقررات اللغة الإنجليزية ليعلن الطالب ناجحا دونما الحاجة لامتحان التوفل أو العكس، لكن جامعة قطر تصنع الاستثناء، فهي تجبر الطلاب على إنهاء السنوات ودراسة كل مقررات اللغة الإنجليزية، ثم النجاح في امتحان التوفل..وهذا أمر غريب لا نجده إلا في جامعة قطر!!».
ويقول حمد إنه ينتظر منذ ثلاثة أشهر ليقرر مصيره، ولا تزال الإجراءات الإدارية بطيئة، بينما يستشهد بالجامعة التي كان يدرس بها، وتضم 10 آلاف طالب لا يقفون بتاتا في طوابير طويلة، بل يتلقون ردودا على انشغالاتهم وتساؤلاتهم عبر بريدهم الإلكتروني مباشرة.
رفض «الدوام الجزئي»
بدوره، يطرح الطالب نايف الشمري مشكلة الدوام بالنسبة للموظفين الذين جاؤوا لمتابعة دراستهم، قائلا: «أنا موظف وجئت لأدرس في تخصص الإدارة والاقتصاد، وبعد إلغاء النظام الموازي والدراسة ليلا للطلبة الموظفين، أقر نظام الدوام الجزئي الذي ينص على ضرورة حضور الطالب 11 ساعة من المقررات الدراسية، بدلا من 12 إلى 18 ساعة في الدوام الكامل، إلا أن بعض الكليات، باستثناء كلية العلوم، لا تستجيب لتوجيهات الإدارة وترفض العمل بنظام الدوام الجزئي، وهو ما يضعنا في مشكلة كبيرة، تضطرني للتخلي عن وظيفتي!!».
وللطلاب مسؤولية
وإزاء هذه الانتقادات، لا يخفي عدد من موظفي الجامعة أن الطلاب يتحملون مسؤولية كبيرة في الطوابير الطويلة بسبب تأخرهم عن إتمام إجراءات التسجيل وحضورهم المتأخر، بدليل عدم الانتهاء من عملية التسجيل والقبول والحصول على أرقام القيد؛ بسبب تخلف عدد من الطلاب عن الحضور! إذ لا يزال هناك طلاب لم يتقدموا لإتمام الإجراءات، الأمر الذي جعل الدكتور عمر الأنصاري، نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب يؤكد في حديث سابق لـ «العرب» أن يوم الخميس المقبل 1 أكتوبر هو آخر أجل لإتمام إجراءات التسجيل والالتحاق بصفوف الدراسة.
المصدر العرب الإثنين 28-9-2009
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=99102&issueNo=647&secId=16