ماهر حسن
02-10-2009, 10:58 PM
فى مقال له من داخل السجن,نشر بجريدة الدستور المصرية,كتب الاستاذ مجدى احمد حسين الكاتب الصحفى والمناضل المعروف,والذى حكم عليه بالسجن لمدة عامين,نظرا لتسلله الى قطاع غزة اثناء العدوان الاسرائيلى الاخير.
ان الاخ الاعلامى الكبير عماد الدين اديب,وشقيق الاعلامى المعروف عمرو اديب, وخلال احدى المقابلات مع السيد رئيس الجمهورية, الح على السيد الرئيس بان يشطب تيار الاسلام السياسى ,فى مصر,ولم يكتفى السيد عماد الدين اديب بذلك الالحاح,بل اردف مطالبا بتطبيق النموذج التونسى لحكم السيد بن على,على نظام الحكم فى مصر,وقد رد السيد الرئيس محمد حسنى مبارك -وفقا لكاتب المقال- على السيد عماد الدين اديب,بان ظروف تونس تختلف عن الظروف الواقعية المصرية,رافضا بلطف هذا الطرح العلمانى المتطرف ,والذى لا علاقة له لا بالعلمانية ولا بالحرية ولا بالديموقراطية,ولكن له علاقة فقط بأقصاء الاخر وشطبه,ومسح ثوابته.
فالمطلوب وفقا للعلمانية المقترح تطبيقها فى مصر, شطب تيار سياسى نشط, وهو التيار الاسلامى فى مصر, بدلا من استيعابه,كما حدث فى النموذج التركى على سبيل المثال,وكما حدث فى دول اوروبية عريقة,مثل ايطاليا ,والمانياوالتى يوجد بها تيار سياسى مسيحى له احزاب نشطة بل تحكم فى معظم الاوقات, او كما حدث فى الهند الديموقراطية ,التى بها حزب هندوسى كبير,خسر الانتخابات الاخيرة هناك, وهى دول- تركياوالمانيا وايطاليا والهند- ولا يستطيع احد ان يمارى او يكابر فى مدى علمانية نظم الحكم فيها,والضوابط الحاكمة لمفهوم الدولة هناك.
كما يريد البعض ممن يرتدون قناعا علمانيا لا يخفى ما تحته من وجه دونى تابع,ان ننسلخ عن ثقافتنا وثوابتنا,لمجرد ارضاء السادة الغربيين الاكابر عنا, فالامر لا يتوقف فقط عند محاولة اقصاء تيار سياسى بعينه, ولكن المطلوب فعليا هو محاربة ما يمكن ان نطلق عليه بالثوابت الشعبية, فكراهية الحجاب الاسلامى التى ترتديه المرأة المسلمة فى مصر,احد ثوابت من يطرحون علينا نموذجهم الساقط شعبيا, وكا حدث فى تونس فان من تتحجب ,يتعين فصلها من العمل ,بل وان فضلت الحجاب على العمل,فانه يتعين فصل زوجها ومحاربته فى لقمة عيشه ان كان يمتهن عملا حرا,لكى يقنع زوجته بان تترك ارتداء الحجاب, وهى ممارسات لا علاقة لها بالحرية ولا بالعلمانية ولا بحقوق المرأة,بل هى ممارسات قمعية شنيعة ,لا تقوم بها سوى الانظمة البوليسية الغير شرعية,العميلة للخارج,وهذا اقل توصيف ممكن.
كما يريد لنا البعض دخول المساجد بواسطة كروت اليكترونية, لامكان متابعتنا ونحن نمارس نشاطا شخصيا يتعلق بالعلاقة بين الانسان وربه,مما يؤدى الى ارهاب من يريدون اداء صلواتهم فى سلام ,وهو وضع لا اعتقد انه موجود فى اى كنيسة فى بلد من بلدان العالم العلمانى المتقدم.
المسألة لا تتعلق فقط فى الحق فى نقد الاديان,فنقد الاديان فى رأيى المتواضع امر مشروع ,على الا يكون فى اطار فج وغير علمى,وعلى الا يكون ضمن منطلقات طائفية وتبشيرية تخص دين اخر,وعلى الا يكون النقد قاصرا فقط على دين واحد ,فالعلمانية ترفض وترفع القداسة عن الاديان جميعا,وتطلق حرية النقد العلمى , دونما حدود ,مع الحفاظ على حرية الاعتقاد,ورفض الازدراء والدعوات الى الكراهية,والذى ينتقد الاديان ,من منطلقات علمية بحتة لا يفرق فى نقده -العلمى- بين دين واخر,
بمعنى مباشر انه لا يوجد فى العلمانية من يقدس دين لحد الايمان بخرافاته المضحكة ,ثم يدعى على اديان اخرى بالتخلف , بمعنى اخر لا يوجد بالعلمانية المحايدة,ما ينص على ان الاسلام وحده اصل الشر فى العالم,بل وبنظرة محايدة من أى علمانى,سوف يتم اكتشاف العكس بالمطلق,فكل الشرور الارهابية الابادية التى وقعت فى هذا العالم, قبل عصر النهضة وبعدها ,انطلقت من دول لا تنتمى الى الاسلام.
امر اخير محير ,هو هذا الارتباط المشين بين من يطرحون العلمانية المشوهة المرفوضة فى مصر وغيرها من دول عالمنا العربى,وبين التواطؤ ضد المصالح الوطنية والقومية ايضا,بل وهذا الارتباط المفضوح بين معظم هؤلاء النفر من المتعلمنين وبين دعم الممارسات التى تسحق الفقراء , فغالبية من يدعون العلمانية بوجهها المتأمرك,لا يحركون ساكنا ضد اى عدوان خارجى ضد ابناء امتهم,بل ووصل الفجر ببعضهم الى تأييد كافة عمليات الابادة التى تمت وتتم ضد شعوبنا العربية,ولعل فى موقف سيدتهم وكبيرتهم ,من دفاعها عن العدوان الاميركى ضد الفقراء فى العراق,ووصفه بانه عملية فقع للدمل الاسلامى -هكذا بالنص- بل ووصف الشعب العراقى بالهمجية,بينما جنود اميركا القتلة هم اناس متحضرين, وهى اوصاف واراء توضح مدى الفحش الذى غرق فيه من يطنطنون علينا بالتحضر والتنوير ,كما ان غالبية هؤلاء يؤيدون الحل الرأسمالى البغيض ,وهم ايضا ذيول للعولمة المتوحشة,وهى امور لا اعتقد ان منظرى العلمانية المحترمين الحقيقيين لم يوردوها فى مجال تنظيرهم وضوابطهم حول اسس وقواعد العلمانية,فى العالم.
البعض يطرح علينا علمانية غريبة , ترتدى ثوبا معاديا للشعوب ,ويصب تطبيقها فقط فى مصالح الاقليات المحظوظة والمدعومة غربيا ,وهى مصالح تخص الثروة,والهيمنة الاقتصادية والتبعية للخارج ,وهى ايضا فى جزء منها مصالح ثقافية ودينية,مع شديد الاسف للعلمانية .
رابط المقال للاستاذ:حسن مدبولي
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=181435
ان الاخ الاعلامى الكبير عماد الدين اديب,وشقيق الاعلامى المعروف عمرو اديب, وخلال احدى المقابلات مع السيد رئيس الجمهورية, الح على السيد الرئيس بان يشطب تيار الاسلام السياسى ,فى مصر,ولم يكتفى السيد عماد الدين اديب بذلك الالحاح,بل اردف مطالبا بتطبيق النموذج التونسى لحكم السيد بن على,على نظام الحكم فى مصر,وقد رد السيد الرئيس محمد حسنى مبارك -وفقا لكاتب المقال- على السيد عماد الدين اديب,بان ظروف تونس تختلف عن الظروف الواقعية المصرية,رافضا بلطف هذا الطرح العلمانى المتطرف ,والذى لا علاقة له لا بالعلمانية ولا بالحرية ولا بالديموقراطية,ولكن له علاقة فقط بأقصاء الاخر وشطبه,ومسح ثوابته.
فالمطلوب وفقا للعلمانية المقترح تطبيقها فى مصر, شطب تيار سياسى نشط, وهو التيار الاسلامى فى مصر, بدلا من استيعابه,كما حدث فى النموذج التركى على سبيل المثال,وكما حدث فى دول اوروبية عريقة,مثل ايطاليا ,والمانياوالتى يوجد بها تيار سياسى مسيحى له احزاب نشطة بل تحكم فى معظم الاوقات, او كما حدث فى الهند الديموقراطية ,التى بها حزب هندوسى كبير,خسر الانتخابات الاخيرة هناك, وهى دول- تركياوالمانيا وايطاليا والهند- ولا يستطيع احد ان يمارى او يكابر فى مدى علمانية نظم الحكم فيها,والضوابط الحاكمة لمفهوم الدولة هناك.
كما يريد البعض ممن يرتدون قناعا علمانيا لا يخفى ما تحته من وجه دونى تابع,ان ننسلخ عن ثقافتنا وثوابتنا,لمجرد ارضاء السادة الغربيين الاكابر عنا, فالامر لا يتوقف فقط عند محاولة اقصاء تيار سياسى بعينه, ولكن المطلوب فعليا هو محاربة ما يمكن ان نطلق عليه بالثوابت الشعبية, فكراهية الحجاب الاسلامى التى ترتديه المرأة المسلمة فى مصر,احد ثوابت من يطرحون علينا نموذجهم الساقط شعبيا, وكا حدث فى تونس فان من تتحجب ,يتعين فصلها من العمل ,بل وان فضلت الحجاب على العمل,فانه يتعين فصل زوجها ومحاربته فى لقمة عيشه ان كان يمتهن عملا حرا,لكى يقنع زوجته بان تترك ارتداء الحجاب, وهى ممارسات لا علاقة لها بالحرية ولا بالعلمانية ولا بحقوق المرأة,بل هى ممارسات قمعية شنيعة ,لا تقوم بها سوى الانظمة البوليسية الغير شرعية,العميلة للخارج,وهذا اقل توصيف ممكن.
كما يريد لنا البعض دخول المساجد بواسطة كروت اليكترونية, لامكان متابعتنا ونحن نمارس نشاطا شخصيا يتعلق بالعلاقة بين الانسان وربه,مما يؤدى الى ارهاب من يريدون اداء صلواتهم فى سلام ,وهو وضع لا اعتقد انه موجود فى اى كنيسة فى بلد من بلدان العالم العلمانى المتقدم.
المسألة لا تتعلق فقط فى الحق فى نقد الاديان,فنقد الاديان فى رأيى المتواضع امر مشروع ,على الا يكون فى اطار فج وغير علمى,وعلى الا يكون ضمن منطلقات طائفية وتبشيرية تخص دين اخر,وعلى الا يكون النقد قاصرا فقط على دين واحد ,فالعلمانية ترفض وترفع القداسة عن الاديان جميعا,وتطلق حرية النقد العلمى , دونما حدود ,مع الحفاظ على حرية الاعتقاد,ورفض الازدراء والدعوات الى الكراهية,والذى ينتقد الاديان ,من منطلقات علمية بحتة لا يفرق فى نقده -العلمى- بين دين واخر,
بمعنى مباشر انه لا يوجد فى العلمانية من يقدس دين لحد الايمان بخرافاته المضحكة ,ثم يدعى على اديان اخرى بالتخلف , بمعنى اخر لا يوجد بالعلمانية المحايدة,ما ينص على ان الاسلام وحده اصل الشر فى العالم,بل وبنظرة محايدة من أى علمانى,سوف يتم اكتشاف العكس بالمطلق,فكل الشرور الارهابية الابادية التى وقعت فى هذا العالم, قبل عصر النهضة وبعدها ,انطلقت من دول لا تنتمى الى الاسلام.
امر اخير محير ,هو هذا الارتباط المشين بين من يطرحون العلمانية المشوهة المرفوضة فى مصر وغيرها من دول عالمنا العربى,وبين التواطؤ ضد المصالح الوطنية والقومية ايضا,بل وهذا الارتباط المفضوح بين معظم هؤلاء النفر من المتعلمنين وبين دعم الممارسات التى تسحق الفقراء , فغالبية من يدعون العلمانية بوجهها المتأمرك,لا يحركون ساكنا ضد اى عدوان خارجى ضد ابناء امتهم,بل ووصل الفجر ببعضهم الى تأييد كافة عمليات الابادة التى تمت وتتم ضد شعوبنا العربية,ولعل فى موقف سيدتهم وكبيرتهم ,من دفاعها عن العدوان الاميركى ضد الفقراء فى العراق,ووصفه بانه عملية فقع للدمل الاسلامى -هكذا بالنص- بل ووصف الشعب العراقى بالهمجية,بينما جنود اميركا القتلة هم اناس متحضرين, وهى اوصاف واراء توضح مدى الفحش الذى غرق فيه من يطنطنون علينا بالتحضر والتنوير ,كما ان غالبية هؤلاء يؤيدون الحل الرأسمالى البغيض ,وهم ايضا ذيول للعولمة المتوحشة,وهى امور لا اعتقد ان منظرى العلمانية المحترمين الحقيقيين لم يوردوها فى مجال تنظيرهم وضوابطهم حول اسس وقواعد العلمانية,فى العالم.
البعض يطرح علينا علمانية غريبة , ترتدى ثوبا معاديا للشعوب ,ويصب تطبيقها فقط فى مصالح الاقليات المحظوظة والمدعومة غربيا ,وهى مصالح تخص الثروة,والهيمنة الاقتصادية والتبعية للخارج ,وهى ايضا فى جزء منها مصالح ثقافية ودينية,مع شديد الاسف للعلمانية .
رابط المقال للاستاذ:حسن مدبولي
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=181435