المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : +++ القرضاوي يعكف على إعداد طبعة ثانية من «فقه الجهاد» +++



jajassim
03-10-2009, 11:34 AM
http://www.alarab.com.qa/admin/articles/images/776684115_j2.jpg

الدوحة - محمد صبره العرب


أوشكت الطبعة الأولى من كتاب «فقه الجهاد» للعلامة د. يوسف القرضاوي على النفاد قبل مرور عام على صدورها، ويستعد المؤلف لإصدار الطبعة الثانية من الكتاب الذي أحدث ردود فعل كبيرة منذ صدوره.

وقال الشيخ القرضاوي لـ «العرب» إن الطبعة الثانية ستتضمن بعض التعليقات والآراء التي أبداها عدد من العلماء والكتاب حول «فقه الجهاد».

ومن أبرز التعليقات التي ستتضمنها الطبعة الجديدة مقتطفات من بحث مستفيض ألقاه الشيخ راشد الغنوشي في جامعة أدنبرة ببريطانيا أواخر سبتمبر الماضي بعنوان «الجديد في جهاد القرضاوي» خلص فيه إلى أن الشيخ القرضاوي أعاد قضية الجهاد لمعسكر الوسطية والاعتدال بعد أن جنحت بها الجماعات المتطرفة لمعسكر الغلو والتشدد.

ويعتبر كتاب «فقه الجهاد» موسوعة متكاملة عكف الشيخ القرضاوي على تأليفها في عدة سنوات. وصدرت الطبعة الأولى للكتاب في خمسة آلاف نسخة في النصف الأول من العام الجاري.

وفي القاهرة قرر وزير الأوقاف المصري د.محمود حمدي زقزوق تدريس كتاب لأئمة الوزارة؛ نظرا لما يطرحه من رؤى عميقة تتعلق بمفهوم الجهاد الذي انتابه في الوقت الراهن لبس شديد واختلط بـ»الإرهاب»، وفق ما أعلنه د.سالم عبد الجليل وكيل أول وزارة الأوقاف.

وأشار د.عبد الجليل إلى أن د.زقزوق قرر أيضا الاستعانة بكتاب «فقه الجهاد.. دراسة مقارنة لأحكامه وفلسفته في ضوء القرآن والسنة» الذي يعد أحدث مؤلفات د.القرضاوي في المكتبات العامة ومكتبة الأزهر، وإتاحته أمام الشباب الجامعي للاستفادة منه في فهم فريضة الجهاد وأحكامه.

وجاءت تصريحات د.عبد الجليل خلال ورشة عمل حول مستقبل تنظيم القاعدة أقيمت ظهر الأربعاء الماضي بالمركز الدولي للدراسات المستقبلية بالقاهرة، وحضرها عدد من الخبراء في شأن الحركات الإسلامية من مختلف الدول العربية.

وفي تصريحات خاصة لـ»إسلام أون لاين.نت» أكد وكيل أول وزارة الأوقاف المصرية أهمية تصحيح مفهوم الجهاد قائلا: «إنه من الظلم أن يتهم الإسلام بالإرهاب والمسلمون بالعنف والعدوان في حين يدعو الإسلام إلى التسامح والسلام».
وصدر «فقه الجهاد» قبل ثلاثة اشهر عن مكتبة وهبة بالقاهرةفي مجلدين من 1400 صفحة من القطع المتوسط.، وأثار جدلا واسعا بين التيارات الدينية على مختلف أطيافها وتوجهاتها خاصة أنه يقدم مراجعات لفلسفة الجهاد ومفاهيمه التي شابتها ملابسات كثيرة في الآونة الأخيرة.

ويعرض د.القرضاوي في كتابه لحقيقة الجهاد ومفهومه، وأنواعه ومراتبه وأهدافه ومنزلته، وذلك من خلال عدة محاور رئيسية تبدأ ببيان أهمية الجهاد ومنزلته، وضرورته الإنسانية والشرعية لحفظ الأوطان، والمواقف المتنوعة للناس من الجهاد في العصر الحالي، ولمن يكون الجهاد، وهل يشترط فيه إذن ولي الأمر دائما أم هناك حالات لا يشترط فيها؟

القرضاوي يستحق الإنصاف

من جانبه لفت مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين المصريين خلال ورشة العمل إلى أن «كتاب د.القرضاوي لم يحظ بالترحيب الكافي من قبل السلطة المصرية، وذلك على الرغم من أهميته ودوره في تنقية مفهوم الجهاد»، معتبرا أن الكتاب «من أهم ما كتب في الفكر الديني خلال السنوات الأخيرة».
ودعا مكرم التلفزيون المصري إلى استضافة د.القرضاوي لمناقشة الأفكار التي طرحها في كتابه «فقه الجهاد»، مؤكدا أنه «يصب في عمق فكر المراجعات الفكرية والفقهية للجماعات الإسلامية».

وتساءل مكرم عن الأسباب التي تمنع التلفزيون المصري إلى الآن من استضافة د.القرضاوي، مشددا على أن «هذه الأسباب أيا كانت يجب ألا تحول دون الاستفادة من فكر القرضاوي».

واستنكر نقيب صحفيي مصر أن تقف علاقة د.القرضاوي بجماعة الإخوان المسلمين وانتماؤه القديم لها حائلا دون استضافته في التلفزيون المصري، قائلا لـ»إسلام أون لاين.نت»: إن «القرضاوي كعالم إسلامي أصبح أكبر من جماعة الإخوان المسلمين، وقيمته تتجاوز انتماءه للجماعة إلى كونه رئيس جماعة العلماء المسلمين في العالم».
وأردف: «كما أن أهمية دكتور القرضاوي كعالم ومجتهد له نفوذه وتأثيره الكبير على الحركة الإسلامية بمختلف مكوناتها أمر لا يخفى على أحد، وهو ما يشجع على الاستعانة به ومناقشة أفكاره دون النظر إلى الشيخ وتقييمه من زاوية ضيقة».

ويسد كتاب «فقه الجهاد»ثغرة في الموضوع، الذي اختلفت فيه الآراء، واعتركت فيه الأفكار، ودخلت فيه الأهواء، وتباعدت فيه الرؤى، واحتاج الناس إلى قول فَصل، وحكم عدل، يزن بالقسطاس المستقيم، ويستخلص الحقيقة من ركام الأقاويل المختلفة، والآراء المتباينة، الممزوجة بحماس المتحمِّسين، وتعصُّب المتعصِّبين، فعسى الله أن يجعل في كتابنا هذا: ما يقيم الحجَّة، ويوضح المحجَّة، ويحقُّ الحقَّ، ويبطل الباطل، ولو كره المجرمون.

وقد قسَّم د.القرضاوي هذا الكتاب إلى مقدِّمة وعشرة أبواب وخاتمة، وفي كل باب من هذه الأبواب عدَّة فصول. بين فيها حقيقة الجهاد ومفهومه وحكمه وأنواع الجهاد ومراتبه, وحقيقة الجهاد بين الهجوم والدفاع, وأهداف الجهاد القتالي في الإسلام، والفرق بينه وبين جهاد التوراة, ومنزلة الجهاد وخطر القعود عنه، وإعداد الأمة له, وجيش الجهاد الإسلامي واجباته وآدابه ودستوره, وبماذا ينتهي القتال؟ وماذا بعد القتال؟ والقتال داخل الدائرة الإسلامية, والجهاد وقضايا الأمة المعاصرة.

واستغرق د.القرضاوي في الإعداد له أكثر من ست سنوات، معللا طول المدة بـ «خطورة الموضوع وأهميته القصوى في هذا العصر»، يأتي حاملا فكرا جديدا في موضوع حمل من التصورات أكثر من الحقائق.

وقال في مقدمة الكتاب: «وجدتُ من الواجب عليَّ أن أنهض للكتابة في هذا الموضوع، بعد أن شرح الله له صدري، فكم خطر في بالي منذ أنجزتُ كتابي (فقه الزكاة) أن أكتب شيئا مشابها في (فقه الجهاد)، وكم طلب مني إخوة كرام منذ مدة أن أكتب في هذه القضية التي شرَّق الناس فيها وغرَّبوا، واعتذرت لهم بأني لا أجد في نفسي هِمة لذلك، مع أني كنت قد كتبت فيه من قديم نتفا مبعثرة، في انتظار أن يحين الوقت للكتابة المنظمة المتصلة فيه، باعتباره أحد الموضوعات الأساسية التي لا بد من الكتابة المنهجية فيها، لحاجة المسلمين خاصة، وحاجة العالم عامة، إلى معرفتها معرفة حقَّة، بعيدة عن غلو المغالين، وتقصير المقصرين».

وعالج الكتاب مجموعة من المحاور والأفكار الرئيسة بأسلوب فقهي رصين يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بدأها القرضاوي ببيان أهمية الجهاد ومنزلته، وضرورته الإنسانية والشرعية لحفظ الأوطان، فيقول: (وبغير الجهاد يُصبح حِماها مستباحا، ودم أبنائها رخيصا رخص التراب، وتغدو مقدساتها أهون من حَفنة رمل في صحراء، وتهون الأمة عند أعدائها، فيتجرَّأ عليها الجبان، ويتعزَّز عليها الذليل، وتُغزى الأمة في عُقر دارها، ويتحكَّم أعداؤها في رقابها».

وتناول الشيخ القرضاوي في الكتاب موقف الناس من الجهاد في زماننا حيث قسمهم إلى ثلاث فئات متباينة، ما بين مغالين، ومفرطين، وأصحاب منهج معتدل.

وأجاب عن أسئلة هامة من نوعية: لمن يكون الجهاد؟ وهل يكون بإذن الولي أم بغيره؟.

وذكر د.القرضاوي أن جمهور كتابه «لا ينبغي أن يقتصر على طلبة العلم الشرعي فحسب فالكتاب موجه إلى الشرعيين والحقوقيين والإسلاميين والمؤرخين والمفكرين والمستشرقين والسياسيين والعسكريين وجمهور المثقفين العام.

جهاد العصر

وعرض الشيخ القرضاوي في نهاية الكتاب لثلاثة أنواع من الجهاد اعتبرها فرائض واجبة على الأمة في هذا العصر.

أولها جهاد التحرير للأمة من بقايا الاستعمار، الذي لا يزال ينشب أظفاره في أجزاء منها، ومناطق من (دار الإسلام) التي يجب أن تخلو للمسلمين، وتتحرَّر من كلِّ سلطان أجنبي.

وذكر أن في مقدمة هذه المناطق: فلسطين أرض الإسراء والمعراج، وأوضح أن تحرير فلسطين فرض عين على أهلها فإن لم يستطيعوا انتقل الفرض إلى أقرب الجيران إليهم فإن عجز الجيران أو تقاعسوا عن مقاومة العدو -كما هو الحاصل في دول الطوق- وجب على مَن يليهم، ثم مَن يليهم حتى يشمل المسلمين كافَّة.

وعدد البلاد التي ما زال جهاد التحرير من الاستعمار باقيا فيها مثل العراق التي تقاوم الاحتلال الأميركي, وكشمير والشيشان، وثاني أنواع الجهاد الواجب في عصرنا كما بين د.القرضاوي هو جهاد التغيير للأنظمة الكافرة كفرا بواحا، التي تحكم بعض بلاد المسلمين. موضحا أنه جهاد داخل الأمة للحفاظ على هُويَّتها، وكينونتها وخصائصها الأصلية، ومقوِّماتها الذاتية، في مواجهة الحكومات التي انسلخت عن الأمة، وكفرت برسالتها الثقافية والتشريعية والحضارية، وأصبحت ذيلا لأمم أخرى، تتبع سننها شبرا بشبر وذراعا بذراع.

الحكومات العاصية والكافرة

وقسم الشيخ القرضاوي الحكومات التي لا تحكم بالإسلام إلى عدة أشكال لكل منها حكم شرعي خاص بها.

وذكر أن من هذه الحكومات: ما يمكن أن نصفه بالمعصية، لمخالفته لبعض أحكام الإسلام وتعاليمه، تقصيرا منها وعجزا عن تحمُّل التبعة كاملة، فهي أشبه بالفرد الذي يقصِّر في أداء بعض الفرائض، أو يرتكب بعض المحارم، وإن كانت من الكبائر، فهو لا يحكم عليه بالخروج من الإسلام عند جمهور الأمة. وأطلق على هذه الحكومات صفة: العلمانية المعتدلة أو الهادئة.

وأضاف أن من هذه الحكومات: ما يجبرنا على أن نحكم بكفره، لأنه لم يعُد يؤمن بالإسلام مرجعا حاكما له، ولا يلتزم به مصدرا لتشريعه ولا لمفاهيمه وقِيَمه الثقافية والاجتماعية، بل يحارب كلَّ من يدعو إلى ذلك، ويعمل جاهدا لتجفيف منابع التدين في الحياة العامة والخاصة.

وقال إن هذه الحكومات تستحلُّ المحرَّمات فلا يكفي أن نحكم عليها بالمعصية، لأن مَن يشرب الخمر نسمِّيه عاصيا، ولكن مَن يستحلُّ الخمر، ويرى أنها من ضرورات الترقِّي والتحديث لا يكون إلا كافرا. ومثل ذلك: مَن يزني، ومَن يستحلُّ الزنى.

فهذه الحكومات تستحلُّ المحرَّمات، وترى أنها أشياء قديمة ورجعية، تجاوزها الزمن، وكذلك الفرائض التي جعلها الله من مهمة الحكومة المسلمة إذا مكَّن الله لها في الأرض: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [الحج:40، 41]، فهذه الفرائض لم تعُد كلُّها لائقة بهذا الزمن. وقد غدا كثير من المنكرات عندهم معروفا، وكثير من المعروفات منكرا. فليس هناك قيمة ثابتة، ولا فضيلة ثابتة، ولا رذيلة ثابتة، ولا شريعة ثابتة، فكلُّها قابلة للتطوُّر بتطوُّر الزمان والمكان والإنسان.

ووصف هذه الحكومات بـ (العلمانية المتطرفة). وهؤلاء ينطبق عليهم بوضوح ما أرشد إليه الحديث الصحيح المتَّفق عليه: «إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان».

وأشار إلى أن جهاد هذه الحكومات: يأخذ صُورا متنوعة، ويتدرَّج في مراتب متعدِّدة، بحسب مقدار الجَور الذي تمارسه هذه الحكومات، ومدى بعدها عن أصول الإسلام، ثم بحسب الظروف والإمكانات التي تملكها الفئات الإسلامية المنكرة على هذه الحكومات، وهو ما أمر به الحديث النبوي من تغيير المنكر باليد، فمَن لم يستطع، فبلسانه، فمَن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.

ورأى أن الواجب اتخاذ الوسائل السِّلمية في التغيير، ابتداء من توعية أبناء الشعب، وتعبئتهم إيمانيا وفكريا، ليؤثِّروا في الحكومات، ويحملوها على التغيير. فإن الحكومات في العادة إنما هي إفراز لشعوبها، وهنا جاء الأثر: «كما تكونوا يولَّ عليكم».

جهاد تبليغ الدعوة

وثالث أنواع الجهاد الباقية في زماننا في رأي الشيخ القرضاوي هو جهاد تبليغ الدعوة الإسلامية إلى شعوب العالم، بكلِّ لغاتها، وبما يبيِّن لهم حقائقها وأصولها وأهدافها، ويردُّ على أباطيل خصومها، ويدفع شبهاتهم.

وذلك انطلاقا من أن الإسلام دعوة عالمية، ورسالة للناس جميعا: عربهم وعجمهم، شرقيهم وغربيهم، كتابيهم ووثنيهم، أبيضهم وأسودهم، حاكمهم ومحكومهم.

وأشار إلى أن هناك نحو ثلاثة مليارات أخرى من سكان المعمورة: عرَفت الإسلام صورة مشوَّهة، لا تكشف عن حقائقه، ولا تبيِّن محاسنه في عقيدته وشريعته وأخلاقه وحضارته، وسيرة نبيه وأصحابه.

ونحن المسلمين مسؤولون أمام الله تعالى، وأمام ضمائرنا، وأمام التاريخ عن ضلال هذه الأمم، وعن جهلها الفاضح بالإسلام ورسالته السمحة.

الجهاد وسيلة وليس غاية

وختم الشيخ القرضاوي كتابه بالتأكيد على حقيقة هامة هي أن الجهاد في الإسلام وسيلة لغايات وأهداف، وليس هو غاية في نفسه، ولا يقصد لذاته.

وغاية الجهاد الأولى، وهدفه الأعظم: أن تكون كلمة الله هي العليا، ومعنى: (أن تعلو كلمة الله): أن تكون ظاهرة لا خفية، مسموعة لا مطموسة، منتشرة لا مخبوءة، قوية لا ضعيفة، غالبة لا مغلوبة.
وأوضح الشيخ القرضاوي أن (جهاد الطلب) -الذي هو غزو العدو في عقر داره والذي اضطُّر إليه المسلمون قديما، لم نعُد بحاجة إليه اليوم، إذ لم يعُد هو الوسيلة المتعيّنة لإيصال كلمة الإسلام إلى أمم الأرض.

وأشار إلى أن هناك وسائل وقنوات شتَّى غير الحرب والقتال، لتبليغ كلمة الإسلام إلى العالم، دون جيوش محاربة، ولا جنود مجنَّدة.

من الوسائل التي ذكرها: الإذاعات الموجَّهة إلى الأمم بلغاتها المختلفة، والقنوات الفضائية التي تصل إلى أنحاء العالم شرقا وغربا، وشبكة المعلومات العالمية: الإنترنت، فضلا عن الكلمة المقروءة عن طريق الكتب والرسائل والنشرات والصحافة الشهرية والأسبوعية واليومية.

المتضرعه لله
04-10-2009, 03:58 PM
الله يعطيه العافيه شيخنا الجليل

يعلم الله احبه في الله هالرجل

شكرا لك والله يعطيك العافيه ويبارك فيك