عليان قطر
03-02-2006, 10:19 AM
مشاهدات من قلب «الحدث» حيث أحلام الثراء السريع والفوضى العارمة
اكتتاب الريان.. كأنه الـحلم الاميركي الـجاذب للمهاجرين الفقراء
الدوحة - علي باجي:
في منظر يكاد يشابه احد المشاهد المأساوية لضحايا الكوارث الطبيعية او الحروب الاهلية في الدول الفقيرة.
بل كأنه مشهد تدفق مئات ألوف المهاجرين على اميركا في نهايات القرن التاسع عشر.
كان عشرات الآلاف من ابناء دول مجلس التعاون يقفون امام نادي قطر الرياضي املا في الاكتتاب والمساهمة في بنك الريان الاسلامي، وقد بدا عليهم الترقب وانتظار الامل بالحصول على «المقسوم» الذي يلوح مع دخول باب النادي وانجاز اكتتابهم.
ازدحام شديد وفوضى عارمة ومشاجرات هنا وهناك وتدافع نحو البوابة الرئيسية لنادي قطر، تلك كانت مشاهد روتينية استمرت على مدى 19 يوما، في الدوحة منذ اليوم الاول للاكتتاب في بنك الريان الاسلامي والسماح لأبناء دول مجلس التعاون بالمشاركة والمساهمة فيه.
«القبس» تجولت في قلب العاصمة القطرية والتقت العديد من المساهمين، قطريين كانوا وخليجيين، وقد كان حلم الثراء السريع والانطلاق الى عالم الثروة والمال يداعب خيال الجميع دون استثناء، فهذا يحلم بأن يشتري سيارة بعد ان تدرج اسهم بنك الريان في البورصة وذاك يطمح لتأسيس شركة. الكل لديه عالمه الخاص.
في «قلب الحدث»
بدأت جولة «القبس» نهاية الاسبوع الماضي وكانت نقطة الانطلاق قلب الحدث اي نادي قطر، ففي الواحدة ظهرا وعندما تستقر الشمس في كبد السماء يخيم الوجوم على فلول المكتتبين كما وصفهم احد السعوديين الذي يحمل بيده 150 جوازا حصل عليها من اقاربه ومعارفه بمقابل مادي، حيث اضطر لدفع مبلغ 500 ريال للجواز. الشوارع المؤدية من والى نادي قطر تغلق تماما، فالبشر يشارك الحجر مكانه على الارض فلا يوجد مسافة حول النادي الا ويجلس عليها انسان..!
محيط البوابة الرئيسية والمحيط القريب من النادي يصعب السير فيهما وكأن ظروف موسم الحج انتقلت من مكة الى الدوحة لكن بكثافة اعلى فالحركة في مكة المكرمة دؤوبة وميكانيكة فلا توقف ولا انتظار ولا تأفف او استغلال حاجة.
دخول عشوائي
أرقام الدخول الى الصالة الرئيسية (مقر موظفي استقبال طلبات المكتتبين) معروضة للبيع وكلما كان الرقم قريبا من الدخول ارتفع سعره، ولسوء حظ من اشترى رقما للدخول، ان سياسة القائمين على التنظيم تتحول من مراعاة الدور بحسب الارقام الى السماح للمجاميع بالدخول بشكل عشوائي..! بواقع 50 مكتتبـاً كل نصف ساعة تقريباً.
اصحاب الارقام من الذين حصلوا عليها بواسطة دفع مبالغ او الذين حصلوا عليها بشكل مشروع شعروا بالظلم والمرارة فبعضهم مضى على وجوده في الدوحة اربعة ايام ولم يتسنَّ له انجاز معاملة في الوقت الذي كانت هذه السياسة من صالح البعض الذين حضروا للتو.
الواسطة للدخول
ومن المشاهد واللقطات التي اشعرت غالبية المساهمين بالاحباط قيام بعض رجال الامن بتسهيل دخول المساهمين ممن لديهم واسطة.
لم يخف العديد من المساهمين امتعاضهم وغضبهم من التجاوزات واعتبروها امراً مهيناً، فبعضهم يقف في الطابور لفترات تتجاوز الـ12 ساعة ومن لديه واسطة لا يقف اكثر من خمس دقائق!
عدم التنظيم والفوضى افضل وصف يمكنه اختصار ما حدث في بنك الريان في قطر الاسبوعين الماضيين، اذ ان المكتتبين والمساهمين خرجوا غير راضين عما حصل، وعلامات الامتعاض وعدم الرضا ترتسم تلقائياً على تقاسيم وجوههم. فسيحان العنزي مواطن كويتي يعمل في احدى المؤسسات العسكرية يقول ان الوضع كان مأساوياً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فالتنظيم معدوم وقوة العضلات وحجم البنية الجسدية هما الفيصل في انجاز المعاملة في بنك الريان، اذ لم يلتزم القائمون على التنظيم واستلام المعاملات بالدور المقرر الكترونياً.
ويضيف العنزي انه اصيب بخيبة امل وصدمة من الواقع الذي نعيشه في نادي قطر وتوقع ان ما شاهده من مناظر مأساوية حدثت من دون علم المسؤولين الأمنيين.
أما جابر الشمري وهو مواطن سعودي يعمل مدرساً للغة العربية ومشرفاً على منتدى ثقافي على شبكة الانترنت فأكد انه لم يتوقع ان يشاهد المناظر المأساوية التي اصبحت تميز الشوارع المحيطة بنادي قطر، حيث يرقد العشرات بل المئات على الارصفة يفترشون الارض ويلتحفون السماء، واضاف الشمري، الذي كان يتحدث بلغة يغلب عليها الطابع الادبي، انه لم يعد راغباً في المساهمة حتى لو حققت له الملايين على حد تعبيره.
ومن الشمري الى البحريني أبو مهدي، وهو رجل في نهاية الاربعينات، طوع فترة الاكتتاب لعمل تجاري بسيط مارسه لكن يبدو انه غير شرعي، كما اكد، فأبو مهدي يبيع اوراق طلبات المساهمة التي توزعها اللجنة التأسيسية لادارة البنك بالمجان الورقة الواحدة يبيعها ابو مهدي بـ50 ريالاً قطرياً، في الوقت الذي توزع ادارة النادي آلاف الأوراق بالمجان لكن المشكلة ان ابو مهدي وغيره المئات يأخذون اكبر كمية ممكنة في الصباح الباكر ويبيعونها في الفترة المسائية وهي ساعة الذروة يتوافد خلالها المسافرون الخليجيون.
800 ألف مكتتب
وقدرت أوساط القائمين على الاكتتاب اعداد الخليجيين الذين قدموا الى الدوحة للاكتتاب في مصرف الريان خلال فترة الاكتتاب بأكثر من 600 الف.
وتشير التقديرات الى ان اعداد المكتتبين الخليجيين في مصرف الريان لن تقل بأي حال من الاحوال عن 800 الف مكتتب، الامر الذي يعني ان المكتتب لن يحصل على اكثر من 100 سهم فقط كحد اعلى، الا في حالة رفع رأس مال المصرف، او زيادة النسبة المطروحة للخليجيين، وهما خياران مستبعدان، وتبعا لذلك، لن يكون هناك اي تخصيص زيادة على الـ 100 سهم.
وبلغ اجمالي المبلغ المطروح لاكتتاب الخليجيين في مصرف الريان 825 مليون ريال تمثل ما نسبته 20 في المائة من مجمل المبلغ المطروح للاكتتاب، والذي يصل الى 4.125 مليارات ريال، حيث ان 80 في المائة من هذا المبلغ مطروح للمواطنين القطريين، بينما تصل نسبة الاكتتاب العام الى 55 في المائة من رأس مال المصرف البالغ 7.5 مليارات ريال، حيث ان المؤسسين كانوا قد اكتتبوا بـ 45 في المائة.
تغطية الاكتتاب
ويعتقد ان عدد مرات تغطية الاكتتاب قد تتجاوز 20 مرة، في حين كانت قد تمت تغطية الاكتتاب بالكامل منذ اليوم الثالث لبدء الاكتتاب.
وبناء على هذه المعطيات، سيصل اجمالي المبلغ الذي تم جمعه من المكتتبين الخليجيين الى نحو 16.5 مليار ريال، في حين ان المطلوب كان 825 مليون ريال فقط.
وقالت مصادر من داخل بنك قطر الوطني لـ«القبس» ان السعوديين استحوذوا على نصيب الاسد من اجمالي المكتتبين الخليجيين، حيث هيمنوا على نسبة لن تقل عن 45 في المائة من المكتتبين، في حين يأتي الكويتيون في المرتبة الثانية بنسبة قد تتجاوز بقليل 20 في المائة، بينما تتوزع النسبة المتبقية على المكتتبين الاماراتيين والبحرينيين والعمانيين.
ويرجع هذا العدد الكبير من المكتتبين السعوديين الى اكثر من سبب ابرزها عدد سكان المملكة العربية السعودية الذي يتجاوز 20 مليون نسمة، اضافة الى قرب العديد من المدن السعودية الكبيرة الى الحدود مع قطر، مما جعل معظم المكتتبين السعوديين يأتون الى الدوحة برا عبر الحدود، وللاكتتاب ومن ثم العودة الى مناطقهم في اليوم نفسه.
ويعتقد مراقبون انه لولا تحذير السلطات السعودية مواطنيها من حمل جوازات سفر للغير لكانت نسبة المكتتبين السعوديين تجاوزت بكثير الـ 45 في المائة.
سيناريوهات سعر السهم
وبالنسبة لسيناريوهات سعر سهم الريان، فإن من اسعفه الحظ من المواطنين الخليجيين الذين قدموا الى الدوحة وتمكن من الاكتتاب، فإنه ينتظر الآن مرحلة طرح سهم مصرف الريان للتداول في سوق الدوحة للأوراق المالية لمعرفة سعر السهم واتخاذ القرار المناسب على اساس السعر لبيع الاسهم او الاحتفاظ بها لبعض الوقت.
لكن، يبدو ان هناك اتجاها كبيرا لدى الكثير من المكتتبين الخليجيين في مصرف الريان ومن تجربة سابقة في شركة دانة غاز نحو بيع سهم المصرف بمجرد طرحه للتداول.
واذا ما بلغ سعر السهم في اليوم الاول لطرحه للتداول 45 ريالا كما يتوقع العديد من المصرفيين والاقتصاديين، فإن اي بائع للسهم في ذلك اليوم سيضمن ربحا مقداره 40 ريالا في السهم الواحد.
ويؤكد مراقبون ان سعر سهم الريان لن يقفل في احسن الاحوال خلال اليوم الاول لطرحه على اكثر من 50 ريالا.
الا ان هناك مكتتبين سيفضلون الاحتفاظ بسهم الريان الى اطول فترة ممكنة، حيث ان الطلب الكبير على السهم سيساعد في رفع سعره الى مستويات ربما تكون قياسية في فترات لاحقة.
كشف تزوير في الاكتتاب
الى ذلك ،اعلن راشد علي الكواري مسؤول الخدمات الادارية والمشتريات في بنك قطر الوطني ان ادارة البنك اكتشفت حالات تزوير في اوراق الارقام، وكتابة البيانات في نماذج الاكتتاب في مصرف الريان القطري، وذكر الكواري ان ادارة المصرف ستستبعد النماذج والمعلومات المزورة التي وردت في بيانات المكتتبين، لافتا الى ان الجهات المعنية تجري حاليا تحريات عن هذه الحالات للحد منها.
في المقابل بين الكواري ان ادارة سوق الدوحة للأوراق المالية، اعلنت انه سيتم تزويد مصرف الريان ببيانات المستثمرين الخليجيين الراغبين في الاكتتاب لديه الكترونيا دون الحاجة الى فتح حساب مستثمر في السوق وسيزود بنك قطر الوطني بصفته مدير الاصدار والوسيط المعتمد لبيع وتسوق اسهم المصرف السوق ببيانات المكتتبين الكترونيا بعد الانتهاء من عملية الاكتتاب.
خدمات نسائية
العشرات من النسوة وقفن امام نادي قطر يعرضن خدمات متنوعة ابرزها انجاز معاملة الاكتتاب بواقع 100 ريال قطري ما يعادل 8 دنانير مقابل كل جواز..!
النسوة من كل الجنسيات واللاتي اغلبهن من السعودية وعمان وقلة من قطر والباقي من الكويت والبحرين.
الأسعار تضاعفت 10 مرات
ارتفعت اسعار السلع والحاجات الشخصية 10 اضعاف ما كانت عليه قبل بدء الاكتتاب في بنك الريان. هذا ما قاله سائق تاكسي كان يعمل في الجيش القطري قبل عام 2000.
واضاف محبوب الرحمن ان الاسعار ارتفعت بشكل جنوني لاسيما في العاصمة الدوحة والسبب كما اكد هو الاقبال النهم من قبل الخليجيين على الفنادق والمطاعم والتكاسي ولفت الى ان بعضهم كان يدفع السعر مضاعفا من تلقاء نفسه.
فندق في الهواء الطلق
لم يجد العشرات من الرجال والاطــــــفال مجـــالا سوى الإستراحة في المساحات الخضــراء والساحات الفضاء للنادي.
المشهد كان غريبا خصوصا ان بين هؤلاء من وضع سجادة 4*6 على الارض وفرش عليها مراتب اسفنجية له ولبقية عائلته ثم غطوا في سبات عميق.
أحلام وأمان
«منذ اعلان الحكومة القطرية عن تأسيس بنك اسلامي وانا احلم بان امتلك بيتا خاصا لي واتزوج.. واهم شيء اشتري سيارة فخمة».
واتمنى ان اسدد ديوني كاملة وان اباشر بعد ذلك بتأسيس شركة صغيرة لبيع المواد الاستثنائية الصحية والكهربائية... واحلم بان اسافر لكل دول العالم بعد ان ابيع اسهمي في بنك الريان».
هذه الاماني والاحلام سردها على مسمعنا مواطن سعودي ساهم في بنك الريان بـ 500 جواز سفر دفع مقابلها 50 الف ريال اذ لكل جواز 100 ريال وامل السعودي بان يبيع الجواز بعد ذلك بـ 1000 ريال..!
وانا اسف اذا كان الموضوع مكرر
اكتتاب الريان.. كأنه الـحلم الاميركي الـجاذب للمهاجرين الفقراء
الدوحة - علي باجي:
في منظر يكاد يشابه احد المشاهد المأساوية لضحايا الكوارث الطبيعية او الحروب الاهلية في الدول الفقيرة.
بل كأنه مشهد تدفق مئات ألوف المهاجرين على اميركا في نهايات القرن التاسع عشر.
كان عشرات الآلاف من ابناء دول مجلس التعاون يقفون امام نادي قطر الرياضي املا في الاكتتاب والمساهمة في بنك الريان الاسلامي، وقد بدا عليهم الترقب وانتظار الامل بالحصول على «المقسوم» الذي يلوح مع دخول باب النادي وانجاز اكتتابهم.
ازدحام شديد وفوضى عارمة ومشاجرات هنا وهناك وتدافع نحو البوابة الرئيسية لنادي قطر، تلك كانت مشاهد روتينية استمرت على مدى 19 يوما، في الدوحة منذ اليوم الاول للاكتتاب في بنك الريان الاسلامي والسماح لأبناء دول مجلس التعاون بالمشاركة والمساهمة فيه.
«القبس» تجولت في قلب العاصمة القطرية والتقت العديد من المساهمين، قطريين كانوا وخليجيين، وقد كان حلم الثراء السريع والانطلاق الى عالم الثروة والمال يداعب خيال الجميع دون استثناء، فهذا يحلم بأن يشتري سيارة بعد ان تدرج اسهم بنك الريان في البورصة وذاك يطمح لتأسيس شركة. الكل لديه عالمه الخاص.
في «قلب الحدث»
بدأت جولة «القبس» نهاية الاسبوع الماضي وكانت نقطة الانطلاق قلب الحدث اي نادي قطر، ففي الواحدة ظهرا وعندما تستقر الشمس في كبد السماء يخيم الوجوم على فلول المكتتبين كما وصفهم احد السعوديين الذي يحمل بيده 150 جوازا حصل عليها من اقاربه ومعارفه بمقابل مادي، حيث اضطر لدفع مبلغ 500 ريال للجواز. الشوارع المؤدية من والى نادي قطر تغلق تماما، فالبشر يشارك الحجر مكانه على الارض فلا يوجد مسافة حول النادي الا ويجلس عليها انسان..!
محيط البوابة الرئيسية والمحيط القريب من النادي يصعب السير فيهما وكأن ظروف موسم الحج انتقلت من مكة الى الدوحة لكن بكثافة اعلى فالحركة في مكة المكرمة دؤوبة وميكانيكة فلا توقف ولا انتظار ولا تأفف او استغلال حاجة.
دخول عشوائي
أرقام الدخول الى الصالة الرئيسية (مقر موظفي استقبال طلبات المكتتبين) معروضة للبيع وكلما كان الرقم قريبا من الدخول ارتفع سعره، ولسوء حظ من اشترى رقما للدخول، ان سياسة القائمين على التنظيم تتحول من مراعاة الدور بحسب الارقام الى السماح للمجاميع بالدخول بشكل عشوائي..! بواقع 50 مكتتبـاً كل نصف ساعة تقريباً.
اصحاب الارقام من الذين حصلوا عليها بواسطة دفع مبالغ او الذين حصلوا عليها بشكل مشروع شعروا بالظلم والمرارة فبعضهم مضى على وجوده في الدوحة اربعة ايام ولم يتسنَّ له انجاز معاملة في الوقت الذي كانت هذه السياسة من صالح البعض الذين حضروا للتو.
الواسطة للدخول
ومن المشاهد واللقطات التي اشعرت غالبية المساهمين بالاحباط قيام بعض رجال الامن بتسهيل دخول المساهمين ممن لديهم واسطة.
لم يخف العديد من المساهمين امتعاضهم وغضبهم من التجاوزات واعتبروها امراً مهيناً، فبعضهم يقف في الطابور لفترات تتجاوز الـ12 ساعة ومن لديه واسطة لا يقف اكثر من خمس دقائق!
عدم التنظيم والفوضى افضل وصف يمكنه اختصار ما حدث في بنك الريان في قطر الاسبوعين الماضيين، اذ ان المكتتبين والمساهمين خرجوا غير راضين عما حصل، وعلامات الامتعاض وعدم الرضا ترتسم تلقائياً على تقاسيم وجوههم. فسيحان العنزي مواطن كويتي يعمل في احدى المؤسسات العسكرية يقول ان الوضع كان مأساوياً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فالتنظيم معدوم وقوة العضلات وحجم البنية الجسدية هما الفيصل في انجاز المعاملة في بنك الريان، اذ لم يلتزم القائمون على التنظيم واستلام المعاملات بالدور المقرر الكترونياً.
ويضيف العنزي انه اصيب بخيبة امل وصدمة من الواقع الذي نعيشه في نادي قطر وتوقع ان ما شاهده من مناظر مأساوية حدثت من دون علم المسؤولين الأمنيين.
أما جابر الشمري وهو مواطن سعودي يعمل مدرساً للغة العربية ومشرفاً على منتدى ثقافي على شبكة الانترنت فأكد انه لم يتوقع ان يشاهد المناظر المأساوية التي اصبحت تميز الشوارع المحيطة بنادي قطر، حيث يرقد العشرات بل المئات على الارصفة يفترشون الارض ويلتحفون السماء، واضاف الشمري، الذي كان يتحدث بلغة يغلب عليها الطابع الادبي، انه لم يعد راغباً في المساهمة حتى لو حققت له الملايين على حد تعبيره.
ومن الشمري الى البحريني أبو مهدي، وهو رجل في نهاية الاربعينات، طوع فترة الاكتتاب لعمل تجاري بسيط مارسه لكن يبدو انه غير شرعي، كما اكد، فأبو مهدي يبيع اوراق طلبات المساهمة التي توزعها اللجنة التأسيسية لادارة البنك بالمجان الورقة الواحدة يبيعها ابو مهدي بـ50 ريالاً قطرياً، في الوقت الذي توزع ادارة النادي آلاف الأوراق بالمجان لكن المشكلة ان ابو مهدي وغيره المئات يأخذون اكبر كمية ممكنة في الصباح الباكر ويبيعونها في الفترة المسائية وهي ساعة الذروة يتوافد خلالها المسافرون الخليجيون.
800 ألف مكتتب
وقدرت أوساط القائمين على الاكتتاب اعداد الخليجيين الذين قدموا الى الدوحة للاكتتاب في مصرف الريان خلال فترة الاكتتاب بأكثر من 600 الف.
وتشير التقديرات الى ان اعداد المكتتبين الخليجيين في مصرف الريان لن تقل بأي حال من الاحوال عن 800 الف مكتتب، الامر الذي يعني ان المكتتب لن يحصل على اكثر من 100 سهم فقط كحد اعلى، الا في حالة رفع رأس مال المصرف، او زيادة النسبة المطروحة للخليجيين، وهما خياران مستبعدان، وتبعا لذلك، لن يكون هناك اي تخصيص زيادة على الـ 100 سهم.
وبلغ اجمالي المبلغ المطروح لاكتتاب الخليجيين في مصرف الريان 825 مليون ريال تمثل ما نسبته 20 في المائة من مجمل المبلغ المطروح للاكتتاب، والذي يصل الى 4.125 مليارات ريال، حيث ان 80 في المائة من هذا المبلغ مطروح للمواطنين القطريين، بينما تصل نسبة الاكتتاب العام الى 55 في المائة من رأس مال المصرف البالغ 7.5 مليارات ريال، حيث ان المؤسسين كانوا قد اكتتبوا بـ 45 في المائة.
تغطية الاكتتاب
ويعتقد ان عدد مرات تغطية الاكتتاب قد تتجاوز 20 مرة، في حين كانت قد تمت تغطية الاكتتاب بالكامل منذ اليوم الثالث لبدء الاكتتاب.
وبناء على هذه المعطيات، سيصل اجمالي المبلغ الذي تم جمعه من المكتتبين الخليجيين الى نحو 16.5 مليار ريال، في حين ان المطلوب كان 825 مليون ريال فقط.
وقالت مصادر من داخل بنك قطر الوطني لـ«القبس» ان السعوديين استحوذوا على نصيب الاسد من اجمالي المكتتبين الخليجيين، حيث هيمنوا على نسبة لن تقل عن 45 في المائة من المكتتبين، في حين يأتي الكويتيون في المرتبة الثانية بنسبة قد تتجاوز بقليل 20 في المائة، بينما تتوزع النسبة المتبقية على المكتتبين الاماراتيين والبحرينيين والعمانيين.
ويرجع هذا العدد الكبير من المكتتبين السعوديين الى اكثر من سبب ابرزها عدد سكان المملكة العربية السعودية الذي يتجاوز 20 مليون نسمة، اضافة الى قرب العديد من المدن السعودية الكبيرة الى الحدود مع قطر، مما جعل معظم المكتتبين السعوديين يأتون الى الدوحة برا عبر الحدود، وللاكتتاب ومن ثم العودة الى مناطقهم في اليوم نفسه.
ويعتقد مراقبون انه لولا تحذير السلطات السعودية مواطنيها من حمل جوازات سفر للغير لكانت نسبة المكتتبين السعوديين تجاوزت بكثير الـ 45 في المائة.
سيناريوهات سعر السهم
وبالنسبة لسيناريوهات سعر سهم الريان، فإن من اسعفه الحظ من المواطنين الخليجيين الذين قدموا الى الدوحة وتمكن من الاكتتاب، فإنه ينتظر الآن مرحلة طرح سهم مصرف الريان للتداول في سوق الدوحة للأوراق المالية لمعرفة سعر السهم واتخاذ القرار المناسب على اساس السعر لبيع الاسهم او الاحتفاظ بها لبعض الوقت.
لكن، يبدو ان هناك اتجاها كبيرا لدى الكثير من المكتتبين الخليجيين في مصرف الريان ومن تجربة سابقة في شركة دانة غاز نحو بيع سهم المصرف بمجرد طرحه للتداول.
واذا ما بلغ سعر السهم في اليوم الاول لطرحه للتداول 45 ريالا كما يتوقع العديد من المصرفيين والاقتصاديين، فإن اي بائع للسهم في ذلك اليوم سيضمن ربحا مقداره 40 ريالا في السهم الواحد.
ويؤكد مراقبون ان سعر سهم الريان لن يقفل في احسن الاحوال خلال اليوم الاول لطرحه على اكثر من 50 ريالا.
الا ان هناك مكتتبين سيفضلون الاحتفاظ بسهم الريان الى اطول فترة ممكنة، حيث ان الطلب الكبير على السهم سيساعد في رفع سعره الى مستويات ربما تكون قياسية في فترات لاحقة.
كشف تزوير في الاكتتاب
الى ذلك ،اعلن راشد علي الكواري مسؤول الخدمات الادارية والمشتريات في بنك قطر الوطني ان ادارة البنك اكتشفت حالات تزوير في اوراق الارقام، وكتابة البيانات في نماذج الاكتتاب في مصرف الريان القطري، وذكر الكواري ان ادارة المصرف ستستبعد النماذج والمعلومات المزورة التي وردت في بيانات المكتتبين، لافتا الى ان الجهات المعنية تجري حاليا تحريات عن هذه الحالات للحد منها.
في المقابل بين الكواري ان ادارة سوق الدوحة للأوراق المالية، اعلنت انه سيتم تزويد مصرف الريان ببيانات المستثمرين الخليجيين الراغبين في الاكتتاب لديه الكترونيا دون الحاجة الى فتح حساب مستثمر في السوق وسيزود بنك قطر الوطني بصفته مدير الاصدار والوسيط المعتمد لبيع وتسوق اسهم المصرف السوق ببيانات المكتتبين الكترونيا بعد الانتهاء من عملية الاكتتاب.
خدمات نسائية
العشرات من النسوة وقفن امام نادي قطر يعرضن خدمات متنوعة ابرزها انجاز معاملة الاكتتاب بواقع 100 ريال قطري ما يعادل 8 دنانير مقابل كل جواز..!
النسوة من كل الجنسيات واللاتي اغلبهن من السعودية وعمان وقلة من قطر والباقي من الكويت والبحرين.
الأسعار تضاعفت 10 مرات
ارتفعت اسعار السلع والحاجات الشخصية 10 اضعاف ما كانت عليه قبل بدء الاكتتاب في بنك الريان. هذا ما قاله سائق تاكسي كان يعمل في الجيش القطري قبل عام 2000.
واضاف محبوب الرحمن ان الاسعار ارتفعت بشكل جنوني لاسيما في العاصمة الدوحة والسبب كما اكد هو الاقبال النهم من قبل الخليجيين على الفنادق والمطاعم والتكاسي ولفت الى ان بعضهم كان يدفع السعر مضاعفا من تلقاء نفسه.
فندق في الهواء الطلق
لم يجد العشرات من الرجال والاطــــــفال مجـــالا سوى الإستراحة في المساحات الخضــراء والساحات الفضاء للنادي.
المشهد كان غريبا خصوصا ان بين هؤلاء من وضع سجادة 4*6 على الارض وفرش عليها مراتب اسفنجية له ولبقية عائلته ثم غطوا في سبات عميق.
أحلام وأمان
«منذ اعلان الحكومة القطرية عن تأسيس بنك اسلامي وانا احلم بان امتلك بيتا خاصا لي واتزوج.. واهم شيء اشتري سيارة فخمة».
واتمنى ان اسدد ديوني كاملة وان اباشر بعد ذلك بتأسيس شركة صغيرة لبيع المواد الاستثنائية الصحية والكهربائية... واحلم بان اسافر لكل دول العالم بعد ان ابيع اسهمي في بنك الريان».
هذه الاماني والاحلام سردها على مسمعنا مواطن سعودي ساهم في بنك الريان بـ 500 جواز سفر دفع مقابلها 50 الف ريال اذ لكل جواز 100 ريال وامل السعودي بان يبيع الجواز بعد ذلك بـ 1000 ريال..!
وانا اسف اذا كان الموضوع مكرر