إنسان عادي
04-10-2009, 12:21 PM
نيران صديقة .. شركة صينية تعطل استلام 5 مدارس حكومية ..
الراية..
بقلم : صادق محمد العماري
..حلمت ذات ليلة أني احضر حفلا مهيبا لافتتاح مشروع ضخم انجزته أشغال ، كان المشروع جسراً معلقاً ينطلق بجوار المتحف الإسلامي قاطعا أمواج الخليج وصولا إلي نقطة النهاية عند الشيراتون، كان الجسر تحفة معمارية بالغة الروعة والإتقان، يخطف الألباب، كانت أشغال ترمي في إنشائها هذا المشروع القومي لتخفيف الزحام الذي خنق أهل قطر، كما أنها رأت أنه من غير اللائق ان دولة نفطية وغازية لا تملك إلا طريقا رئيسيا واحدا وهو الكورنيش الذي يغلق كثيرا بسبب المناسبات والمؤتمرات .
إلا انني تكدرت كثيرا حينما استيقظت من النوم، وتذكرت علي الفور أن أشغال مشغولة بعدة مشاريع متعثرة سببت لها صداعا أليما، وهي ليست مستعدة لخوض مغامرة جديدة قد تعصف بكيانها، ويتضرر من ذلك موظفون لاذنب لهم سوي أنهم اختاروا شركات عالمية تسبب تقلب الأسواق العالمية خسائر فادحة لهم وللدولة، فالمشروع الذي كان يتكلف 80 مليوناً ارتفع سعره ليبلغ 150 مليوناً، وللحقيقة فإن أشغال مشكورة قد تجاوبت مع الشروط الجديدة التي وضعتها كيانات المقاولات العالمية علي الرغم من أن العقود تلزمهم بالعمل والتسليم في المواعيد المتفق عليها إلا أن أشغال تجاوبا مع الضغوط الجماهيرية توصلت إلي اتفاقات جديدة معهم ومع ذلك لايزال العمل يمضي بطيئا .
ليس هذا كل شيء ! القضية اليوم ليست عن الطرق والجسور والأنفاق، كما أنها ليست ذات صلة بالحلم أعلاه او بمشروع لمترو الأنفاق، القصة أبسط من ذلك كله، إلا أنها بالغة التعقيد .
الموضوع : 5 مدارس كان من المفترض أن يتسلمها المجلس الأعلي للتعليم في 29-8-2008 والتاريخ المتوقع تسليمها غير معروف حتي الآن . والسبب تعثر الشركة العالمية التي تكفلت بالمشروع، ماهي قصة هذه الشركة ؟
كانت هذه الشركة الصينية ملء السمع والبصر ولها وضعها العالمي العريق وقادها حظها او حظ أشغال العاثر إلي العمل معا، وأوكلت إليها مهمة بناء مدرستين في الخور من ضمن مشروع ضخم لأنشاء عدد كبير من المدارس الجديدة، ومنذ ان بدأت هذه الشركة في وضع اساسات المدرستين في الخور كان المسؤولون في أشغال يراقبون ادائها ويقيمون تقدمها في العمل، وبعد فترة وجيزة ارتأت القيادة في أشغال أن تجري تعديلا طفيفا في الخطة، واقتضي التعديل أن تترك الشركة الصينية موقع عملها في الخور لتننطلق إلي مدينة الدوحة لتتسلم مشروعاً أكبر يتضمن بناء 5 مدارس داخل العاصمة، بينما أوكلت مهمة إكمال مباني الخور إلي شركة مقاولات قطرية .المفارقة ان الشركة الوطنية انجزت المهمة في الوقت المحدد بينما تعثرت الصينية ولازالت المباني علي العظم ولايسكن هذه المدارس الآن سوي الأشباح وبعض القطط والكلاب الضالة، وربما قصدها مساكين ضاق بهم الحال بسبب الإيجارات المرتفعة ففضلوا اللجوء إلي احداها للسكني حتي تهبط نيران الإيجارات! (يبدو انني في هذه الجزئية تأثرت كثيراً بمسلسل قلوب للإيجار الذي أعجبني كثيراً).
إذا 5 مدارس تتسع لـ 3125 طالباً لم تدخل الخدمة بعد وسبب هذا الأمر اضطراباً كبيراً في المجلس الأعلي للتعليم عند تسجيل الطلاب بعد أن تيقن المسئولون ان المباني لن تكون جاهزة حتي اجل غير مسمي، واضطر المجلس لرفع عد الطلاب في المدارس الحالية من 25 إلي 28 طالباً في الفصل وهذا الرقم مرشح للارتفاع بقوة في الأيام القادمة وهو مايعني العودة للفصول المكدسة والذكريات المؤلمة لمدارس وزارة التربية التي كانت تحشد 45 طالباً في فصل طاقته القصوي 25 فلا ينشأ عن هذا التزاحم المذموم إلا طلاب تعساء يقضون معظم الحصص في النوم وتبادل الكليبات الخارجة وبيئة خصبة لانتقال الأمراض خاصة اتش 1 ان 1 ومدرسون اقفلت الدنيا ابوابها في وجوههم فسلكوا طريق الدروس الخصوصية وبيع المذكرات ليتربحوا قليلاً من علمهم الذي يذهب هباء وسط مئات من الطلاب الذين كانوا ينوون التنزه في حديقة الحيوان فضلوا الطرق ووجدوا انفسهم داخل المدرسة .
لاأعلم لماذا تتملكنا عقدة الأجنبي ! نحبهم، نحترمهم، نعتبر ان الهراء الذي يقولونه حكم تعلق علي الجدران، نعطيهم اموالنا ومشاريعنا واحلامنا ليحولوها من الحقيقة إلي الأوهام، من اليقين إلي الأحلام، وفي المقابل، ندير ظهورنا للمقاول القطري الذي أظهر نموذجا لرجل الأعمال الوطني الناجح، الذي ينفع وطنه وينتفع منه، لا أن يمتص أمواله ثم يعلن عثرته ليبتز المزيد من الأموال والوقت .
وعادة ماتلجأ أشغال لحل يائس لفسخ العقد وتسليم المشروع لشركة أخري تأخذ أموالا جديدة، وهذا الحل يروق للشركات المتعثرة حيث إنها لن تطالب برد ماتقاضته، وهي بذلك ستسبب خسائرة فادحة لمقاولي الباطن الذين هم مواطنون قطريون أسندت اليهم تنفيذ أعمال البناء وبتعثرها هم تعثروا وخسروا.
هل تلاحظون معي ان معظم المشاريع المعطلة هي من صنع الشركات العالمية المتعثرة والفاشلة ومن طريق سلوي إلي مشروع الدوحة السريع إلي المدارس الحكومية إلي 22 فبراير والكثير والكثير تقف الشركات المفلسة لتخرج لسانها لنا بعد أن سرقت اموالنا وعطلت أعمالنا، وتسببت في ازدحام شوارعنا وتبدل أخلاق السائقين والطلاب .
بينما نجح المقاول القطري في كل ما أسند إليه من أعمال ومشاريع، وهو ملتزم بمواعيد التسليم وتطبق عليه الشروط الجزائية إن اخفق في ذلك، والمقاول القطري هو ابن الوطن وهو وإن تعثر فهو الذي ينبغي أن اساعده لينهض من عثرته .
إني مشفق علي أشغال، فهي ليست بحاجة إلي مشروع متعثر يزيد صداعها ويهز صورتها أمام الرأي العام الذي بدأ يتململ بالفعل من وتيرة العمل البطيئة، والبطل الجديد الذي يتربص بكيان أشغال ليس طريقا دوليا ظهرت عيوبه قبل أن ينتهي العمل به ولا هو جسر معلق بعيد المنال ولا نفق يشق الأرض شقا بل هو مدارس لطلاب يمكن بناؤها في اقل من سنة واحدة تكلفة كل مدرسة 45 مليونا بمعدل اجمالي يبلغ 225 مليون ريال، ياللهول !
ربع مليار ريال لا نعلم عنه شيئا ولا نعرف مصيره حتي هذه اللحظة، فهل تتفقون معي أننا يجب ان نحرر بلاغا جماعيا إلي النائب العام ؟
sadeq@raya.com
الراية..
بقلم : صادق محمد العماري
..حلمت ذات ليلة أني احضر حفلا مهيبا لافتتاح مشروع ضخم انجزته أشغال ، كان المشروع جسراً معلقاً ينطلق بجوار المتحف الإسلامي قاطعا أمواج الخليج وصولا إلي نقطة النهاية عند الشيراتون، كان الجسر تحفة معمارية بالغة الروعة والإتقان، يخطف الألباب، كانت أشغال ترمي في إنشائها هذا المشروع القومي لتخفيف الزحام الذي خنق أهل قطر، كما أنها رأت أنه من غير اللائق ان دولة نفطية وغازية لا تملك إلا طريقا رئيسيا واحدا وهو الكورنيش الذي يغلق كثيرا بسبب المناسبات والمؤتمرات .
إلا انني تكدرت كثيرا حينما استيقظت من النوم، وتذكرت علي الفور أن أشغال مشغولة بعدة مشاريع متعثرة سببت لها صداعا أليما، وهي ليست مستعدة لخوض مغامرة جديدة قد تعصف بكيانها، ويتضرر من ذلك موظفون لاذنب لهم سوي أنهم اختاروا شركات عالمية تسبب تقلب الأسواق العالمية خسائر فادحة لهم وللدولة، فالمشروع الذي كان يتكلف 80 مليوناً ارتفع سعره ليبلغ 150 مليوناً، وللحقيقة فإن أشغال مشكورة قد تجاوبت مع الشروط الجديدة التي وضعتها كيانات المقاولات العالمية علي الرغم من أن العقود تلزمهم بالعمل والتسليم في المواعيد المتفق عليها إلا أن أشغال تجاوبا مع الضغوط الجماهيرية توصلت إلي اتفاقات جديدة معهم ومع ذلك لايزال العمل يمضي بطيئا .
ليس هذا كل شيء ! القضية اليوم ليست عن الطرق والجسور والأنفاق، كما أنها ليست ذات صلة بالحلم أعلاه او بمشروع لمترو الأنفاق، القصة أبسط من ذلك كله، إلا أنها بالغة التعقيد .
الموضوع : 5 مدارس كان من المفترض أن يتسلمها المجلس الأعلي للتعليم في 29-8-2008 والتاريخ المتوقع تسليمها غير معروف حتي الآن . والسبب تعثر الشركة العالمية التي تكفلت بالمشروع، ماهي قصة هذه الشركة ؟
كانت هذه الشركة الصينية ملء السمع والبصر ولها وضعها العالمي العريق وقادها حظها او حظ أشغال العاثر إلي العمل معا، وأوكلت إليها مهمة بناء مدرستين في الخور من ضمن مشروع ضخم لأنشاء عدد كبير من المدارس الجديدة، ومنذ ان بدأت هذه الشركة في وضع اساسات المدرستين في الخور كان المسؤولون في أشغال يراقبون ادائها ويقيمون تقدمها في العمل، وبعد فترة وجيزة ارتأت القيادة في أشغال أن تجري تعديلا طفيفا في الخطة، واقتضي التعديل أن تترك الشركة الصينية موقع عملها في الخور لتننطلق إلي مدينة الدوحة لتتسلم مشروعاً أكبر يتضمن بناء 5 مدارس داخل العاصمة، بينما أوكلت مهمة إكمال مباني الخور إلي شركة مقاولات قطرية .المفارقة ان الشركة الوطنية انجزت المهمة في الوقت المحدد بينما تعثرت الصينية ولازالت المباني علي العظم ولايسكن هذه المدارس الآن سوي الأشباح وبعض القطط والكلاب الضالة، وربما قصدها مساكين ضاق بهم الحال بسبب الإيجارات المرتفعة ففضلوا اللجوء إلي احداها للسكني حتي تهبط نيران الإيجارات! (يبدو انني في هذه الجزئية تأثرت كثيراً بمسلسل قلوب للإيجار الذي أعجبني كثيراً).
إذا 5 مدارس تتسع لـ 3125 طالباً لم تدخل الخدمة بعد وسبب هذا الأمر اضطراباً كبيراً في المجلس الأعلي للتعليم عند تسجيل الطلاب بعد أن تيقن المسئولون ان المباني لن تكون جاهزة حتي اجل غير مسمي، واضطر المجلس لرفع عد الطلاب في المدارس الحالية من 25 إلي 28 طالباً في الفصل وهذا الرقم مرشح للارتفاع بقوة في الأيام القادمة وهو مايعني العودة للفصول المكدسة والذكريات المؤلمة لمدارس وزارة التربية التي كانت تحشد 45 طالباً في فصل طاقته القصوي 25 فلا ينشأ عن هذا التزاحم المذموم إلا طلاب تعساء يقضون معظم الحصص في النوم وتبادل الكليبات الخارجة وبيئة خصبة لانتقال الأمراض خاصة اتش 1 ان 1 ومدرسون اقفلت الدنيا ابوابها في وجوههم فسلكوا طريق الدروس الخصوصية وبيع المذكرات ليتربحوا قليلاً من علمهم الذي يذهب هباء وسط مئات من الطلاب الذين كانوا ينوون التنزه في حديقة الحيوان فضلوا الطرق ووجدوا انفسهم داخل المدرسة .
لاأعلم لماذا تتملكنا عقدة الأجنبي ! نحبهم، نحترمهم، نعتبر ان الهراء الذي يقولونه حكم تعلق علي الجدران، نعطيهم اموالنا ومشاريعنا واحلامنا ليحولوها من الحقيقة إلي الأوهام، من اليقين إلي الأحلام، وفي المقابل، ندير ظهورنا للمقاول القطري الذي أظهر نموذجا لرجل الأعمال الوطني الناجح، الذي ينفع وطنه وينتفع منه، لا أن يمتص أمواله ثم يعلن عثرته ليبتز المزيد من الأموال والوقت .
وعادة ماتلجأ أشغال لحل يائس لفسخ العقد وتسليم المشروع لشركة أخري تأخذ أموالا جديدة، وهذا الحل يروق للشركات المتعثرة حيث إنها لن تطالب برد ماتقاضته، وهي بذلك ستسبب خسائرة فادحة لمقاولي الباطن الذين هم مواطنون قطريون أسندت اليهم تنفيذ أعمال البناء وبتعثرها هم تعثروا وخسروا.
هل تلاحظون معي ان معظم المشاريع المعطلة هي من صنع الشركات العالمية المتعثرة والفاشلة ومن طريق سلوي إلي مشروع الدوحة السريع إلي المدارس الحكومية إلي 22 فبراير والكثير والكثير تقف الشركات المفلسة لتخرج لسانها لنا بعد أن سرقت اموالنا وعطلت أعمالنا، وتسببت في ازدحام شوارعنا وتبدل أخلاق السائقين والطلاب .
بينما نجح المقاول القطري في كل ما أسند إليه من أعمال ومشاريع، وهو ملتزم بمواعيد التسليم وتطبق عليه الشروط الجزائية إن اخفق في ذلك، والمقاول القطري هو ابن الوطن وهو وإن تعثر فهو الذي ينبغي أن اساعده لينهض من عثرته .
إني مشفق علي أشغال، فهي ليست بحاجة إلي مشروع متعثر يزيد صداعها ويهز صورتها أمام الرأي العام الذي بدأ يتململ بالفعل من وتيرة العمل البطيئة، والبطل الجديد الذي يتربص بكيان أشغال ليس طريقا دوليا ظهرت عيوبه قبل أن ينتهي العمل به ولا هو جسر معلق بعيد المنال ولا نفق يشق الأرض شقا بل هو مدارس لطلاب يمكن بناؤها في اقل من سنة واحدة تكلفة كل مدرسة 45 مليونا بمعدل اجمالي يبلغ 225 مليون ريال، ياللهول !
ربع مليار ريال لا نعلم عنه شيئا ولا نعرف مصيره حتي هذه اللحظة، فهل تتفقون معي أننا يجب ان نحرر بلاغا جماعيا إلي النائب العام ؟
sadeq@raya.com