المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاكتشافات النفطية الكبرى لن تواكب الطلب



إنتعاش
04-10-2009, 01:26 PM
تقوض الهبّة النشطة التي شهدتها الاكتشافات النفطية من البرازيل إلى سيراليون، وجهات نظر أولئك الذين يعتقدون أنه لم تتبق مناطق نفطية جديدة لاكتشافها، ولكن هذه الاكتشافات الجديدة، ربما لا تكون كافية لمنع أو صد أزمة عرض، بينما يتعافى الاقتصاد العالمي.

أعلنت شركة النفط الأمريكية، أناداركو، هذا الأسبوع، أنها اكتشفت حوضاً نفطياً كاملاً يمتد بطول 1100 كلم من ساحل غانا إلى سيراليون. وجاء ذلك في أعقاب الإعلان عن وجود اكتشاف نفطي كبير في البرازيل، التي تعتبر واحدة من أكبر دول تصدير النفط في المستقبل.

وجاء هذا الاكتشاف البرازيلي الذي أنجزته شركتا بتروبراس، وبريتيش غاز BG، بعد فترة قصيرة من إعلان شركة البترول البريطانية، بريتيش بتروليوم أنها اكتشفت نفطاً في طبقة صخرية عميقة للغاية في خليج المكسيك، وهو ما يعتبر اكتشافاً لمنطقة جيولوجية نفطية جديدة.

تعتقد شركة تولو، وهي شريكة أناداركو المدرجة في المملكة المتحدة، أنها يمكن أن تعثر على عدد من الحقول النفطية بحجم يعادل حجم حقلها العملاق، يوبيل Jubilee في غانا، الذي يعتبر أكبر الحقول البحرية في القارة الإفريقية.

وتعتقد شركة البترول البريطانية الآن، أن من المحتمل أن تضم المياه العميقة لخليج المكسيك 50 مليار برميل من النفط، بدلاً من 30 مليار برميل. وأثناء ذلك أبلغ وزير الطاقة البرازيلي إيديسون لوباو، الكونغرس البرازيلي هذا الأسبوع، أن احتياطيات البلاد من النفط، تحت التكوينات الملحية البحرية الكبيرة يمكن أن تتراوح، بين 50 و80 مليار برميل من النفط والغاز، الأمر الذي يسمح للبرازيل بمضاعفة إنتاجها النفطي إلى 3.8 مليون برميل يومياً خلال عقد من الزمن.

إن كلاً من هذه الاكتشافات مهم للشركات وللبلدان ذات العلاقة. وشهدت شركة البترول البريطانية، وشركة بريتيش غاز BG، حصصهما وهي تقفز بنسبة 4 في المائة بفضل هذه الاكتشافات، كما أن شركة تولو التي هي أصغر منهما، رفعت حصتها بنسبة 11 في المائة بعد الإعلان عن نجاحها الاستكشافي في غرب إفريقيا.

وتظهر كل هذه الاكتشافات أن أسعار النفط المرتفعة، يمكنها زيادة وتنشيط تطوير تكنولوجيا جديدة، وكذلك رغبة شركات النفط في حفر آبار أمامها فرص نجاح ضئيلة.

ولكن، هل أن هذه الاكتشافات الجديدة كبيرة بما يكفي لتأخير، أو حتى تجنب، أزمة في عرض النفط؟ يحذر زعماء دول مجموعة الثمانية الغنية، وأوبك التي تمثل تكتلاً نفطياً، من أن تضرب العالم، بينما يحاول التعافي من أسوأ أزمة شهدها خلال عدة عقود؟


من المحتمل أن تكون الإجابة بالنفي في الأجل القريب، وذلك لأن تطوير حقول النفط يستغرق فترات طويلة، كما أن بعض المتوقعين يرون أن أزمة العرض يمكن أن تبدأ قبل عام 2014. وقال ديفيد فايف الذي يترأس إدارة توقعات الأجل المتوسط في الوكالة الدولية للطاقة، وهي جهة الرقابة التابعة للدول الغنية، إن الكثير سوف يعتمد على سرعة التعافي الاقتصادي.

وإذا عاد الاقتصاد إلى معدل نمو يتراوح بين 4 و4.5 في المائة سنوياً، فإن العالم سوف يكون بحاجة إلى أربعة ملايين برميل نفط إضافية يومياً لتلبية الطلب، إذا كان لا يريد أن يخاطر بحدوث ارتفاع حاد في أسعار النفط، شبيه بذلك الذي شهده صيف عام 2008.

إن الطاقة الاحتياطية الفائضة خلال شهر تموز (يوليو) من عام 2008 التي تبلغ الآن معدلاً مريحاً هو ستة ملايين برميل يومياً، كانت قد تراجعت بحدة بسبب الطلب من جانب الصين وبلدان أخرى، لدرجة أن سعر برميل النفط سجل، في حينه، رقماً قياسياً بلغ 147 دولاراً. ويقول المحللون إن منتجي النفط لم يكونوا قادرين على مجاراة ذلك.


أما فيما يتعلق بأثر الاكتشافات الحديثة على الإمدادات في الأجل الطويل، فهنالك اختلاف بين المحللين، حول ما إذا كان الاكتشافات التي تمت خلال الأسابيع القليلة الماضية، سوف تُحدِث فرقاً ملموساً.

يقول بوب ماكنايت المحلل في الشركة الاستشارية، PFC Energy في واشنطن، إنه لا بد من اكتشاف كميات كبيرة من النفط، لتأخير المستوى المتدني الذي يمكن أن يبلغه الإنتاج العالمي من النفط، بينما يتراجع إنتاج أكبر الحقول النفطية العالمية، كما لا يمكن الاستكشاف في مناطق واسعة غنية بالنفط بسبب العوائق السياسية.

أما آن - لويس هيتل المحللة في شركة وود ماكنزي الاستشارية في أدنبرة، فحذرت من أن متوقعي العرض النفطي يدخلون بالفعل في توقعاتهم “ لحقول النفطية التي ما زال ينتظر اكتشافها”، وذلك بسبب زيادة إنجازات التقدم التكنولوجي في هذه الصناعة، الأمر الذي يتيح للشركات حفر آبار أعمق وأشد تحدياً.

غير أنها قالت إن الحوض الممتد على الشاطئ بين سيراليون وغانا، يمكن ألا يكون جزءاً من مثل هذه التوقعات، وبالتالي فإنه يمكن أن يغير مكان إبرة مؤشر التوقعات.

أضافت كذلك: إذا عثرت على عدة حقول أخرى على شاكلة حقل يوبيل، فإنك سوف تبدأ بالفعل في إحداث أثر ملموس. وكانت تشير بذلك إلى حقل النفط الإفريقي الذي يعتقد أنه يضم 1.8 مليار برميل من النفط.

غير أن هنالك أمراً واحداً يؤكد عليه جميع المحللين، وهو أن تأخير أزمة عرض في النفط سوف يتطلب أكثر من مجرد عدد وافر من الاكتشافات. وقالت هيتل، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات في جانب الطلب، فإنك لن تتمكن من تأخير تلك الأزمة.

سوف يعود الأمر إلى الحكومات حول ما إذا كان أثر جانب الطلب، سوف يأتي من سياسات تشجيع كفاءة استهلاك النفط، وكذلك تطوير بدائل النفط، أو من تآكل الطلب الأشد إيلاماً الذي تتسبب فيه الاقتصادات التي تصرخ ذعراً، بسبب إخفاق عرض النفط مرة أخرى، عن مجاراة الطلب.