المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الديون المتعثرة تضغط على أرباح المصارف الإماراتية في الربع الثالث



إنتعاش
05-10-2009, 07:05 AM
تباينت توقعات الخبراء والمحللين الماليين بشأن أرباح المصارف الإماراتية في الربع الثالث وسط تأكيدات من الجميع أن مخصصات الديون المتعثرة سواء لمجموعتي سعد والقصيبي السعوديتين أو لعملاء محليين خاصة في قطاعي العقارات والمقاولات تضغط بشدة على أرباح الربع الثالث.

وفيما توقعت بعض التقديرات أن تتراجع الأرباح المجمعة بحدود 10% عن الربع الثاني فإن توقعات معاكسة قدرت أن ترتفع الأرباح بنفس النسبة تقريبا لكن تقديرات أخرى مالت إلى عدم حدوث مفاجآت وإستقرار الأرباح عند معدلات الربع الثاني.

ويدعم المتفاءلون توقعاتهم بتبدد مخاوف الأزمة المالية وعودة السيولة إلى البنوك وإنتعاش السوق وتحسن قيم الأصول، فيما يدعم المتشائمون توقعاتهم بإرتفاع مخصصات الديون المتعثرة والتي لامست 1.5 مليار دولار لمجموعتي سعد والقصيبي فقط بخلاف المديونيات المتعثرة محليا.

أبوظبي التجاري والمشرق الأكثر إنكشافا

وكان محافظ مصرف الامارات المركزي سلطان ناصر السويدي قد كشف أن 13 بنكا إماراتيا معرض لمجموعتي سعد والقصيبي ، وقد توالى إعلان المصارف عن قيمة إنكشافها بعد توجيهات رسمية من سوقي أبوظبي ودبي الماليين، وقد تصدر البنوك المنكشفة بنك أبوظبي التجاري بواقع 609 ملايين دولار تلاه بنك المشرق بـ 400 مليون دولار.

وفيما أشار السويدي إلى أن أرباح المصارف الإماراتية لكامل السنة ستكون منخفضة هذا العام بسبب المخصصات وبسبب تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية، فإن رئيس المجلس الوطني الإتحادي ورئيس بنك المشرق عبد العزيز الغرير رأى ان ليس هناك ما يدعو للقلق بشأن تعرض القطاع المصرفي في الامارات لمجموعتي سعد والقصيبي لان تلك البنوك لديها القدرة الرأسمالية والربحية على تغطية مراكزها المكشوفة على المجموعتين.

وكان البنك المركزي الاماراتي قد اصدر توجيها للبنوك في يوليو تموز لتجنيب مخصصات على مدى عامين بنسبة 50% من التعرض لمجموعة القصيبي و75 % من حجم التعرض لسعد.

وتباينت نتائج بنوك أبوظبي ودبي في الربع الثاني فبينما إرتفعت أرباح الأولى ولوبشكل طفيف بلغت نسبته 0.2% بقيمة 2.450 مليار درهم مقارنة بأرباح الربع الأول والتي بلغت 2.446 مليار درهم ، فإن بنوك دبي سجلت تراجعا في أرباحها بنسبة 14.3% لتصل الى حوالي ملياري درهم بنهاية الربع الثاني مقابل2.3 مليار درهم للربع الأول.

ملاءة قوية للمصارف

وقال مدير الإتصال المؤسسي والتسويق في مجموعة بنك الإمارات دبي الوطني سليمان المزروعي إن الربع الثالث سيشهد نموا إيجابيا نسبيا بعد إن إجتزنا الأزمة العالمية، كما أن الربع الرابع سيشهد نموا أيضا.

وقال المزروعي إن بنوك دبي تتمتع بملاءة قوية، وإنها جنبت مخصصات مناسبة للديون المعدومة بشكل منظم ، وهذه المخصصات تستوعب ديون مجموعتي سعد والقصيبي وغيرها من الديون، موضحا أن الفجوة بين الودائع والقروض بدأت تتقلص نتيجة لزيادة السيولة وإنتعاش السوق.

وقال المستشار المالي لبنك أبوظبي الوطني زياد دباس إن البنوك التي لديها إستثمارات ستستفيد في الربع الثالث لأن الأصول - ماعدا العقارات - إرتفعت قيمتها وخاصة الأسهم، موضحا ان أرباح الربع الثالث ستكون مقاربة أو متراجعة قليلا عن الربع الثاني بسبب إستمرار الظروف الإستثنائية المحلية والعالمية.

وقال دباس إن البنوك الإماراتية تظل أفضل من البنوك الخارجية إذ ليس لديها أصول تتسم بالمخاطر العالية، أو منتجات مهيكلة، ومع ذلك فهي تأخذ المخصصات الكافية لمواجهة التعثر سواء من المطورين العقاريين أو المقاولين أوغيرهم ، وهذه المخصصات العالية سترفع نسبة جودة الأرباح، وربما تقوم البنوك بتحويل قدر كبير من المخصصات بنهاية العام إلى جانب الأرباح حين يتضح لها عدم الحاجة إليها.

وأوضح دباس أن بنوك أبوظبي تظل أفضل آداء حيث إستفادت كثيرا من الدعم الحكومي، مشيرا إلى أن ابوظبي الوطني سيكون الأفضل في حين أن أبوظبي التجاري هو الأكثر إنكشافا على مجموعتي سعد والقصيبي.

وتوقع الرئيس التنفيذي لشعاع للأوراق المالية محمد علي ياسين أن تتراجع أرباح الربع الثالث قياسا بالربع الثاني بنسبة 10% ، كما ستتراجع قياسا بالربع الثالث من العام الماضي بحدود 25%.

وأوضح ياسين ان هذا التراجع يأتي أساسا بسبب رفع نسب المخصصات لدى البنوك المنكشفة على المجموعات المتعثرة، حيث تراوحت قيمة الإنكشاف على مجموعتي سعد والقصيبي فقط ما بين1.25- 1.5 مليار دولار، وحين تقوم البنوك بتجنيب مخصصات بنسبة 75% من هذه القيمة في الربعين الثالث والرابع فإن هذا سيضغط بقوة على الأرباح.

وقال ياسين إن كلا من "أبوظبي الوطني" و"الخليج الأول" سيحافظان على مستوى ربحية جيد، كما سيحقق بنكا دبي الإسلامي ودبي التجاري نموا في أرباحهما في حين ستنخفض أرباح "الإمارات دبي الوطني" بسبب رفع المخصصات.

تقديرات متفاءلة

أما الخبير المالي وضاح الطه فقد كان الأكثر تفاؤلا بتحسن الأرباح متوقعا زيادة بين 10-15% عن الربع الثاني للبنوك ككل مع وجود تباينات بين تحسن أو تراجع لبعض البنوك بحسب درجة إنكشافها على العملاء المتعثرين.

وقال الطه إن الإحصائيات التي صدرت مؤخرا عن المصرف المركزي حول نمو القروض تكشف تبدد المخاوف المصرفية من الإخفاق في إستراداد تلك القروض، وقد شجع ذلك البنوك على التحرك بشكل أفضل في الربع الثالث قياسا بالربعين السابقين، بحيث بلغت القروض في نهاية أغسطس الماضي 1.014 تريليون درهم إرتفاعا من 963 مليار درهم في يوليو رغم أن هذا الأمر أدى إلى تأخر تعافي إشكالية القروض إلى الودائع التي لاتزال بنسبة 105% بنهاية أغسطس، ولكن إذا قارنا ذلك بالفترة المماثلة من العام الماضي فإننا نجد تماسكا وطمأنينة أكثر حيث كانت القروض لدى بعض البنوك تمثل 140% إلى الودائع.

وحول مخصصات الديون وتأثيرها على أرباح الربع الثالث قال الطه إن معظم الحالات الرئيسية ذات الطبيعة المادية تم تشخيصها، وهذا يعني أن إحتمال إجراء زيادة على المخصصات أمرا أقل إحتمالا، مشيرا إلى ان المخصصات بنهاية أغسطس بلغت 26.3 مليار درهم.

وأوضح الطه أن بنوك أبوظبي ستكون أكثر ربحية بسبب قاعدتها الرأسمالية القوية، وحصولها على دعم حكومي قوي بلغ 16.5 مليار درهم ، كما أن هذه البنوك تستفيد بقوة من تدفق عائدات النفط التي ترفع معدلات السيولة، مشيرا بشكل خاص إلى قدرة بنكي أبوظبي الوطني والخليج الأول على التعافي الذاتي.

بدوره توقع المدير العام للجزيرة للخدمات المالية عميد كنعان أن ترتفع الأرباح الربعية بنسبة 3% عن الربع الثاني، في حين ستتراجع أرباح الشهور التسعة مقابل الفترة المماثلة من العام الماضي بنسبة15%.

وأوضح كنعان أن مخصصات الشهور التسعة الماضية متدرجة ، وهذه المخصصات ضغطت بشدة على الأرباح ، لكنه أوضح ايضا أننا قد نفاجأ مع عودة العجلة إلى الدوران بأن بعض المتعثرين عادوا إلى مواقعهم السابقة وتمكنوا من خدمة ديونهم.

وتوقع كنعان أن يشهد الربع الرابع مفاجآت إيجابية سواء على صعيد الأسواق أو حركة المديونيات والقروض مع استمرار الإجراءات الإنقاذية التي تتخذها الحكومة ممثلة في المصرف المركزي ووزارة الإقتصاد.