هتـان قطر
06-10-2009, 07:49 AM
«إشادة» تحمل في طياتها «شهادة» من شيخنا الجليل
شكرًا فضيلة الشيخ القرضاوي على هديتك الفخمة القيّمة
سعدت قبل أيام بتلقي هدية قيّمة، لا أبالغ عندما أقول إنها لا تقدر بثمن، بالنسبة لصحفي مثلي.
وحتى لا يسيء الفهم أصحاب النفوس الخبيثة، والنوايا الخسيسة، الذين يثيرون الشبهات الرخيصة، فهذه الهدية الثمينة، لم تكن «ظرفا» مغلقًا مليئًا بالأوراق النقدية، من فئة «النوط بوخمسمائة» ريال، ولم تكن حسابًا مفتوحًا في أحد البنوك السويسرية، ولا حتى السودانية، ولم تكن «كوبونًا» للشراء المجاني من جمعيات «الميرة» !
وهي ليست «مفتاحًا» لسيارة «همر» موديل (2010)، وليست بطاقة «هلا كارت» مدفوعة حتى عام (2022) موعد تنظيم كأس العالم لكرة القدم، في الدوحة بمشيئة الله، ذلك الحــدث الرياضي العــالمي الكبــير الذي تترقبه الجماهير، وليست غذاء حتى الإشباع في «كنتاكي» مع ضمان حصولي على «الوجبة المفرحة» مدى الحياة !
إنها باختصـــار ليســت هذا أو ذاك، ولكنها عبارة عن مجموعة من الكتب القيّمة، وبالتحديد ثلاثة مجلدات فاخرة، من إصدارات «مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد» المنبثق عن «كلية الدراسات الإسلامية» إحدى كليات «مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع»، أهداها لي مشكورًا مؤلفها فضيلة الشيخ العلامة حفظه الله.
ولعل ما يزيد من قيمة هذه الكتب بالنسبة لصحفي مثلي، هو ذلك الإهداء المليء بعبارات الإطراء الموجهة لي، والتي كتبها شيخنا الجليل بخط يده.
لقد حرص فضيلة الإمام الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ــ أطال الله في عمره ــ على تزيــين كتــــابه المطــبــــوع، تحــت عنوان «فقه الجهاد»، بعبارة مكتوبة بخطه الجميل يقول فيها:
إلى الأخ الكريم الكاتب والصحفي المبدع الشجاع
الأستاذ أحمد علي حفظه الله ونفع به.
مع أطيب أمنياتي وأخلص دعواتي.
وبصراحة فقد استوقفتني كلمات شيخنا الكبير المليئة بالتشجيع، وهزتني كثيرًا، فهي لم تكن بالنسبة لي مجرد عبارات عادية، لأن القرضاوي شيخ الوسطية ورائدها في العالم الإسلامي، الذي وظف علمه الغزير، وكرس جهده الوفير، من أجل ترسيخ الفكر الوسطي المستنير، على مدى الخمسين عاما الماضية، لم يعتد أن يجامل أحدًا، فهو دقيق في أقواله كالميزان، وليس من عاداته أن يقول كلامًا في غير موقعه، أو يكتب حرفًا في غير موضعه.
ولهذا أعتبرها أكبر جائزة معنوية حصلت عليها في حياتي الصحفية، لا تقل في قيمتها ومدلولاتها عن «جائزة الصحافة العربية»، التي تشرفت بأن أسجل اسمي في قائمتها الذهبية كأول صحفي قطري يحصل عليها، منذ الانطلاقة الأولى للصحافة القطرية قبل «40» عامًا تقريبًا.
وما من شك في أن كلمات الشيخ القرضاوي تشكل حافزًا لي على الاستمرار في نهجي المهني، وأسلوبي الصحفي، كما تشكل مرتكزًا يضاف إلى رصيدي الإعلامي، الذي حاول البعض ــ وللأسف ــ إثارة الشبهات حوله، عبر أراجيفهم المضحكة !
إنها «إشادة» تحمل في طياتها «شهادة» من شيخنا الجليل ــ حفظه الله ــ ولهذا أعتز بها، كما أتشرف بأن أفوز بهذه الهدية القيّمة المقدمة لي من الإمام العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، ويا لها من هدية قيّمة.
وبعد القراءة المتأنية لذلك «الكتاب الهدية» يتضح أن «شيخ الوسطية» بذل فيه جهدًا كبيرًا، لتقديم صورة ثلاثية الأبعاد حول حقيقة الجهاد في سبيل الله، حيث شرع في كتابته قبل أكثر من ستة أعوام، ليكون مرجعًا للدارسين والباحثين والمهتمين بهذه القضية.لقد حرص الشيخ على أن يقدم في كتابه القيّم «فقه الجهاد» فقهًا معاصرًا وأصيلاً يستمد أصالته من كتاب الله، ومن صحيح سُنة رسوله الكريم، ومن تراث الأمة، كما يستمد حداثته من خلال التفاعل مع هذا العصر، وقراءة واقعه وتحليل وقائعه، عبر التوقف أمام الإنجازات الهائلة، والابتعاد عن الانحرافات الزائلة.
وسيجد القارئ في «فقه الجهاد» ما يردّ الأمور إلى جذورها، والفروع إلى أصولها، حيث يحرص الكاتب على تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى البعض حول هذه الفريضة.
ويبين أن تعاليم الإسلام الحقيقية أبعد ما تكون عن «الإرهاب»، وأن دعاة العنف قلة بين المسلمين، تدينهم الأكثرية، وأنه عندما يوجد أو يولد العنف فله أسباب، بعضها خارجي وبعضها داخلي.
أما أولئك الذين يصورون الإسلام على أنه خطر على حضارات العالم، وأن فريضة الجهاد تلزم المسلمين بأن يحاربوا كل العالم، فيثبت لهم الشيخ القرضاوي في كتابه بالأدلة الشرعية بطلان ذلك الشطط، من خلال تصحيح ذلك اللغط كله.
ويؤكد لهم أن الإسلام أعظم دين يدعو إلى السلام، لأنه يربي أبناءه على حب السلام، امتثالاً لأمر الملك القدوس السلام، وابتغاء لدخول الجنة دار السلام.
هكذا تدور أبواب وفصول كتاب «فقه الجهاد ــ دراسة مقارنة لأحكامه وفلسفته في ضوء القرآن والسُنة» لمؤلفه الإمام الكبير يوسف القرضاوي، وهو كتاب قيّم لا غنى عن وجوده في أي مكتبة، حيث يحتاج لقراءته جمهور الناس من القراء المسلمين وغير المسلمين، الذين يمثلون القاعدة العريضة من الأمم والشعوب، ليعرفوا حقيقة موقف الإسلام من العالم، ويكوّنوا رأيًا صحيحًا عن الجهاد، بعيدًا عن الاجتهاد الخاطئ المؤدي إلى الضلال.
ولهذا لا بد أن تتم ترجمة الكتاب بمختلف لغات العالم، بل من الضروري أن نقدمه إلى «أهل الغرب ودعاة الحرب على الإسلام » ليقرؤوه بلسانهم، ليعرفوا حقيقة الإسلام دين السلام، بعيداً عن حملات التشويه والتشكيك،في اطار الاسهام في التقريب بين شعوب العالم، إيمانا بمبدأ الحوار مع الآخر، والتعارف بين الأديان، «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» الحجرات الآية «13».
وأستطيع القول إن كتاب «فقه الجهاد» القيّم الذي ينقسم إلى مقدمة، وعشرة أبواب، وخاتمة، يحتاج لقراءته المهتمون بحوار الأديان أو «حوار الحضارات»، لأنه يقدم لهم لبنة مهمة في بنيان هذا الحوار، الذي يقوى حينًا ويضعف حينًا، وينهض حينًا، ويتعثر أحيانًا، كما يقول فضيلة الشيخ العلامة في مقدمته.
ولم يبق لي بعد قراءة كتاب «فقه الجهاد» سوى أن أقول لمؤلفه مرة أخرى....
شكرًا فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على هديتك الثمينة، أطال الله في عمرك، ومتعك بالصحة والعافية، لتواصل أداء رسالتك في خدمة الإسلام والمسلمين، بعيدًا عن شطط الغلاة المتشددين، ولغط المتطرفين المتعصبين.
أحمد علي
alwatan2@qatar.net.qa
شكرًا فضيلة الشيخ القرضاوي على هديتك الفخمة القيّمة
سعدت قبل أيام بتلقي هدية قيّمة، لا أبالغ عندما أقول إنها لا تقدر بثمن، بالنسبة لصحفي مثلي.
وحتى لا يسيء الفهم أصحاب النفوس الخبيثة، والنوايا الخسيسة، الذين يثيرون الشبهات الرخيصة، فهذه الهدية الثمينة، لم تكن «ظرفا» مغلقًا مليئًا بالأوراق النقدية، من فئة «النوط بوخمسمائة» ريال، ولم تكن حسابًا مفتوحًا في أحد البنوك السويسرية، ولا حتى السودانية، ولم تكن «كوبونًا» للشراء المجاني من جمعيات «الميرة» !
وهي ليست «مفتاحًا» لسيارة «همر» موديل (2010)، وليست بطاقة «هلا كارت» مدفوعة حتى عام (2022) موعد تنظيم كأس العالم لكرة القدم، في الدوحة بمشيئة الله، ذلك الحــدث الرياضي العــالمي الكبــير الذي تترقبه الجماهير، وليست غذاء حتى الإشباع في «كنتاكي» مع ضمان حصولي على «الوجبة المفرحة» مدى الحياة !
إنها باختصـــار ليســت هذا أو ذاك، ولكنها عبارة عن مجموعة من الكتب القيّمة، وبالتحديد ثلاثة مجلدات فاخرة، من إصدارات «مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد» المنبثق عن «كلية الدراسات الإسلامية» إحدى كليات «مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع»، أهداها لي مشكورًا مؤلفها فضيلة الشيخ العلامة حفظه الله.
ولعل ما يزيد من قيمة هذه الكتب بالنسبة لصحفي مثلي، هو ذلك الإهداء المليء بعبارات الإطراء الموجهة لي، والتي كتبها شيخنا الجليل بخط يده.
لقد حرص فضيلة الإمام الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ــ أطال الله في عمره ــ على تزيــين كتــــابه المطــبــــوع، تحــت عنوان «فقه الجهاد»، بعبارة مكتوبة بخطه الجميل يقول فيها:
إلى الأخ الكريم الكاتب والصحفي المبدع الشجاع
الأستاذ أحمد علي حفظه الله ونفع به.
مع أطيب أمنياتي وأخلص دعواتي.
وبصراحة فقد استوقفتني كلمات شيخنا الكبير المليئة بالتشجيع، وهزتني كثيرًا، فهي لم تكن بالنسبة لي مجرد عبارات عادية، لأن القرضاوي شيخ الوسطية ورائدها في العالم الإسلامي، الذي وظف علمه الغزير، وكرس جهده الوفير، من أجل ترسيخ الفكر الوسطي المستنير، على مدى الخمسين عاما الماضية، لم يعتد أن يجامل أحدًا، فهو دقيق في أقواله كالميزان، وليس من عاداته أن يقول كلامًا في غير موقعه، أو يكتب حرفًا في غير موضعه.
ولهذا أعتبرها أكبر جائزة معنوية حصلت عليها في حياتي الصحفية، لا تقل في قيمتها ومدلولاتها عن «جائزة الصحافة العربية»، التي تشرفت بأن أسجل اسمي في قائمتها الذهبية كأول صحفي قطري يحصل عليها، منذ الانطلاقة الأولى للصحافة القطرية قبل «40» عامًا تقريبًا.
وما من شك في أن كلمات الشيخ القرضاوي تشكل حافزًا لي على الاستمرار في نهجي المهني، وأسلوبي الصحفي، كما تشكل مرتكزًا يضاف إلى رصيدي الإعلامي، الذي حاول البعض ــ وللأسف ــ إثارة الشبهات حوله، عبر أراجيفهم المضحكة !
إنها «إشادة» تحمل في طياتها «شهادة» من شيخنا الجليل ــ حفظه الله ــ ولهذا أعتز بها، كما أتشرف بأن أفوز بهذه الهدية القيّمة المقدمة لي من الإمام العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، ويا لها من هدية قيّمة.
وبعد القراءة المتأنية لذلك «الكتاب الهدية» يتضح أن «شيخ الوسطية» بذل فيه جهدًا كبيرًا، لتقديم صورة ثلاثية الأبعاد حول حقيقة الجهاد في سبيل الله، حيث شرع في كتابته قبل أكثر من ستة أعوام، ليكون مرجعًا للدارسين والباحثين والمهتمين بهذه القضية.لقد حرص الشيخ على أن يقدم في كتابه القيّم «فقه الجهاد» فقهًا معاصرًا وأصيلاً يستمد أصالته من كتاب الله، ومن صحيح سُنة رسوله الكريم، ومن تراث الأمة، كما يستمد حداثته من خلال التفاعل مع هذا العصر، وقراءة واقعه وتحليل وقائعه، عبر التوقف أمام الإنجازات الهائلة، والابتعاد عن الانحرافات الزائلة.
وسيجد القارئ في «فقه الجهاد» ما يردّ الأمور إلى جذورها، والفروع إلى أصولها، حيث يحرص الكاتب على تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى البعض حول هذه الفريضة.
ويبين أن تعاليم الإسلام الحقيقية أبعد ما تكون عن «الإرهاب»، وأن دعاة العنف قلة بين المسلمين، تدينهم الأكثرية، وأنه عندما يوجد أو يولد العنف فله أسباب، بعضها خارجي وبعضها داخلي.
أما أولئك الذين يصورون الإسلام على أنه خطر على حضارات العالم، وأن فريضة الجهاد تلزم المسلمين بأن يحاربوا كل العالم، فيثبت لهم الشيخ القرضاوي في كتابه بالأدلة الشرعية بطلان ذلك الشطط، من خلال تصحيح ذلك اللغط كله.
ويؤكد لهم أن الإسلام أعظم دين يدعو إلى السلام، لأنه يربي أبناءه على حب السلام، امتثالاً لأمر الملك القدوس السلام، وابتغاء لدخول الجنة دار السلام.
هكذا تدور أبواب وفصول كتاب «فقه الجهاد ــ دراسة مقارنة لأحكامه وفلسفته في ضوء القرآن والسُنة» لمؤلفه الإمام الكبير يوسف القرضاوي، وهو كتاب قيّم لا غنى عن وجوده في أي مكتبة، حيث يحتاج لقراءته جمهور الناس من القراء المسلمين وغير المسلمين، الذين يمثلون القاعدة العريضة من الأمم والشعوب، ليعرفوا حقيقة موقف الإسلام من العالم، ويكوّنوا رأيًا صحيحًا عن الجهاد، بعيدًا عن الاجتهاد الخاطئ المؤدي إلى الضلال.
ولهذا لا بد أن تتم ترجمة الكتاب بمختلف لغات العالم، بل من الضروري أن نقدمه إلى «أهل الغرب ودعاة الحرب على الإسلام » ليقرؤوه بلسانهم، ليعرفوا حقيقة الإسلام دين السلام، بعيداً عن حملات التشويه والتشكيك،في اطار الاسهام في التقريب بين شعوب العالم، إيمانا بمبدأ الحوار مع الآخر، والتعارف بين الأديان، «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» الحجرات الآية «13».
وأستطيع القول إن كتاب «فقه الجهاد» القيّم الذي ينقسم إلى مقدمة، وعشرة أبواب، وخاتمة، يحتاج لقراءته المهتمون بحوار الأديان أو «حوار الحضارات»، لأنه يقدم لهم لبنة مهمة في بنيان هذا الحوار، الذي يقوى حينًا ويضعف حينًا، وينهض حينًا، ويتعثر أحيانًا، كما يقول فضيلة الشيخ العلامة في مقدمته.
ولم يبق لي بعد قراءة كتاب «فقه الجهاد» سوى أن أقول لمؤلفه مرة أخرى....
شكرًا فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على هديتك الثمينة، أطال الله في عمرك، ومتعك بالصحة والعافية، لتواصل أداء رسالتك في خدمة الإسلام والمسلمين، بعيدًا عن شطط الغلاة المتشددين، ولغط المتطرفين المتعصبين.
أحمد علي
alwatan2@qatar.net.qa