تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "ستاندرد تشارترد": مفاجأة سارة تنتظر اقتصاد الإمارات في 2010



مغروور قطر
06-10-2009, 09:19 AM
"ستاندرد تشارترد": مفاجأة سارة تنتظر اقتصاد الإمارات في 2010
الخليج 06/10/2009
توقع خبراء من بنك ستاندرد تشارترد أن يحقق اقتصاد الدولة التعافي وأن يشهد مفاجأة سارة بحلول العام المقبل مع تسجيله معدل نمو يصل إلى %4 . وقال فيليب دوبا بانتاناس كبير الاقتصاديين لدى البنك في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا خلال ندوة صحافية عقدها البنك يوم أمس في دبي ان الامارات ودول المنطقة بشكل عام ستكون الأسرع على مسار التعافي الاقتصادي لسببين الأول هو أن الدولة لم تكن مثقلة بأعباء دين، وكذلك الحال في دول المنطقة وهذا يميزها عن بقية دول العالم، ومن جهة أخرى فإن الإمارات ودول المنطقة تملك موارد ضخمة وسيولة مرتفعة الأمر الذي يعزز فرصها في النمو . وأضاف قائلاً إن حزم الدعم القوية التي قدمتها البنوك المركزية في الامارات والسعودية وبقية دول المنطقة لعبت دوراً مهماً في احتواء تأثيرات الأزمة المالية .

أكد بانتاناس ان الإمارات نجحت اليوم في تجاوز الأسوأ واننا وصلنا إلى قاع دورة التراجع الاقتصادي وبصدد العودة من جديد للصعود على طريق التعافي والنمو . وفي الوقت الذي ابتعد فيه أن تشهد قريباً مستويات نمو مرتفعة تضاهي ما تحقق خلال الأعوام الماضية، قال بانتاناس ان هذا أمر إيجابي فالنمو الهادئ بمعدلات أكثر استقراراً أنسب للحفاظ على نمو مستدام في الدولة ولفت بانتاناس من جهة أخرى إلى أن المنطقة استفادت من محصلات إيجابية ان جاز التعبير من الأزمة أبرزها تراجع مستوى التضخم .

وقال إن الإمارات ودول المنطقة مرشحة في الفترة المقبلة للاستفادة وبقوة من الارتفاع في أسعار النفط العالمية ومن ثمار جهودها لتنويع قاعدة الموارد الاقتصادية .

ويتوقع البنك أن ينكمش اقتصاد الدولة بما لا يزيد على 0،5% هذا العام وان يصل الانكماش في السعودية إلى 1%، وذلك لأن السعودية كانت الأكثر تضرراً جراء تراجع أسعار النفط .

وأكد بانتاناس أهمية عودة الثقة من جديد في قطاعات الأعمال للاسراع بدورة التعافي الاقتصادي، وقال “عادت الثقة وبصورة لافتة على مستوى المستهلك ونتوقع أن نرى عودة سريعة أيضاً على مستوى قطاعات الاعمال بما يسهم في تنشيط حركة الائتمان مرة أخرى” . وقال بانتاناس انه مازالت هناك قيود على الإقراض المصرفي في الدولة وذلك نتيجة وجود فجوة بين القروض والودائع، وفي الوقت الذي لفت فيه إلى أهمية تراجع سعر الفائدة بين البنوك “الايبور” قال بانتاناس المشكلة ان هذا التراجع لا يتم تحويله بشكل مباشر للعملاء .

وأكد ان علينا أن نأخذ الأمر في الاعتبار لدى الحديث عن امكانيات التعافي وهو الوضع العالمي بالدولة مرتبطة الى حد كبير بالاقتصاد العالمي، وقال ان البنك يتوقع أن يتحسن الاقتصاد العالمي ببطء الأمر الذي من شأنه أن يعزز الطلب على النفط والغاز ويسهم في تعزيز حركة التجارة .

وقال: هذه المنطقة لديها مشاريع مهمة بفضل حرصها على تنويع قاعدة مواردها الاقتصادية وهذا من شأنه ان يسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي للأعوام المقبلة .

من جهته قال شادي شاهر المحلل الاقتصادي لدى البنك ان هناك مؤشرات ايجابية عدة تدلل على أننا وصلنا الى قاع دورة التراجع على مستوى اقتصاد الدولة بما في ذلك قطاع العقارات وقال انه وبحسب تقديرات البنك تراجعت أسعار العقارات في دبي بما يتراوح بين 50 و60% ويتوقع البنك ان نكون قد وصلنا بالفعل الى نقطة القاع مع زيادة لافتة في حجم المعاملات ومع نمو الطلب على العقار في الإمارة . وأضاف قائلاً استقرت الاسعار في سوق العقارات بدبي وعلى أسوأ الفروض فلن نشهد سوى تراجع طفيف في الاسعار في المرحلة المقبلة . ويقدر البنك حجم الاستثمار في المشاريع في الامارات بحوالي 40 مليار دولار خلال الفصول الثلاثة الاولى من 2009 وقال شاهر ان هذا الرقم يوازي 20% من اجمالي الناتج المحلي للامارات في 2008 وقال ان هناك تغيراً في التركيز على المشاريع مع تزايد الاهتمام بمشاريع البنية التحتية لدفع عجلة النمو الاقتصادي، ومثلت الاستثمارات في قطاع النفط والهيدروكربونات حوالي 53% (20 مليار دولار) تقريباً من اجمالي الاستثمارات في المشاريع في الدولة خلال الفصول الثلاثة الأولى من 2009 .

وتحدث شاهر عن أداء القطاع المصرفي في الدولة، مؤكداً ان بنوك الامارات تتمتع بمستوى ملاءة مالية عالية مما يعزز قدرتها على تحمل الارتفاع في الديون المعدومة، وقال ان المركزي من جانبه لم يأل جهداً في تقديم الدعم اللازم لبنوك الدولة عند الحاجة الأمر الذي يدعو للثقة .

ومن جانبه قال جون كالفيرلي كبير الاقتصاديين لدى البنك في امريكا الشمالية ان البنك يتوقع أن يبدأ الاقتصاد العالمي في التعافي ليسجل نمواً يصل إلى 3% خلال الفصلين الثالث والرابع من العام الجاري .

وفي الوقت الذي استبعد فيه تحقيق سيناريو التعافي على صورة “w” الذي رجحه الاقتصادي نوريل روبين وهو أول من تنبأ بالأزمة الاقتصادية الراهنة، وقال كالفيرلي ان العوامل التي أسهمت في حفز التعافي الاقتصادي ذات أثر قصير الأمد وتتمثل هذه العوامل في تقلص المخزون العالمي من السلع والمحفزات المالية والنقدية، وعلى هذا الأساس يرى البنك ان الاقتصاد العالمي سوف يشهد بعض التباطؤ ولكن ليس ركوداً جديداً في العام المقبل ليصل معدل نمو الاقتصاد العالمي إلى 2% .

وتوقع كالفيرلي ان يواصل معدل الادخار في الارتفاع في الولايات المتحدة، وان يستمر الاستثمار في قطاع الاعمال وفي أسعار العقارات التجارية في تباطؤه لافتاً إلى أهمية العمل على انعاش الطلب المحلي في أمريكا لتكتمل صورة التعافي العالمي .

وقال كالفيرلي ان تباطؤ النمو المتوقع للعام المقبل سوف يدفع المركزي الامريكي “مجلس الاحتياطي الفيدرالي” إلى تبني المزيد من المحفزات، أي انه لن يبادر إلى رفع الفائدة، وقال ان الولايات المتحدة سوف تحرص كذلك على مواصلة سياسة الدولار الضعيف في ظل هذا السيناريو .

ومن جانبه توقع نيكولاس كوان كبير اقتصاديي البنك في اسيا أن تكون دول آسيا الرائدة في التعافي الاقتصادي العالمي مرجحاً سيناريو ال “v” أو ال “u” للاقتصادات الآسيوية التي يتوقع لها التعافي مع بداية العام المقبل .