المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسفر يرد على الجابر (التعليم والمدارس المستقلة)



Falconeye
09-10-2009, 04:07 PM
محطات وملاحظات على التعليم وروافده

Friday, October 09, 2009 | 6:59:23 AM GMT د. محمد صالح المسفر (الشرق القطرية)




قرأت مقالة قيمة جدا للأستاذ خالد الجابر في هذه الصحيفة بتاريخ 30 سبتمبر هذا العام تحت عنوان " موزاييك : قراءة واقعية في منظومتنا التعليمية " كانت البداية عنده الإعلان عن أجرأ مبادرة اعتذار في تاريخنا العربي المعاصر ، جاءت من المملكة المغربية ، ومؤدى ذلك الاعتذار اعتراف " لجنة التعليم والتكوين " المكلفة بمعالجة اختلال التعليم في المملكة المغربية بأن الرتق اتسع على الدولة وفشلت في إصلاح المنظومة التعليمية ، وأورد وزير التعليم المغربي إحصاءات مخيفة تعكس الاختلال الذي ينخر في جسد التعليم العام، وقدم الوزير أرقاما مخيفة تبين أن 80 % من الطلاب لا يفهمون ما يدرس لهم ، وأن 16 % فقط من تلاميذ الصف الرابع الابتدائي يستوعبون المعارف الأولية لجميع المواد المقدمة لهم ، وقد احتلت هذه الفئة من التلاميذ مراتب متأخرة في الاختبار الدولي للرياضيات ومادة العلوم ناهيك عن طلبة المرحلة الثانوية الذين لم يحصلوا على الحد الأدنى من النقاط في الامتحان الدولي
إنها مقالة جديرة بالقراءة وإمعان النظر في محتواها ومضمونها .
يقول كاتبنا خالد الجابر إن "الصدمة والترويع " التي أثارها وزير التعليم المغربي هزت المجتمع المغربي على كل الصعد الأمر الذي استدعى كل مؤسسات المجتمع المدني والبرلمان والمؤسسات الرسمية والخاصة إلى حوار بصوت مرتفع حول التعليم ومستقبله ، ولا جدال عندي بأن هناك علاقة ارتباط شديدة بين الأمن القومي أو الوطني والتعليم مادة ومنهجا .
( 2 )
لقد استدعى الأستاذ خالد ما نشرته الصحافة القطرية عن نتائج المدارس العاملة في قطر في اختبارات ( تيمز ) التي بينت أنها ضعيفة ودون المستوى ، ويشير إلى أن طلبة قطر حلوا في المرتبة ما قبل الأخيرة بالنسبة لاختبار الرياضيات للصف الثامن ، وكذلك اختبار الرياضيات والعلوم للصف الرابع الابتدائي .
لا ينكر عاقل في قطر اهتمام القيادة السياسية العليا بتطوير التعليم والقفز به إلى المكانة اللائقة بهذه الدولة في إطار نهضتها التنموية الجامحة ،لكن جهود القيمين علي عملية النهضة بالتعليم مضنية وشاقة لأسباب أهمها عندي تعدد المستشارين الغرباء عن ثقافة وتاريخ مجتمعنا وامتنا العربية الإسلامية ، الثاني غياب المشروع الوطني عند منفذي ما يهدف النظام السياسي لتحقيقه إلى جانب أن هيئة الخبراء والمستشارين في تقدير الكاتب لديهم أهداف تتعدى أهدافنا يحاولون تحقيقها تحت ذرائع تطوير منا هج التعليم عندنا . عندما طرحت فكرة مشروع " التعليم لمرحلة جديد ة " تم إسقاط مادتي العلوم الاجتماعية والشرعية من المقررات الدراسية ووضعت تحت بند المواد الاختيارية ، وترك لكل مدرسة حرية اختيار المواد الاختيارية وبالكيفية التي تريدها المدرسة الأمر الذي أدى إلى اختلال جوهري وتعالت الأصوات المطالبة بضرورة عودة هاتين المادتين إلى صلب المقررات الدراسية لأهميتها الوطنية والتربوية ، هذا العام أعيدت مادة العلوم الاجتماعية إلى مقررات الثانوية العامة كمتطلب إجباري ، لكن المشكلة الكبرى انه حتى هذه الساعة ونحن نقرأ هذه المقالة لم يصل إلى المدارس توصيف هذه المادة المهمة ، ولم تصل المعايير التي سيقاس عليها الأداء ونحن في الأسبوع الثالث من بدء الدراسة ، والمدرس الذي يكلف بتدريس هذه المادة يحتاج إلى زمن ليس بالقصير ليتفهم المعايير الواجبة التطبيق ، وهو في حاجة إلى تدريب وإعداد للمادة موضع البحث لأنها ليست في السياق المتعارف عليه سابقا .
الأمر الآخر مجلس التعليم الموقر فرض على كل من يريد أن يمارس العمل التدريسي أن يحصل على " رخصة مزاولة مهنة التدريس " إلى جانب مؤهله التعليمي ، ولا خلاف على ذلك إطلاقا، لكن حدث خلل رهيب إذ إن المؤسسة التي ستقوم بتأهيل عضو هيئة التدريس في التعليم العام هي شركة تهدف لتحقيق الربح ، الأمر الذي أدي إلى خلاف بين أعضاء هذه الشركة مما أدى إلى انتهاء عملها وبالتالي الانتظار حتى تأسيس شركة جديدة وهذا أمر مخل .
الرأي عندي في هذه الحالة أن تتقدم جامعة قطر بتأسيس ( برنامج ) أسوة بالبرامج الأخرى التي جد تأسيسها في الجامعة ، مهمة هذا البرنامج إعداد من يريد مزاولة مهنة التدريس بعد حصوله على المؤهل الأكاديمي في ما يريد تدريسه بدلا من الشركات الباحثة عن الربح على أن يحصل المنتسب لهذا البرنامج على" رخصة مزاولة مهنة التدريس " من مؤسسة أكاديمية حكومية أسوة بمن يرغب قي قيادة سيارة عليه أن يحصل على رخصة رسمية تجيز له قيادة السيارة صادرة من إدارة المرور التابعة لوزارة الداخلية وليس من شركة تبحث عن الربح بأي كيفية كانت ، في هذه الحالة نكون ضمنا الاستمرارية والجدية .
( 2 )
في مطلع العام الدراسي لهذا العام أقدمت مؤسسة تعليمية رسمية كبرى على إلغاء اشتراكها السنوي أو شراء الصحف اليومية الصادرة في الدولة بحجة أنها ستوفر مبلغا يقدر بخمسين ألف ريال سنويا علما بأن ميزانية هذه المؤسسة التعليمية تقدر بما يقارب المليار ريال سنويا ، وأنها تحقق دخلا سنويا عاليا نتيجة إصدار تصاريح سنوية لمواقف سيارات منتسبي هذه المؤسسة التعليمية الكبرى إلى جانب تأجير محلات مقاه لشركات خاصة لتقديم وجبات ومرطبات للطلاب وغيرهم من منتسبي هذه المؤسسة وبأسعار خيالية ،والسؤال ماذا سيضير هذه المؤسسة ويخل بميزانيتها لو أنفقت الخمسين ألف ريال على الصحافة المحلية ، علما بأن الصحافة تشكل مصدرا من مصادر المعرفة العامة ، وتعود بالنفع الكبير على الطالب وأستاذه . ثم ماذا لو أحجمت المؤسسات الصحفية الصادرة في الدولة عن تغطية أنشطة هذه المؤسسة وانبرت لها بالنقد اللاذع والإقلال من شأن دورها في التنمية، ألا يشكل ذلك خسارة كبيرة تقدر بمئات الآلاف من الريالات.
آخر القول : أتمنى أن تتدخل الإدارة العليا في هذه المؤسسة لإلغاء قرارها القاضي بإلغاء اشتراكها في الصحف المحلية بل وتزيد من حصة الاشتراك لتزويد المكتبة العامة لهذه المؤسسة ومكتبات دوائرها التي لا تزيد على سبع إدارات ، والصحف المعنية لا تزيد على سبع صحف أربعة منها باللغة العربية والأخرى باللغة الإنجليزية وذلك للصالح العام .
كما أتمنى على المجلس الأعلى للتعليم أن يدعو إلى حوار وطني شامل لمناقشة النهوض بمستوى التعليم من منظور وطني ومهني على حد سواء والله ولي التوفيق .

شلبي
09-10-2009, 05:01 PM
محطات وملاحظات على التعليم وروافده

friday, october 09, 2009 | 6:59:23 am gmt د. محمد صالح المسفر (الشرق القطرية)



لا ينكر عاقل في قطر اهتمام القيادة السياسية العليا بتطوير التعليم والقفز به إلى المكانة اللائقة بهذه الدولة في إطار نهضتها التنموية الجامحة ،لكن جهود القيمين علي عملية النهضة بالتعليم مضنية وشاقة لأسباب أهمها :

تعدد المستشارين الغرباء عن ثقافة وتاريخ مجتمعنا وامتنا العربية الإسلامية ،

الثاني غياب المشروع الوطني عند منفذي ما يهدف النظام السياسي لتحقيقه إلى جانب أن هيئة الخبراء والمستشارين في تقدير الكاتب لديهم أهداف تتعدى أهدافنا يحاولون تحقيقها تحت ذرائع تطوير منا هج التعليم عندنا .


عندما طرحت فكرة مشروع " التعليم لمرحلة جديد ة " تم إسقاط مادتي العلوم الاجتماعية والشرعية من المقررات الدراسية ووضعت تحت بند المواد الاختيارية ،

، هذا العام أعيدت مادة العلوم الاجتماعية إلى مقررات الثانوية العامة كمتطلب إجباري ، لكن المشكلة الكبرى انه حتى هذه الساعة ونحن نقرأ هذه المقالة لم يصل إلى المدارس توصيف هذه المادة المهمة

، ولم تصل المعايير التي سيقاس عليها الأداء ونحن في الأسبوع الثالث من بدء الدراسة ، والمدرس الذي يكلف بتدريس هذه المادة يحتاج إلى زمن ليس بالقصير ليتفهم المعايير الواجبة التطبيق ، وهو في حاجة إلى تدريب وإعداد للمادة موضع البحث لأنها ليست في السياق المتعارف عليه سابقا .
الأمر الآخر مجلس التعليم الموقر فرض على كل من يريد أن يمارس العمل التدريسي أن يحصل على " رخصة مزاولة مهنة التدريس " إلى جانب مؤهله التعليمي ، ولا خلاف على ذلك إطلاقا، لكن حدث خلل رهيب إذ إن المؤسسة التي ستقوم بتأهيل عضو هيئة التدريس في التعليم العام هي شركة تهدف لتحقيق الربح ،


الأمر الذي أدي إلى خلاف بين أعضاء هذه الشركة مما أدى إلى انتهاء عملها وبالتالي الانتظار حتى تأسيس شركة جديدة وهذا أمر مخل .




والله ولي التوفيق .


ملاحظات

المسفر لم يرد على الجابر بل ايده.

الغريب ان المسفر هو استاذ بالجامعة وكان من المنطقي هو من يبادر الى الكتابة عن التعليم ... من زمان مب الحين !!! (وان كان اقحم مرة في الصحافة وحطوه رئيس تحرير الشرق على ما اظن فهذا امر عادي لان رؤساء الصحف ياتون من كل مكان وخاصة النوادي )


نقاط المسفر مهمة وهؤلاء الاساتذة واصحاب المناصب يعرفون اكثر مما هم مستعدون ان يقولوا . زين يالمسفر فكيت حلقك وقلت كلمة الحق ... متاخرة !!!

شلبي
09-10-2009, 05:06 PM
محطات وملاحظات على التعليم وروافده

friday, october 09, 2009 | 6:59:23 am gmt د. محمد صالح المسفر (الشرق القطرية)





( 2 )
في مطلع العام الدراسي لهذا العام أقدمت مؤسسة تعليمية رسمية كبرى على إلغاء اشتراكها السنوي أو شراء الصحف اليومية الصادرة في الدولة بحجة أنها ستوفر مبلغا يقدر بخمسين ألف ريال سنويا علما بأن ميزانية هذه المؤسسة التعليمية تقدر بما يقارب المليار ريال سنويا ،

وأنها تحقق دخلا سنويا عاليا نتيجة إصدار تصاريح سنوية لمواقف سيارات منتسبي هذه المؤسسة التعليمية الكبرى إلى جانب تأجير محلات مقاه لشركات خاصة لتقديم وجبات ومرطبات للطلاب وغيرهم من منتسبي هذه المؤسسة وبأسعار خيالية ،والسؤال ماذا سيضير هذه المؤسسة ويخل بميزانيتها لو أنفقت الخمسين ألف ريال على الصحافة المحلية ، علما بأن الصحافة تشكل مصدرا من مصادر المعرفة العامة ، وتعود بالنفع الكبير على الطالب وأستاذه . ثم ماذا لو أحجمت المؤسسات الصحفية الصادرة في الدولة عن تغطية أنشطة هذه المؤسسة وانبرت لها بالنقد اللاذع والإقلال من شأن دورها في التنمية، ألا يشكل ذلك خسارة كبيرة تقدر بمئات الآلاف من الريالات.
آخر القول : أتمنى أن تتدخل الإدارة العليا في هذه المؤسسة لإلغاء قرارها القاضي بإلغاء اشتراكها في الصحف المحلية بل وتزيد من حصة الاشتراك لتزويد المكتبة العامة لهذه المؤسسة ومكتبات دوائرها التي لا تزيد على سبع إدارات ، والصحف المعنية لا تزيد على سبع صحف أربعة منها باللغة العربية والأخرى باللغة الإنجليزية وذلك للصالح العام .


.


الله يحط حيلهم بينهم

المؤسسات الصحفية يربحون عقود اعلانية بالملايين لكن ال50 الف تعور بعد !! افرضوا كل مؤسسات وادارات الدولة خفضت او الغت الاشتراكات ؟؟
الدولة ممكن تقول ان من حقها توفر على نفسها وتلغي الدعم المبطن... كفاية الدعوم الاخرى من الاعلانات !!

Falconeye
09-10-2009, 09:58 PM
مدارسنا المُعتَلة..داؤها ودواءها
( مقال )
د. نورة علي الحنزاب

سؤال ابدأ به لماذا يرى القائمون ومسئولون قطاعاتنا العامة انه من مستلزمات تطوير أي قطاع هو بتره من مسماه وتبعيته لحكومتنا إلى مسمى آخر يعتقد انه هو الذي سيطورها ؟؟...هل يعتقد هؤلاء أن عقبة التطوير و الجودة و الإتقان تكمن في ذلك المسمى؟!.. ألم يئن الأوان أن يدرك أولئك أن العلة تكمن في تلك الكوادر التي تديرها و التي تجهل أن الوصول إلى الجودة و الإتقان لا يمكن و لن يكون في بيئة عملية يغيب العدل عن إدارتها و يتربع بدلا عنه المصلحة و المحسوبية. و لأهمية التعليم و لحاجة المجتمعات و الأفراد إليه فالتعليم و تنشئة الجيل هاجس لكل ذي عقل وجل همه وشغله الشاغل كيف لا وهو المصل المضاد لآفات العصر الثلاثية الجهل و الفقر والمرض. التي تفتك بمجتمعاته و تنخر في عظامه . ولا يوجد من ينكر تلك الجهود الحثيثة للقائمين على العملية التعليمية في وطننا وذلك الحيز من الاهتمام الذي يحظى به من القيادة السياسية وعلى أعلى مستوياتها وذلك الدعم المباشر منها ماديا ومعنويا. ولكن هناك خلل تعاني منه مدارسنا بعد أن اتجه النظام التعليمي لإحلال المدارس المستقلة مكان المدارس الحكومية وبدأت الوزارة في التقلص وكأنه قد حُرِم على وزارة أن تتفوق وتحسن من خدماتها وهي تحمل اسمها بل لابد من التحرر منه إلى مؤسسة أو هيئة أو مجلس وكأن تفعيل التطوير هو في الأسماء و ليس في تطوير أدواته . إننا نشد بأيد أصحاب المبادرات ونتعامل معهم كما أوصى رسولنا صلى الله عليه وسلم المجتهد أن أصاب له أجران و إن اخطأ فله اجر.. ولكن من حق هذا البلد و شعبه أن يكون ما يقدم لهم من مبادرات مبنية على أساسيات لا تغفل سنة التدرج في التغيير و أولوياته و إلا ما يضير لو أن النظام التعليمي بقي بمسمياته ومظلته مع تطور مدروس ومجدول بتحسين مناهجه وتدريب كوادره وسعة اطلاع القائمين عليه و إدراكهم لمستلزماته و الاستعانة بخبرات أفضل النظم التعليمية كماليزيا و تشيلي و الكوريتان. هل من الصواب أن نسلم أبنائنا و بناتنا لأشخاص لهم قدراتهم المحدودة و نملكهم زمام أمر فتحت عليهم جبهاته المتعددة (إدارية –مالية –أكاديمية- بشرية ) ولا زلت أتذكر ذلك الذهول الذي أصابنا في اجتماع لنا بالمجلس الأعلى للتعليم وعندما سألنا عن المواصفات المطلوبة لصاحب الترخيص فجاء الرد بأنه لا باس بان يكون تاجر أو مقاول أو مواطن أو مقيم من خارج البلد أو داخله مفسرين ذلك بأنه سيكون حريصا على مخرجات التعليم من حرصه على أمواله و تنميتها وانه سيكون business وقد تناسوا أن التعليم ومستلزماته من التربية لا ينوء بها ألا أولو العزم من الرجال و النساء لذلك تم التراجع و اشترط بان يكون صاحب الترخيص من التربويين ثم استتبع بأخر يلزم صاحب الترخيص بإدارة المدرسة!! وقد أيد نابليون الشكوى عندما قال :عندما تكف الشعوب عن الشكوى فإنها تكف عن التفكير وكما هي العادة في بداية أي مبادرة لابد أن يكون هناك شكوى وجدلا حولها لا يسكته إلا النتائج الطيبة التي تبددها والتي لم تتحقق في المدارس المستقلة بل نجد تلك الشكوى تزداد سنة بعد أخرى ومن جميع عناصرها الإدارة و المعلمين الطلبة و أولياء الأمور ثم كان آخرها ذلك اللقاء الذي تم مع الأستاذة صباح الهيدوس مديرة هيئة التعليم ,وتلك النتائج التي أعلنها السيد عادل السيد مدير هيئة التقييم حيث كشف ذلك اللقاء التخبط الذي يعاني منه الطالب (محور العملية التعليمية) من عدم وجود الكتاب وتحديد المناهج و اختلاف المراجع و التفاوت الكبير في مخرجات المدارس وتحصيلها الأكاديمي وكشف التقييم ضعف المحصلة العلمية من تلك التجربة التعليمية حيث وصلت إلى أدنى مستوياتها بين الدول 1% من المعايير العالمية . إن على المجلس الأعلى للتعليم أن يدرك أن نموذج التعليم الأمثل لدولة ليس بالضرورة أن يكون كذلك لدول أخرى وعليه أن يدرك كذلك أن التغييرات التعليمية يلزمها تغيرات اجتماعية و ثقافية و تربوية وذلك يتطلب وقتا وجهداً. و على القائمين على رسم سياسة هذا المجلس وتحديد استراتيجياته من أن يطوروا أنفسهم و يوسعوا من دائرة اطلاعهم و أن لا تحجبهم قاعات الاجتماعات و أماكن مناقشتها عن حقيقة و طبيعة العملية التعليمية ووضعها الميداني و هذا كفيل بان لا يكون هناك قرارات تنسف بعضها و لا تعليمات مفاجئة و لا أوامر مربكة و مطالب مستعجلة يتحمل أصحاب التراخيص وطئتها.. يقول دافنشي :إذا أردت أن تعمل فلا بد أن تهدأ. أن على المجلس الاعلى للتعليم أن يتوقف قليلا لتقييم انجازاته و تصحيح أخطائه فمن الخطأ أن نستمر في عمل أسس على خطا فمثل لم تحدد السنوات التي يحتاجها هذا النظام ليؤتى ثماره وقد بدأ بداية مربكة حيث ادخل على مدارس ابتدائية و إعدادية و ثانوية و ليعذرني الأخوة في المجلس إذا تجرأت وقلت أنها الغلطة الأكبر ..وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير وكان الأولى أن تكون البداية مقتصرة على المدارس الابتدائية وتحديدا بالصف الأول الذي من المفروض أن يجهز له احتياجاته من كوادر ومناهج وفي نفس الوقت يتم تجهيز ذلك للفصول القادمة تدريجيا حتى تكتمل المراحل التعليمية وبالتالي يمكن تحديد المرحلة ب 12-15 سنة لهذه العملية التطويرية التعليمية وكان ذلك أجدى و اسلم لثرواتنا البشرية و المادية وهذا ما أكدته اختبارات البيزا حيث أشار إلى أن عملية إصلاح التعليم تحتاج إلى جيل بأكمله حتى تتضح نتائجه مابين 15-20 سنة وهي مرحلة دخول المدرسة وإعداده للجامعات. ومع احترامي لكل جهد مخلص لأصحاب التراخيص إلا أن تلك المدارس عانت من الغالبية العظمى و لهم العذر في ذلك حيث فتحت عليهم جبهات المؤسسة التعليمية و أصبحوا مابين مطرقة المجلس الأعلى للتعليم و سندان المدرسة ومتطلباتها مع ما يعانونه من نقص القدرات الإدارية و الأكاديمية وعدم تطويرها. أما بالنسبة للعامل الأكبر و المؤثر في عملية تطوير التعليم (المعلم ) فأول مكتسب له في هذه المدارس هو فقدان الأمن الوظيفي أضف إلى ذلك كثرة الأعباء وتنوعها وحداثة معظمها ثم مطالبته بعملية تطوير الذات تربويا وأكاديميا وثم المنافسة من قبل الآخرين ممن يحملون نفس البضاعة و أجور مخفضة تدغدغ رغبات صاحب الترخيص لولا ضغط (بند التقطير). أن المعلم ركن العملية التعليمية وإذا كنا نسعى لجودة التعليم فلابد من إعداد هذا المعلم ( الموصل ) وإمداده بكل ما من شانه أن يساهم في إرضاءه ومن ثم جودة عطاءه من مكانه معنوية و بدلات مادية بل السعي لجعله الموظف رقم 1 في سلم الوظائف و ما يقابلها من ماديات. ثم نأتي للطالب وولي الأمر وكل ذلك نجده في البيئة الأسرية و الثقافية التي يعيشها الطالب و التي تتطلب تربية جادة يدرك من خلالها الوالدين قبل أبناءهم أهمية التعليم و الاعتماد على النفس ومسؤولية الفرد أمام نفسه ومجتمعه في منظومة تتناسق أدوارها وتؤتي ثمارها و يسعد جميع أفرادها.. قبل الختام : ليدرك أقطاب العملية التعليمية أننا لم نتطرق لموضوع كهذا انتقاصا من حقهم أو تشكيكاً في جهودهم بل كتبناه إدراكا منا بحقهم علينا في المناصحة لهم و إيمانا منا بضرورة التعاون فيما بيننا لنحقق من خلاله ما استعصى على أسلافه ولعل فيما كتبه د.السباعي رحمه الله عزاء لهم حيث كتب ( في كل حضارة من الحضارات علماء عكفوا على اكتشاف المجهول ومفكرون أبدعوا في توسيع آفاق المعرفة وأدباء سموا بالعواطف إلى ميادين النبل وفيها أيضا عشرات الآلاف ممن اشبعوا رغبات الجماهير بالغناء و الرقص و الإثارة الجنسية فهل خلد إلا أولئك العلماء الصامتون و المفكرون الصادقون و الأدباء الإنسانيون )... ختاماً : لن ينسى التاريخ تلك الوقفة الشريفة للشعوب مع صمود غزة و أهلها و لن يغفر لأولئك الذين تغافلوا عنها و حاولوا الهاء شعوبها بساقط الكلام وتمايل الأجساد و العزف على الأوتار.

إنسان عادي
10-10-2009, 12:10 AM
انت عجيب يا شلبي

مطيع الله
11-10-2009, 08:43 AM
من حسنات الجابر الكثيرة،
جذب المسفر للكتابة لما يهم الأمة ويبحث في مشكلاتها و أزماتها،
ويقترح الحلول لها.