jajassim
11-10-2009, 07:42 PM
http://www.alarab.com.qa/admin/articles/images/1427534930_b1.jpg
سيارات الدفع الرباعي .. بين مؤيد يصفها بالضرورة.. ومعارض يعتبرها ترفاً
2009-10-11
الدوحة - محمد سيدي
لا يكاد كل بيت من بيوتنا يخلو من وجود سيارة أو اثنتين من ذوات الدفع الرباعي - بل يصل العدد في الغالب إلى أكثر من ذلك - ويقيناً فالناظر إلى شوارع الدوحة يلحظ مدى الانتشار الكبير لسيارات «الفورويل» التي تعتبر أكثر من النوعيات الأخرى - كسيارات الصالون والهاتش باك وغيرها - بالضعف تقريباً، مما يؤثر على حركة السير والبيئة الصحية التي تلوثها عوادم هذه السيارات التي تصدر كماً كبيراً من الغازات والأدخنة الناتجة عن احتراق كميات الوقود الهائلة التي يتطلبها تدوير أسطوانات محركها العملاق.
ومع أن المبررات التي يسوقها مؤيدو سيارات الدفع الرباعي لتفسير هذه الظاهرة فإنها لا تخلو من حجج بينة من قبيل تعداد المميزات الميكانيكية الكثيرة لهذه السيارات، ومدى مواءمتها للطبيعة الصحراوية التي تتميز بها بلادنا، واتساعها لجميع أفراد العائلة إلى آخره، إلا أن التساؤل الذي يُطرح في هذا المقام هو عن الدافع الذي يجعل موظفاً حكومياً أو طالباً جامعياً يستدين بقرض بمئات الآلاف لشراء سيارة عابرة للصحاري ومخصصة للطرق الوعرة في حين أنه لن يستخدمها خارج المدينة، والأغرب من هذا وذاك انتشار هذه الظاهرة بين الفتيات مؤخراً!؟.
مع التنويه إلى أن أغلب من دافعوا عن السيارات الكبيرة لم يكترثوا بموضوع السعر وتكاليف التشغيل والصيانة الباهظة التي تتطلبها هذه الأنواع من المركبات، معتبرين أن الراحة والفخامة بالإضافة لقوة المحرك من بين أهم «المغريات» التي تدفع الشاب لاقتناء سيارة دفع رباعي، كما أن التقليد ومجارات الرفاق، والموضة والموديلات الحديثة التي تعرضها وكالات هذه الأنواع من السيارات، والتسهيلات التي توفرها بين الحين والآخر للراغبين في الانضمام لنادي «الفورويل درايفر» كلها عوامل مساهمة في تزايد أعداد السيارات الرباعية الدفع في شوارعنا، برغم تأثيراتها على البيئة وحركة السير وحتى المخاطر التي ترتبط عادة بقيادة هذا النوع من المركبات على الطرق الداخلية.
المقارنة بيننا وبينهم مجحفة !!
يمتلك خالد المحمدي ثلاث سيارات دفع رباعي من ثلاث نوعيات مختلفة، ويعتبر بأن ميله لهذا النوع من السيارات ليس فقط حباً في التميز أو لفت الانتباه كما قد يفسر البعض، بل لضرورات حياتية لا غنى له عنها، منها ما يتعلق بعمله اليومي ومنها ما يخص العائلة والمنزل.
يقول خالد: «السيارات الكبيرة تعتبر بالنسبة لي ضرورة حياتية، ولا أقدم على شراء أي سيارة دون التأكد من حقيقة حاجتي لها، فخصوصية المجتمع القطري المبنية على التآلف الأسري وتجمع العائلة في مكان واحد تتطلب من رب البيت أن يقتني سيارة كبيرة تتسع لجميع أفراد العائلة، وهذا ما لا يتوفر مثلاً في سيارات الصالون الصغيرة التي لا تتسع لأكثر من خمسة أشخاص؛ لكونها مصنعة وفقاً لعادات ومتطلبات المجتمعات الغربية التي لا يزيد فيها عدد أفراد البيت الواحد عن شخصين أو ثلاثة وكلب صغير، كما أن ارتباط الناس بالصحراء والخروج للبر والتخييم بين فترة وأخرى تلزم الواحد منا بشراء سيارة دفع رباعي يمكنها التنقل على الكثبان الرملية وفي الطرق الوعرة خارج المدينة، هذا بالإضافة لسيارة نقل الحاجيات «ونيت» التي يتطلبها المنزل فمن غير الممكن مثلاً أن أستأجر سيارة لنقل عبوات الغاز إلى السوبر ماركت مثلاً».
واعتبر خالد أن السبب في استغراب البعض من انتشار السيارات الكبيرة في المجتمعات الخليجية يعود أساساً لعدم الدراية بخصوصيات هذه المجتمعات والمقارنة المجحفة بينها وبين مجتمعات أخرى تختلف في كل شيء عنا، وبالتالي فكل شخص يساير حاجاته ومتطلباته اليومية، منوهاً إلى أن من كان عمله أو حياته تتطلب اقتناء شاحنة مثلاً فلا يجب أن نؤاخذه على ذلك على حد قول المحمدي.
السيارة الأكبر أكثر أمنا!
عبد العزيز محمد كان له رأي آخر بخصوص أسباب انتشار السيارات الكبيرة، حيث اعتبر أن المميزات الكثيرة التي تتوفر عليها سيارات «الفورويل» تجعل منها خياراً مناسباً للشاب الذي يرغب في اقتناء سيارة جديدة، سواء من ناحية قوة المحرك أو الشكل الخارجي المهيب، والأهم من هذا وذاك مواصفات الأمان والسلامة التي توفرها هذه السيارات.
ويضيف عبد العزيز قائلاً: «السيارات الكبيرة تخصها الشركات المصنعة بالكثير من المزايا والخيارات التي لا يتم تركيبها في السيارات الصغيرة المعروفة بالاقتصادية، لعدة أسباب من أهمها أن سعر السيارات الصغيرة لا يسمع بإدخال إضافات كثيرة عليها من قبيل الإكسسوارات المتعددة والأجهزة الإلكترونية المتطورة وغيرها من الإضافات الأخرى التي منها إضافات خاصة بالأمن والسلامة، وهو ما يغفله الكثيرون ممن يعتبرون أن سيارات الفورويل ليست الخيار الأفضل، وأن من يشتريها يبذر نقوده على أمور غير ضرورية، هذا مع التنويه إلى أن هذه السيارات تتميز بحجمها الكبير وارتفاعها؛ مما يعطي شعوراً بالأمان والطمأنينة للسائق والركاب، مع عدم إغفال الجماليات الأخرى والقدرات الميكانيكية الكثيرة، وخلاصة القول بأن من يمتلك إمكانية شراء سيارة بهذه المواصفات فما العيب في ذلك!؟».
وإن كان عبد العزيز لا ينكر مغالاة البعض من الناس في اقتناء السيارات بشكل لا مبرر له، كأن يغير سيارته الباهظة الثمن كل سنة وفقاً لأحدث موديل وكـأنها موضة ملابس، أو من يشترون أكثر من سيارة دفع رباعي في البيت الواحد، مع أن الحاجة لها عادة تقتصر على فترات محددة كالخروج في العطلات الأسبوعية أو الرحلات العائلية.
سيارة بلا موقف !!
علي المري حمَّل أصحاب السيارات الرباعية الدفع المسئولية عن الكثير من الحوادث المرورية والاختناقات اليومية التي نشاهدها كل يوم في شوارعنا، حيث اعتبر أن مثل هذه النوعية من المركبات غير ملائمة بتاتاً للقيادة في المدينة ولم تصنع من أجل ذلك، كاشفاً أن التعديلات التي تضيفها الشركات الصانعة لهذه السيارات هدفها إغراء الناس وإيهامهم بأنها سيارات مريحة توفر قدراً من الرحابة يفوق السيارات العادية.
ويقول علي: «يمكنني أن أؤكد لك بأن سيارات الفورويل تعتبر أحد الأسباب الرئيسية في الكثير من الحوادث اليومية الأليمة في شوارعنا، فالسرعة العالية التي تتميز بها هذه السيارات والمحركات الجبارة التي تديرها لا تتناسب البتة مع الشوارع الداخلية والطرق العادية، كما أن القيادة الرعناء التي يتصف بها بعض السائقين الشباب من ملاك هذه السيارات تحولها إلى أدوات للقتل والدمار، لكون من يقوم بمثل هذه التصرفات المستهترة لا يدرك خطورة التلاعب بسيارة قوتها تقاس بمئات الأحصنة البخارية وتنطلق بسرعات كالصاروخ في شوارع ضيقة وممرات تملؤها الحفر والأشغال والتحويلات».
واستغرب علي ممن يقتنون مثل هذه السيارات في المدينة، حيث أغلب السرعات محددة بأقل من 80 كيلومتر في الساعة، أي أن المتعة والانطلاق الذي ينشده هواة السرعة لن يكون في متناولهم، هذا إضافة لعجز هذه السيارات عن المراوغة والسير بانسيابية في الشوارع كما هو حال السيارات الصغيرة.
وأضاف المري أنه من المواقف الطريفة التي دائماً ما يقع فيها أصحاب هذه السيارات الكبيرة الحجم القليلة الفائدة على حد قوله، أن أحدهم يستغرق وقتاً طويلاً في البحث عن موقف يمكنه استيعاب سيارته، وهي مهمة مضنية في ظل أزمة المواقف الشاغرة التي تعاني منها الدوحة.
الفورويل لزوم الكشخة !!
ويتفق عبد الله الفرزان مع علي في كثير من الملاحظات التي أوردها في حديثه، مضيفاً أن التكاليف الباهظة لصيانة وتشغيل هذه السيارات تعتبر من أهم المساوئ التي توصم بها سيارات الدفع الرباعي، حيث تحتاج محركاتها ذات الصمامات المتعددة إلى استهلاك الكثير من وقود يعادل أضعاف ما تستهلكه السيارات العادية، وهو ما يكلف أصحابها مبالغ طائلة، هذا بالإضافة لتكاليف التأمين والتصليح وحتى الصيانة اليومية العادية كالغسيل وتغيير الزيت وغيرها من الضروريات التي لا غنى لأي مركبة عنها.
ويضيف عبد الله قائلاً: «لا مجال لمقارنة التكلفة بين السيارات العادية الصغيرة والسيارات الكبيرة الرباعية الدفع، فما تتطلبه سيارة فورويل من وقود ومصاريف صيانة لمدة شهرين مثلاً يعادل تقريباً نصف ثمن سيارة اقتصادية صغيرة وربما أكثر، والغريب أن أصحاب هذه السيارات يقودونها في الشوارع جيئة وذهاباً من وإلى أعمالهم، متناسين أن كلفة المشوار في السيارة الرباعية الدفع ربما أكثر مما يتقاضاه هذا الموظف يومياً من عمله، أي أنه يصرف من جيبه للوصول إلى العمل، ناهيك عن الأقساط البنكية التي في ذمته بعد شراء هذه السيارة «الحلم» التي قد يكون السبب الأول لاقتنائه لها التباهي والخيلاء و»لزوم الكشخة» وهو حال أغلب من أعرفهم من الشباب الذين يمتلكون هذه السيارات».
وأشار الفوزان إلى أن انتشار السيارات العابرة للصحارى قل في الفترة الأخيرة عن ذي قبل، حيث إن الكثيرين انتبهوا إلى السلبيات العديدة لهذه النوعية من السيارات، وبدأت موضتها تتراجع بين الشباب مؤخراً، حيث إن من بينهم من استبدلها بسيارات عادية صالون، ومنهم من لجأ إلى السيارات شبه الرباعية الدفع التي أصبحت تصنعها الشركات المنتجة للسيارات مؤخراً؛ للتوفيق بين رغبات من يحبون امتلاك سيارات كبيرة واقتصادية التكاليف في ذات الوقت، وهي حسب رأي عبد الله الخيار الأفضل.
وطالب الفوزان في نهاية حديثه معنا بأن تطلق الجهات المعنية بالمرور وسلامة الطريق حملات توعية بين الشباب تعدد المخاطر الكبيرة لامتلاك مثل هذه النوعية من السيارات والتأثيرات التي توقعها على البيئة والصحة العامة؛ بسبب تلويثها للجو بما تنفثه عوادمها من ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق الوقود المعزز بالرصاص، مشيراً إلى أن مثل هذه الحملات لا تقل أهمية عن التوعية بخطر القيادة السريعة والموبايل وغيرها من العادات التي تتسبب في عواقب وخيمة لمن يقومون بها، خاصة أن هؤلاء الشباب يعمد بعضهم إلى تلغيم المحرك وتعديله ليكون أكثر قوة وبالتالي أكثر خطورة وفتكاً.
سيارات الدفع الرباعي .. بين مؤيد يصفها بالضرورة.. ومعارض يعتبرها ترفاً
2009-10-11
الدوحة - محمد سيدي
لا يكاد كل بيت من بيوتنا يخلو من وجود سيارة أو اثنتين من ذوات الدفع الرباعي - بل يصل العدد في الغالب إلى أكثر من ذلك - ويقيناً فالناظر إلى شوارع الدوحة يلحظ مدى الانتشار الكبير لسيارات «الفورويل» التي تعتبر أكثر من النوعيات الأخرى - كسيارات الصالون والهاتش باك وغيرها - بالضعف تقريباً، مما يؤثر على حركة السير والبيئة الصحية التي تلوثها عوادم هذه السيارات التي تصدر كماً كبيراً من الغازات والأدخنة الناتجة عن احتراق كميات الوقود الهائلة التي يتطلبها تدوير أسطوانات محركها العملاق.
ومع أن المبررات التي يسوقها مؤيدو سيارات الدفع الرباعي لتفسير هذه الظاهرة فإنها لا تخلو من حجج بينة من قبيل تعداد المميزات الميكانيكية الكثيرة لهذه السيارات، ومدى مواءمتها للطبيعة الصحراوية التي تتميز بها بلادنا، واتساعها لجميع أفراد العائلة إلى آخره، إلا أن التساؤل الذي يُطرح في هذا المقام هو عن الدافع الذي يجعل موظفاً حكومياً أو طالباً جامعياً يستدين بقرض بمئات الآلاف لشراء سيارة عابرة للصحاري ومخصصة للطرق الوعرة في حين أنه لن يستخدمها خارج المدينة، والأغرب من هذا وذاك انتشار هذه الظاهرة بين الفتيات مؤخراً!؟.
مع التنويه إلى أن أغلب من دافعوا عن السيارات الكبيرة لم يكترثوا بموضوع السعر وتكاليف التشغيل والصيانة الباهظة التي تتطلبها هذه الأنواع من المركبات، معتبرين أن الراحة والفخامة بالإضافة لقوة المحرك من بين أهم «المغريات» التي تدفع الشاب لاقتناء سيارة دفع رباعي، كما أن التقليد ومجارات الرفاق، والموضة والموديلات الحديثة التي تعرضها وكالات هذه الأنواع من السيارات، والتسهيلات التي توفرها بين الحين والآخر للراغبين في الانضمام لنادي «الفورويل درايفر» كلها عوامل مساهمة في تزايد أعداد السيارات الرباعية الدفع في شوارعنا، برغم تأثيراتها على البيئة وحركة السير وحتى المخاطر التي ترتبط عادة بقيادة هذا النوع من المركبات على الطرق الداخلية.
المقارنة بيننا وبينهم مجحفة !!
يمتلك خالد المحمدي ثلاث سيارات دفع رباعي من ثلاث نوعيات مختلفة، ويعتبر بأن ميله لهذا النوع من السيارات ليس فقط حباً في التميز أو لفت الانتباه كما قد يفسر البعض، بل لضرورات حياتية لا غنى له عنها، منها ما يتعلق بعمله اليومي ومنها ما يخص العائلة والمنزل.
يقول خالد: «السيارات الكبيرة تعتبر بالنسبة لي ضرورة حياتية، ولا أقدم على شراء أي سيارة دون التأكد من حقيقة حاجتي لها، فخصوصية المجتمع القطري المبنية على التآلف الأسري وتجمع العائلة في مكان واحد تتطلب من رب البيت أن يقتني سيارة كبيرة تتسع لجميع أفراد العائلة، وهذا ما لا يتوفر مثلاً في سيارات الصالون الصغيرة التي لا تتسع لأكثر من خمسة أشخاص؛ لكونها مصنعة وفقاً لعادات ومتطلبات المجتمعات الغربية التي لا يزيد فيها عدد أفراد البيت الواحد عن شخصين أو ثلاثة وكلب صغير، كما أن ارتباط الناس بالصحراء والخروج للبر والتخييم بين فترة وأخرى تلزم الواحد منا بشراء سيارة دفع رباعي يمكنها التنقل على الكثبان الرملية وفي الطرق الوعرة خارج المدينة، هذا بالإضافة لسيارة نقل الحاجيات «ونيت» التي يتطلبها المنزل فمن غير الممكن مثلاً أن أستأجر سيارة لنقل عبوات الغاز إلى السوبر ماركت مثلاً».
واعتبر خالد أن السبب في استغراب البعض من انتشار السيارات الكبيرة في المجتمعات الخليجية يعود أساساً لعدم الدراية بخصوصيات هذه المجتمعات والمقارنة المجحفة بينها وبين مجتمعات أخرى تختلف في كل شيء عنا، وبالتالي فكل شخص يساير حاجاته ومتطلباته اليومية، منوهاً إلى أن من كان عمله أو حياته تتطلب اقتناء شاحنة مثلاً فلا يجب أن نؤاخذه على ذلك على حد قول المحمدي.
السيارة الأكبر أكثر أمنا!
عبد العزيز محمد كان له رأي آخر بخصوص أسباب انتشار السيارات الكبيرة، حيث اعتبر أن المميزات الكثيرة التي تتوفر عليها سيارات «الفورويل» تجعل منها خياراً مناسباً للشاب الذي يرغب في اقتناء سيارة جديدة، سواء من ناحية قوة المحرك أو الشكل الخارجي المهيب، والأهم من هذا وذاك مواصفات الأمان والسلامة التي توفرها هذه السيارات.
ويضيف عبد العزيز قائلاً: «السيارات الكبيرة تخصها الشركات المصنعة بالكثير من المزايا والخيارات التي لا يتم تركيبها في السيارات الصغيرة المعروفة بالاقتصادية، لعدة أسباب من أهمها أن سعر السيارات الصغيرة لا يسمع بإدخال إضافات كثيرة عليها من قبيل الإكسسوارات المتعددة والأجهزة الإلكترونية المتطورة وغيرها من الإضافات الأخرى التي منها إضافات خاصة بالأمن والسلامة، وهو ما يغفله الكثيرون ممن يعتبرون أن سيارات الفورويل ليست الخيار الأفضل، وأن من يشتريها يبذر نقوده على أمور غير ضرورية، هذا مع التنويه إلى أن هذه السيارات تتميز بحجمها الكبير وارتفاعها؛ مما يعطي شعوراً بالأمان والطمأنينة للسائق والركاب، مع عدم إغفال الجماليات الأخرى والقدرات الميكانيكية الكثيرة، وخلاصة القول بأن من يمتلك إمكانية شراء سيارة بهذه المواصفات فما العيب في ذلك!؟».
وإن كان عبد العزيز لا ينكر مغالاة البعض من الناس في اقتناء السيارات بشكل لا مبرر له، كأن يغير سيارته الباهظة الثمن كل سنة وفقاً لأحدث موديل وكـأنها موضة ملابس، أو من يشترون أكثر من سيارة دفع رباعي في البيت الواحد، مع أن الحاجة لها عادة تقتصر على فترات محددة كالخروج في العطلات الأسبوعية أو الرحلات العائلية.
سيارة بلا موقف !!
علي المري حمَّل أصحاب السيارات الرباعية الدفع المسئولية عن الكثير من الحوادث المرورية والاختناقات اليومية التي نشاهدها كل يوم في شوارعنا، حيث اعتبر أن مثل هذه النوعية من المركبات غير ملائمة بتاتاً للقيادة في المدينة ولم تصنع من أجل ذلك، كاشفاً أن التعديلات التي تضيفها الشركات الصانعة لهذه السيارات هدفها إغراء الناس وإيهامهم بأنها سيارات مريحة توفر قدراً من الرحابة يفوق السيارات العادية.
ويقول علي: «يمكنني أن أؤكد لك بأن سيارات الفورويل تعتبر أحد الأسباب الرئيسية في الكثير من الحوادث اليومية الأليمة في شوارعنا، فالسرعة العالية التي تتميز بها هذه السيارات والمحركات الجبارة التي تديرها لا تتناسب البتة مع الشوارع الداخلية والطرق العادية، كما أن القيادة الرعناء التي يتصف بها بعض السائقين الشباب من ملاك هذه السيارات تحولها إلى أدوات للقتل والدمار، لكون من يقوم بمثل هذه التصرفات المستهترة لا يدرك خطورة التلاعب بسيارة قوتها تقاس بمئات الأحصنة البخارية وتنطلق بسرعات كالصاروخ في شوارع ضيقة وممرات تملؤها الحفر والأشغال والتحويلات».
واستغرب علي ممن يقتنون مثل هذه السيارات في المدينة، حيث أغلب السرعات محددة بأقل من 80 كيلومتر في الساعة، أي أن المتعة والانطلاق الذي ينشده هواة السرعة لن يكون في متناولهم، هذا إضافة لعجز هذه السيارات عن المراوغة والسير بانسيابية في الشوارع كما هو حال السيارات الصغيرة.
وأضاف المري أنه من المواقف الطريفة التي دائماً ما يقع فيها أصحاب هذه السيارات الكبيرة الحجم القليلة الفائدة على حد قوله، أن أحدهم يستغرق وقتاً طويلاً في البحث عن موقف يمكنه استيعاب سيارته، وهي مهمة مضنية في ظل أزمة المواقف الشاغرة التي تعاني منها الدوحة.
الفورويل لزوم الكشخة !!
ويتفق عبد الله الفرزان مع علي في كثير من الملاحظات التي أوردها في حديثه، مضيفاً أن التكاليف الباهظة لصيانة وتشغيل هذه السيارات تعتبر من أهم المساوئ التي توصم بها سيارات الدفع الرباعي، حيث تحتاج محركاتها ذات الصمامات المتعددة إلى استهلاك الكثير من وقود يعادل أضعاف ما تستهلكه السيارات العادية، وهو ما يكلف أصحابها مبالغ طائلة، هذا بالإضافة لتكاليف التأمين والتصليح وحتى الصيانة اليومية العادية كالغسيل وتغيير الزيت وغيرها من الضروريات التي لا غنى لأي مركبة عنها.
ويضيف عبد الله قائلاً: «لا مجال لمقارنة التكلفة بين السيارات العادية الصغيرة والسيارات الكبيرة الرباعية الدفع، فما تتطلبه سيارة فورويل من وقود ومصاريف صيانة لمدة شهرين مثلاً يعادل تقريباً نصف ثمن سيارة اقتصادية صغيرة وربما أكثر، والغريب أن أصحاب هذه السيارات يقودونها في الشوارع جيئة وذهاباً من وإلى أعمالهم، متناسين أن كلفة المشوار في السيارة الرباعية الدفع ربما أكثر مما يتقاضاه هذا الموظف يومياً من عمله، أي أنه يصرف من جيبه للوصول إلى العمل، ناهيك عن الأقساط البنكية التي في ذمته بعد شراء هذه السيارة «الحلم» التي قد يكون السبب الأول لاقتنائه لها التباهي والخيلاء و»لزوم الكشخة» وهو حال أغلب من أعرفهم من الشباب الذين يمتلكون هذه السيارات».
وأشار الفوزان إلى أن انتشار السيارات العابرة للصحارى قل في الفترة الأخيرة عن ذي قبل، حيث إن الكثيرين انتبهوا إلى السلبيات العديدة لهذه النوعية من السيارات، وبدأت موضتها تتراجع بين الشباب مؤخراً، حيث إن من بينهم من استبدلها بسيارات عادية صالون، ومنهم من لجأ إلى السيارات شبه الرباعية الدفع التي أصبحت تصنعها الشركات المنتجة للسيارات مؤخراً؛ للتوفيق بين رغبات من يحبون امتلاك سيارات كبيرة واقتصادية التكاليف في ذات الوقت، وهي حسب رأي عبد الله الخيار الأفضل.
وطالب الفوزان في نهاية حديثه معنا بأن تطلق الجهات المعنية بالمرور وسلامة الطريق حملات توعية بين الشباب تعدد المخاطر الكبيرة لامتلاك مثل هذه النوعية من السيارات والتأثيرات التي توقعها على البيئة والصحة العامة؛ بسبب تلويثها للجو بما تنفثه عوادمها من ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق الوقود المعزز بالرصاص، مشيراً إلى أن مثل هذه الحملات لا تقل أهمية عن التوعية بخطر القيادة السريعة والموبايل وغيرها من العادات التي تتسبب في عواقب وخيمة لمن يقومون بها، خاصة أن هؤلاء الشباب يعمد بعضهم إلى تلغيم المحرك وتعديله ليكون أكثر قوة وبالتالي أكثر خطورة وفتكاً.