ابن قطر
12-10-2009, 02:14 AM
بسبب اهمال السائق في إحدى مدارس الجاليات العربية..طفلة تبقى سجينة في " الباص" 5 ساعات لتنتهي في العناية المركزة 2009-10-12
والد الطفلة يطالب المجلس الأعلى للتعليم بمتابعة الموضوع ومحاسبة المتسببين
عدم وجود مشرف يكشف قلة الاهتمام من قبل إدارة المدرسة
مؤيد اسكيف
لم تكن الطفلة مريم التي لم تبلغ ربيعها الرابع بعد تعتقد بأنها سوف تكون أسيرة في باص المدرسة لأن فرحتها الكبيرة بزيها المدرسي الجديد وبأصدقائها الجدد وبحقيبتها الصغيرة عصية على الوصف بحسب ما قاله والدها لكن اهمال الكادر العامل في المدرسة أدى إلى نسيان الطفلة مريم داخل الباص لتبقى وحيدة طيلة النهار الدراسي تصارع أشعة الشمس الحارقة وهي تستجدي إطلاق سراحها من هذا السجن لتسقط أرضا في نهاية المطاف غائبة عن الوعي وفي حالة انهيار كامل ولا يتم اكتشاف أمرها إلا بعد ساعات من تجربة الوحدة المريرة أثناء عودة الباص ثانية لتوصيل الطلاب إلى بيوتهم وفي التفاصيل يقول والد الطفلة الذي يغلب الألم على بحة صوته الخافت لتفيض الدموع في عينيه كلما تحدث عن حالة ابنته وقصتها منذ البداية: إن مريم ابنتنا الوحيدة التي وهبنا إياها الله وفرحنا كثيرا أثناء شرائنا لها احتياجاتها المدرسية خصوصا زيها المدرسي الذي أحبته وأرادت أن تلبسه كل الوقت لشدة إعجابها به وكانت في منتهى الحماس لخوض هذه التجربة وبدأنا البحث لها عن الحضانة المناسبة إلى أن توصلنا إلى حضانة تابعة لإحدى مدارس الجاليات وبعد أن تأكدنا من توافر كل ما هو ضروري للأطفال وسجلنا في الباص لأخذ الطفلة من البيت يوميا لكننا لم نعرف بأن هذا الباص يتبع خط سير طويلا إذ أن بيتنا يقع في " فريج كليب " ويتجه الباص بعد ذلك إلى معيذر لايصال الطلاب إلى هناك ثم يعود باتجاه الدوحة لايصال طلاب مرحلة الحضانة.
وفي الأيام الثلاثة الأولى كانت فرحة ابنتي مريم كبيرة بالمدرسة تحدثني عن أصدقائها الجدد وعن حياتها الجديدة وكنا فرحين بها جدا لهذه التجربة الأولى لها بعيدا عن بيتها لكننا وفي اليوم الرابع تلقينا اتصالا هاتفيا من إدارة المدرسة عند وقت الظهيرة وتحديدا نحو الساعة الثانية عشرة والنصف تعلمنا فيه بأن مريم قد ارتفعت حرارتها ومن الأفضل أن اذهب لأخذها وحاول الشخص المتصل أن يخفف عني هول القصة وأخبرني بأن الأمر بسيط وليس أكثر من ارتفاع حرارة فهرعت مسرعا باتجاه المدرسة بعد أن أخذت بعض الحبوب المخفضة للحرارة لكن وبعد أكثر من عشر دقائق وحينما كنت على الطريق تلقيت اتصالا اخر من المدرسة يخبرني فيه المتصل بأنهم قد طلبوا سيارة إسعاف فتوجهت مباشرة إلى طوارئ الأطفال في منطقة السد لأفاجأ بالمشهد الذي لم أكن أتوقعه على الإطلاق وأنا أعيش هول الصدمة حيث ابنتي في سيارة الإسعاف وهي غائبة عن الوعي تماما ولا تستطيع التنفس وحرارتها مرتفعة بشكل كبير وضغط الدم وصل حتى 40 وذلك في الوقت الذي خرجت فيه من البيت وهي لا تشكو من أي عارض صحي.
يضيف الوالد الذي ترتجف يداه أثناء سرده هذه الوقائع، إن هول الصدمة كان قويا وعنيفا وبدأت في محاولة تفكيك الألغاز إذ ما الذي أدى إلى هذا الوضع الخطير وما صدمني هنا بأن أحد العاملين في المدرسة أخذ يقول ان ابنتي لم تأت إلى المدرسة في هذا اليوم وهذا ما جعلني أعرف حقيقة ما جرى لكن في وقت متأخر حيث ان الوضع الصحي لمريم في تدهور مستمر خصوصا أنها لا تستطيع التنفس فتم تحويلها إلى العناية المركزة في مستشفى حمد العام وتم إجراء كل الطرق الممكنة لانقاذها من قبل الكادر الطبي المشرف والذي أبدى تعاونا كبيرا مع حالة مريم.
ويضيف الوالد الذي ما برح يعيش الصدمة التي بدأ بفك رموزها الغامضة: بعد أكثر من يومين قضتها مريم في غيبوبة كاملة تمكنت أخيرا من فتح عينيها والتكلم بصعوبة كبيرة بعد هلوسة شديدة بسبب ارتفاع درجة حرارتها وصعوبة التنفس إذ أن أجهزة التنفس الصناعي لا تزال على فمها وتشير خلال حديثها إلى أنها بقيت في باص المدرسة إذ يبدو أنها كانت نائمة لتستيقظ بعد أن نزل كل من كان في الباص بمن فيهم السائق بعد رحلة طويلة وتجد نفسها وحيدة في درجة الحرارة العالية الموجودة في الباص نتيجة إغلاق كل نوافذه وهي تصرخ وتنادي من يخرجها من الباص لكن بدون أن يسمعها أحد وعندما أراد سائق الباص في فترة الظهيرة أن يعيد الطلاب إلى بيوتهم فوجئ بوجود مريم ملقاة على الأرض غائبة عن الوعي وعوضا عن الاتصال بالإسعاف مباشرة ادخلوها إلى مقر المدرسة ليحاول المشرفون في الداخل ايقاظها حيث اتصلوا بي في هذه اللحظات ولم يخطر في بالهم الاتصال بالإسعاف إلا بعد الاستعانة بممرضة قريبة من المدرسة أخبرتهم بضرورة الاتصال بالإسعاف ونقلها إلى المستشفى بأقصى سرعة.
و في التقرير الطبي الصادر عن مستشفى حمد يأتي تشخيص حالة الطفلة مريم بأنها أدخلت إلى العناية المركزة للأطفال نتيجة لاصابتها بانهاك حراري أدى إلى حمى وتشنجات وقد احتاجت لتنفس صناعي عن طريق جهاز التنفس الصناعي لمدة يومين ولا تزال مريم موجودة في العناية المركزة لاستكمال العلاج حتى بعد تاريخ صدور التقرير في العاشر من الشهر الجاري.
ينهي والد الطفلة مريم حديثه متمنيا من المجلس الأعلى للتعليم متابعة الموضوع عن قرب وأن تكون هناك متابعة لمجموعة المعايير والمواصفات التي يجب أن تتوافر لدى المدارس لاسيما السيارات التي تنقل الطلاب والتي من الضروري أن يكون فيها معاون للسائق يشرف على الطلاب ويتفقد أحوالهم حيث يقول والد مريم: أخشى أن تتكرر هذه القصة مع أي طفل آخر أو مع أي أب أو أم لأن العيش تحت وطأة هذه التجربة مريرة وبالتالي لابد من محاسبة المتسببين فى هذه الحادثة نتيجة لاهمالهم خصوصا أننا نأتمن المدارس على أولادنا وفلذات أكبادنا.
والد الطفلة يطالب المجلس الأعلى للتعليم بمتابعة الموضوع ومحاسبة المتسببين
عدم وجود مشرف يكشف قلة الاهتمام من قبل إدارة المدرسة
مؤيد اسكيف
لم تكن الطفلة مريم التي لم تبلغ ربيعها الرابع بعد تعتقد بأنها سوف تكون أسيرة في باص المدرسة لأن فرحتها الكبيرة بزيها المدرسي الجديد وبأصدقائها الجدد وبحقيبتها الصغيرة عصية على الوصف بحسب ما قاله والدها لكن اهمال الكادر العامل في المدرسة أدى إلى نسيان الطفلة مريم داخل الباص لتبقى وحيدة طيلة النهار الدراسي تصارع أشعة الشمس الحارقة وهي تستجدي إطلاق سراحها من هذا السجن لتسقط أرضا في نهاية المطاف غائبة عن الوعي وفي حالة انهيار كامل ولا يتم اكتشاف أمرها إلا بعد ساعات من تجربة الوحدة المريرة أثناء عودة الباص ثانية لتوصيل الطلاب إلى بيوتهم وفي التفاصيل يقول والد الطفلة الذي يغلب الألم على بحة صوته الخافت لتفيض الدموع في عينيه كلما تحدث عن حالة ابنته وقصتها منذ البداية: إن مريم ابنتنا الوحيدة التي وهبنا إياها الله وفرحنا كثيرا أثناء شرائنا لها احتياجاتها المدرسية خصوصا زيها المدرسي الذي أحبته وأرادت أن تلبسه كل الوقت لشدة إعجابها به وكانت في منتهى الحماس لخوض هذه التجربة وبدأنا البحث لها عن الحضانة المناسبة إلى أن توصلنا إلى حضانة تابعة لإحدى مدارس الجاليات وبعد أن تأكدنا من توافر كل ما هو ضروري للأطفال وسجلنا في الباص لأخذ الطفلة من البيت يوميا لكننا لم نعرف بأن هذا الباص يتبع خط سير طويلا إذ أن بيتنا يقع في " فريج كليب " ويتجه الباص بعد ذلك إلى معيذر لايصال الطلاب إلى هناك ثم يعود باتجاه الدوحة لايصال طلاب مرحلة الحضانة.
وفي الأيام الثلاثة الأولى كانت فرحة ابنتي مريم كبيرة بالمدرسة تحدثني عن أصدقائها الجدد وعن حياتها الجديدة وكنا فرحين بها جدا لهذه التجربة الأولى لها بعيدا عن بيتها لكننا وفي اليوم الرابع تلقينا اتصالا هاتفيا من إدارة المدرسة عند وقت الظهيرة وتحديدا نحو الساعة الثانية عشرة والنصف تعلمنا فيه بأن مريم قد ارتفعت حرارتها ومن الأفضل أن اذهب لأخذها وحاول الشخص المتصل أن يخفف عني هول القصة وأخبرني بأن الأمر بسيط وليس أكثر من ارتفاع حرارة فهرعت مسرعا باتجاه المدرسة بعد أن أخذت بعض الحبوب المخفضة للحرارة لكن وبعد أكثر من عشر دقائق وحينما كنت على الطريق تلقيت اتصالا اخر من المدرسة يخبرني فيه المتصل بأنهم قد طلبوا سيارة إسعاف فتوجهت مباشرة إلى طوارئ الأطفال في منطقة السد لأفاجأ بالمشهد الذي لم أكن أتوقعه على الإطلاق وأنا أعيش هول الصدمة حيث ابنتي في سيارة الإسعاف وهي غائبة عن الوعي تماما ولا تستطيع التنفس وحرارتها مرتفعة بشكل كبير وضغط الدم وصل حتى 40 وذلك في الوقت الذي خرجت فيه من البيت وهي لا تشكو من أي عارض صحي.
يضيف الوالد الذي ترتجف يداه أثناء سرده هذه الوقائع، إن هول الصدمة كان قويا وعنيفا وبدأت في محاولة تفكيك الألغاز إذ ما الذي أدى إلى هذا الوضع الخطير وما صدمني هنا بأن أحد العاملين في المدرسة أخذ يقول ان ابنتي لم تأت إلى المدرسة في هذا اليوم وهذا ما جعلني أعرف حقيقة ما جرى لكن في وقت متأخر حيث ان الوضع الصحي لمريم في تدهور مستمر خصوصا أنها لا تستطيع التنفس فتم تحويلها إلى العناية المركزة في مستشفى حمد العام وتم إجراء كل الطرق الممكنة لانقاذها من قبل الكادر الطبي المشرف والذي أبدى تعاونا كبيرا مع حالة مريم.
ويضيف الوالد الذي ما برح يعيش الصدمة التي بدأ بفك رموزها الغامضة: بعد أكثر من يومين قضتها مريم في غيبوبة كاملة تمكنت أخيرا من فتح عينيها والتكلم بصعوبة كبيرة بعد هلوسة شديدة بسبب ارتفاع درجة حرارتها وصعوبة التنفس إذ أن أجهزة التنفس الصناعي لا تزال على فمها وتشير خلال حديثها إلى أنها بقيت في باص المدرسة إذ يبدو أنها كانت نائمة لتستيقظ بعد أن نزل كل من كان في الباص بمن فيهم السائق بعد رحلة طويلة وتجد نفسها وحيدة في درجة الحرارة العالية الموجودة في الباص نتيجة إغلاق كل نوافذه وهي تصرخ وتنادي من يخرجها من الباص لكن بدون أن يسمعها أحد وعندما أراد سائق الباص في فترة الظهيرة أن يعيد الطلاب إلى بيوتهم فوجئ بوجود مريم ملقاة على الأرض غائبة عن الوعي وعوضا عن الاتصال بالإسعاف مباشرة ادخلوها إلى مقر المدرسة ليحاول المشرفون في الداخل ايقاظها حيث اتصلوا بي في هذه اللحظات ولم يخطر في بالهم الاتصال بالإسعاف إلا بعد الاستعانة بممرضة قريبة من المدرسة أخبرتهم بضرورة الاتصال بالإسعاف ونقلها إلى المستشفى بأقصى سرعة.
و في التقرير الطبي الصادر عن مستشفى حمد يأتي تشخيص حالة الطفلة مريم بأنها أدخلت إلى العناية المركزة للأطفال نتيجة لاصابتها بانهاك حراري أدى إلى حمى وتشنجات وقد احتاجت لتنفس صناعي عن طريق جهاز التنفس الصناعي لمدة يومين ولا تزال مريم موجودة في العناية المركزة لاستكمال العلاج حتى بعد تاريخ صدور التقرير في العاشر من الشهر الجاري.
ينهي والد الطفلة مريم حديثه متمنيا من المجلس الأعلى للتعليم متابعة الموضوع عن قرب وأن تكون هناك متابعة لمجموعة المعايير والمواصفات التي يجب أن تتوافر لدى المدارس لاسيما السيارات التي تنقل الطلاب والتي من الضروري أن يكون فيها معاون للسائق يشرف على الطلاب ويتفقد أحوالهم حيث يقول والد مريم: أخشى أن تتكرر هذه القصة مع أي طفل آخر أو مع أي أب أو أم لأن العيش تحت وطأة هذه التجربة مريرة وبالتالي لابد من محاسبة المتسببين فى هذه الحادثة نتيجة لاهمالهم خصوصا أننا نأتمن المدارس على أولادنا وفلذات أكبادنا.