ابو الاسهم
05-02-2006, 07:42 AM
الدوحة - موقع القرضاوي / 4- 2 - 2006
اقترح الداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي مجموعة خطوات عملية للمسلمين للرد على ما نشرته صحفية "جيلاندز بوستن" الدانمركية وصحف غربية أخرى من رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، أبرزها قيام الحكومات العربية والإسلامية بالضغط على الهيئات الدولية لسن قوانين تحمي المقدسات والأنبياء ومقاطعة حكومات الدول التي تصدر بها تلك الصحف سياسيا واقتصاديا حيث كان رد فعل أغلبها سلبيا تجاه الأزمة.
وفي خطبة الجمعة بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة أمس قال القرضاوي نطالب "بسن قوانين تحمي المقدسات والأنبياء".
وتابع "على حكومات الدول الإسلامية والعربية والشعوب الضغط على الهيئات الدولية لسن هذه القوانين، للحصول على اعتذار هذه الصحف، بل والسماح للمسلمين بالكتابة على صفحاتها لمدة شهر كامل للدفاع عن نبينا صلى الله عليه وسلم".
وأردف: "من واجبات الأمة حيال هذا الأمر أن يقوموا بمقاطعة بضائع كل من تجرأ على سب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن كل مال يذهب في هذه البضائع يذهب جزء منه إلى هؤلاء. وواجب الحكومات المقاطعة السياسية بسحب السفراء لدى الدنمرك، وإغلاق سفاراتها عندهم".
وأضاف أن: "على الأمة الإسلامية أن تغضب وتغار لدينها ولرسولها وأن تظهر أنها لا تقبل ذلك بحال من الأحوال".
واعتبر أن: "ذلك فرض عين على كل مسلم في أي مكان"، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين".
وفي السياق نفسه حذر الشيخ القرضاوي الحكومات العربية من الانفصال عن شعوبها في هذا الموقف بقوله "عليها أن تقف مع الشعوب في خندق واحد.. على المسلمين التكاتف والتماسك في وجه أعدائهم، وأن يثبتوا لهؤلاء أنهم من الممكن أن يردوا على الإساءة لنبيهم وكرامتهم".
أما بالنسبة للحكومات الغربية فقال: "إن عليهم أن يعرفوا أنهم بموقفهم المتخاذل أو المساند لهذا الجرائد أو حكوماتها إنما تصنع الإرهاب الذي تدعي أنها تحاربه، وإن لم تتحرك الحكومات فإن ذلك سيكون مدعاة للكثيرين بأن يقوموا بأنفسهم بالانتقام لنبيهم بأنفسهم، وهم بذلك يصنعون قاعدة جديدة للعنف".
كما دعا المسلمين "إلى عدم الخلط بين ما حدث وبين من يعيشون في بلادنا من النصارى".
واعتبر الدكتور يوسف القرضاوي أن ما قامت به الصحف الأوروبية من نشر رسوم مسيئة "من أفظع الجرائم التي لا تخص شخصا بعينه بل تمس كرامة وشرف وهيبة أكثر من مليار مسلم، وأن على هؤلاء أن يردوا بما يتناسب مع قوتهم العددية".
ورفض القرضاوي تبريرات البعض أن ما نشرته الصحف من قبيل حرية الرأي والتعبير قائلا "إن ذلك من قلة الأدب والذوق ولا يمكن أن نقبل لها أية تبريرات مهما كانت، وليس من الممكن أن يكون سب الناس بآبائهم وأمهاتهم من حرية الرأي ولا الديمقراطية".
وفيما يلي نص الخطبة :
كان المسلمون في الزمن الماضي لا يستطيع احد أن يمس لهم طرفا، أو يؤذيهم بكلمة لأن الأمة كانت امة، تستطيع أن تدافع عن نفسها، كانت تنصر بالرعب مسيرة شهر واستشهد: بلغ عمر بن عبدا لعزيز أن أسيرا مسلما أهين في بلاد الروم، فكتب إلي ملك الروم يقول له بلغني أن مسلما أهين عندكم، فإذا بلغك كتابي هذا فخل سبيله وإلا غزوتكم بجنود أولها عندكم وآخرها عندي، ولم يملك ملك الروم إلا أن أطلق سراح الأسير المسلم وذكر فضيلته قصة المرأة المشهورة التي لطمها رومي فقالت وهي في بلاد الروم: وامعتصماه ورد المعتصم حين بلغه صرختها: لبيك أختاه وجهز جيشا وكانت واقعة عمورية.
امة لا وزن لها
وأضاف هكذا كنا، وأصبحنا الآن يستهان بحرماتنا، تداس كرامتنا، كأننا أمة لا وزن لها، امة تبلغ مليارا وثلث مليار أو تزيد، تكاد تبلغ ربع العالم، لكنها أمة لا يهتم بها أحد، ولا يقيم أحد لها وزنا، تؤذي في مقدساتها، ومع ذلك كثيرا ما سكت، سدت أذنا من طين وأذنا من عجين، أهين القرآن وديس علي المصحف وفُعل مافعل، وسكتت الأمة إلي أن طفح الكيل وطغي الشيب وادلهم الليل وحاق الويل كل الويل، إلي أن أهين رسولنا محمد (صلي الله عليه وسلم) عيانا بيانا جهارا نهارا، كان ذلك في غرفات مغلقة، فالذين داسوا المصحف في جوانتناموا وغيرها لم يكن هناك أحد يراهم، أما أن يهان النبي محمد علنا وجهارا وفي الصحف، فهذا أمر لا يمكن أن تقبله الأمة بحال من الأحوال: هذه جريمة غير مسبوقة، لا نظير لها، جريمة كبري، تقاس الجريمة وعظمها بمقدار المساء إليه والمعتدي عليه، فمن يسيء إلي المعلم غير من يسيء إلي التلميذ، ومن يسيء إلي الشيخ غير من يسيء إلي الشاب، فكيف بأعظم شخصية بشرية في الوجود، بسيدنا محمد (صلي الله عليه وسلم) الذي ختم الله به النبيين وختم برسالته الرسالات، وبعثه ليتمم مكارم الأخلاق وأرسله رحمة للعالمين وحجة علي الناس أجمعين.
وتقاس الجريمة أيضا بمقدار من يتضرر بها، إنها ليست عائلة التي إذا أسيء لكبير العائلة أو إلي شيخ من شيوخ القبيلة تتضرر القبيلة.. هنا من المتضرر؟ إنها امة محمد (صلي الله عليه وسلم) عربها وعجمها، سنتها وشيعتها، في مشارقها ومغاربها.
قال: ما الباعث علي هذه الجريمة؟ وما الدافع إليها؟ إنها جريمة بلا مقدمات، بلا أسباب أراد رئيس تحرير الجريدة الدنمركية أن يستدعي الرسامين ليتخيلوا رسوما تخيلية لسيدنا محمد، تقاعس بعض الرسامين عن ذلك خشية أن يثير غضب المسلمين.
ومازالت الجريدة تحرض وتحرض حتى استجاب لها من استجاب، ونشرت اثني عشر رسما كلها في غاية الإسفاف، والتجريح لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، لا باعث ولا دافع، ولم يكن هناك سبب في الأجواء الدنمركية كذلك فالمسلمون علاقاتهم طيبة بالحكومات وبالمجتمع الدنمركي.. ما الذي يدفع إلا الاستهانة بهذه الأمة، امة من ورق، كأن أحدا لن يغضب من دوس هذه الحرمات بأقدامه...
غاية الإسفاف
ووصف الجريمة بأنها غير مبررة يقولون أنها حرية الرأي، وحرية التعبير عن الرأي هذا كذب، هذا افتراء: أي رأي هنا حتى نستطيع أن نناقشه ونحاجه بالرأي الآخر؟
ليس هناك رأي، حين يقابلك ويقول: لعن الله أباك، هل هناك رأي تستطيع أن ترد عليه؟ هذا اعتداء علني.. إن هذه الجريمة لايستطيع أن يدركها إلا من رأي هذه الرسوم.. كنت أظن أن الأمر هين حتى رأيت هذه الرسوم فُجن جنوني ونفد صبري وضاق صدري وثار غضبي.. إنها رسوم سيئة غاية في الإساءة، مسفة غاية الإسفاف.. لا يملك الحليم إلا أن يغضب إذا رأي هذه الرسوم، لاتبرير لهذا علي الإطلاق.. هذا سباب علني، لذلك من الكذب الصراح والقبيح أن يقال أنها حرية الرأي، إذا كانت الحرية أن تقابل الناس في الطريق وتسبهم وتسب آباءهم وأمهاتهم وتقول هذا رأيي أعبر عنه، فهذا ليس من حرية الرأي في كثير ولا قليل، هذا سوء أدب، قلة أدب، من سوء السلوك ومن قيم التعامل مع الآخر المرفوضة من الأعراف والأخلاق والأديان، ويرفضها كل إنسان عنده أدب أو ذوق.
وأكد قائلا: رغم أنها جريمة غير مبررة، فقد قبل المسلمون في الدنمرك أن تعتذر الجريدة عن هذا الأمر، وأبت الجريدة أن تعتذر وقالت هذا من حريتنا، طلب واحد وعشرون سفيرا إسلاميا وعربيا في الدنمرك أن يقابلوا رئيس الوزراء فأبي أن يقابلهم، وقال هذا شأن دنمركي يتعلق بحرية الصحافة ولا شأن لنا به، لو أنهم في أول الأمر وقفوا في منتصف الطريق وقالوا: لا نقصد الاساءة ونحن نأسف لهذا وقبل لقاء السفراء لانتهي الأمر، لكنهم اصروا علي الحنث العظيم.. وكانت النتيجة انه بعد شهرين نشرت صحيفة نرويجية مرة أخري، وبذلك اشتعلت النار من جديد..
وكان الناس قد نسوا قضية الدنمارك، فاعادتها هذه الصحيفة.. هنا رأي الاخوة في الدنمارك ان يعرضوا القضية علي أمتهم كلها، الأمر ليس امرهم، ان نبينا محمدا ليس ملكهم ان الاسلام ليس دينهم وحدهم، ولذلك اقول انها جريمة كبري.
وقال: ثم ان هذه الجريدة سنت سُنة سيئة عليها وزرها ووزر من عمل بها للصحف الأوروبية، فاصبحت صحف اوروبا تتنافس فيما بينها لاعادة نشر هذه الصور تضامناً مع الصحيفة الدنماركية، فنشرت صحيفة سويسرية وهولندية وايطالية والمانية.
وأسبانية وفرنسية، وال ب ب سي في لندن، كل هذه نشرت الصور، حتي الفرنسية يملكها رجل قبطي مصري من رجال الأعمال، معروف رامي لكح لكن الرجل قال لا أعلم بهذا وأقال رئيس تحرير الصحيفة وقال لا أقبل بهذا أبدا، وقيل لي ان وزارة الخارجية الفرنسية اعتذرت عما نشر في تلك الصحيفة.. فان كان هذا صحيحا فنحن نبريء فرنسا.. اما الدول الأوروبية الأخري فسيكون لنا موقف منها اذا لم تقف مثل موقف فرنسا، اذا لم تتبرأ من فعل صحفها.
اقترح الداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي مجموعة خطوات عملية للمسلمين للرد على ما نشرته صحفية "جيلاندز بوستن" الدانمركية وصحف غربية أخرى من رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، أبرزها قيام الحكومات العربية والإسلامية بالضغط على الهيئات الدولية لسن قوانين تحمي المقدسات والأنبياء ومقاطعة حكومات الدول التي تصدر بها تلك الصحف سياسيا واقتصاديا حيث كان رد فعل أغلبها سلبيا تجاه الأزمة.
وفي خطبة الجمعة بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة أمس قال القرضاوي نطالب "بسن قوانين تحمي المقدسات والأنبياء".
وتابع "على حكومات الدول الإسلامية والعربية والشعوب الضغط على الهيئات الدولية لسن هذه القوانين، للحصول على اعتذار هذه الصحف، بل والسماح للمسلمين بالكتابة على صفحاتها لمدة شهر كامل للدفاع عن نبينا صلى الله عليه وسلم".
وأردف: "من واجبات الأمة حيال هذا الأمر أن يقوموا بمقاطعة بضائع كل من تجرأ على سب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن كل مال يذهب في هذه البضائع يذهب جزء منه إلى هؤلاء. وواجب الحكومات المقاطعة السياسية بسحب السفراء لدى الدنمرك، وإغلاق سفاراتها عندهم".
وأضاف أن: "على الأمة الإسلامية أن تغضب وتغار لدينها ولرسولها وأن تظهر أنها لا تقبل ذلك بحال من الأحوال".
واعتبر أن: "ذلك فرض عين على كل مسلم في أي مكان"، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين".
وفي السياق نفسه حذر الشيخ القرضاوي الحكومات العربية من الانفصال عن شعوبها في هذا الموقف بقوله "عليها أن تقف مع الشعوب في خندق واحد.. على المسلمين التكاتف والتماسك في وجه أعدائهم، وأن يثبتوا لهؤلاء أنهم من الممكن أن يردوا على الإساءة لنبيهم وكرامتهم".
أما بالنسبة للحكومات الغربية فقال: "إن عليهم أن يعرفوا أنهم بموقفهم المتخاذل أو المساند لهذا الجرائد أو حكوماتها إنما تصنع الإرهاب الذي تدعي أنها تحاربه، وإن لم تتحرك الحكومات فإن ذلك سيكون مدعاة للكثيرين بأن يقوموا بأنفسهم بالانتقام لنبيهم بأنفسهم، وهم بذلك يصنعون قاعدة جديدة للعنف".
كما دعا المسلمين "إلى عدم الخلط بين ما حدث وبين من يعيشون في بلادنا من النصارى".
واعتبر الدكتور يوسف القرضاوي أن ما قامت به الصحف الأوروبية من نشر رسوم مسيئة "من أفظع الجرائم التي لا تخص شخصا بعينه بل تمس كرامة وشرف وهيبة أكثر من مليار مسلم، وأن على هؤلاء أن يردوا بما يتناسب مع قوتهم العددية".
ورفض القرضاوي تبريرات البعض أن ما نشرته الصحف من قبيل حرية الرأي والتعبير قائلا "إن ذلك من قلة الأدب والذوق ولا يمكن أن نقبل لها أية تبريرات مهما كانت، وليس من الممكن أن يكون سب الناس بآبائهم وأمهاتهم من حرية الرأي ولا الديمقراطية".
وفيما يلي نص الخطبة :
كان المسلمون في الزمن الماضي لا يستطيع احد أن يمس لهم طرفا، أو يؤذيهم بكلمة لأن الأمة كانت امة، تستطيع أن تدافع عن نفسها، كانت تنصر بالرعب مسيرة شهر واستشهد: بلغ عمر بن عبدا لعزيز أن أسيرا مسلما أهين في بلاد الروم، فكتب إلي ملك الروم يقول له بلغني أن مسلما أهين عندكم، فإذا بلغك كتابي هذا فخل سبيله وإلا غزوتكم بجنود أولها عندكم وآخرها عندي، ولم يملك ملك الروم إلا أن أطلق سراح الأسير المسلم وذكر فضيلته قصة المرأة المشهورة التي لطمها رومي فقالت وهي في بلاد الروم: وامعتصماه ورد المعتصم حين بلغه صرختها: لبيك أختاه وجهز جيشا وكانت واقعة عمورية.
امة لا وزن لها
وأضاف هكذا كنا، وأصبحنا الآن يستهان بحرماتنا، تداس كرامتنا، كأننا أمة لا وزن لها، امة تبلغ مليارا وثلث مليار أو تزيد، تكاد تبلغ ربع العالم، لكنها أمة لا يهتم بها أحد، ولا يقيم أحد لها وزنا، تؤذي في مقدساتها، ومع ذلك كثيرا ما سكت، سدت أذنا من طين وأذنا من عجين، أهين القرآن وديس علي المصحف وفُعل مافعل، وسكتت الأمة إلي أن طفح الكيل وطغي الشيب وادلهم الليل وحاق الويل كل الويل، إلي أن أهين رسولنا محمد (صلي الله عليه وسلم) عيانا بيانا جهارا نهارا، كان ذلك في غرفات مغلقة، فالذين داسوا المصحف في جوانتناموا وغيرها لم يكن هناك أحد يراهم، أما أن يهان النبي محمد علنا وجهارا وفي الصحف، فهذا أمر لا يمكن أن تقبله الأمة بحال من الأحوال: هذه جريمة غير مسبوقة، لا نظير لها، جريمة كبري، تقاس الجريمة وعظمها بمقدار المساء إليه والمعتدي عليه، فمن يسيء إلي المعلم غير من يسيء إلي التلميذ، ومن يسيء إلي الشيخ غير من يسيء إلي الشاب، فكيف بأعظم شخصية بشرية في الوجود، بسيدنا محمد (صلي الله عليه وسلم) الذي ختم الله به النبيين وختم برسالته الرسالات، وبعثه ليتمم مكارم الأخلاق وأرسله رحمة للعالمين وحجة علي الناس أجمعين.
وتقاس الجريمة أيضا بمقدار من يتضرر بها، إنها ليست عائلة التي إذا أسيء لكبير العائلة أو إلي شيخ من شيوخ القبيلة تتضرر القبيلة.. هنا من المتضرر؟ إنها امة محمد (صلي الله عليه وسلم) عربها وعجمها، سنتها وشيعتها، في مشارقها ومغاربها.
قال: ما الباعث علي هذه الجريمة؟ وما الدافع إليها؟ إنها جريمة بلا مقدمات، بلا أسباب أراد رئيس تحرير الجريدة الدنمركية أن يستدعي الرسامين ليتخيلوا رسوما تخيلية لسيدنا محمد، تقاعس بعض الرسامين عن ذلك خشية أن يثير غضب المسلمين.
ومازالت الجريدة تحرض وتحرض حتى استجاب لها من استجاب، ونشرت اثني عشر رسما كلها في غاية الإسفاف، والتجريح لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، لا باعث ولا دافع، ولم يكن هناك سبب في الأجواء الدنمركية كذلك فالمسلمون علاقاتهم طيبة بالحكومات وبالمجتمع الدنمركي.. ما الذي يدفع إلا الاستهانة بهذه الأمة، امة من ورق، كأن أحدا لن يغضب من دوس هذه الحرمات بأقدامه...
غاية الإسفاف
ووصف الجريمة بأنها غير مبررة يقولون أنها حرية الرأي، وحرية التعبير عن الرأي هذا كذب، هذا افتراء: أي رأي هنا حتى نستطيع أن نناقشه ونحاجه بالرأي الآخر؟
ليس هناك رأي، حين يقابلك ويقول: لعن الله أباك، هل هناك رأي تستطيع أن ترد عليه؟ هذا اعتداء علني.. إن هذه الجريمة لايستطيع أن يدركها إلا من رأي هذه الرسوم.. كنت أظن أن الأمر هين حتى رأيت هذه الرسوم فُجن جنوني ونفد صبري وضاق صدري وثار غضبي.. إنها رسوم سيئة غاية في الإساءة، مسفة غاية الإسفاف.. لا يملك الحليم إلا أن يغضب إذا رأي هذه الرسوم، لاتبرير لهذا علي الإطلاق.. هذا سباب علني، لذلك من الكذب الصراح والقبيح أن يقال أنها حرية الرأي، إذا كانت الحرية أن تقابل الناس في الطريق وتسبهم وتسب آباءهم وأمهاتهم وتقول هذا رأيي أعبر عنه، فهذا ليس من حرية الرأي في كثير ولا قليل، هذا سوء أدب، قلة أدب، من سوء السلوك ومن قيم التعامل مع الآخر المرفوضة من الأعراف والأخلاق والأديان، ويرفضها كل إنسان عنده أدب أو ذوق.
وأكد قائلا: رغم أنها جريمة غير مبررة، فقد قبل المسلمون في الدنمرك أن تعتذر الجريدة عن هذا الأمر، وأبت الجريدة أن تعتذر وقالت هذا من حريتنا، طلب واحد وعشرون سفيرا إسلاميا وعربيا في الدنمرك أن يقابلوا رئيس الوزراء فأبي أن يقابلهم، وقال هذا شأن دنمركي يتعلق بحرية الصحافة ولا شأن لنا به، لو أنهم في أول الأمر وقفوا في منتصف الطريق وقالوا: لا نقصد الاساءة ونحن نأسف لهذا وقبل لقاء السفراء لانتهي الأمر، لكنهم اصروا علي الحنث العظيم.. وكانت النتيجة انه بعد شهرين نشرت صحيفة نرويجية مرة أخري، وبذلك اشتعلت النار من جديد..
وكان الناس قد نسوا قضية الدنمارك، فاعادتها هذه الصحيفة.. هنا رأي الاخوة في الدنمارك ان يعرضوا القضية علي أمتهم كلها، الأمر ليس امرهم، ان نبينا محمدا ليس ملكهم ان الاسلام ليس دينهم وحدهم، ولذلك اقول انها جريمة كبري.
وقال: ثم ان هذه الجريدة سنت سُنة سيئة عليها وزرها ووزر من عمل بها للصحف الأوروبية، فاصبحت صحف اوروبا تتنافس فيما بينها لاعادة نشر هذه الصور تضامناً مع الصحيفة الدنماركية، فنشرت صحيفة سويسرية وهولندية وايطالية والمانية.
وأسبانية وفرنسية، وال ب ب سي في لندن، كل هذه نشرت الصور، حتي الفرنسية يملكها رجل قبطي مصري من رجال الأعمال، معروف رامي لكح لكن الرجل قال لا أعلم بهذا وأقال رئيس تحرير الصحيفة وقال لا أقبل بهذا أبدا، وقيل لي ان وزارة الخارجية الفرنسية اعتذرت عما نشر في تلك الصحيفة.. فان كان هذا صحيحا فنحن نبريء فرنسا.. اما الدول الأوروبية الأخري فسيكون لنا موقف منها اذا لم تقف مثل موقف فرنسا، اذا لم تتبرأ من فعل صحفها.