عبدالله العذبة
15-10-2009, 09:35 AM
http://www.alarab.com.qa/admin/articles/images/39635693_14100997078.jpg
رئيس جامعة قطر في حوار خاص لـ «العرب»:
المعارضون لتطوير الجامعة يحتاجون وقتاً لفهم التغيير
حاورها - إسماعيل طلاي
دافعت الدكتورة شيخة المسند رئيس جامعة قطر بشدة عن عملية التطوير التي تقوم بها منذ توليها منصبها عام 2003، معتبرة أن دراسة معهد «راند قطر للسياسات» وحديثه عن وجود «روح جديدة في جامعة قطر»، يعكس نجاح عملية التطوير، وأنها ستمضي فيها.
ورفضت المسند في حوار خاص لـ «العرب» أمس التشكيك في مصداقية معهد راند، قائلة إن معهد مستقل وله سمعة عالمية لن يقبل المساس بها لأجل جامعة قطر، مشيرة إلى أن وجود رافضين للإصلاحات التي تقوم بها أمر طبيعي ومتوقع منذ البداية وسيستمر، وهم يحتاجون وقتا لتفهم التغيير وتقبله.
واعتبرت أن جامعة قطر رغم كل ما يقال عنها فإنها في مقدمة الجامعات العربية، وأنها ستمضي في التغيير لتحقيق رغبة سمو الأمير في أن تكون الجامعة الحكومية من أقوى الجامعات في المنطقة، وهي لا تشك في أنها فعلا من أقوى الجامعات العربية حاليا، على حد قولها.
قدم معهد «راند قطر للسياسات» دراسة أكد فيها أن جامعة قطر حققت 35 نقطة من أصل 45 المطلوبة للتطوير، وأثنى المعهد على ما وصفه بـ «بث روح جديدة في الجامعة»، فما تعليقك؟
● دراسة معهد «راند قطر للسياسات» عبارة عن دراسة مستقلة حول مشروع تطوير الجامعة، ونحن طبعا سعداء جدا بما ورد في الدراسة، كونها صادرة عن مؤسسة عالمية معروفة بقوانينها ومستواها ومعاييرها، فأن يقيّم المعهد مشروع جامعة قطر بهذه الطريقة الإيجابية، فبالتأكيد هذا يسعدنا في الجامعة ويزيدنا حماساً لنعمل أكثر من أجل تحقيق المزيد.
هناك من قلل من قيمة «شهادة» معهد «راند»، مستدلين بميول المعهد وولائه، بل وانتقدوا حتى مصداقية وجدوى عملية التطوير التي قمت بها على أرض الواقع، ويرون أن الجامعة لم تحقق تقدما ملحوظا، فما قولك؟
● معهد «راند» له سمعة عالمية، وعمل الكثير في مجال التعليم، وليس في قطر فقط، بل حتى في أوروبا وآسيا وأميركا، ونحن نأخذ من الآخرين ما هو مفيد لنا. ومؤسسة «راند» لها اسمها العالمي، ولا يمكن أن تعرض هذا الاسم أو هذه المصداقية لأدنى درجة من الشك لأجل جامعة قطر.
فالمصداقية بالنسبة لهذه المؤسسة البحثية العالمية هي الأولوية الأساسية، فلا يمكنهم أن ينشروا شيئا يجانب أو يمس مصداقية المعهد.
التقرير يقول إنك استعنت بعدد من القيادات الشابة من هيئة التدريس لقيادة عملية التطور، ممن يدعمون عملية التغيير، على أمل أن يعودوا لهيئة التدريس مستقبلا، بدلا من محاولة ضم هيئة التدريس بالكامل، فبما تفسرين هذا الخيار؟
● عادة في أي مشروع تغيير في العالم، وخاصة حين يكون مشروعا يحمل تغييرا كبيرا وجذريا، لا بد أن تختار قياديين لهذا التغيير، ولا بد أن تتوفر فيهم الرؤية والمهارة، وطريقة التفكير التي تجعلهم فعلا قادرين على تحقيق الهدف. فما قامت به الجامعة تقوم به أية مؤسسة تبحث عن إحداث تغيير فعلي، إذ يجب أن يكون قادة التغيير قادرين على إنجاح التغيير.
جاء في الدراسة أن «التطوير السريع أدى إلى خلق نوع من الالتباس والتشويش لدى من يقاومون التغيير»، فهل تعرضت فعلا لحملة تشويش منذ أن باشرت عملية التطوير والإصلاحات؟
● طبعا، أكيد أن أية عملية تغيير في العالم وليس في الجامعة فقط، وجامعة قطر ليست استثناء، دوما هناك أشخاص يخافون من التغيير، ويحتاجون لوقت أطول لفهم التغيير، ويكون لهم موقف غير مؤيد للتغيير، فهذا أمر طبيعي بالتأكيد، بل إنه كان متوقعا من البداية أن يوجد هؤلاء.
نحن نعرف أن الانتقادات ستظل متواصلة وهذا أمر طبيعي.
استلمت رئاسة الجامعة عام 2003، وأنيطت بك مهمة تطويرها ضمن مخطط لتطوير دولة قطر، فهل تعتقدين اليوم أن خطط وبرامج التطوير التي وضعتها ناجعة؟
● نعم والحمد لله بكل تأكيد، لكن مازالت هناك أشياء كثيرة نطمح للقيام بها.
هل ما تبقى من عملية التطوير والإصلاحات هو الأصعب، أم أن أهم الإصلاحات قد تمت؟
● والله، في رأيي أن ما تم إنجازه هو مرحلة صعبة، لكن أحب أن أضيف نقطة مهمة، هي أنه لولا دعم سمو الأمير، وسمو الشيخ تميم، وهذا كلام نابع من القلب، لم يكن ممكنا لجامعة قطر أن تتطور، لأن إحساسنا بوجود هذا الدعم المستمر لنا أعطانا قوة للدفع باتجاه التغيير، فهذه كلمة حق يجب أن تقال.
ما دمت تتحدثين عن الدعم، ورد في التقرير أن الرهان المستقبلي لجامعة قطر هو مدى قدرتها على الاستمرار في عملية التغيير مع الحفاظ على استقلاليتها في ظل حاجة الجامعة للدعم المادي للحكومة، فكيف يمكنكم النجاح في تحقيق هذه المعادلة؟
● طبعا استقلالية الجامعة قضية مصيرية. وأية جامعة في العالم تريد أن تتطور لا بد أن تكون لها استقلاليتها.
والحمد لله، فالقانون الأميري الذي نص على إنشاء الجامعة، نص على استقلاليتها منذ سنة 1973.
فالاستقلالية أمر مصيري وحيوي، ولا يمكن لأية جامعة أن تستغني عنها.
وعلى الجامعة من الآن، وإلى أبد الدهر، أن تحافظ على الاستقلالية ولا تفرط فيها، لأن الاستقلالية تمنح لها فرصة إدارة شؤونها بما يتناسب مع الاستراتيجية والرؤية التي وضعت لهذه الجامعة.
ونحن مطمئنون في ظل وجود سمو الأمير ورؤيته ونظرته الحكيمة للأمور وللمستقبل، فإن جامعة قطر لن تكون في أي وضع تشعر فيه أن استقلاليتها مهددة أو أنها ستخسرها.
أية جامعة عالمية عندما تقوم بإصلاحات وتطوير تهدف مثلا إلى تبوء مرتبة متقدمة بين الجامعات العالمية أو الحصول على شهادات تفوق من مراكز ومعاهد بحوث عالمية، فما الهدف الذي وضعته صلب عينيك لما باشرت عملية التطوير؟
● أن أحقق نظرة سمو الأمير في أن تصبح جامعة قطر واحدة من أفضل الجامعات في المنطقة. وهذه المسؤولية التي أعطيت لي، جعلتني أضع هدفا أطمح في أن أحققه، وهو الرهان على أن أكون فعلا على قدر المسؤولية التي كلفت بها، وأنجح في تحقيقها. هذا في حد ذاته هدفي، فهدف سمو الأمير هو هدفي في حد ذاته، وتحقيق هدفه هو تحقيق لهدفي.
لكن هناك من يرى أنك تقودين مشروعا يستنسخ مشاريع جامعات غربية قد لا تليق بالضرورة بجامعة وطنية يفترض أن تحافظ على هوية البلد، من قبيل الاعتماد على اللغة الإنجليزية كلغة لتعليم التخصصات، واشتراط التفوق فيها لدخول التخصص، على سبيل المثال لا الحصر؟
● هذا الكلام سمعناه كثيرا.. اللغة الإنجليزية أصبحت أداة في العالم كله، وتدرس في جميع الجامعات العربية وليس في قطر فقط، لأنها أصبحت ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها شئنا أم أبينا.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فالعلم ليس له جنسية، ولا دين، بل العلم بطبيعته ينتمي للبشرية كلها، وهو إنساني بطبيعته، فلا نريد أن نربط العلم والتطور العلمي بجنسية معينة أو بلغة معينة أو دين معين.
فتطور العلم هو تراكم لكل التراث والحضارة الإنسانية، بدءا من اليونان والرومان والمسلمين وغيرهم. وليس هناك شيء اسمه علم غربي أو علم إسلامي، فالعلم واحد، لأن العلم هو تراث للبشرية جميعا، وكل أمة أضافت شيئا لهذا العلم.
في النهاية، هل تشعرين أن دراسة معهد «راند» أنصفتك في وجه كل من انتقدوا نظرتك لتطوير جامعة قطر؟
● لا، أعتقد أن دراسة «راند» أنصفت جامعة قطر، وأنصفت العناصر الموجودة داخل الجامعة والتي عملت ليل نهار على تحقيق المستوى الذي وصلت إليه الجامعة، وأنصفت جميع من عمل على المشروع، وجميع من ساهم فيه.
وستمضين قدماً في التطوير رغم الأصوات الرافضة؟
● مثلما قلت لك، نحن لم نحقق ما حققناه لولا الدعم الذي حصلنا عليه من سمو الأمير. ووجود أشخاص مقاومين للمشروع من سنة الحياة، فلا بد أن يوجد هناك أشخاص يخافون من التغيير ويخشونه، ويخافون ما قد يأتي بعد التغيير من مسؤوليات وتبعات جديدة عليهم.
لكن مع مرور الوقت سيتعلم هؤلاء أن يتقبلوا التغيير، وخاصة لما يجدون أنه سيؤدي لمصلحتهم ومصلحة أبنائهم ومجتمعهم، فيتقبلونه. وأحيانا قد ينتهي بهم الأمر إلى عدم تقبل التغيير، وهذا جزء طبيعي من الحياة.
بالعكس، لو لم يكن هناك رافضون للتغيير لكان هذا أمرا غريبا!!
هل يمكن أن تصل جامعة قطر يوماً ما إلى مرتبة متقدمة بين الجامعات العالمية، مثل جامعة القاهرة، الوحيدة المصنفة في تريب أفضل الجامعات العالمية؟
● (تبدي علامات الفرحة والتفاؤل) إن شاء الله، هذا حلمي، لكن لا تنس أن هذه الجامعات المصنفة عالميا موجودة منذ مئات السنين، وليس بين يوم وليلة وصلت لهذه المكانة.
وأتمنى من كل قلبي أن نصل إلى ذلك يوما ما.
طيب وأين مكانة جامعة قطر عربياً؟
● أنا أعتقد أننا من أقوى الجامعات الموجودة في المنطقة العربية، وهذا لا يساورني بشأنه شك، وليس عندي أدنى تردد لأقوله لو تمت المقارنة على أسس علمية دقيقة. ونتمنى لجميع الجامعات العربية أن تكون متقدمة طبعا.
أليس هناك تصنيف عربي يعكس تقدم جامعة قطر؟
حتى الآن، ليس هناك أي تصنيف دقيق وعلمي مثلما هو في الغرب.
المصدر العرب الخميس 15-10-09
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=101453&issueNo=664&secId=16
رئيس جامعة قطر في حوار خاص لـ «العرب»:
المعارضون لتطوير الجامعة يحتاجون وقتاً لفهم التغيير
حاورها - إسماعيل طلاي
دافعت الدكتورة شيخة المسند رئيس جامعة قطر بشدة عن عملية التطوير التي تقوم بها منذ توليها منصبها عام 2003، معتبرة أن دراسة معهد «راند قطر للسياسات» وحديثه عن وجود «روح جديدة في جامعة قطر»، يعكس نجاح عملية التطوير، وأنها ستمضي فيها.
ورفضت المسند في حوار خاص لـ «العرب» أمس التشكيك في مصداقية معهد راند، قائلة إن معهد مستقل وله سمعة عالمية لن يقبل المساس بها لأجل جامعة قطر، مشيرة إلى أن وجود رافضين للإصلاحات التي تقوم بها أمر طبيعي ومتوقع منذ البداية وسيستمر، وهم يحتاجون وقتا لتفهم التغيير وتقبله.
واعتبرت أن جامعة قطر رغم كل ما يقال عنها فإنها في مقدمة الجامعات العربية، وأنها ستمضي في التغيير لتحقيق رغبة سمو الأمير في أن تكون الجامعة الحكومية من أقوى الجامعات في المنطقة، وهي لا تشك في أنها فعلا من أقوى الجامعات العربية حاليا، على حد قولها.
قدم معهد «راند قطر للسياسات» دراسة أكد فيها أن جامعة قطر حققت 35 نقطة من أصل 45 المطلوبة للتطوير، وأثنى المعهد على ما وصفه بـ «بث روح جديدة في الجامعة»، فما تعليقك؟
● دراسة معهد «راند قطر للسياسات» عبارة عن دراسة مستقلة حول مشروع تطوير الجامعة، ونحن طبعا سعداء جدا بما ورد في الدراسة، كونها صادرة عن مؤسسة عالمية معروفة بقوانينها ومستواها ومعاييرها، فأن يقيّم المعهد مشروع جامعة قطر بهذه الطريقة الإيجابية، فبالتأكيد هذا يسعدنا في الجامعة ويزيدنا حماساً لنعمل أكثر من أجل تحقيق المزيد.
هناك من قلل من قيمة «شهادة» معهد «راند»، مستدلين بميول المعهد وولائه، بل وانتقدوا حتى مصداقية وجدوى عملية التطوير التي قمت بها على أرض الواقع، ويرون أن الجامعة لم تحقق تقدما ملحوظا، فما قولك؟
● معهد «راند» له سمعة عالمية، وعمل الكثير في مجال التعليم، وليس في قطر فقط، بل حتى في أوروبا وآسيا وأميركا، ونحن نأخذ من الآخرين ما هو مفيد لنا. ومؤسسة «راند» لها اسمها العالمي، ولا يمكن أن تعرض هذا الاسم أو هذه المصداقية لأدنى درجة من الشك لأجل جامعة قطر.
فالمصداقية بالنسبة لهذه المؤسسة البحثية العالمية هي الأولوية الأساسية، فلا يمكنهم أن ينشروا شيئا يجانب أو يمس مصداقية المعهد.
التقرير يقول إنك استعنت بعدد من القيادات الشابة من هيئة التدريس لقيادة عملية التطور، ممن يدعمون عملية التغيير، على أمل أن يعودوا لهيئة التدريس مستقبلا، بدلا من محاولة ضم هيئة التدريس بالكامل، فبما تفسرين هذا الخيار؟
● عادة في أي مشروع تغيير في العالم، وخاصة حين يكون مشروعا يحمل تغييرا كبيرا وجذريا، لا بد أن تختار قياديين لهذا التغيير، ولا بد أن تتوفر فيهم الرؤية والمهارة، وطريقة التفكير التي تجعلهم فعلا قادرين على تحقيق الهدف. فما قامت به الجامعة تقوم به أية مؤسسة تبحث عن إحداث تغيير فعلي، إذ يجب أن يكون قادة التغيير قادرين على إنجاح التغيير.
جاء في الدراسة أن «التطوير السريع أدى إلى خلق نوع من الالتباس والتشويش لدى من يقاومون التغيير»، فهل تعرضت فعلا لحملة تشويش منذ أن باشرت عملية التطوير والإصلاحات؟
● طبعا، أكيد أن أية عملية تغيير في العالم وليس في الجامعة فقط، وجامعة قطر ليست استثناء، دوما هناك أشخاص يخافون من التغيير، ويحتاجون لوقت أطول لفهم التغيير، ويكون لهم موقف غير مؤيد للتغيير، فهذا أمر طبيعي بالتأكيد، بل إنه كان متوقعا من البداية أن يوجد هؤلاء.
نحن نعرف أن الانتقادات ستظل متواصلة وهذا أمر طبيعي.
استلمت رئاسة الجامعة عام 2003، وأنيطت بك مهمة تطويرها ضمن مخطط لتطوير دولة قطر، فهل تعتقدين اليوم أن خطط وبرامج التطوير التي وضعتها ناجعة؟
● نعم والحمد لله بكل تأكيد، لكن مازالت هناك أشياء كثيرة نطمح للقيام بها.
هل ما تبقى من عملية التطوير والإصلاحات هو الأصعب، أم أن أهم الإصلاحات قد تمت؟
● والله، في رأيي أن ما تم إنجازه هو مرحلة صعبة، لكن أحب أن أضيف نقطة مهمة، هي أنه لولا دعم سمو الأمير، وسمو الشيخ تميم، وهذا كلام نابع من القلب، لم يكن ممكنا لجامعة قطر أن تتطور، لأن إحساسنا بوجود هذا الدعم المستمر لنا أعطانا قوة للدفع باتجاه التغيير، فهذه كلمة حق يجب أن تقال.
ما دمت تتحدثين عن الدعم، ورد في التقرير أن الرهان المستقبلي لجامعة قطر هو مدى قدرتها على الاستمرار في عملية التغيير مع الحفاظ على استقلاليتها في ظل حاجة الجامعة للدعم المادي للحكومة، فكيف يمكنكم النجاح في تحقيق هذه المعادلة؟
● طبعا استقلالية الجامعة قضية مصيرية. وأية جامعة في العالم تريد أن تتطور لا بد أن تكون لها استقلاليتها.
والحمد لله، فالقانون الأميري الذي نص على إنشاء الجامعة، نص على استقلاليتها منذ سنة 1973.
فالاستقلالية أمر مصيري وحيوي، ولا يمكن لأية جامعة أن تستغني عنها.
وعلى الجامعة من الآن، وإلى أبد الدهر، أن تحافظ على الاستقلالية ولا تفرط فيها، لأن الاستقلالية تمنح لها فرصة إدارة شؤونها بما يتناسب مع الاستراتيجية والرؤية التي وضعت لهذه الجامعة.
ونحن مطمئنون في ظل وجود سمو الأمير ورؤيته ونظرته الحكيمة للأمور وللمستقبل، فإن جامعة قطر لن تكون في أي وضع تشعر فيه أن استقلاليتها مهددة أو أنها ستخسرها.
أية جامعة عالمية عندما تقوم بإصلاحات وتطوير تهدف مثلا إلى تبوء مرتبة متقدمة بين الجامعات العالمية أو الحصول على شهادات تفوق من مراكز ومعاهد بحوث عالمية، فما الهدف الذي وضعته صلب عينيك لما باشرت عملية التطوير؟
● أن أحقق نظرة سمو الأمير في أن تصبح جامعة قطر واحدة من أفضل الجامعات في المنطقة. وهذه المسؤولية التي أعطيت لي، جعلتني أضع هدفا أطمح في أن أحققه، وهو الرهان على أن أكون فعلا على قدر المسؤولية التي كلفت بها، وأنجح في تحقيقها. هذا في حد ذاته هدفي، فهدف سمو الأمير هو هدفي في حد ذاته، وتحقيق هدفه هو تحقيق لهدفي.
لكن هناك من يرى أنك تقودين مشروعا يستنسخ مشاريع جامعات غربية قد لا تليق بالضرورة بجامعة وطنية يفترض أن تحافظ على هوية البلد، من قبيل الاعتماد على اللغة الإنجليزية كلغة لتعليم التخصصات، واشتراط التفوق فيها لدخول التخصص، على سبيل المثال لا الحصر؟
● هذا الكلام سمعناه كثيرا.. اللغة الإنجليزية أصبحت أداة في العالم كله، وتدرس في جميع الجامعات العربية وليس في قطر فقط، لأنها أصبحت ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها شئنا أم أبينا.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فالعلم ليس له جنسية، ولا دين، بل العلم بطبيعته ينتمي للبشرية كلها، وهو إنساني بطبيعته، فلا نريد أن نربط العلم والتطور العلمي بجنسية معينة أو بلغة معينة أو دين معين.
فتطور العلم هو تراكم لكل التراث والحضارة الإنسانية، بدءا من اليونان والرومان والمسلمين وغيرهم. وليس هناك شيء اسمه علم غربي أو علم إسلامي، فالعلم واحد، لأن العلم هو تراث للبشرية جميعا، وكل أمة أضافت شيئا لهذا العلم.
في النهاية، هل تشعرين أن دراسة معهد «راند» أنصفتك في وجه كل من انتقدوا نظرتك لتطوير جامعة قطر؟
● لا، أعتقد أن دراسة «راند» أنصفت جامعة قطر، وأنصفت العناصر الموجودة داخل الجامعة والتي عملت ليل نهار على تحقيق المستوى الذي وصلت إليه الجامعة، وأنصفت جميع من عمل على المشروع، وجميع من ساهم فيه.
وستمضين قدماً في التطوير رغم الأصوات الرافضة؟
● مثلما قلت لك، نحن لم نحقق ما حققناه لولا الدعم الذي حصلنا عليه من سمو الأمير. ووجود أشخاص مقاومين للمشروع من سنة الحياة، فلا بد أن يوجد هناك أشخاص يخافون من التغيير ويخشونه، ويخافون ما قد يأتي بعد التغيير من مسؤوليات وتبعات جديدة عليهم.
لكن مع مرور الوقت سيتعلم هؤلاء أن يتقبلوا التغيير، وخاصة لما يجدون أنه سيؤدي لمصلحتهم ومصلحة أبنائهم ومجتمعهم، فيتقبلونه. وأحيانا قد ينتهي بهم الأمر إلى عدم تقبل التغيير، وهذا جزء طبيعي من الحياة.
بالعكس، لو لم يكن هناك رافضون للتغيير لكان هذا أمرا غريبا!!
هل يمكن أن تصل جامعة قطر يوماً ما إلى مرتبة متقدمة بين الجامعات العالمية، مثل جامعة القاهرة، الوحيدة المصنفة في تريب أفضل الجامعات العالمية؟
● (تبدي علامات الفرحة والتفاؤل) إن شاء الله، هذا حلمي، لكن لا تنس أن هذه الجامعات المصنفة عالميا موجودة منذ مئات السنين، وليس بين يوم وليلة وصلت لهذه المكانة.
وأتمنى من كل قلبي أن نصل إلى ذلك يوما ما.
طيب وأين مكانة جامعة قطر عربياً؟
● أنا أعتقد أننا من أقوى الجامعات الموجودة في المنطقة العربية، وهذا لا يساورني بشأنه شك، وليس عندي أدنى تردد لأقوله لو تمت المقارنة على أسس علمية دقيقة. ونتمنى لجميع الجامعات العربية أن تكون متقدمة طبعا.
أليس هناك تصنيف عربي يعكس تقدم جامعة قطر؟
حتى الآن، ليس هناك أي تصنيف دقيق وعلمي مثلما هو في الغرب.
المصدر العرب الخميس 15-10-09
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=101453&issueNo=664&secId=16