عبدالله العذبة
20-10-2009, 06:51 AM
تكريم علي بن ناصر النعيمي
قبل أسابيع ودعت قطر أحد أبنائها المخلصين والأوفياء.. انه الفقيد علي بن ناصر بن راشد الجفالي النعيمي — رحمه الله رحمة واسعة — والذي شغل في وقت سابق منصب وكيل وزارة العدل منذ سنة 1989 م..
هذه الشخصية المحبوبة من الجميع التي أعطت الكثير لهذا البلد في مجال العدل والمحاماة ولم تتوقف يوما واحدا من أجل قطر.. ولكن المرض الذي ألم بالفقيد لم يمهله طويلا فرحل عنا في فجر اليوم الثالث من أيام عيد الفطر الماضي.. فبكته القلوب قبل العيون وذرف عليه الجميع الدموع.
ولا يمكن لي أن أنسى الفترة الأخيرة قبل رحيله من خلال اتصالي الشخصي به.. حيث كان يؤمن بالله إيمانا يشوبه الرضا بقضاء الله وقدره في عباده وكان يردد دائما بأن كل إنسان في هذا الوجود لابد وأن يرحل من هذه الدنيا في يوم من الأيام ولا يبقى للشخص سوى سمعته التي تركها بين الناس.. وأذكر أنني التقيت به في أحد الأيام بمجلس الوجيه والأخ الكريم سالم بن بطي الجفالي النعيمي والمرض قد تمكن منه.. فكان قوي العزم والإرادة.. ويردد بعض الأشعار الفصيحة التي تتحدث عن الزهد والإيمان بالقضاء والقدر.. فطلب مني — رحمه الله — أن أبحث له عن قصيدة الإمام الشافعي التي مطلعها :
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
وحينها شعرت بأن الأجل يدنو منه شيئا فشيئا، وأنه لا مناص منه، وقد يحل به في أية لحظة.. وعلى الفور سعيت في البحث بمكتبتي الخاصة عن " ديوان الإمام الشافعي " فوجدت القصيدة كاملة وقمت بطباعتها وإرسالها له في بيته قبل دخوله المستشفى بأسابيع.
كما لا يمكن لي أن أنسى أيضا حضوره الدائم وحواراته الممتعة ذات الأفق الواسع التي كان يدور النقاش حولها في مجلس الدكتور الفاضل محمد كافود الذي أشبه مجلسه بالصالون الثقافي الأسبوعي.
وماذا بعد رحيل الفقيد؟؟.
إننا نقترح ونطالب من الجهات الرسمية في الدولة ومن خلال هذا المنبر بأن تقوم وزارة البلدية بإطلاق اسم علي بن ناصر النعيمي على أحد الشوارع في دولة قطر تكريما لهذه الشخصية المتميزة التي لبت النداء لخدمة هذا الوطن في شتى الظروف، فعلي بن ناصر يستحق هذا التكريم لتفانيه في خدمة وطنه بجانب إصداره لبعض المؤلفات العلمية المهمة في مجال القانون ومنها كتاب "أصول التحكيم وأحكامه" إلا أن المرض لم يمهله طويلا لإصدار بقية الكتب الأخرى التي أخبرني عنها بأنه ينوي إصدارها في المستقبل القريب هذا بجانب امتلاكه لمكتبة جامعة في الدراسات القانونية والتشريعية قد تكون فريدة من نوعها في مجال تخصصه كما أن الفقيد يعد موسوعة فكرية ليست متخصصة في القانون والمحاماة فقط بل شاملة في كل التخصصات والمجالات العلمية الأخرى وبخاصة السياسية منها ونتمنى من سعادة وزير البلدية أن يبادر الى تحقيق هذا المطلب الذي يجب أن يمنح لكل قطري أخلص لبلده وأفنى حياته من أجلها.
كما نقترح أيضا على سعادة وزير العدل أن يبادر بتكريم هذه الشخصية التي خدمت وزارة العدل وأعطت الكثير في مهنة المحاماة بجانب العمل كوكيل لوزارة العدل في فترة سابقة كان فيها الفقيد من النماذج الوطنية التي يحتذى بها وتفخر بها وزارته كما يفتخر بها كل قطري وقطرية في هذا الوطن الغالي علينا جميعا.
ولعل الكثير من أهل قطر قد سجل لمسات الوفاء للفقيد والتي سطرت عبر منبر صحيفة " الشرق " قبل أيام من خلال قصائد الرثاء أوالتحدث عن مناقبه وسيرته العطرة ومنها ما كتبه بعض أقاربه وأصدقائه الذين كانوا بالقرب منه حتى أواخر أيامه.. مثل شقيقه محمد بن ناصر الجفالي النعيمي، والأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم كافود، وهيفاء الباكر، وشريدة بن سعد الكعبي وغيرهم.. رحم الله الفقيد علي بن ناصر الجفالي النعيمي رحمة واسعة، وألهم أهله وأشقاءه وذويه الصبر والسلوان،"إنا لله وإنا إليه راجعون".
بقلم الدكتور / ربيعة بن صباح الكواري
أستاذ الإعلام المساعد- جامعة قـطـر
جريدة الشرق : لثلاثاء 20/10/2009 م
قبل أسابيع ودعت قطر أحد أبنائها المخلصين والأوفياء.. انه الفقيد علي بن ناصر بن راشد الجفالي النعيمي — رحمه الله رحمة واسعة — والذي شغل في وقت سابق منصب وكيل وزارة العدل منذ سنة 1989 م..
هذه الشخصية المحبوبة من الجميع التي أعطت الكثير لهذا البلد في مجال العدل والمحاماة ولم تتوقف يوما واحدا من أجل قطر.. ولكن المرض الذي ألم بالفقيد لم يمهله طويلا فرحل عنا في فجر اليوم الثالث من أيام عيد الفطر الماضي.. فبكته القلوب قبل العيون وذرف عليه الجميع الدموع.
ولا يمكن لي أن أنسى الفترة الأخيرة قبل رحيله من خلال اتصالي الشخصي به.. حيث كان يؤمن بالله إيمانا يشوبه الرضا بقضاء الله وقدره في عباده وكان يردد دائما بأن كل إنسان في هذا الوجود لابد وأن يرحل من هذه الدنيا في يوم من الأيام ولا يبقى للشخص سوى سمعته التي تركها بين الناس.. وأذكر أنني التقيت به في أحد الأيام بمجلس الوجيه والأخ الكريم سالم بن بطي الجفالي النعيمي والمرض قد تمكن منه.. فكان قوي العزم والإرادة.. ويردد بعض الأشعار الفصيحة التي تتحدث عن الزهد والإيمان بالقضاء والقدر.. فطلب مني — رحمه الله — أن أبحث له عن قصيدة الإمام الشافعي التي مطلعها :
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
وحينها شعرت بأن الأجل يدنو منه شيئا فشيئا، وأنه لا مناص منه، وقد يحل به في أية لحظة.. وعلى الفور سعيت في البحث بمكتبتي الخاصة عن " ديوان الإمام الشافعي " فوجدت القصيدة كاملة وقمت بطباعتها وإرسالها له في بيته قبل دخوله المستشفى بأسابيع.
كما لا يمكن لي أن أنسى أيضا حضوره الدائم وحواراته الممتعة ذات الأفق الواسع التي كان يدور النقاش حولها في مجلس الدكتور الفاضل محمد كافود الذي أشبه مجلسه بالصالون الثقافي الأسبوعي.
وماذا بعد رحيل الفقيد؟؟.
إننا نقترح ونطالب من الجهات الرسمية في الدولة ومن خلال هذا المنبر بأن تقوم وزارة البلدية بإطلاق اسم علي بن ناصر النعيمي على أحد الشوارع في دولة قطر تكريما لهذه الشخصية المتميزة التي لبت النداء لخدمة هذا الوطن في شتى الظروف، فعلي بن ناصر يستحق هذا التكريم لتفانيه في خدمة وطنه بجانب إصداره لبعض المؤلفات العلمية المهمة في مجال القانون ومنها كتاب "أصول التحكيم وأحكامه" إلا أن المرض لم يمهله طويلا لإصدار بقية الكتب الأخرى التي أخبرني عنها بأنه ينوي إصدارها في المستقبل القريب هذا بجانب امتلاكه لمكتبة جامعة في الدراسات القانونية والتشريعية قد تكون فريدة من نوعها في مجال تخصصه كما أن الفقيد يعد موسوعة فكرية ليست متخصصة في القانون والمحاماة فقط بل شاملة في كل التخصصات والمجالات العلمية الأخرى وبخاصة السياسية منها ونتمنى من سعادة وزير البلدية أن يبادر الى تحقيق هذا المطلب الذي يجب أن يمنح لكل قطري أخلص لبلده وأفنى حياته من أجلها.
كما نقترح أيضا على سعادة وزير العدل أن يبادر بتكريم هذه الشخصية التي خدمت وزارة العدل وأعطت الكثير في مهنة المحاماة بجانب العمل كوكيل لوزارة العدل في فترة سابقة كان فيها الفقيد من النماذج الوطنية التي يحتذى بها وتفخر بها وزارته كما يفتخر بها كل قطري وقطرية في هذا الوطن الغالي علينا جميعا.
ولعل الكثير من أهل قطر قد سجل لمسات الوفاء للفقيد والتي سطرت عبر منبر صحيفة " الشرق " قبل أيام من خلال قصائد الرثاء أوالتحدث عن مناقبه وسيرته العطرة ومنها ما كتبه بعض أقاربه وأصدقائه الذين كانوا بالقرب منه حتى أواخر أيامه.. مثل شقيقه محمد بن ناصر الجفالي النعيمي، والأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم كافود، وهيفاء الباكر، وشريدة بن سعد الكعبي وغيرهم.. رحم الله الفقيد علي بن ناصر الجفالي النعيمي رحمة واسعة، وألهم أهله وأشقاءه وذويه الصبر والسلوان،"إنا لله وإنا إليه راجعون".
بقلم الدكتور / ربيعة بن صباح الكواري
أستاذ الإعلام المساعد- جامعة قـطـر
جريدة الشرق : لثلاثاء 20/10/2009 م