عاشق الشهادة
21-10-2009, 10:59 PM
حساب تطهير الذمم المالية
جمال زويد
هو حساب بنكي، جريء ونادر ،
استحدثته المملكة العربية السعودية فصدر الأمر السامي
رقم «5997م ب في 24/4/1426ه» بفتح حساب يسمى «حساب إبراء الذمة» يمكن للراغبين من المواطنين والمقيمين إيداع أي مبالغ حصلوا عليها من أموال الدولة وأخذت بغير وجه حق وعن طريق غير مشروع، ويشمل حتى ما نتج عن بيع عقار جرى الاستيلاء عليه من الدولة بطريقة غير مشروعة أو جرى تأجيره على الدولة بطريقة غير مشروعة أو كان المبلغ مبالغا فيه بطريقة غير مشروعة وغيرها من الصور التي لا تخفى من صور الفساد والسرقة والاختلاس والرشوة و... إلخ.
ويودعون فيه من دون أدني مسؤولية على المودع أو مساءلة ويعامل الحساب بسرية تامة. وكان مبلغ (5) آلاف جنيه أول مبلغ أُودع في هذا الحساب من قبل هذا المواطن المصري الشريف، صاحب الفكرة.
استمرّ هذا الحساب منذ ذلك الحين، أي حوالي أربع سنوات، وبلغ مجموع ما أودع فيه حتى شهر أغسطس من العام الحالي 2009م ما يقارب (162) مليون ريال. ويقوم البنك السعودي للتسليف والادخار - وهو الجهة التي أوكلت اليها مسؤولية إدارة هذا الحساب الجريء - باستخدام المبالغ المودعة فيه لمساعدة المواطنين من ذوي الدخل المحدود لأغراض اجتماعية كالزواج وترميم المنازل ومساعدة الأسر التي تواجه ظروفاً مالية صعبة في التغلب عليها حيث بلغ عدد القروض الممنوحة منه (6550) قرضاً حتى الآن.
ولا شك أنها فكرة جميلة ونبيلة الأهداف،
تدعو المقصرين الى تبرئة ذممهم وتتيح للحرامية والمختلسين و(الناهبين) والمتكسبين والمعتدين على المال العام فرصة التوبة وصحوة ضمائرهم وتطهير أموالهم وأملاكهم وحماية أنفسهم وأهاليهم و(ذراريهم) وصحتهم من نقمة المال الحرام وسوء عاقبته في الدنيا وتخفيف أحمالهم وأثقالهم وأوزارهم عند ملاقاة جبّار السموات والأرض في يوم الفصل في الحقوق، حيث ييسّر لهم هذا الحساب إعادة المبالغ إلى خزانة الدولة مستورين، وبلا (فضائح) ولا ملاحقات، اعتماداً على أن ما لا يدرك كله لا يترك كله، فحيث يصعب تحقيق الأمرين جميعا- إعادة المبالغ والملاحقة - فلا أقل من إعادة المبالغ، ولاسيما أن من أعاد هذا المبلغ غالباً ما يكون تائبا ونادما على ما اقترفه وأخذه بغير وجه حق. وبحسب تصريح سابق للسيد محمد الوهيبي أمين حساب إبراء الذمة كان أكبر مبلغ أودع في الحساب من شخص واحد هو (25) مليون ريال من المبلغ الإجمالي الذي تلقاه هذا الحساب.
وهذه دعوة لاستنساخ مثل هذا الحساب الفريد من نوعه عندنا، فلربما يمكننا الاستفادة من عوائده وإيداعاته في حلحلة كثير من المشكلات الاجتماعية والمعيشية التي نعانيها. قد يكون بنك الإسكان محلاّ مناسباً لإسناد إدارة الحساب المقترح فتفكّ هذه الأموال المتوقع رجوعها ضائقة عشرات الآلاف ممن شحّت وضاقت عليهم الأراضي بما رحبت، أو وضعه تحت تصرّف وزارة التنمية الاجتماعية فنسهم في رفع ذلّ علاوة الغلاء والمحافظة على كرامة مستحقيها. أيضاً وزارة الأشغال ستكون جهة ملائمة لاحتضان هذا الحساب خاصة بعد إعلانها عجوزات مليونية تمنعها من استكمال خططها في تطوير الطرق والشوارع وما سواها من مرافق البنية التحتية. أماكن عديدة تصلح للقيام بتولي مسؤولية حساب تطهير الذمم، المهم أن نبدأ فلعلنا نكتشف صحوة ضمير وتوبة وإنابة عارمة وفهم لوعيد الرسول صلى الله عليه وسلّم في الحديث الشريف: «إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به».
جمال زويد
هو حساب بنكي، جريء ونادر ،
استحدثته المملكة العربية السعودية فصدر الأمر السامي
رقم «5997م ب في 24/4/1426ه» بفتح حساب يسمى «حساب إبراء الذمة» يمكن للراغبين من المواطنين والمقيمين إيداع أي مبالغ حصلوا عليها من أموال الدولة وأخذت بغير وجه حق وعن طريق غير مشروع، ويشمل حتى ما نتج عن بيع عقار جرى الاستيلاء عليه من الدولة بطريقة غير مشروعة أو جرى تأجيره على الدولة بطريقة غير مشروعة أو كان المبلغ مبالغا فيه بطريقة غير مشروعة وغيرها من الصور التي لا تخفى من صور الفساد والسرقة والاختلاس والرشوة و... إلخ.
ويودعون فيه من دون أدني مسؤولية على المودع أو مساءلة ويعامل الحساب بسرية تامة. وكان مبلغ (5) آلاف جنيه أول مبلغ أُودع في هذا الحساب من قبل هذا المواطن المصري الشريف، صاحب الفكرة.
استمرّ هذا الحساب منذ ذلك الحين، أي حوالي أربع سنوات، وبلغ مجموع ما أودع فيه حتى شهر أغسطس من العام الحالي 2009م ما يقارب (162) مليون ريال. ويقوم البنك السعودي للتسليف والادخار - وهو الجهة التي أوكلت اليها مسؤولية إدارة هذا الحساب الجريء - باستخدام المبالغ المودعة فيه لمساعدة المواطنين من ذوي الدخل المحدود لأغراض اجتماعية كالزواج وترميم المنازل ومساعدة الأسر التي تواجه ظروفاً مالية صعبة في التغلب عليها حيث بلغ عدد القروض الممنوحة منه (6550) قرضاً حتى الآن.
ولا شك أنها فكرة جميلة ونبيلة الأهداف،
تدعو المقصرين الى تبرئة ذممهم وتتيح للحرامية والمختلسين و(الناهبين) والمتكسبين والمعتدين على المال العام فرصة التوبة وصحوة ضمائرهم وتطهير أموالهم وأملاكهم وحماية أنفسهم وأهاليهم و(ذراريهم) وصحتهم من نقمة المال الحرام وسوء عاقبته في الدنيا وتخفيف أحمالهم وأثقالهم وأوزارهم عند ملاقاة جبّار السموات والأرض في يوم الفصل في الحقوق، حيث ييسّر لهم هذا الحساب إعادة المبالغ إلى خزانة الدولة مستورين، وبلا (فضائح) ولا ملاحقات، اعتماداً على أن ما لا يدرك كله لا يترك كله، فحيث يصعب تحقيق الأمرين جميعا- إعادة المبالغ والملاحقة - فلا أقل من إعادة المبالغ، ولاسيما أن من أعاد هذا المبلغ غالباً ما يكون تائبا ونادما على ما اقترفه وأخذه بغير وجه حق. وبحسب تصريح سابق للسيد محمد الوهيبي أمين حساب إبراء الذمة كان أكبر مبلغ أودع في الحساب من شخص واحد هو (25) مليون ريال من المبلغ الإجمالي الذي تلقاه هذا الحساب.
وهذه دعوة لاستنساخ مثل هذا الحساب الفريد من نوعه عندنا، فلربما يمكننا الاستفادة من عوائده وإيداعاته في حلحلة كثير من المشكلات الاجتماعية والمعيشية التي نعانيها. قد يكون بنك الإسكان محلاّ مناسباً لإسناد إدارة الحساب المقترح فتفكّ هذه الأموال المتوقع رجوعها ضائقة عشرات الآلاف ممن شحّت وضاقت عليهم الأراضي بما رحبت، أو وضعه تحت تصرّف وزارة التنمية الاجتماعية فنسهم في رفع ذلّ علاوة الغلاء والمحافظة على كرامة مستحقيها. أيضاً وزارة الأشغال ستكون جهة ملائمة لاحتضان هذا الحساب خاصة بعد إعلانها عجوزات مليونية تمنعها من استكمال خططها في تطوير الطرق والشوارع وما سواها من مرافق البنية التحتية. أماكن عديدة تصلح للقيام بتولي مسؤولية حساب تطهير الذمم، المهم أن نبدأ فلعلنا نكتشف صحوة ضمير وتوبة وإنابة عارمة وفهم لوعيد الرسول صلى الله عليه وسلّم في الحديث الشريف: «إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به».