المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تونس تتجه لترفيع استثماراتها مع بريطانيا إلى 3 مليارات دولار



مغروور قطر
08-02-2006, 05:45 AM
تونس تتجه لترفيع استثماراتها مع بريطانيا إلى 3 مليارات دولار
تاريخ النشر: الأربعاء 8 فبراير 2006, تمام الساعة 02:30 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة



تونس ـ صالح عطية :

كشفت مصادر دبلوماسية بريطانية لـ «الشرق» أن محادثات تجري منذ فترة بين المسؤولين التونسيين ونظرائهم البريطانيين ومن المنتظر أن تسفر عن اتفاق يقضي بالترفيع في حجم الاستثمار المشترك إلى نحو ثلاثة مليارات دولار خلال الفترة المقبلة. ومن المقرر أن يزور وفد برلماني تونسي ضخم العاصمة البريطانية خلال الأيام القليلة القادمة، لإجراء محادثات مع برلمانيين بريطانيين ومع مسؤولين سياسيين واقتصاديين في لندن، حول سبل تطوير التعاون الاقتصادي وترفيع نسق الاستثمار البريطاني في تونس.

وكانت المبادلات الاقتصادية والتجارية بين تونس ولندن، عرفت تطورا لافتا للنظر خلال الفترة المنقضية.. وأفادت بعض الدوائر التونسية المسؤولة، بأن هذه المبادلات مرشحة لأن تشهد ديناميكية أكبر في المرحلة المقبلة في ضوء الاهتمام البريطاني بتونس، وانشغال الحكومة التونسية بالترفيع من نسق معاملاتها مع لندن على جميع الصعد، خاصة منها الاقتصادية والاستثمارية.

وشهدت السنوات القليلة الماضية، تعاونا بين الحكومتين في قطاع الطاقة، الذي يعد أحد أبرز القطاعات النشيطة في علاقات البلدين، بفضل ترفيع قيمة استثمارات شركة «ريتش غاز» في تونس من مليار دولار إلى حوالي مليار و600 مليون دولار بالنظر للدور الذي تلعبه في مستوى توسيع منطقة استكشاف المحروقات، من حقل «ميسكار» إلى حقل «صدر بعل» في مستوى السواحل الشرقية للوسط التونسي.

وتوصلت الحكومة التونسية في الآونة الأخيرة إلى التوقيع على عقود استكشاف جديدة عن النفط والغاز مع ثلاث مؤسسات بريطانية، هي شركات «ريب تونس» «reap Tunisie» وشركة «روبرتسون» «robertson»، بالإضافة إلى شركة «ميد أويل» «mead-oil».

وتتواصل حاليا المفاوضات بين الجانبين التونسي والبريطاني، بخصوص صفقة بناء مصفاة ميناء الصخيرة «في خليج قابس» الذي تبلغ قيمته نحو مليون دولار، وهو يهدف إلى ترفيع طاقة تكرير النفط من 30 ألف برميل يوميا في الوقت الراهن «تؤمنها مصفاة بنزرت/60 كلم شمال البلاد التونسية»، إلى نحو 120 ألف برميل يوميا في المستقبل.. وهي المفاوضات التي بدأها وفد بريطاني رفيع المستوى في تونس مؤخرا، كان مثله القطاع الخاص ومسؤولون من الحكومة البريطانية لبحث إمكانية الفوز بهذه الصفقة الأكبر في قطاع الطاقة بتونس.

على صعيد آخر، قالت مصادر تونسية، إن المرحلة المقبلة ستشهد إمكانية الترفيع في حجم المبادلات التجارية بين البلدين التي لم تتجاوز في الوقت الحالي قيمة 650 مليون دولار، ومن المتوقع أن تعرف هذه المبادلات نسقا تصاعديا خصوصا في قطاعات الصناعات الكهربائية والميكانيكية.. وبالموازاة مع ذلك، كشف ذات المصدر، أن قطاع الخدمات المالية سيكون على رأس أجندة التعاون الاقتصادي بين البلدين في غضون الأشهر المقبلة، سيما وأن تونس تعد المقر الإقليمي لإحدى مؤسسات التأمين البريطانية «kupa» التي تضطلع بأنشطة في كامل منطقة شمال إفريقيا.

الجدير بالذكر، أن عدد السياح البريطانيين إلى تونس ارتفع السنة المنقضية إلى أكثر من 330 ألف سائح، وهو رقم تعتبره الدوائر السياحية التونسية شديد الأهمية بالنظر على التراجع الذي سجله عدد السياح البريطانيين بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وما أعقبها من تفجير للكنيس اليهودي بجربة في أبريل من العام 2002.

ويرى مراقبون، أن الحكومة التونسية ترغب في توسيع دائرة تعاونها الاقتصادي مع شركائها الأوروبيين في إطار ثنائي، بهدف تجاوز اقتصارها على التعاون الثنائي مع فرنسا الذي يعرف تقلبات خصوصا على الصعيد السياسي بين الفينة والأخرى.