المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المستثمرون يقعون في غرام الأسهم البريطانية من جديد



مغروور قطر
08-02-2006, 05:56 AM
المستثمرون يقعون في غرام الأسهم البريطانية من جديد




بدأت الأسهم بداية قوية في مطلع 2006، لكنها هبطت في النصف الثاني من يناير الماضي، حيث توقف المستثمرون لالتقاط الأنفاس، ورغم هذا التصحيح لا تزال هناك آمال أن يكون 2006 العام الرابع على التوالي الذي تشهد فيه الأسهم ارتفاعاً على مستوى العالم.


وقال ريتشارد رويدز رئيس التجزئة البريطانية ومديري الاستثمار في ميريل لينش، فيما نقلته عنه صحيفة «فاينانشيال تايمز» ان عام 2005 الرائع قد انتهى.


وقد حقق المستثمرون في بريطانيا أرباحاً كبيرة، ويمكن أن يكونوا سجلوا أرباحاً بنسبة 20% أو يزيد في وجود مدير استثمارات جيد مع 3% للبنك، وكانت قوة الأسهم بالنسبة لكثير من المستثمرين الأفراد مفاجأة بعد انفجار فقاعة شركات التقنية والإعلام والاتصال في عام 2000.


ويتساءل ستيوارت فاولر رئيس الأسهم البريطانية في صندوق إيه. إكس. إيه الاستثماري، إذا كان المستثمرون سيقعون في غرام الأسهم مرة أخرى في 2006، ويضيف أن الأسهم في ارتفاع منذ مارس 2003، ولابد أن يأتي الوقت الذي تتحول فيه العلاقة الغرامية مع شراء المنازل إلى الأسهم مرة أخرى.


ويقول كريج ويتون مدير الاستثمار في صندوق تشارنويل: ما زلنا مع تركة هبوط الأسواق في عام 2000، والهجوم الإرهابي في 11 سبتمبر.


فقد أدى ذلك إلى غموض وقلق في الوقت الذي زعزعت فيه فضائح مثل ما حدث لشركة اكويتابل لايف ـ الثقة لدى المستثمرين، كانت فترة طويلة لكن المستثمرين بدأوا يشاهدون تحقيق الأرباح من جديد. ولن يعزي المستثمرين ان كثيراً من المؤسسات فاتها أيضاً القوة الأخيرة في أسواق الأسهم.


وتنهال صناديق المعاشات وشركات التأمين على الاستثمار في السندات طويلة الأجل في محاولة للتقريب بين التدفقات النقدية ومسؤولياتها.


فقد يكون من تأثيرات ازدهار الأسهم انتعاش سوق حسابات الادخار الفردية، ويأمل مديرو صناديق الاستثمار أن يكون لازدهار أسواق الأسهم تأثير إيجابي على حسابات الادخار التي يبدأ موسمها قريباً، وقد انخفضت مبيعات حسابات الادخار عن الرقم القياسي الذي بلغته في طفرة الأسهم عام 2000، الذي كان 9 ,10 مليارات استرليني.


وقد ساهمت عوامل عدة في ازدهار البورصة البريطانية في عام 2005 منها أن أسهم شركات مثل بيرتش بتروليوم وشل ومجموعة بي جي والتي أفادت من ارتفاع أسعار البترول والغاز، شكلت 20% من حجم السوق.


لكن كثيراً من الشركات الأخرى المسجلة في مؤشر إف. تي. إس. إي التي تعمل في الأسواق الدولية معزولة عن أي ضعف قد يصيب الاقتصاد البريطاني.


وساهم أيضاً في ارتفاع الأسهم في البورصة البريطانية مجموعة من طلبات الشراء الخارجية لشركات بريطانية، فقد حازت سانت جوبان الفرنسية لمواد البناء شركة بي.بي.بي وعرضت تليفونيكا الاسبانية شراء (02) البريطانية للهواتف، وشهدت الأسابيع الأخيرة محاولات من بنك مكواري لشراء بورصة لندن، وتتنافس موانئ دبي العالمية وسنغافورة على شراء بي آند أو البريطانية.


ورغم ذلك لم تكن البورصة البريطانية بين أفضل بورصات العالم أداء في 2005، فقد ارتفع مؤشر بورصة لندن بنسبة 17%، لكن مؤشر نيكاي الياباني ارتفع بنسبة 40% ومؤشر البورصات الأوروبية (باستثناء بريطانيا) بنسبة 5 ,25% ومؤشر الأسواق الصاعدة بنسبة 5 ,31%، فيما تخلف مؤشر ستاندارد آندبور الأميركي إلى 3% خلال عام 2005.


ورغم ذلك كان أداء البورصة البريطانية قوياً، إلا ان قيمة الأسهم لا تزال في حدود معقولة. ويقول بول نيفن المدير في صندوق إف أند سي، رغم العائدات المرتفعة للأسهم، لم ينعكس ذلك على نمو القيمة، ورغم ان البورصة أنهت عام 2005 على ارتفاع فإن قيمة الأسهم لم تكن بالارتفاع الكبير الملحوظ.


ولابد ان يلاحظ المستثمرون ان هناك بعض الغيوم في السماء، حيث يشير المحللون إلى احتمالات ارتفاع الديون المعدومة في البنوك، وركود أسعار المنازل وانخفاض مبيعات التجزئة حيث يحجم المستهلكون عن الإنفاق لارتفاع الضرائب وأسعار خدمات المرافق.


ورغم ذلك يشعر فاولر من صندوق إيه.إكس.إيه بالتفاؤل بشأن البورصة خلال العام الجاري، ويقول ان قيمة الأسهم في البورصة البريطانية جيدة والنظرة الدولية الأعم تدعم ذلك ويحتمل ان يكون لشراء الشركات تأثيرة مرة أخرى.


وتبدو الأسهم البريطانية جذابة على المستوى العالمي بالنسبة للأسواق الرئيسية وفق ما يقوله ادوارد بونام كارتر الرئيس التنفيذي في صندوق جوبيتر أسيت الذي يؤكد ان الأسهم لا تزال بقيمة جيدة، خاصة الشركات الكبرى. غير انه في بيئة يبطيء فيها النمو سيظل اختيار الأسهم للاستثمار مسألة حيوية إذا اراد المستثمرون تحقيق أرباح تفوق نمو المؤشر.


ويقول رويدز ان هناك تنوعات كبيرة في الاختيار في البورصة البريطانية ويعتقد ان عام 2006 سيشهد ارتفاعاً في قيمة الأسهم، ولابد أن يكون النمو وليس قيمة الأسهم هو عامل الجذب خلال العام الجاري.


ستبدأ الشركات الكبرى الاستفادة من قوة الدولار بسبب انتشار نشاطها عالمياً، بعد الأداء القوي الذي حققته أسهم الشركات المتوسطة والصغيرة في العام الماضي.


ويقول ريتشارد سكلت رئيس الاستراتيجيات في فيدلتي انترناشيونال ان عام 2004 كان عام الشركات الصغيرة، وشهد عام 2005 تبادل الأدوار وقد يؤكد نمو الأسهم حالياً عودة القوة لهذه الشركات من حيث جاذبية قيمة الأسهم.


وهناك علامات أخرى تتمثل في ان العقارات بدأت تفقد بريقها، وكذلك السندات طويلة الأجل. ويقول ريتشارد بيرسون المدير في صندوق فراملنجتون ان بطء النمو والعائدات قد يؤدي إلى عائدات متواضعة من الأسهم البريطانية في العام المقبل، لكن قيمة الأسهم مشجعة وتبدو قيم الاسهم جيدة نسبة إلى السندات والعقارات.


ويقول ماكس كنج خبير الاستراتيجيات الاستثمارية العالمية في صندوق انفستيك أسيت رغم ان معدل التضخم لا يزال منخفضا فنحن حذرون بشأن سوق السندات، فالأسهم بها قيمة جيدة من حيث القيمة المطلقة وبالنسبة للسندات.


لكن حتى لو عادت الأسهم إلى الأضواء، فإن سيطرتها على المحفظة الاستثمارية يبدو تاريخياً حيث يقول ويتون من صندوق تشارونويل لم يكن هناك من قبل توازن في المحافظ الاستثمارية، كانت تتركز كل الاستثمارات على الأسهم، وقد تغير هذا الوضع الآن.


ترجمة: أشرف رفيق