عاشق الشهادة
31-10-2009, 11:04 PM
جامع الصالح.. إبداع معماري في قلب صنعاء
استغرق بناؤه 7 سنوات ويتسع لـ 45 ألف مصلٍ
http://www10.0zz0.com/2009/10/31/17/228110839.jpg
http://www6.0zz0.com/2009/10/31/18/155753083.jpg
http://www6.0zz0.com/2009/10/31/18/214531218.jpg
وقد بني على نفقة الرئيس علي عبدالله صالح ....
أضحى جامع الصالح في قلب العاصمة اليمنية صنعاء واحداً من المعالم الإسلامية المتميزة في اليمن، بعد سنوات
من الدعوة التي أطلقها الرئيس علي عبدالله صالح بتشييد معلم إسلامي يعبر عن خصوصية الإرث الإسلامي اليمني
والتراكم الحضاري لهذا البلد، ويمزج بين نفحات الأصالة وتجليات المعاصرة، كما تلتقي فيه أهداف الجامع الإسلامي بثمار الجامعة الشرعية.
انطلقت الخطوات التنفيذية للمشروع في العام 2001 واستمر العمل فيه سبع سنوات بمساهمة مجموعة من أشهر
دور الهندسة المعمارية والمدنية في الداخل والخارج اعتمدت خبرات وقدرات وموارد ومواد يمنية محلية مائة في المائة.
تم في 11 يناير/ كانون الثاني 2001 توقيع العقد على إنشاء مشروع جامع الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية،
وبعد أن تم تقديم الدراسات والتصاميم تم إعلان مناقصة دولية واختيار العرض الأفضل والذي رسا على الشركة المصرية للهندسة
والصناعة (سياك) ومكتب اليمن السعيد للهندسة والمقاولات.
كما تم استخدام إمكانات جديدة لأول مرة في اليمن لبناء الجامع، حيث بدأت مرحلة تنفيذ التصميم الإنشائي الذي تم وضعه بناء على
دراسة استوعبت المستوى الذي وصلت إليه تقنيات المعالم المعمارية الإسلامية في العالم وانطلقت من استقراء أهم الملامح في ابرز
المعالم المعمارية التاريخية في اليمن ومن كل ذلك تم استنباط أهم التصاميم الصالحة منها للمشروع، حيث تم الأخذ بأربعة معالم إسلامية محلية وهي
(الجامع الكبير، جامع البكيرية بصنعاء، جامع العامرية بمنطقة رداع، وجامع الروضة بصنعاء، مع استنباط أهم التقنيات الحديثة من أهم
المعالم الإسلامية في العالم الإسلامي ودمج الأصالة بالمعاصرة.
مكونات الجامع
شيد جامع الصالح على مساحة قدرها 224 ألفاً و831 مترا مربعا شاملة الطرق والحدائق وممرات المشاة ومواقف السيارات،
ويتسع لنحو 45 ألف مصل، ونحو 1900 سيارة، وله ست منارات شاهقة الارتفاع، وثلاث وعشرون قبة، كما يضم الجامع عدة مرافق خدمية،
ومكتبة إسلامية كبرى تحتوي على أقسام مختلفة، تضم عشرات الآلاف من الكتب والمؤلفات، وكذلك الموسوعات والمراجع الدينية القيمة والمخطوطات الأثرية النادرة.
وألحقت بالجامع كلية الصالح للقرآن والعلوم الإسلامية في مبنى مجاور متصل بالجامع بني على الطراز المعماري نفسه الذي بني عليه الجامع.
وقاعة الصلاة في الجامع عبارة عن مستطيل طول أبعاده من الداخل (147،4 متر) وعرضه (87،4)، أي بمساحة قدرها 12 ألفاً و883 متراً مربعاً،
ويغطي أرضيته الرخامية سجاد باللون الأزرق من الصوف النيوزلندي عالي الجودة تم صنعه في جمهورية تركيا بمواصفات خاصة ومحددة للمسجد.
أما أسقف الجامع فيبلغ ارتفاع سقف المستوى الأول نحو 21 متراً من منسوب أرضية الجامع، فيما ارتفاع سقف المستوى الثاني 24 متراً من منسوب
أرضية الجامع، وتتميز الأسقف الخشبية من خشب السنديان الأبيض والأحمر بأنها مزخرفة بالأشكال الهندسية والخطوط الإسلامية المستوحاة من الجامع الكبير بصنعاء.
وتتوسط السقوف نماذج بديعة ونادرة من التيجان والأقواس المفصصة والثريات المتدلية من السقف والقباب بأحجامها وأشكالها المختلفة والتي تمت
صناعتها خصيصاً للجامع من النحاس والكريستال وبمواصفات خاصة بجمهورية التشيك، ويوحي شكلها وتصميمها بنوع من التوافق والانسجام مع النقوش
والزخارف ذات الذوق الإسلامي والنمط اليمني.
وتزيد الثريات من ذلك الجمال بما فيها أكبر ثريا في المسجد تلك التي تتدلى من القبة الكبرى من الكريستال الخاص وتزن حوالي 4،5 طن وتحتوي
على 81 فانوساً ذهبياً، ويوجد ضمن الحيز الدائري المحيط بكل فانوس اسم من اسماء الله الحسنى.
الأبواب والنوافذ
يوجد في الجامع 15 باباً، منها خمسة أبواب شرقية، وخمسة غربية، وخمسة جنوبية، ويبلغ ارتفاع كل باب 5،6 متر وعرضه 3،40 متر،
وتضم الجهة الجنوبية بوابة (الصالح)، والتي تعتبر المدخل الجنوبي للكلية والجامع، فيما البوابة الشرقية بوابة (التقوى) وترتفع عن مستوى أرضية المصلى
الرئيسي والصرح الشرقي بثمانية أعمدة حجرية منها أربعة نصفية ويصل ارتفاعها 9 أمتار وتتوسط أسفل هذه البوابة خمسة أبواب بارتفاع 5 أمتار
وعرض 3 أمتار وهي مصنوعة من خشب التيك على شكل مصراعين لكل باب يحملان نقوشاً وزخارف هندسية خشبية مطعمة بالقطع النحاسية ويعلو
كل باب نقش حجري بخط الثلث لآيات قرآنية.
وتقابل المصلي في الجهة الغربية من المصلى الرئيس ومن الخارج بوابة (الحكمة)، وهي تتماثل مع بوابة التقوى الشرقية من حيث الحجم والارتفاع،
وتغطي سقف هذه البوابة خمس قباب بنمط القباب نفسها في البوابة الشرقية وكذلك النقوش والأحزمة المطعمة بالزخارف والنقوش الإسلامية والخط الثلث لآيات من القرآن الكريم.
كما يوجد للمصلى الرئيس مدخلان آخران في الجهة الشمالية يقومان في يمين المحراب ويساره تملؤهما الأذكار والزخارف الإسلامية أولهما الباب الخاص
بخطيب المسجد والآخر لصالة التشريفات يتصلان مع بعضهما من خلال ممرات ومرافق أخرى ومع منبر الخطيب في الأعلى، كما يوجد في الجهة الغربية
لقبة المحراب باب (الإمام علي كرم الله وجهه) وفي الجهة الشرقية للمحراب باب (الإمام الحسين رضي الله عنه) وفي أعلى الباب النقش نفسه المكتوب
في الباب الأول (باب الإمام علي كرم الله وجهه)، وفي المدخل الشرقي للمصلى اليومي باب أبي موسى الأشعري، وفي المدخل الغربي للمصلى باب معاذ بن جبل.
وفي أعلى كل باب نقش بالبسملة بخط الثلث، وبين المئذنة الجنوبية الشرقية وبناء (هيكل) الشرقي للكلية باب الإيمان، فيما المئذنة الجنوبية الغربية باب (الطهارة)
يفضي إلى أماكن الوضوء، وصنعت أبواب المداخل من خشب التيك البورمي الصلب بعد ان تم تجهيزه بواسطة قطاعات كبيرة من الحديد المعالج وتم استخدام
الصوف الصخري ليشكل عازلاً للتغيرات بدرجات الحرارة ويصل ارتفاع الباب الواحد إلى 560 سنتيمتراً وسماكة الدرفة الواحدة 20 سنتيمتراً ووزنها نحو 1300
كيلومتر، وتمت زخرفة الأبواب يدوياً بأيدي أمهر الحرفيين اليمنيين وقد استغرق العمل في الباب الواحد أكثر من شهرين، واحتوت هذه الأبواب على النحاس المزخرف
الذي تم طلاؤه بمادة التيتانيوم.
وتنقسم نوافذ الجامع إلى قسمين فهناك نوافذ كبيرة وأخرى صغيرة حيث يبلغ عدد نوافذ جامع الصالح الكبيرة نحو 24 نافذة بارتفاع 5،6 متر، فيما تبلغ النوافذ الصغيرة
والمطلة على الرواق الخلفي نحو 6 نوافذ ارتفاع كل منها 5،15 متر وعرض 2،30 متر، وقد تم تصنيعها من خشب التيك البورمي الصلب.
وقد اشتملت الشبابيك الخاصة بالجامع على اجزاء من الخشب المنقوش بالزخرفة الإسلامية (ارابيسك) فيما تم استخدام زجاج خاص لضمان أمن وسلامة المصلين
واستخدام أقفال مخفية أوروبية، الصنع ذات كفاءة عالية، أما المقابض فهي من النحاس الصلب المزخرف والذي تم طلاؤه بطبقة من التيتانيوم لضمان حفاظه على بريقه.
أما المشربيات فقد تم تصنيعها من خشب الزان الصلب وتم استخدام النجارين المهرة لبناء هذه الوحدات الجدارية التي اشتملت على أكثر من 100 ألف وحدة مخروطة يدوياً،
وجاءت الكرانيش والكابولي ليضيفا إطاراً جميلاً يحيط بهذا البناء.
ويبلغ عدد الأعمدة العملاقة في الجامع نحو 112 عموداً، منها 68 عموداً دائرياً وسط الجامع بقطر 150 سنتيمتراً، و40 عموداً جدارياً نصف دائرة نصف قطره 75 سنتيمتراً،
و4 أعمدة ركنية بشكل ربع دائرة على أركان الجامع الأربعة تزينها التيجان والأقواس المفصصة والثريات المتدلية من السقف والقباب.
قباب المسجد ومآذنه
عرفت القباب في عمارة المساجد في عهد الدولة الأموية وأصبحت تمثل مع المآذن أحد الرموز المهمة في تاريخ فن العمارة الإسلامية، ومنذ ذلك الحين كانت ولا تزال
في تطور مستمر من حيث تناسقها وأبعادها الهندسية وزخارفها.
وقد احتوى جامع الصالح بصنعاء على 23 قبة موزعة على مختلف زوايا الجامع، منها القبة الكبرى (قبة يس) التي تعتبر من كبار القباب في الوطن العربي، وترتفع
نحو 54،5 متر عن أرضية الجامع، فيما يبلغ قطرها نحو 28 متراً وتغطي نحو 1400 متر مربع ويعلوها هلال نحاسي اصفر اللون بارتفاع 9،5 متر، وهي مكسوة
من الخارج بمادة (ال جي أر سي) باللونين الأبيض والأحمر ومن الداخل منقوشة بآيات قرآنية وزخارف جبسية، وتتخللها قمريات كبيرة عادية و80 قمرية ملونة.
وتسهم هذه النوافذ والقمريات بتزويد المصلى الرئيسي بالإضاءة أثناء النهار وإعطاء طابع جمالي، كما اعطت مساحتها الكبيرة مساحة كافية لكتابة سورة (يس) كاملة
عليها مع سورة السبع المثاني الفاتحة، بالخط الثلث، أما القباب المتوسطة فعددها أربع، وهي مكسوة من الخارج بمادة ال “جي أر سي” وتعلوها أهلة بارتفاع خمسة
أمتار من النحاس الأصفر منقوشة بزخارف جبسية نباتية وهندسية ملونة، وتوجد في كل قبة 52 قمرية منها 16 كبيرة موجودة في الجزء الدائري فيما 36 قمرية تقع
في الجزء المربع بمقاس 90سم في 90 سنتيمتر تزينها آيات من القرآن الكريم على شكل أحزمة مكتوبة بخط الثلث.
وتبلغ قباب المدخلين الشرقي والغربي نحو 10 قباب حيث توجد خمس في كل مدخل يبلغ قطر القبة الواحدة 75ر5 متر وترتفع 18 متراً عن الأرضية، ويتوسط
المحراب الجهة الشمالية من المصلى الرئيس، وكما هي الحال في نمط العمارة الإسلامية والفن المعماري اليمني للجوامع فقد تميزت هذه الجهة بالزخارف المتنوعة
والآيات القرآنية المتعددة الأكثر جمالاً وروعة.
ويقع المحراب بين صفين مزدوجين من أعمدة الرخام الأبيض التي تنتهي من الأعلى بأربعة تيجان مزخرفة بورق الذهب، وتتصل في قطاع نصف دائري بقوسين
مدببين عليهما زخارف ونقوش نباتية والجزء الدائري من المحراب كتب عليه لفظ الجلالة (الله) بالرخام الأسود؛ فيما كتبت البسملة بورق الذهب وتحيط بالمحراب
مساحة مقوسة من الرخام الأبيض الناصع المحلي، حيث حفرت آية الكرسي بخط الثلث في ثنايا الرخام وكسيت بمادة ورق الذهب اللماع بحيث ينسجم توزيع الألوان
مع الإطار العام للمحراب ولايشذ عنه.
وتعد المئذنة أحد أهم عناصر المسجد وهي رمز بارز لفن العمارة الإسلامية بشكل عام، وقد اهتم اليمنيون بالمآذن عند بناء المساجد، وفي جامع الصالح جاءت المآذن
الست لتحمل شكل مئذنة الجامع الكبير بصنعاء ولكن بنمط حديث في توزيعها وتصميمها وإنشائها، وبحسب حجم الجامع وضخامته وطول واجهته وذلك لتحقيق
الإتزان الأمثل للجامع في المستويين الأفقي والرأسي ولتحقيق الدقة والتجانس في التصميم والتوزيع.
مصلى النساء
ولم يغفل المصممون لجامع الصالح المرأة، فكان لابد من تخصيص مساحة من الجامع مصلى للنساء ويبلغ طول هذا المصلى نحو 86 متراً وعرضه 14،85 متر،
وتصل مساحته إلى ألف و288 متراً مربعاً وارتفاعه نحو 5،20 متر، وللمصلى مدخلان شرقي وغربي وفي كل منهما مصعد سعة 21 شخصاً فيما عدد الحمامات
الخاصة 30 حماماً على الجانبين.
ويطل مصلى النساء على قاعة الصلاة عبر شرفات خاصة في مقدمته مغطاة بمشربيات خشبية ويطل عبر ثلاث نوافذ خلفية على الساحة الوسطى ومبنى الكلية وعلى
الصروح الشرقية والغربية عبر نافذتين كبيرتين، وقد تمت تكسية سقف مصلى النساء بالزخارف والنقوش الجبسية بأشكال نباتية وهندسية للبلاطات والجسور والقبة
وهي مشابهة لما هو في الرواق الخلفي.
وقد بلغ عدد السور القرآنية المكتوبة كاملة في الجامع نحو 8 سور هي: يس، الرحمن، الإخلاص، الناس، العصر، الفلق، القدر والفاتحة، فيما بلغ عدد الآيات المكتوبة
والمنحوتة نحو 730 آية أخذت من 62 سورة، وجميع الخطوط والنقشات الإسلامية والآيات القرآنية كتب اغلبها بخط الثلث على يد الخطاط اليمني المجاز عالمياً
ناصر عبدالوهاب . جريدة الخليج-الإمارات
الخميس ,27/08/2009
استغرق بناؤه 7 سنوات ويتسع لـ 45 ألف مصلٍ
http://www10.0zz0.com/2009/10/31/17/228110839.jpg
http://www6.0zz0.com/2009/10/31/18/155753083.jpg
http://www6.0zz0.com/2009/10/31/18/214531218.jpg
وقد بني على نفقة الرئيس علي عبدالله صالح ....
أضحى جامع الصالح في قلب العاصمة اليمنية صنعاء واحداً من المعالم الإسلامية المتميزة في اليمن، بعد سنوات
من الدعوة التي أطلقها الرئيس علي عبدالله صالح بتشييد معلم إسلامي يعبر عن خصوصية الإرث الإسلامي اليمني
والتراكم الحضاري لهذا البلد، ويمزج بين نفحات الأصالة وتجليات المعاصرة، كما تلتقي فيه أهداف الجامع الإسلامي بثمار الجامعة الشرعية.
انطلقت الخطوات التنفيذية للمشروع في العام 2001 واستمر العمل فيه سبع سنوات بمساهمة مجموعة من أشهر
دور الهندسة المعمارية والمدنية في الداخل والخارج اعتمدت خبرات وقدرات وموارد ومواد يمنية محلية مائة في المائة.
تم في 11 يناير/ كانون الثاني 2001 توقيع العقد على إنشاء مشروع جامع الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية،
وبعد أن تم تقديم الدراسات والتصاميم تم إعلان مناقصة دولية واختيار العرض الأفضل والذي رسا على الشركة المصرية للهندسة
والصناعة (سياك) ومكتب اليمن السعيد للهندسة والمقاولات.
كما تم استخدام إمكانات جديدة لأول مرة في اليمن لبناء الجامع، حيث بدأت مرحلة تنفيذ التصميم الإنشائي الذي تم وضعه بناء على
دراسة استوعبت المستوى الذي وصلت إليه تقنيات المعالم المعمارية الإسلامية في العالم وانطلقت من استقراء أهم الملامح في ابرز
المعالم المعمارية التاريخية في اليمن ومن كل ذلك تم استنباط أهم التصاميم الصالحة منها للمشروع، حيث تم الأخذ بأربعة معالم إسلامية محلية وهي
(الجامع الكبير، جامع البكيرية بصنعاء، جامع العامرية بمنطقة رداع، وجامع الروضة بصنعاء، مع استنباط أهم التقنيات الحديثة من أهم
المعالم الإسلامية في العالم الإسلامي ودمج الأصالة بالمعاصرة.
مكونات الجامع
شيد جامع الصالح على مساحة قدرها 224 ألفاً و831 مترا مربعا شاملة الطرق والحدائق وممرات المشاة ومواقف السيارات،
ويتسع لنحو 45 ألف مصل، ونحو 1900 سيارة، وله ست منارات شاهقة الارتفاع، وثلاث وعشرون قبة، كما يضم الجامع عدة مرافق خدمية،
ومكتبة إسلامية كبرى تحتوي على أقسام مختلفة، تضم عشرات الآلاف من الكتب والمؤلفات، وكذلك الموسوعات والمراجع الدينية القيمة والمخطوطات الأثرية النادرة.
وألحقت بالجامع كلية الصالح للقرآن والعلوم الإسلامية في مبنى مجاور متصل بالجامع بني على الطراز المعماري نفسه الذي بني عليه الجامع.
وقاعة الصلاة في الجامع عبارة عن مستطيل طول أبعاده من الداخل (147،4 متر) وعرضه (87،4)، أي بمساحة قدرها 12 ألفاً و883 متراً مربعاً،
ويغطي أرضيته الرخامية سجاد باللون الأزرق من الصوف النيوزلندي عالي الجودة تم صنعه في جمهورية تركيا بمواصفات خاصة ومحددة للمسجد.
أما أسقف الجامع فيبلغ ارتفاع سقف المستوى الأول نحو 21 متراً من منسوب أرضية الجامع، فيما ارتفاع سقف المستوى الثاني 24 متراً من منسوب
أرضية الجامع، وتتميز الأسقف الخشبية من خشب السنديان الأبيض والأحمر بأنها مزخرفة بالأشكال الهندسية والخطوط الإسلامية المستوحاة من الجامع الكبير بصنعاء.
وتتوسط السقوف نماذج بديعة ونادرة من التيجان والأقواس المفصصة والثريات المتدلية من السقف والقباب بأحجامها وأشكالها المختلفة والتي تمت
صناعتها خصيصاً للجامع من النحاس والكريستال وبمواصفات خاصة بجمهورية التشيك، ويوحي شكلها وتصميمها بنوع من التوافق والانسجام مع النقوش
والزخارف ذات الذوق الإسلامي والنمط اليمني.
وتزيد الثريات من ذلك الجمال بما فيها أكبر ثريا في المسجد تلك التي تتدلى من القبة الكبرى من الكريستال الخاص وتزن حوالي 4،5 طن وتحتوي
على 81 فانوساً ذهبياً، ويوجد ضمن الحيز الدائري المحيط بكل فانوس اسم من اسماء الله الحسنى.
الأبواب والنوافذ
يوجد في الجامع 15 باباً، منها خمسة أبواب شرقية، وخمسة غربية، وخمسة جنوبية، ويبلغ ارتفاع كل باب 5،6 متر وعرضه 3،40 متر،
وتضم الجهة الجنوبية بوابة (الصالح)، والتي تعتبر المدخل الجنوبي للكلية والجامع، فيما البوابة الشرقية بوابة (التقوى) وترتفع عن مستوى أرضية المصلى
الرئيسي والصرح الشرقي بثمانية أعمدة حجرية منها أربعة نصفية ويصل ارتفاعها 9 أمتار وتتوسط أسفل هذه البوابة خمسة أبواب بارتفاع 5 أمتار
وعرض 3 أمتار وهي مصنوعة من خشب التيك على شكل مصراعين لكل باب يحملان نقوشاً وزخارف هندسية خشبية مطعمة بالقطع النحاسية ويعلو
كل باب نقش حجري بخط الثلث لآيات قرآنية.
وتقابل المصلي في الجهة الغربية من المصلى الرئيس ومن الخارج بوابة (الحكمة)، وهي تتماثل مع بوابة التقوى الشرقية من حيث الحجم والارتفاع،
وتغطي سقف هذه البوابة خمس قباب بنمط القباب نفسها في البوابة الشرقية وكذلك النقوش والأحزمة المطعمة بالزخارف والنقوش الإسلامية والخط الثلث لآيات من القرآن الكريم.
كما يوجد للمصلى الرئيس مدخلان آخران في الجهة الشمالية يقومان في يمين المحراب ويساره تملؤهما الأذكار والزخارف الإسلامية أولهما الباب الخاص
بخطيب المسجد والآخر لصالة التشريفات يتصلان مع بعضهما من خلال ممرات ومرافق أخرى ومع منبر الخطيب في الأعلى، كما يوجد في الجهة الغربية
لقبة المحراب باب (الإمام علي كرم الله وجهه) وفي الجهة الشرقية للمحراب باب (الإمام الحسين رضي الله عنه) وفي أعلى الباب النقش نفسه المكتوب
في الباب الأول (باب الإمام علي كرم الله وجهه)، وفي المدخل الشرقي للمصلى اليومي باب أبي موسى الأشعري، وفي المدخل الغربي للمصلى باب معاذ بن جبل.
وفي أعلى كل باب نقش بالبسملة بخط الثلث، وبين المئذنة الجنوبية الشرقية وبناء (هيكل) الشرقي للكلية باب الإيمان، فيما المئذنة الجنوبية الغربية باب (الطهارة)
يفضي إلى أماكن الوضوء، وصنعت أبواب المداخل من خشب التيك البورمي الصلب بعد ان تم تجهيزه بواسطة قطاعات كبيرة من الحديد المعالج وتم استخدام
الصوف الصخري ليشكل عازلاً للتغيرات بدرجات الحرارة ويصل ارتفاع الباب الواحد إلى 560 سنتيمتراً وسماكة الدرفة الواحدة 20 سنتيمتراً ووزنها نحو 1300
كيلومتر، وتمت زخرفة الأبواب يدوياً بأيدي أمهر الحرفيين اليمنيين وقد استغرق العمل في الباب الواحد أكثر من شهرين، واحتوت هذه الأبواب على النحاس المزخرف
الذي تم طلاؤه بمادة التيتانيوم.
وتنقسم نوافذ الجامع إلى قسمين فهناك نوافذ كبيرة وأخرى صغيرة حيث يبلغ عدد نوافذ جامع الصالح الكبيرة نحو 24 نافذة بارتفاع 5،6 متر، فيما تبلغ النوافذ الصغيرة
والمطلة على الرواق الخلفي نحو 6 نوافذ ارتفاع كل منها 5،15 متر وعرض 2،30 متر، وقد تم تصنيعها من خشب التيك البورمي الصلب.
وقد اشتملت الشبابيك الخاصة بالجامع على اجزاء من الخشب المنقوش بالزخرفة الإسلامية (ارابيسك) فيما تم استخدام زجاج خاص لضمان أمن وسلامة المصلين
واستخدام أقفال مخفية أوروبية، الصنع ذات كفاءة عالية، أما المقابض فهي من النحاس الصلب المزخرف والذي تم طلاؤه بطبقة من التيتانيوم لضمان حفاظه على بريقه.
أما المشربيات فقد تم تصنيعها من خشب الزان الصلب وتم استخدام النجارين المهرة لبناء هذه الوحدات الجدارية التي اشتملت على أكثر من 100 ألف وحدة مخروطة يدوياً،
وجاءت الكرانيش والكابولي ليضيفا إطاراً جميلاً يحيط بهذا البناء.
ويبلغ عدد الأعمدة العملاقة في الجامع نحو 112 عموداً، منها 68 عموداً دائرياً وسط الجامع بقطر 150 سنتيمتراً، و40 عموداً جدارياً نصف دائرة نصف قطره 75 سنتيمتراً،
و4 أعمدة ركنية بشكل ربع دائرة على أركان الجامع الأربعة تزينها التيجان والأقواس المفصصة والثريات المتدلية من السقف والقباب.
قباب المسجد ومآذنه
عرفت القباب في عمارة المساجد في عهد الدولة الأموية وأصبحت تمثل مع المآذن أحد الرموز المهمة في تاريخ فن العمارة الإسلامية، ومنذ ذلك الحين كانت ولا تزال
في تطور مستمر من حيث تناسقها وأبعادها الهندسية وزخارفها.
وقد احتوى جامع الصالح بصنعاء على 23 قبة موزعة على مختلف زوايا الجامع، منها القبة الكبرى (قبة يس) التي تعتبر من كبار القباب في الوطن العربي، وترتفع
نحو 54،5 متر عن أرضية الجامع، فيما يبلغ قطرها نحو 28 متراً وتغطي نحو 1400 متر مربع ويعلوها هلال نحاسي اصفر اللون بارتفاع 9،5 متر، وهي مكسوة
من الخارج بمادة (ال جي أر سي) باللونين الأبيض والأحمر ومن الداخل منقوشة بآيات قرآنية وزخارف جبسية، وتتخللها قمريات كبيرة عادية و80 قمرية ملونة.
وتسهم هذه النوافذ والقمريات بتزويد المصلى الرئيسي بالإضاءة أثناء النهار وإعطاء طابع جمالي، كما اعطت مساحتها الكبيرة مساحة كافية لكتابة سورة (يس) كاملة
عليها مع سورة السبع المثاني الفاتحة، بالخط الثلث، أما القباب المتوسطة فعددها أربع، وهي مكسوة من الخارج بمادة ال “جي أر سي” وتعلوها أهلة بارتفاع خمسة
أمتار من النحاس الأصفر منقوشة بزخارف جبسية نباتية وهندسية ملونة، وتوجد في كل قبة 52 قمرية منها 16 كبيرة موجودة في الجزء الدائري فيما 36 قمرية تقع
في الجزء المربع بمقاس 90سم في 90 سنتيمتر تزينها آيات من القرآن الكريم على شكل أحزمة مكتوبة بخط الثلث.
وتبلغ قباب المدخلين الشرقي والغربي نحو 10 قباب حيث توجد خمس في كل مدخل يبلغ قطر القبة الواحدة 75ر5 متر وترتفع 18 متراً عن الأرضية، ويتوسط
المحراب الجهة الشمالية من المصلى الرئيس، وكما هي الحال في نمط العمارة الإسلامية والفن المعماري اليمني للجوامع فقد تميزت هذه الجهة بالزخارف المتنوعة
والآيات القرآنية المتعددة الأكثر جمالاً وروعة.
ويقع المحراب بين صفين مزدوجين من أعمدة الرخام الأبيض التي تنتهي من الأعلى بأربعة تيجان مزخرفة بورق الذهب، وتتصل في قطاع نصف دائري بقوسين
مدببين عليهما زخارف ونقوش نباتية والجزء الدائري من المحراب كتب عليه لفظ الجلالة (الله) بالرخام الأسود؛ فيما كتبت البسملة بورق الذهب وتحيط بالمحراب
مساحة مقوسة من الرخام الأبيض الناصع المحلي، حيث حفرت آية الكرسي بخط الثلث في ثنايا الرخام وكسيت بمادة ورق الذهب اللماع بحيث ينسجم توزيع الألوان
مع الإطار العام للمحراب ولايشذ عنه.
وتعد المئذنة أحد أهم عناصر المسجد وهي رمز بارز لفن العمارة الإسلامية بشكل عام، وقد اهتم اليمنيون بالمآذن عند بناء المساجد، وفي جامع الصالح جاءت المآذن
الست لتحمل شكل مئذنة الجامع الكبير بصنعاء ولكن بنمط حديث في توزيعها وتصميمها وإنشائها، وبحسب حجم الجامع وضخامته وطول واجهته وذلك لتحقيق
الإتزان الأمثل للجامع في المستويين الأفقي والرأسي ولتحقيق الدقة والتجانس في التصميم والتوزيع.
مصلى النساء
ولم يغفل المصممون لجامع الصالح المرأة، فكان لابد من تخصيص مساحة من الجامع مصلى للنساء ويبلغ طول هذا المصلى نحو 86 متراً وعرضه 14،85 متر،
وتصل مساحته إلى ألف و288 متراً مربعاً وارتفاعه نحو 5،20 متر، وللمصلى مدخلان شرقي وغربي وفي كل منهما مصعد سعة 21 شخصاً فيما عدد الحمامات
الخاصة 30 حماماً على الجانبين.
ويطل مصلى النساء على قاعة الصلاة عبر شرفات خاصة في مقدمته مغطاة بمشربيات خشبية ويطل عبر ثلاث نوافذ خلفية على الساحة الوسطى ومبنى الكلية وعلى
الصروح الشرقية والغربية عبر نافذتين كبيرتين، وقد تمت تكسية سقف مصلى النساء بالزخارف والنقوش الجبسية بأشكال نباتية وهندسية للبلاطات والجسور والقبة
وهي مشابهة لما هو في الرواق الخلفي.
وقد بلغ عدد السور القرآنية المكتوبة كاملة في الجامع نحو 8 سور هي: يس، الرحمن، الإخلاص، الناس، العصر، الفلق، القدر والفاتحة، فيما بلغ عدد الآيات المكتوبة
والمنحوتة نحو 730 آية أخذت من 62 سورة، وجميع الخطوط والنقشات الإسلامية والآيات القرآنية كتب اغلبها بخط الثلث على يد الخطاط اليمني المجاز عالمياً
ناصر عبدالوهاب . جريدة الخليج-الإمارات
الخميس ,27/08/2009