المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تراكم الديون هاجس يؤرق المواطنين وينغص حياتهم



سيف قطر
04-11-2009, 06:43 AM
بعضهم يأخذ قروضا للبناء والتأثيث..
وآخرون رفاهية زائدة..
تراكم الديون هاجس يؤرق المواطنين وينغص حياتهم
2009-11-04



المحاسنة: شباب في مقتبل العمر وصلت ديونهم إلى نصف مليون
البريكي: الضروريات التي لابد منها تسببت في تراكم الديون على المواطنين
نواف: ليست عليّ قروض لأنني أتحكم بالحد الأعلى لمصروفاتي
أحمد عيسى: القروض شر لابد منه والمواطن مضطر لأن يأخذها
الشيراوي: البنك المركزي يجب أن يتدخل بتخفيض الحد الأعلى للقروض
حسن علي:
تقوم تحقيقات الشرق بزيارة مجالس المواطنين بهدف التعرف على همومهم ومناقشة آخر قضاياهم المطروحة ووضعها على طاولة المناقشة وتسليط الضوء عليها.
وكانت قضيتنا هذا الأسبوع قضية تراكم الديون على المواطنين الأسباب والحلول وكيف نتجنب قدر الإمكان قضية تراكم الديون وأخذ تجارب المواطنين في الموضوع.
تعتبر قضية تراكم الديون على المواطنين من ابرز القضايا فهذه القضية أصبحت ظاهرة فكثير من المواطنين يرهقهم موضوع تراكم الديون وهذه الظاهرة لها أسبابها المتعددة وقد استقينا هذه الأسباب من الموجودين في المجلس وأخذنا منهم إرشادات لكيفية تجنب تراكم الديون ونصائح للشباب لعدم الوقوع في شرك الديون.
في البداية تحدث خليفة المحاسنة فقال: من وجهة نظري هناك أسباب متعددة لتراكم الديون على المواطنين منها قروض البناء حيث إن قروض الدولة لا تكفي فإن أغلب المواطنين يضطرون لأن يأخذوا قرضا آخر غير قرض الدولة لتكملة البناء وتأثيث المنزل الجديد فهذا سبب من أسباب تراكم الديون على الموطنين.
وأضاف المحاسنة: ومن الأسباب الأخرى الرفاهية الزائدة وحب المظاهر وتقليد الآخرين فأنا أعرف شبابا وهم في مقتبل العمر ولم تتجاوز أعمارهم 25 سنة وديونهم قد تجاوز نصف مليون ريال وهو غير متزوج فلم يصرف حتى الآن على الزواج وعلى البناء وذلك بسبب الرفاهية الزائدة وتقليد أقرانه الأغنياء فهذه المسألة مهمة جدا أن نجد شابا وتكون ديونه هذا الرقم فكم سيصل الرقم بعد الزواج وبعد الشروع في بناء بيت العمر.
وقال: وهناك أسباب أخرى لتراكم الديون منها السفر فكثير من المواطنين للأسف الشديد لديهم مسألة السفر مهمة جدا في الصيف حتى لو لم يتوافر لديهم المال المناسب للسفر فيضطرون لأخذ القروض من البنك من أجل السفر وهذا أيضا ممكن أن نصنفه في خانة الرفاهية الزائدة عن حدها.
وأضاف: وهناك ضروريات أرى أنه لا مانع من أخذ القروض من أجلها ولكن في حدود المعقول وفي حدود الراتب مثل قروض الزواج والبناء وضروريات الحياة فهذه الأمور أساسية ولابد من أخذ القروض من أجل إتمامها فلذا لا مانع من أخذ القروض.
بينما يرى صالح البريكي أن من أهم أسباب تراكم الديون أخذ القروض بهدف استثمارها في مشاريع لم تعد على أصحابها بالفائدة والمثال على ذلك المواطنون الذين أخذوا قروضا بهدف الاستثمار في البورصة ثم خسروا أموالهم وتراكمت الديون عليهم وجريهم خلف الربح السريع فهناك فئة أخرى أخذت قروضا واستثمرتها في شركات النصب بهدف الربح السريع وأيضا تم النصب عليهم فضاعت أموالهم وتراكمت الديون عليهم.
وقال: أنا أتفق مع خليفة المحاسنة في موضوع قروض السفر فكثير من المواطنين لديهم السفر في الصيف مسألة أساسية لابد منها ولذا قد يلجأون للقروض البنكية من أجل السفر وأتفق أيضا معه في موضوع الرفاهية الزائدة كسبب أساسي لتراكم الديون مثل شراء السيارات الفارهة فوق حدود إمكانيات راتبه الذي لا يسمح بذلك.
وأضاف: وأيضا أتفق مع المحاسنة أن هناك بعض الضروريات التي لابد منها وأنها تتسبب في تراكم الدين على المواطن مثل غلاء المعيشة لتلبية الاحتياجات الأسرية وتكاليف الزواج الباهظة فهذه الأمور لا بد منها.
وخالفهم نواف خليفة في موضوع غلاء المعيشة كسبب في تراكم الديون على المواطنين حيث قال: أنا لا أرى غلاء المعيشة من أسباب تراكم الديون على المواطنين فبإمكانهم أن يتحكموا في مصروفاتهم وأن يضعوا ميزانية للصرف في حدود رواتبهم وفي حدود إمكانياتهم وبالتالي لا تتراكم عليهم الديون ومن أهم الأسباب في قضية تراكم الديون على المواطنين من وجهة نظري هي الرفاهية الزائدة عن حدها وأقصد أن يكون المواطن موظفا بسيطا ويصر على سبيل المثال أن يشتري سيارة يكون قسطها أكثر من نصف راتبه وأيضا من الأسباب الأخرى حب المظاهر فهذه كلها من العوامل التي تساعد في تراكم الديون على المواطنين.
أما أحمد عيسى فقد قال: القروض شر لابد منه والمواطن مضطر لأن يأخذ قروضا فأول قرض يأخذه المواطن من أجل الزواج وطبعا تكون التكاليف باهظة وقيمة المهور مبالغا فيها وهذه الخطوة الأولى للمواطن في دخول شرك الديون التي لن يخرج منها طوال حياته.
وأضاف: والسبب الآخر الذي لابد منه هو الاضطرار لأخذ قرض للبناء وقد ساهم ارتفاع مواد البناء في تفاقم المشكلة وهناك أسباب أخرى أدت إلى تراكم الديون على كاهل المواطن القطري وهي زيادة الطلب على المواد الاستهلاكية والارتفاع الجنوني لأسعارها فهذه الأمور قد ساهمت بشكل مباشر في تفاقم المشكلة.
وقال عادل الشيراوي: أنا اتفق معهم في موضوع ارتفاع تكاليف الزواج التي تصل إلى أكثر من 400 ألف ريال بسبب غلاء المهور وارتفاع تكاليف قاعات الأعراس والمبالغة في تجهيزات العرس، ومن الأسباب الأخرى التي اتفق مع الشباب هي الكماليات المبالغ فيها والإصرار على الرفاهية الزائدة فقد يشتري أحدهم سيارة بـ 300 ألف ريال على سبيل المثال وراتبه لا يسمح بذلك وهو في مقتبل العمر ومازال في بداية المشوار فمازال قرض الزواج في انتظاره وقرض البناء وغيرها من التكاليف بعد الزواج فماذا سيفعل وهو قد تراكمت عليه الديون في بداية الطريق؟!
وأضاف: وقد ساهمت البنوك أيضا وبشكل كبير في تراكم الديون على المواطنين بسبب المغريات التي كانت تقدمها لأخذ قروض شخصية مثل إغراء المواطنين بأخذ قروض تصل إلى 120 ضعف الراتب فمتى يمكن للمواطن إذا أخذ قرضا وبهذا الحجم أن يسدد سيحتاج إلى عشرات السنين حتى يتمكن من الانتهاء من هذا الدين الثقيل.
ثم رجع خليفة المحاسنة ليتحدث عن الحلول لمشكلة تراكم الديون على المواطنين فقال: أولا على البنوك أن تمتنع عن جدولة سداد القرض لأن هذا الأمر يساعد على مضاعفة القرض مرة أخرى وتطويل مدة السداد فيبقى المواطن يسدد القرض لفترة طويلة من عمره وعلى المواطنين عدم التبذير والصرف الزائد على الكماليات والرفاهيات الزائدة عن حاجة الناس ويجب عليهم القيام بالتخطيط السليم للمصروفات الشخصية والأخذ في الحسبان قسمة الراتب ومجموع المصروفات في الشهر ووضع ميزانية للمصروفات الشهرية ووضع الأولويات في الصرف فهناك أمور أساسية يجب الصرف عليها وهناك أمور ثانوية غير ضرورية يمكن تأجيلها أو الحد منها فمثلا السفر أجده غير ضروري لمن ليس معه تكاليفه فلا يوجد داع للاقتراض من أجل السفر فالسفر ليس من الأولويات المهمة التي يجب أن تتحقق.
وأضاف: وأنصح الشباب بعدم صرف كل رواتبهم في السفر وشراء السيارات الفارهة فعليهم أن يتعلموا ثقافة الادخار بأن يشتروا سيارة مناسبة ويحاولوا ادخار بقية الراتب للزواج وبناء منزل العمر وبالتالي لا يضطر أن يبدأ حياته بالقروض والديون التي ما إن تبدأ حتى لا تنتهي.
وأما صالح البريكي فقد أيد المحاسنة في قضية تقليل الصرف على الرفاهيات والكماليات الزائدة وتعلم الشباب ثقافة الادخار وقد وضع حلولا أخرى لهذه المشكلة حيث قال: يجب على المجتمع أن يسعى إلى تقليل تكاليف الزواج وحصرها في الأشياء الضرورية فلا يجب أن نثقل كاهل الشباب بالديون وهم في بداية مشوار حياتهم وأن نشجع الزواج الجماعي للحد من تكاليف الزواج الباهظة.
وأضاف: وعلى المستثمرين الجدد أن يدرسوا الجدوى الاقتصادية لأي مشروع يعتزمون الدخول فيه قبل أخذ القرض ودخول المشروع حتى يعود المشروع بالفائدة عليهم ويتمكنوا من سداد قروضهم في أسرع وقت ممكن وأن يتجنبوا التسرع في الاستثمار قبل الدراسة المتأنية أو التسرع في الاستثمار من خلال الشركات الوهمية حتى لا يتعرضوا للنصب والاحتيال ويبقوا مدينين طوال حياتهم بسبب التفكير في الربح السريع.
وقال: وأنا أيضا أؤيد المحاسنة في موضوع نصيحة الشباب بألا يجروا خلف المظاهر الخداعة وأن يتعلموا ثقافة الادخار فلا يأخذوا قروضا إلا للضرورة القصوى فعليهم أن يقوموا بالادخار من أجل الاستعداد للزواج والبناء وغيرها من المصروفات الضرورية التي لابد منها فإذا كانت لديه مدخرات جيدة منذ دخوله المرحلة الوظيفية من حياته يمكنه أن يدخل الحياة بكل سهولة ولا تكون لديه ديون متراكمة تثقل كاهله وترهقه وتسبب له قلقا وأرقا طوال حياته.
أما نواف فقد قال: سأتحدث عن نفسي كمثال لشاب متزوج وليست عليه قروض كبيرة وذلك بسب التحكم الذي أقوم به في المصاريف من خلال التخطيط السليم لميزانية المصروفات ولا أصرف على الكماليات غير الضرورية حيث أصرف في حدود إمكانياتي ولا أنظر إلى ما يملكه الناس وبالتالي لا أصر على امتلاكه فالقناعة أهم شيء في حياتي فأي شاب إذا قام بالذي قمت به لن يتورط في قضية تراكم الديون عليه وسيعيش حياته مرتاح البال.
وأضاف: ولذا أنا أنصح الشباب بأن يصرفوا في حدود إمكانياتهم ولا ينظروا إلى ما يملكه الناس وهم لا يملكونه فيصرون على امتلاكه ولو بأخذ القروض وتراكم الديون ويجب على الشخص الذي قد تراكمت عليه الديون أن يحاول أن يتخلص منها في أقرب وقت ممكن وأن يضع ميزانية لمصروفاته حتى يتمكن من سداد ديونه في أقرب وقت ممكن وأن يتجنب مغريات البنوك حتى لا تتضاعف ديونه وتتراكم عليه.
أما أحمد عيسى فقد عارضهم قائلا: لا يمكن أن نمنع المواطنين من أخذ القروض لأنها ضرورية لحياتهم فلا يمكن الزواج من غير قرض ولا البناء ولا مجاراة غلاء المعيشة دون أخذ القروض فكل هذه الأمور تؤدي إلى تراكم الديون وبالتالي لا يمكن أن ننصح أحدا بعدم أخذ القروض لأن أغلب الناس تأخذها بسبب ضرورة ملحة عليهم.
أما عادل الشيراوي فقد قدم عدة مقترحات حيث قال: يجب أن يكون للدولة دور من خلال البنك المركزي بوضع حدود وشروط عند أخذ القروض الشخصية وتخفيض الحد الأعلى للقروض حتى نمنع تفاقم المشكلة لدى المواطنين وبالإضافة إلى ترك الكماليات غير الضرورية والصرف في حدود الإمكانيات فالبعض يصر على أن يسافر سنويا مع عائلته إلى أوروبا حتى إذا كان غير قادر فيمكنه أن يترك هذه العادة في حالة عدم تمكنه والاكتفاء بالسفر إلى أي دولة خليجية إذا ما كان يريد الترفيه عن عائلته.
واتفق الشيراوي معهم في نصيحة الشباب حيث قال: يجب زيادة الوعي لدى الشباب وتعويدهم على ثقافة الادخار وحسن التصرف حتى إذا ما دخل الحياة الزوجية يكون خاليا من الديون ويتحقق كل ذلك من خلال التأسيس الصحيح للشباب منذ نعومة أظفارهم على حسن التصرف وثقافة الادخار عبر تدريس كل ذلك في المناهج الدراسية ويجب أن نعود الشباب على التخطيط للمستقبل وعدم صرف كل رواتبهم في القروض يصرفونها على الكماليات الفارغة.
وأضاف: ونصيحتي للمجتمع أن يحاولوا أن يحدوا من ظاهرة الغلاء لأنها ساهمت بشكل كبير في تفاقم ديون المواطنين وتيسير تكاليف الزواج وعدم غلاء المهور والمبالغة في طلبات الزواج وتوفير الزواج الجماعي للشباب ودعم المؤسسات والشركات الكبرى للشباب عند الزواج.