ROSE
04-11-2009, 07:35 AM
المواطن القطري في مقدمة أولوياتنا
الأمير أمام مجلس الشورى
http://www.raya.com/mritems/images/2009/11/3/2_481939_1_209.jpg
الاستثمار فى مجال التنمية البشرية أساس التنمية الشاملة والمستدامة
الاقتصاد المتميز لا يجب أن ينسينا كفاءة استخدام مواردنا وترشيد النفقات
هيكلة الجهات الحكومية لرفع كفاءة الأداء وتجنب الازدواجية وتخفيض التكلفة
إنشاء المجلس الأعلى للصحة لتوفير أفضل مستوى من الرعاية الصحية
التركيز على برامج الدراسات العليا والبحوث العلمية في مؤسسة قطر
التنمية المستدامة وتطوير اقتصادنا وتنويع مصادره في مقدمة أولوياتنا
قطر رائدة في صناعة الغاز والمصدر والناقل الأول للغاز الطبيعي المسال
تدشين الميناء الأدرياتيكي من المشاريع المتميزة والرائدة في مجال الطاقة
الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية قائمة في كل المجالات الاقتصادية
قدمنا المالي الحكومي لمؤسساتنا بتوفير السيولة وطمأنة الأسواق المالية
توجيه استثمارتنا نحو التنوع والاستقرار والاستفادة من الفرص الواعدة
معدلات نمو الاقتصاد القطري مرتفعة مقارنة بمعدلات النمو العالمية
استمرارالنشاط الاقتصادي ساعد في التغلب على تداعيات الأزمة الاقتصادية
استمرار تمويل وتنفيذ الموازنة والحفاظ على الإنفاق في جميع القطاعات
الخليج شهدت في العقدين الماضيين صراعات هددت أمنه واستقراره
تعميق التعاون مع كل الدول على أساس التعايش السلمي والاحترام المتبادل
الحصار ما زال مستمراً على غزة وأن إعادة البناء حبر على ورق
نقف مع الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني والحوار المشترك بين الفصائل
الدوحة - الراية :
فيما يلي نص الخطاب الذي القاه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى فى افتتاح دور الانعقاد الثامن والثلاثين لمجلس الشورى صباح أمس:
بسم الله .. وعلى بركته سبحانه وتعالى ، أعلن افتتاح دور الانعقاد الثامن والثلاثين لمجلس الشورى.
حضرات الاخوة الكرام أعضاء مجلس الشورى.
يسعدنى بهذه المناسبة أن أعرب لكم عن خالص تقديري واعتزازي بمجلسكم الموقر ولا شك أن مسيرة الإنجازات التي نعيشها اليوم تحتاج إلى جهدكم المخلص وتعاونكم المثمر مع الحكومة لنبني جميعاً مستقبل الأجيال ونحقق التنمية الشاملة لوطننا وصولاً للغاية التي نعمل من أجل بلوغها وهى سعادة الإنسان والمواطن القطري وأن تتبوأ قطر مكانتها اللائقة بين الدول والشعوب فى عالمنا المعاصر.
الإخوة الأعزاء
كنت قد أشرت في كلمتي إليكم في السنة الماضية إلى الرؤية الوطنية للدولة خلال السنوات العشرين القادمة وما تمثله من أهمية في رسم سياساتنا لجوانب الحياة المختلفة على أرض قطر. واليوم تبدأ أعمال دورتكم الجديدة وقد اكتمل جزء كبير من الأهداف المرحلية المرسومة، أضفنا فيها الكثير إلى ما حققناه عبر السنوات الماضية.
وفي هذا الإطار فقد بدأنا باتخاذ عدة خطوات على صعيد التنظيم الإداري لأجهزة الدولة كان من أهمها إعادة هيكلة الجهات الحكومية في إطار عملية مراجعة شاملة للإطار التنظيمي والمؤسسي للجهاز الحكومي شملت الوزارات والهيئات والمؤسسات وغيرها من الأجهزة الحكومية بغية رفع كفاءة الأداء في تلك الجهات وتجنب الازدواجية والعمل على تخفيض التكلفة دون مساس بجودة أداء الأنشطة والخدمات وسرعة إنجازها وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المالية والبشرية.
وكان المواطن القطري كما هو عهدنا الدائم في مقدمة أولوياتنا من أجل إعداده وتأهيله وكفالة أسباب الحياة الكريمة له إيمانا منا بأن تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة إنما يكون بالأساس من خلال الاستثمار فى مجال التنمية البشرية والارتقاء بقدرات الإنسان القائم على تنفيذ وإدارة الجوانب المختلفة للتنمية الشاملة.
وقد تجلى ذلك في العديد من الإجراءات التي قمنا بها وتستهدف المواطن في جوانب حياته المختلفة ومنها: إنشاء المجلس الأعلى للصحة ليتولى توفير أفضل مستوى من الرعاية الصحية وتقديم الخدمات الصحية بمستوى يرقى إلى المستوى السائد في الدول المتقدمة.
كما تمت إعادة تنظيم المجلس الأعلى للتعليم والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة للقيام على تطوير التعليم والارتقاء بمستواه بما يكفل تلبية احتياجات الدولة من الموارد والكفاءات البشرية المتميزة في مختلف المجالات والعمل على تعزيز مكانة الأسرة ودورها في المجتمع والنهوض بها وبأفرادها والمحافظة على أسرة قوية متكافلة متماسكة ترعى أبناءها وتلتزم القيم الأخلاقية والدينية والمثل العليا.
كما تشهد المرحلة الحالية من تطور مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والتركيز على برامج الدراسات العليا والبحوث العلمية التي ترتبط باستراتيجية البحث العلمي الوطنية وأولويات تلك البحوث حيث بدأت تلك الاستراتيجية بإحداث برامج البحوث الطبية الحيوية وفنون التصميم والعلوم الهندسية. وقد باشرت المؤسسة مشروعاً طموحاً من خلال التعاون مع العلماء العرب في الخارج في إنشاء معاهد نوعية قطرية للبحوث في العلوم الحيوية الطبية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة والبيئة.
الاخوة أعضاء مجلس الشورى
كما تعلمون فإن التنمية المستدامة وتطوير اقتصادنا الوطني وتنويع مصادره تأتي دائماً في مقدمة أولوياتنا وفي هذا المجال فقد استمرت الدولة في توسعة وتنويع استثماراتها العالمية من خلال عقد شراكات استراتيجية واستثمارات تجارية مع عدد من دول العالم في مجال البتروكيماويات والغاز والطاقة ومعامل التكرير ومحطات الغاز الطبيعي المسال.
وبعد حوالي العقدين من الجهد المتواصل والمكثف في إنتاج وتطوير احتياطاتنا من الغاز اصبحت قطر بفضل من الله إحدى الدول الرائدة في صناعة الغاز والمصدر والناقل الأول في العالم للغاز الطبيعي المسال.
وقد توجت هذه الجهود مؤخراً بافتتاح وتدشين الميناء الادرياتيكي لاستقبال الغاز الطبيعي المسال والذي يعتبر بحق من المشاريع المتميزة والرائدة في مجال الطاقة كما يعتبر الأول من نوعه في العالم بما يمثله من طفرة نوعية في إنشاء موانئ استقبال الغاز الطبيعي المسال كما سبق افتتاح مشروع قطر غاز 2 الذي يعد أول مشروع متكامل من نوعه في العالم وتم تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى بريطانيا عبر محطة ساوث هوك . وبالأمس القريب افتتحنا خط الإنتاج السادس لشركة راس غاز أحد مشروعاتنا الاستراتيجية الرائدة والذي يعد أكبر خط انتاج في العالم من حيث الطاقة الإنتاجية للغاز المسال.
وأود التأكيد على أننا لسنا فقط حريصين على الحفاظ على المكاسب التي حققناها في السنوات الماضية ولكننا أيضا مستمرون في البناء على ما أنجزناه فالتطوير والتحديث عملية متصلة ومتكاملة في إطار التنمية المستدامة التي باتت مع التقدم العلمي والإنساني لا تتوقف عند حد.
حضرات الإخوة الكرام،
ما زالت الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية قائمة في كل المجالات الاقتصادية وعلى الأخص في الدول النامية وعلى الرغم من أن هذه الأزمة نشات في مهدها في بلدان العالم المتقدم إلا أن آثارها تجاوزت تلك البلدان وامتدت لتشمل العالم أجمع.
وكنت قد دعوت في كلمتي إليكم العام الماضي إلى إعادة هيكلة النظام المالي العالمي وإخضاعه لإجراءات تنظيمية جديدة تأخذ مصالح الدول النامية بعين الاعتبار وأرى انه ما زال أمام دول العالم وبخاصة الدول المتقدمة الكثير لتفعله واستخلاص العبر من هذه الأزمة غير المسبوقة في مداها وتداعياتها على العالم أجمع فلا يجوز أن تمر الأحداث التاريخية الكبرى في تاريخ الاقتصاد العالمي دون الخروج منها بالدروس المستفادة واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمات في المستقبل.
والحقيقة أننا شأننا في ذلك شأن دول العالم كافة لم نكن بعيدين عن الآثار السلبية لتك الأزمة، وقد وجدنا لزاما علينا أن نعمل على الاستمرار في تنفيذ برامجنا المحددة وفقا لما هو مرسوم لها والاستمرار في تحقيق معدلات التنمية المنشودة وقد اتخذنا لذلك العديد من الإجراءات والتدابير للحد من آثارها السلبية علينا.
فقد بادرنا إلى تقديم الدعم المالي الحكومي لمؤسساتنا المالية الذي تمثل في المساهمة في زيادة رؤوس أموالها وشراء محافظها الاستثمارية في المجال العقاري وفي أسهم الشركات المحلية وهو ما مكن هذه المؤسسات من توفير السيولة اللازمة لدعم النشاط الاقتصادي المحلي وطمأنة الأسواق المالية المحلية والمتعاملين معها إلى قدرة اقتصادنا على الخروج متعافيا من هذه الأزمة.
كما حرصنا على توجيه استثماراتنا نحو المزيد من التنوع والاستقرار والاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة محلياً وعالمياً لدعم هذه الاستثمارات وهو ما ينعكس إيجابيا على إيرادات الدولة غير البترولية في المستقبل.
وأحمد الله أن ما اتخذناه من إجراءات قد ساهم بشكل فعال في الحد من الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية على خططنا الاقتصادية والتنموية وهو ما عكسته بعض المؤشرات المهمة ومن ذلك:
أولاً: انه على الرغم مما توقعته المؤسسات المالية العالمية من انخفاض معدلات النمو في معظم دول العالم المتقدمة والنامية على السواء فإن معدل نمو الاقتصاد القطري للسنة المالية الحالية سيبلغ حوالي 9 % كما يقدر أن يكون معدل النمو في السنة المالية القادمة حوالي 16 % وهي معدلات مرتفعة مقارنة بمعدلات النمو العالمية الأمر الذي يؤكد مدى نجاح دولة قطر في التعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية بالاستخدام الفعال لأدوات السياسة المالية والنقدية.
ثانياً: استمرار النشاط الاقتصادي ونموه في دولة قطر الأمر الذي ساعد إلى درجة كبيرة في التغلب على تداعيات الأزمة الاقتصادية بالمحافظة على مستويات التوظيف وإعادة التوازن في القطاع العقاري الذي كان أحد أسباب التضخم في المرحلة السابقة كما أن استقرار الأداء الاقتصادي للدولة واستمرار رقابة الحكومة على الأسعار في الأسواق أسهما إيجابياً في استقرار الأسعار ومن ثم الحفاظ على المستويات المعيشية للمجتمع.
ثالثاً: الاستمرار في تمويل وتنفيذ الموازنة العامة الحالية والحفاظ على وتيرة الإنفاق العام في جميع القطاعات الاجتماعية والتعليمية والصحية وتنفيذ جميع البرامج العملاقة في مجالات النفط والغاز والبنية التحتية والاستثمار وذلك مع الحرص على تحقيق التوازن بين العرض والطلب لتفادي العودة إلى ظاهرة التضخم.
وعلى الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية بودي أن أؤكد أن المركز الاقتصادي والمالي المتميز لدولة قطر لا ينبغي أن ينسينا أهمية الكفاءة في استخدام مواردنا المالية واستمرار العمل على ترشيد النفقات وزيادة الإيرادات والتوجه إلى تحقيق المزيد من الاستثمارات الاقتصادية طويلة المدى محليا وعالميا باعتبارها الدعامة الأساسية للاستمرار في تحقيق التنمية المستدامة لوطننا.
.
الأمير أمام مجلس الشورى
http://www.raya.com/mritems/images/2009/11/3/2_481939_1_209.jpg
الاستثمار فى مجال التنمية البشرية أساس التنمية الشاملة والمستدامة
الاقتصاد المتميز لا يجب أن ينسينا كفاءة استخدام مواردنا وترشيد النفقات
هيكلة الجهات الحكومية لرفع كفاءة الأداء وتجنب الازدواجية وتخفيض التكلفة
إنشاء المجلس الأعلى للصحة لتوفير أفضل مستوى من الرعاية الصحية
التركيز على برامج الدراسات العليا والبحوث العلمية في مؤسسة قطر
التنمية المستدامة وتطوير اقتصادنا وتنويع مصادره في مقدمة أولوياتنا
قطر رائدة في صناعة الغاز والمصدر والناقل الأول للغاز الطبيعي المسال
تدشين الميناء الأدرياتيكي من المشاريع المتميزة والرائدة في مجال الطاقة
الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية قائمة في كل المجالات الاقتصادية
قدمنا المالي الحكومي لمؤسساتنا بتوفير السيولة وطمأنة الأسواق المالية
توجيه استثمارتنا نحو التنوع والاستقرار والاستفادة من الفرص الواعدة
معدلات نمو الاقتصاد القطري مرتفعة مقارنة بمعدلات النمو العالمية
استمرارالنشاط الاقتصادي ساعد في التغلب على تداعيات الأزمة الاقتصادية
استمرار تمويل وتنفيذ الموازنة والحفاظ على الإنفاق في جميع القطاعات
الخليج شهدت في العقدين الماضيين صراعات هددت أمنه واستقراره
تعميق التعاون مع كل الدول على أساس التعايش السلمي والاحترام المتبادل
الحصار ما زال مستمراً على غزة وأن إعادة البناء حبر على ورق
نقف مع الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني والحوار المشترك بين الفصائل
الدوحة - الراية :
فيما يلي نص الخطاب الذي القاه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى فى افتتاح دور الانعقاد الثامن والثلاثين لمجلس الشورى صباح أمس:
بسم الله .. وعلى بركته سبحانه وتعالى ، أعلن افتتاح دور الانعقاد الثامن والثلاثين لمجلس الشورى.
حضرات الاخوة الكرام أعضاء مجلس الشورى.
يسعدنى بهذه المناسبة أن أعرب لكم عن خالص تقديري واعتزازي بمجلسكم الموقر ولا شك أن مسيرة الإنجازات التي نعيشها اليوم تحتاج إلى جهدكم المخلص وتعاونكم المثمر مع الحكومة لنبني جميعاً مستقبل الأجيال ونحقق التنمية الشاملة لوطننا وصولاً للغاية التي نعمل من أجل بلوغها وهى سعادة الإنسان والمواطن القطري وأن تتبوأ قطر مكانتها اللائقة بين الدول والشعوب فى عالمنا المعاصر.
الإخوة الأعزاء
كنت قد أشرت في كلمتي إليكم في السنة الماضية إلى الرؤية الوطنية للدولة خلال السنوات العشرين القادمة وما تمثله من أهمية في رسم سياساتنا لجوانب الحياة المختلفة على أرض قطر. واليوم تبدأ أعمال دورتكم الجديدة وقد اكتمل جزء كبير من الأهداف المرحلية المرسومة، أضفنا فيها الكثير إلى ما حققناه عبر السنوات الماضية.
وفي هذا الإطار فقد بدأنا باتخاذ عدة خطوات على صعيد التنظيم الإداري لأجهزة الدولة كان من أهمها إعادة هيكلة الجهات الحكومية في إطار عملية مراجعة شاملة للإطار التنظيمي والمؤسسي للجهاز الحكومي شملت الوزارات والهيئات والمؤسسات وغيرها من الأجهزة الحكومية بغية رفع كفاءة الأداء في تلك الجهات وتجنب الازدواجية والعمل على تخفيض التكلفة دون مساس بجودة أداء الأنشطة والخدمات وسرعة إنجازها وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المالية والبشرية.
وكان المواطن القطري كما هو عهدنا الدائم في مقدمة أولوياتنا من أجل إعداده وتأهيله وكفالة أسباب الحياة الكريمة له إيمانا منا بأن تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة إنما يكون بالأساس من خلال الاستثمار فى مجال التنمية البشرية والارتقاء بقدرات الإنسان القائم على تنفيذ وإدارة الجوانب المختلفة للتنمية الشاملة.
وقد تجلى ذلك في العديد من الإجراءات التي قمنا بها وتستهدف المواطن في جوانب حياته المختلفة ومنها: إنشاء المجلس الأعلى للصحة ليتولى توفير أفضل مستوى من الرعاية الصحية وتقديم الخدمات الصحية بمستوى يرقى إلى المستوى السائد في الدول المتقدمة.
كما تمت إعادة تنظيم المجلس الأعلى للتعليم والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة للقيام على تطوير التعليم والارتقاء بمستواه بما يكفل تلبية احتياجات الدولة من الموارد والكفاءات البشرية المتميزة في مختلف المجالات والعمل على تعزيز مكانة الأسرة ودورها في المجتمع والنهوض بها وبأفرادها والمحافظة على أسرة قوية متكافلة متماسكة ترعى أبناءها وتلتزم القيم الأخلاقية والدينية والمثل العليا.
كما تشهد المرحلة الحالية من تطور مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والتركيز على برامج الدراسات العليا والبحوث العلمية التي ترتبط باستراتيجية البحث العلمي الوطنية وأولويات تلك البحوث حيث بدأت تلك الاستراتيجية بإحداث برامج البحوث الطبية الحيوية وفنون التصميم والعلوم الهندسية. وقد باشرت المؤسسة مشروعاً طموحاً من خلال التعاون مع العلماء العرب في الخارج في إنشاء معاهد نوعية قطرية للبحوث في العلوم الحيوية الطبية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة والبيئة.
الاخوة أعضاء مجلس الشورى
كما تعلمون فإن التنمية المستدامة وتطوير اقتصادنا الوطني وتنويع مصادره تأتي دائماً في مقدمة أولوياتنا وفي هذا المجال فقد استمرت الدولة في توسعة وتنويع استثماراتها العالمية من خلال عقد شراكات استراتيجية واستثمارات تجارية مع عدد من دول العالم في مجال البتروكيماويات والغاز والطاقة ومعامل التكرير ومحطات الغاز الطبيعي المسال.
وبعد حوالي العقدين من الجهد المتواصل والمكثف في إنتاج وتطوير احتياطاتنا من الغاز اصبحت قطر بفضل من الله إحدى الدول الرائدة في صناعة الغاز والمصدر والناقل الأول في العالم للغاز الطبيعي المسال.
وقد توجت هذه الجهود مؤخراً بافتتاح وتدشين الميناء الادرياتيكي لاستقبال الغاز الطبيعي المسال والذي يعتبر بحق من المشاريع المتميزة والرائدة في مجال الطاقة كما يعتبر الأول من نوعه في العالم بما يمثله من طفرة نوعية في إنشاء موانئ استقبال الغاز الطبيعي المسال كما سبق افتتاح مشروع قطر غاز 2 الذي يعد أول مشروع متكامل من نوعه في العالم وتم تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى بريطانيا عبر محطة ساوث هوك . وبالأمس القريب افتتحنا خط الإنتاج السادس لشركة راس غاز أحد مشروعاتنا الاستراتيجية الرائدة والذي يعد أكبر خط انتاج في العالم من حيث الطاقة الإنتاجية للغاز المسال.
وأود التأكيد على أننا لسنا فقط حريصين على الحفاظ على المكاسب التي حققناها في السنوات الماضية ولكننا أيضا مستمرون في البناء على ما أنجزناه فالتطوير والتحديث عملية متصلة ومتكاملة في إطار التنمية المستدامة التي باتت مع التقدم العلمي والإنساني لا تتوقف عند حد.
حضرات الإخوة الكرام،
ما زالت الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية قائمة في كل المجالات الاقتصادية وعلى الأخص في الدول النامية وعلى الرغم من أن هذه الأزمة نشات في مهدها في بلدان العالم المتقدم إلا أن آثارها تجاوزت تلك البلدان وامتدت لتشمل العالم أجمع.
وكنت قد دعوت في كلمتي إليكم العام الماضي إلى إعادة هيكلة النظام المالي العالمي وإخضاعه لإجراءات تنظيمية جديدة تأخذ مصالح الدول النامية بعين الاعتبار وأرى انه ما زال أمام دول العالم وبخاصة الدول المتقدمة الكثير لتفعله واستخلاص العبر من هذه الأزمة غير المسبوقة في مداها وتداعياتها على العالم أجمع فلا يجوز أن تمر الأحداث التاريخية الكبرى في تاريخ الاقتصاد العالمي دون الخروج منها بالدروس المستفادة واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمات في المستقبل.
والحقيقة أننا شأننا في ذلك شأن دول العالم كافة لم نكن بعيدين عن الآثار السلبية لتك الأزمة، وقد وجدنا لزاما علينا أن نعمل على الاستمرار في تنفيذ برامجنا المحددة وفقا لما هو مرسوم لها والاستمرار في تحقيق معدلات التنمية المنشودة وقد اتخذنا لذلك العديد من الإجراءات والتدابير للحد من آثارها السلبية علينا.
فقد بادرنا إلى تقديم الدعم المالي الحكومي لمؤسساتنا المالية الذي تمثل في المساهمة في زيادة رؤوس أموالها وشراء محافظها الاستثمارية في المجال العقاري وفي أسهم الشركات المحلية وهو ما مكن هذه المؤسسات من توفير السيولة اللازمة لدعم النشاط الاقتصادي المحلي وطمأنة الأسواق المالية المحلية والمتعاملين معها إلى قدرة اقتصادنا على الخروج متعافيا من هذه الأزمة.
كما حرصنا على توجيه استثماراتنا نحو المزيد من التنوع والاستقرار والاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة محلياً وعالمياً لدعم هذه الاستثمارات وهو ما ينعكس إيجابيا على إيرادات الدولة غير البترولية في المستقبل.
وأحمد الله أن ما اتخذناه من إجراءات قد ساهم بشكل فعال في الحد من الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية على خططنا الاقتصادية والتنموية وهو ما عكسته بعض المؤشرات المهمة ومن ذلك:
أولاً: انه على الرغم مما توقعته المؤسسات المالية العالمية من انخفاض معدلات النمو في معظم دول العالم المتقدمة والنامية على السواء فإن معدل نمو الاقتصاد القطري للسنة المالية الحالية سيبلغ حوالي 9 % كما يقدر أن يكون معدل النمو في السنة المالية القادمة حوالي 16 % وهي معدلات مرتفعة مقارنة بمعدلات النمو العالمية الأمر الذي يؤكد مدى نجاح دولة قطر في التعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية بالاستخدام الفعال لأدوات السياسة المالية والنقدية.
ثانياً: استمرار النشاط الاقتصادي ونموه في دولة قطر الأمر الذي ساعد إلى درجة كبيرة في التغلب على تداعيات الأزمة الاقتصادية بالمحافظة على مستويات التوظيف وإعادة التوازن في القطاع العقاري الذي كان أحد أسباب التضخم في المرحلة السابقة كما أن استقرار الأداء الاقتصادي للدولة واستمرار رقابة الحكومة على الأسعار في الأسواق أسهما إيجابياً في استقرار الأسعار ومن ثم الحفاظ على المستويات المعيشية للمجتمع.
ثالثاً: الاستمرار في تمويل وتنفيذ الموازنة العامة الحالية والحفاظ على وتيرة الإنفاق العام في جميع القطاعات الاجتماعية والتعليمية والصحية وتنفيذ جميع البرامج العملاقة في مجالات النفط والغاز والبنية التحتية والاستثمار وذلك مع الحرص على تحقيق التوازن بين العرض والطلب لتفادي العودة إلى ظاهرة التضخم.
وعلى الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية بودي أن أؤكد أن المركز الاقتصادي والمالي المتميز لدولة قطر لا ينبغي أن ينسينا أهمية الكفاءة في استخدام مواردنا المالية واستمرار العمل على ترشيد النفقات وزيادة الإيرادات والتوجه إلى تحقيق المزيد من الاستثمارات الاقتصادية طويلة المدى محليا وعالميا باعتبارها الدعامة الأساسية للاستمرار في تحقيق التنمية المستدامة لوطننا.
.