المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا يمل الله حتى تملوا



امـ حمد
05-11-2009, 06:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان رسول الله0 صلى الله عليه وسلم0 يسر لما يراه في صحابه رجالاً ونساءً..من حبهم لقيام الليل .. ويفرح أيما فرح من طول قنوتهم وأزيز أصواتهم..وهم يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون .
إن هذا الدين لم يأت أبدا ً لشقاء الإنسان أو تكليفه فوق

طاقته .. كلا .. فقد قال سبحانه وتعالى - طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى -
ولم يأت للتعسير على بني البشر وقد قال سبحانه -يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر -
ونفى أن يكون هذا الدين قد جاء بالحرج. أو المشقة0

أو التضييق علي الناس

فقد قال تعالى -ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج . وقال تعالى لا يكلف الله نفسا ً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت
ولهذا جاءت القاعدة الذهبية التى تنادى بها ديننا الحنيف وهى قاعدة رفع الحرج0 التى ملأت سمع الزمان .

وإنما يقوم بالعمل وقت نشاطه وقوته وحضور ذهنه.. فإذا تعب وشق عليه الأمر فليقعد ليريح نفسه..وإن غلبه النعاس نعس حتى يريح عقله وبدنه.. لأنه طالما استراح قام نشيطا .فعاود عبادة ربه من جديد .. واجتهد في طاعة مولاه وهو حاضر الذهن .. قوى البدن .
هذه هي رحمة الإسلام ، وهذه هي شفقة النبي- صلى الله عليه وسلم- بأمته
فكم من عبد أتعب نفسه وأرهقها في ميادين الطاعات ثم خرج من ذلك كله صفر اليدين .. وذهبت أعماله سدى .. واختفت طاعاته .. وضاعت هباء منثورا .على خلفيات خبث مقصده..أو فساد نيته .. أو إعجابا ً بطاعته .. أو رياء ً بعبادته .
وإن هذا الذي يحب الله أن يطيل القنوت له يراوح بين أقدامه تاليا ً لآياته مسبحا ً بحمده ذاكرا ً لجلاله..شاكرا ً لفضله..خاشعا ً متبتلا .يسكب في حبه سبحانه العبرات .
فالغاية القصوى والمقصد الأسمى من القربات أو الطاعات أن تحدث تلك الطاعات أنسا ً بين العبد وبين خالقه ومولاه .
ولا يحدث ذلك إلا بحضور قلب..ونشاط نفس..وانفعالات وجدان ..ولا يتأتى ذلك إلا في حالة نشاط الإنسان .. وانقطاعه عن كل الشواغل التى تحول بينه .. وبين من يناجيه سبحانه وتعالى
كان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا رأى في بعض صحابته شططا أو غلوا ً إلا وردهم إلى الحق المبين
ويرشدهم إلى الوسطية والاعتدال في كل شئ .. وهو يقول لهم أما إني أصوم وافطر..وأقوم و أرقد..وأتزوج النساء ، هذه سنتي.. فمن رغب عن سنتي فليس منى
بل ويعلمهم أن هذا الدين لا يبالغ في اهتمامه بالروح على حساب البدن أو أن يطغى حق البدن على حق الروح .. بل الروح والبدن كل متكامل في منظومة هذا الدين العظيم
وقال -صلى الله عليه وسلم- لا رهبانية في الإسلام. ومن أجل هذا أمر بحل ذلك وقال ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد
إن هذا الحديث يدل على الاجتهاد في العبادة ، والتفاني في كل ما يرضى الله تبارك وتعالى من ذكر له سبحانه وتلاوة لكتابه الكريم وقيام له بالليل .
لقد كان هذا هو حالهم .. أكرم به من حال يحبه الله ويرضاه ، وأنعم بذلك من تجارة لن تبور لأنها مع الله سبحانه الجواد الكريم الذي يجزل العطاءات ويفيض بالرحمات والكرامات لأنه أهل للنعمة والفضل والعطايا والهبات تقدست أسماؤه وجل شأنه في الأرض والسماوات .

علموا كما أخبرهم الصادق الأمين صلوات الله وتسليماته عليه أن من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا ً إلا أعطاها إياه
وأن الرب تبارك وتعالى ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة في ثلث الليل الأخر .. نزولا ً يليق بجلاله سبحانه وتعالى فيقول - أنا الملك .. أنا الملك .. من ذا الذي يدعوني فاستجيب له .. من ذا الذي يسألني فأعطيه .. من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ".
فراحوا يطلبون من الكريم ما يحبون ، ويسألونه كل ما يرغبون ، وكان أسمى ما يطلبون وأعلى ما يسألون أن يرضى عنهم رضوانا لا يغضب بعده أبدا .


ولم لا يكون هذا هو حالهم وقدوتهم هو إمام المتقين وسيد المجتهدين وخير المجتهدين محمد صلى الله عليه وسلم .. الذي كان يقوم من الليل فيقرأ ويبكى حتى تخضل لحيته وتبتل الأرض من تحت جبهته خشوعا ً وتبتلا ً وخشية لله .. يقوم ويطيل حتى تتفطر قدماه .
اطلع الله على قلوبهم فعلم منها الصدق والإخلاص فاختارهم من بين الخلق لصحبته نبيه ونشر دينه واختصهم واختص من سار على دربهم إلى يوم القيامة ليكونوا خير أمة أخرجت للناس تنشر الحق والخير والعدل وتشيع الرحمة بين جميع الخلائق حتى استحقت هذه الأمة وصف الله لها في أعظم كتاب وجد على وجه الأرض فقال تعالى - كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله

فالحمد لله أن أرسل إلينا نبي الرحمة محمدا ً وهدانا إلى خير دين هو قائم على الرحمة فالحمد لله أولا ً والحمد لله آخرا ً

فارس الكلمة
05-11-2009, 06:29 PM
كلام جميل .. بارك الله فيك ..

هل هذا من أختيارك .. أم من كتاباتك ..؟

بوعلي2
05-11-2009, 07:47 PM
بارك الله فيج وجزاج الله خير

في ميزان حسناتج ان شاء الله

الصديق الوفي
05-11-2009, 08:27 PM
بارك الله فيك ياأختي الكريمه على مشاركاتك الطيبه دائما وكثر الله من امثالك