المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين اليأس والأمل



امـ حمد
06-11-2009, 05:57 PM
بين اليأس والأمل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد وهو يحدثنا حديث يعقوب -يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون-
أن يكون الانسان الذي يعيش الأمل في عقلك وقلبك يساوي أن تكون مؤمناً، وأن يكون الانسان اليائس يساوي أن تكون كافراً، والله يريد من الانسان أن لا يياس من رحمته، وأن لا ييأس من سخطه وغفرانه، حتى أن اليأس من رحمة الله يعد من الكبائر، بل لا بد له من أن يستنطق صفة العفو والرحمة لدى ربه، فهو الذي عفوه أكثر من غضبه، وهو الذي سبقت رحمته غضبه، وهو الغفور الرحيم -ورحمتي وسعت كل شيء- ولذلك فلا بد للانسان المؤمن حتى لو تجاوز الحدود المعقولة في الذنب، لا بد أن يفكر أن الله قد فتح التوبة بأوسع مما بين السماء والأرض.
في بعض الآيات تشعر بأن الكلمة الربانية مملوءة بالحنان -قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم-
لا تقنطوا من رحمة الله- لا تقولوا لقد قطعنا شوطاً كبيراً في المعصية ولن يرحمنا الله، لأن شأن ربكم الذي عصيتموه وأسرفتم في معصيته، شأنه المغفرة والرحمة -إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم- وهكذا ينبغي للانسان أن يعيش الأمل بعفو الله ومغفرته ولكن لا بالمستوى الذي يستسلم فيه لأحلام العفو والرحمة بحيث يدفعه ذلك إلى استسهال المعصية كالكثيرين من الناس الذين يسوفون التوبة، ويستعجلون الذنب، ويقولون غداً نتوب،
فالشاعر يقول
لا تقل في غد أتوب لعل الغد يأتي وأنت تحت التراب
فمن يا ترى يضمن لك أن تتوب في الغد، فقد لا تحيا في الغد أو إذا حييت فقد لا توفق، لذلك لا بد أن يعيش الانسان بين نور خيفة ونور رجاء -خف الله خيفة لو أتيته بحسنات الثقلين لعذبك، وارج الله رجاء لو أتيته بذنوب الثقلين لغفر لك- هذا التوازن بين الخوف والرجاء هو الذي يدفعك إلى الطاعة ويمنعك عن المعصية ويمنعك عن اليأس،
وإن الله سبحانه وتعالى يريد أن يقول لنا من خلال قصة يوسف 0 ويعقوب 0 إن على الانسان أن لا يفقد الأمل، لأن فقدان الأمل يعني الكفر، وهو أن تقول بأن الله غير قادر على أن يحل مشكلتك ولكن لا بد لمشكلتك من عمر تقطعه،
اليأس يعني عدم الإيمان بقدرة الله مطلقاً، وبالتالي يؤدي إلى الكفر، لأن من أسس الإيمان أن نؤمن بالقدرة لله سبحانه وتعالى، فعلى الانسان المؤمن إذا أحاطت به المشاكل أن يدرسها على أساس الواقع، والآفاق التي يتطلع إليها وأن لا يحبس نفسه في سجن ضيق من التشاؤم ومن اليأس، بل يفتح لنفسه كل أبواب الرجاء وكل أبواب الأمل، وأن يحصل على الرزق من حيث لا يحتسب -ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب-
ومن يتوكل على الله وهو يسعى لحل مشكلته، وهو يخطط للمستقبل، -ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره- فإذا أراد الله شيئاً بلغه -قد جعل الله لكل شيء قدراً-قد جعل الله للمشاكل قدراً محدوداً، ولحلولها قدراً محدوداً وفتح للانسان أكثر من أفق جديد، في عقولنا وفي قلوبنا ومشاعرنا، فأن نكون المؤمنين يعني أن لا يزحف اليأس إلى حياتنا . فإذا كنت تشعر بالظلام ففكر بنقاط الضوء التي تجدها منتشرة في الحياة حتى تلتقي بالفجر وفي قلبك أكثر من أمل وفي قلبك أكثر من انفتاح على الشروق، ليس هناك ظلام مطلق، علينا أن ننتج النور من عقولنا و من قلوبنا و من جهدنا لنلتقي بالنور الذي يفتحه الله لنا من خلال إشراقة شمسه

المتضرعه لله
07-11-2009, 12:55 AM
ام حمد

جزيتي الجنه وبارك الله فيك

امـ حمد
07-11-2009, 05:00 AM
ام حمد

جزيتي الجنه وبارك الله فيك





ويزاااج ربي الجنه اختي

amal000
07-11-2009, 12:36 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
08-11-2009, 04:29 AM
وجزاكم الله خير