سيف قطر
11-11-2009, 06:10 AM
لدينا توجيهات واضحة بأولوية توظيف القطريين ..مدير عام شبكة الجزيرة وضاح خنفر
في حوار جريء وشامل مع الشرق:نسـبة الموظفـين القـطرييـن 22% وهي الأعلى في الشبكة
2009-11-11
لهــذه الأســباب أرجـأنـا مشروع جــــريدة الجــزيـرة الدولـيـــة
لدينـــا توجيهـات واضـحة بأولـويـة توظـيـف القطـرييـن
لم نهادن بعض الأنظمة بدليل استمرار التهجم علينا
هذه هـي إنـجازاتنا هي نــقـاط وتـــلـك ضعفنا
نواجـه مـنـافــسـة شـديدة بــالسوق القطري عـلى الـوظـائـف التحريرية
أطلقنا مكتبين للتطوير الإداري والتحريري حفاظا على تطورنا الدائم
حصة الجزيرة 57% من نسبة نسبة مشاهدي الفضائيات العربية
استراتيجية الجزيرة تدريب القطريين وتأهيلهم للعمل الإعلامي
بعض قطاعات الجزيرة تصل نسبة القطريين فيها إلى % 60
أرجأنا مشروع جريدة الجزيرة الدولية لاستكمال دراسات الجدوى
نـعم لانسـعى للـربــح لكـن نبـحث عـن مصــادر للتـمــويـل
نسبة الموظفين القطريين 22 % وهي الأعلى في الشبكة
نعم قطر تحملت عبء الجزيرة
تناولنا قضايا قطرية لم يجرؤ أحد على تناولها
الجزيرة تستقطب 141 مليون مشاهد عربي وفقا لأحدث الدراسات
الجزيرة ليست انعكاسا لسياسة قطر وعلاقاتها مع الدول
أجرى الحوار: جابر الحرمي - حسن حاموش:
قادت الجزيرة حركة تغيير واسعة في الإعلام العربي عندما بادرت قبل ثلاثة عشر عاما إلى كسر جدار الصمت وتحرير الإعلام من سطوة الأنظمة العربية التي كانت
تحجب المعلومات وتتحكم في قنوات وصولها إلى الجمهور، ولم تتوقف حركة الجزيرة عند هذا الحد بل توسعت بدورها الريادي لتغطي جميع مناحي الإعلام وفي كل
منحى كانت السباقة والمميزة لتؤسس مدرسة إعلامية متكاملة لا مثيل لها في الشرق الاوسط . فالقناة التي ولدت عام 96 سرعان ما تفرع عنها المشروع تلو المشروع
لتصبح شبكة اعلامية نموذجية تضم مجموعة قنوات اخبارية ورياضية ووثائقية ومباشرة وانجليزية وموقعا الكترونيا هو الاهم والافضل بين المواقع العربية فضلا عن
مركز التدريب ومركز الدراسات اضافة إلى مهرجان الجزيرة وغيره من المشاريع التي أثرت الساحة الاعلامية .
هذه المنارة الإعلامية تعرضت منذ انطلاقها لمحاولات دؤوبة لحجب نورها المسلط دوما على الحقيقة في كل زمان ومكان وكانت هذه المحاولات تزيدها نورا وإشعاعا
وتألقا لتبقى سيدة الإعلام العربي بلا منازع . مما جعلها موضع جدل دائم في أوساط السياسيين والإعلاميين .
وفي غفلة من الزمن حدث شيء ما خفف وهج وديناميكية الجزيرة وخصوصا في السنتين الأخيرتين مما أثار التساؤلات وفتح ابواب التكهنات، فيما صناع القرار في
الشبكة ملتزمون بالصمت لا يردون على انتقاد ولا يكترثون لاتهام ولا يفصحون عن وقائع تروي ظمأ المشاهد المتعطش لمعرفة ما يدور حول الجزيرة الضيف الدائم
في منزله .
وقد كان العنصر اللافت هو التحول الجذري في الاتهامات شكلا ومضمونا؛ فالأصوات التي كانت تتهم الجزيرة بالتحريض على هذا النظام أو ذاك باتت تتهمها بأنها
مهادِنة لبعض الانظمة وإبعاد المجهر عن احداث كانت حتى الامس القريب تتصدر نشراتها الاخبارية مما جعل البعض يقول ان الجزيرة انعكاس لسياسة قطر .
وقد تناغمت تلك الاتهامات مع ارتفاع الصوت في بعض الاوساط القطرية معتبرة الجزيرة مجحفة بحق الكوادر القطرية فيما جاءت الأزمة المالية العالمية لتزيد
التكهنات والتساؤلات عن احوال هذه الشبكة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس . . فما هي حقيقة أوضاع الجزيرة هل مازالت على ثوابتها أم تغيرت توجهاتها؟ وهل هذه
القناة تميل لتيار ايدولوجي يتحكم في صناعة أخبارها أم موضوعيتها راسخة لا تتبدل؟ . . هل أثرت الازمة المالية على مشاريعها وصارت الأولوية لمصادر التمويل؟ . .
هل أسوار الشبكة عالية على القطريين ام انها تستوعب اكبر قدر من الموظفين القطريين؟ . . لماذا تسربت بعض الكوادر القطرية من الجزيرة ووفق اي معايير تم
الاستغناء عن بعض الموظفين . . ما هي استراتيجية عمل الجزيرة، وما هي خططها المستقبلية؟ .
كل هذه التساؤلات وغيرها من الاسئلة التي تشغل بال جمهور الجزيرة الذي يقدر بنحو 141 مليون مشاهد عربي شكلت محاور الحوار الاول من نوعه مع مدير عام
الشبكة السيد وضاح خنفر الذي قدم رؤية متكاملة وأماط اللثام عن كثير من الأمور التي كانت غامضة بالنسبة للجمهور ومحيرة للنقاد :
بعد تجربة 13 عاما هل دخلت الجزيرة منعطفا جديدا؟
— هناك مبدأ ثابت وهو ان اي شبكة اعلامية لاتنمو ستموت. وهذه نقطة مهمة جدا. فالحقيقة ان شبكة الجزيرة في سعي دائم للتطور في كل لحظة وفي كل يوم نشعر بحاجتنا الى التطور والتطوير، خصوصا وأننا في سوق اعلامية شديدة المنافسة، ولذلك لابد لنا ان نبقى على تطور دائم. وبهذا المعنى فان الذكرى الثالثة عشرة تمثل محطة مهمة اردنا من خلالها اطلاق رؤيتنا للتجديد، سواء عبر تجديد القناة او عبر اطلاق مشاريع جديدة للشبكة ابرزها الاعلان عن تأسيس مكتبين الاول مكتب التطوير المؤسسي بإدارة د. عبد العزيز الحر وهو من القيادات الادارية الكفؤة في قطر، والثاني مكتب التطوير التحريري على مستوى الشبكة برئاسة الاستاذ ابراهيم هلال نائب رئيس تحرير الجزيرة الانجليزية، ويهدف مكتب التطوير المؤسسي الى مراجعة ادارات الشبكة والتأكد من فعالية العمل الاداري وتخفيض البيروقراطية واعادة النظر في اللوائح الداخلية. وبالنسبة لمكتب التطوير التحريري فانه يهدف الى التكامل مابين القناة العربية والقناة الانجليزية وتوثيق لغة الجزيرة التحريرية من خلال تكثيف دورات التدريب للقادمين الجدد للجزيرة وتوثيق روح الجزيرة وفكرها..
هل هذا التطوير يستند الى دراسات ام انه ردة فعل تنافسية؟
— بالطبع يستند لدراسات فقد طلبنا من احدى الشركات العالمية اجراء مسح استطلاعي لاراء المشاهدين العرب في الجزيرة وتم استقصاء 27 الف مشاهد في 14 دولة عربية واستمرت عدة اشهر، والشركة هي شركة نيلسن العالمية المتخصصة في هذا المجال. وقدمت لنا دراسة من الف صفحة تضمنت شرحا مفصلا للاراء حول كل نشرة وكل برنامج وكل مذيع وكل ساعة اخبارية هذا على صعيد الاداء الاعلامي. اما بالنسبة الى الشأن الاداري فقد شكلنا مجموعة عمل من نخبة المديرين في القطاعات والادارات قامت بدراسة دقيقة خلصت الى مجموعة نتائج ابرزها انه لابد من تحديث الهيكل الاداري ولابد من ازالة البيروقراطية واعتماد اللامركزية الادارية في العمل، ولابد من الرشاقة في اداء المؤسسة حتى تصبح اكثر ديناميكية. ويمكن القول ان التطوير هو نتيجة لدراسات اوصت بوجوب التطوير في جناحي العمل الاداري والمؤسسي.
141 مليون مشاهد
وهل تناولت الدراسات جانب حضور الجزيرة في ساحة الفضائيات العربية؟
— نعم هذه نقطة مهمة جدا حيث ان شركة نيلسن تقول في دراستها ان حضور الجزيرة في العالم العربي ارتفع الى 141 مليون مشاهد. وهذه النتيجة كانت وفقا لسؤال الدراسة حول: ماهي القنوات التي شاهدتها هذا الاسبوع؟ فقال 141 مليونا في العالم العربي انهم شاهدوا الجزيرة، وهذه نسبة عالية جدا مقارنه بما نعتقده سابقا من ان الرقم اقل من ذلك بكثير ونحن تريثنا في الاعلان عن هذا الرقم حتى نتأكد وقد قمنا باستدعاء الباحثين الى جلسة حوار واستمعنا الى كل التفاصيل التي اكدت دقة الرقم. علما ان استطلاعات الراي تحتمل نسبة خطأ تتراوح من 5 الى 7 %. اما النقطة الثانية في الدراسة التي لاتقل اهمية عن الاولى فهي نسبة مشاهدة الجزيرة مقارنة بالقنوات الاخرى حيث حصلت الجزيرة على نسبة 57 % فيما الفارق كبير مع القنوت الاخرى.
جريدة الجزيرة الدولية
بما اننا نتحدث عن مشارع التطوير كيف تفسر تجميد مشروع جريدة الجزيرة الدولية وماهي الاسباب؟
— اعتقد ان مشروع جريدة الجزيرة تم تأجيله من اجل اعادة التقييم ومعرفة اين يمكن ان يوضع وفي اي اطار من اطر عملية التطوير بالشبكة. خصوصا وان الشبكة كما هو معروف مبنية على الاعلام المرئي والالكتروني. وضمن نتائج الدراسة الخاصة بالشبكة تبين لدينا تنامي ظاهرة ما يطلق عليه صحافة الناس او الاعلام التفاعلي عبر الانترنت مما دفعنا لاعادة تقييم المشروع انطلاقا من تساؤلات: هل الجزيرة تحتاج الى جريدة يومية ام مزيد من التطوير في مجال الانتاج التلفزيوني والقنوات المتخصصة؟ ولذلك ارتأينا تأجيل المشروع في الوقت الراهن.
هل نفهم ان سبب التاجيل هو تحول بعض الصحف العالمية من ورقية الى الكترونية؟
— نحن نشهد ثورة تحول الكتروني فالصحف العالمية تتحول الى الانترنت وكذلك القنوات الفضائية. وانا متأكد انه بعد خمس سنوات قادمة لن تكون شاشات التلفزيون كما هي حاليا. هناك استخدام واسع للانترنت ليس من قبل الصحف وحسب بل ومن قبل الفضائيات. فالافلام الوثائقية وغيرها قد لانشاهدها في المستقبل القريب عبر شاشات التلفزيون بل سيكون ذلك عبرالانترنت حيث بات بامكانك الان تحميل اي برنامج تريد مشاهدته عبر الانترنت وتشاهده ساعة تشاء وليس في وقت بثه. نحن نشهد الان تحولا استراتيجيا في عالم الاعلام. فالانترنت سوف تحل ليس فقط مكان الورق بل مكان الستالايت. والتحول الجذري سيكون كيف سنتعامل نحن كمحررين وغرف اخبار مع هذه النقلة الالكترونية.
الجزيرة الرياضية
نلاحظ اهتمام الجزيرة بالقنوات الرياضية فهل هذا نتيجة الاقبال الجماهيري على البرامج الرياضية؟
ـ الموضوع الرياضي في العالم العربي كان لفترات طويلة موضع عثرات كثيرة. وقد تمكنت الجزيرة ان تحقق ديمقراطية المشاهدة الرياضية في العالم العربي بحيث بات بامكان المشاهد العربي ان يحصل على باقة واسعة من القنوات. والهدف مساعدة المشاهد على الدخول الىالقنوات الرياضية بيسر وسهولة. كما ان الدخل الذي يتحقق من البرامج الرياضية كبير. فالقنوات الاخبارية ليست مربحة بل هي مكلفة جدا والاعلانات لاتغطي تكلفة البرامج الاخبارية. بينما الرياضية مختلفة وهناك حقوق نشتريها ونبيع هذه الحقوق عبر البث لقنوات ووسائل اعلامية. وهذا مايجعل الدخل الرياضي اكبر بكثير.
مصادر التمويل
استنادا الى ماذكرت هل يمكن القول ان الجزيرة تبحث عن مصادر تمويل؟
— الجزيرة ليس هدفها الربح قطعا لكنها تسعى لتعزيز مصادر لتغطية التكاليف وليس لتحقيق الربح. ولانريد ان يكون ذلك هو الهدف الاسمى حتى لايؤثر ذلك على سياستنا التحريرية.
هل تعتبر ارتفاع نسبة الاعلان الذي شهدته القناة مؤخرا يندرج ضمن هذا التوجه؟
— النقص الذي شهدته الجزيرة بحجم الاعلان في الفترة السابقة لم يكن بسبب اننا لانريد اعلانات. كانت المشكلة في بعض الاحيان سياسية حيث ان بعض الدول لاتريد الاعلان في الجزيرة لاسباب سياسية لكن في الفترة الاخيرة بدأت الشركات العالمية التي تريد الترويج لمنتجاتها في الشرق الاوسط تتوجه الى الجزيرة بعدما ثبت لديها ان الجزيرة الاوسع انتشارا في الوطن العربي. ولذلك لاحظنا ارتفاع نسبة الاعلانات في القناة وقد حقق هذا الارتفاع دخلا مقبولا. كما ان الاعلان تعزز ايضا بفضل الشراكة مع قطر ميديا التي تولت القيام بدور الوكيل الاعلاني وهي شركة متخصصة ولديها مكاتب في معظم العواصم وفريق عمل مؤهل للتسويق الاعلاني مما انعكس ايجابا على ارتفاع نسبة الاعلانات في الجزيرة.
لكن هناك من يقول ان ارتفاع نسبة الاعلانات بسبب مهادنتكم لبعض الدول والانظمة؟
— لا اظن ذلك بدليل انه في الاسبوع الماضي تعرضنا لهجوم من اربع اوخمس دول بسبب تغطيتنا لاحداث معينة ولانتخابات رئاسية وبرلمانية. والسلطة الفلسطينية هاجمتنا بسبب تغطيتنا لتقرير جولدستون. اذن مؤشر الدول المقاطعة او المهاجمة للجزيرة مازال حافلا بل ان هناك اتهامات اكثر عدائية. فالمشكلة هي ان الطرف السياسي الذي يخسر سياسيا في ارضه يتهم الجزيرة ويحملها المسؤولية وكأن الجزيرة هي التي صنعت الحدث. في حين ان الواقع هو ان الجزيرة غطت الحدث بموضوعية وتفاعلت معه. بينما لانجد موضوعية في النقد الذي يوجه الينا.
اساليب قمعية
الى ماذا تعزو إقدام بعض الدول على اغلاق مكاتب الجزيرة؟
— اعتقد ان الانظمة العربية لم تتفهم شيئا من طبيعة الاعلام. بل ان كثيرا من الحكومات العربية تزداد شراسة ضد الجزيرة وضد الاعلام بشكل عام. علما ان الاعلام العصري بات مقاوما للاجراءات التعسفية والقمعية. فقد كان البعض يظن انه بمجرد اعتقال مراسل او اغلاق مكتب للجزيرة ينتهي الامر. لكنهم اكتشفوا انه كلما ازدادت الاجراءات بطشا بحق الجزيرة كلما ارتفعت نسبة المشاهدين للقناة. لذلك لجأت بعض الانظمة الى استخدام وسائل جديدة كالتعرض بالضرب لمن يتحدث الى الجزيرة وملاحقة من يشاهد الجزيرة واغلاق هواتف من يريد التحدث الى الجزيرة. وقد اكتشفنا انهم يعمدون شغل خط الذي يريد التحدث الى الجزيرة للحيلولة دون اتمام المكالمة. وفي بعض الاحيان يقوم ضابط مخابرات بالرد نيابة عن الشخص الذي نتصل به ويتحدث معنا على اساس انه الضيف ثم نكتشف الحقيقة. نحن امام اساليب جديدة من تدخل المخابرات والتدخل الرسمي من اجل احتواء التغطية الاعلامية الحرة للقناة وهناك دول بدأت تكف عن اغلاق المكاتب وملاحقة المراسلين وتستخدم اساليب غير مباشرة.
كيف تتعاملون مع الدول التي تغلق مكاتبكم هل تهادنونها ام تصعدون الموقف ضدها؟
— نحن نتعامل بموضوعية، ليس هدفنا التعرض الى اي جهة بغرض التعرض. نحن ننقل الخبر ونسلط الضوء على الحدث، وما حصل في رام الله نموذج فقد اقدمت السلطة على اغلاق مكاتبنا لكنها تراجعت عن ذلك. لان من يغلق مكتب الجزيرة يخسر ويحرم نفسه من فرصة التعبير عن وجهة نظره عبر القناة خصوصا وانه لم يعد بالامكان حجب الاخبار والمحللين عن تناول اي حدث في العالم فاذا اقفلت دولة مكتب الجزيرة خسرت فرصتها لتوضيح وجهة نظرها امام المشاهدين وبقيت الفرصة متاحة للمحللين والعارضين والكتاب.
السياسة القطرية
الى اي حد اثرت السياسة القطرية على تغطيتكم للاخبار وتعاملكم مع الاحداث؟ — احيانا تجد مفارقات كبيرة في هذا الموضوع حيث ان بعض الدول التي ترتبط بعلاقات سياسية طيبة مع قطر اقدمت على اغلاق مكاتبنا والعكس صحيح. بحيث تجد في المقابل ان بعض الدول علاقتها جيدة بالجزيرة في حين ان علاقتها بقطر ليست على مايرام. فالقضية اذن ان عمل الجزيرة ليس انعكاسا لسياسة قطر وعلاقاتها مع الدول. والصحيح هو ان الاحداث تفرض نفسها على الشاشة وطبيعة الاحداث قد تنعكس ايجابا او سلبا على هذا النظام اوذاك لكن قطر ليس لها علاقة بذلك. بل ان قطر تحملت عبء الجزيرة علما انها ليست معنية.
لكن الجزيرة لاتجرؤ على تناول الشأن القطري وتتغاضى عن بعض القضايا؟
هذا الكلام ليس دقيقاً بدليل أننا بدأنا بث برنامج مع الناس وقد خصص بمجمله لموضوع العمالة في قطر. وتحدث فيه عمال من مختلف المهن وانتقدوا نظام الكفالة والممارسات التي تحصل ضدهم واستضفنا مسؤولين للرد عليهم وكان البرنامج بمنتهى الموضوعية والشفافية. والى جانب ذلك أتساءل: هل نحن نضخم الأخبار في الكويت والامارات والسعودية والبحرين وعمان طبعا لا فنحن نتعامل مع الحدث وبحجمه الموضوعي. فعندما يوجد حدث نذكره وعندما لايوجد.. طبيعي أن لانذكر شيئاً. وهذا الوضع ينطبق على قطر عندما يوجد حدث نبادر الى تناوله مهما كان حجمه حتى لوكان بحجم الحريق الذي اندلع قبل مدة في منطقة الأسواق بالدوحة. نحن نتعاطى مع الشأن القطري كما نتعاطى مع سائر الدول. لابل أننا في أكثر من مرة سلطنا الضوء على قطر عبر حوارات مع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وتحدثنا معه في شؤون قطرية لم يجرؤ أحد على تناولها. واستطيع الجزم اننا لانحابي قطر لاننا موجودون في الدوحة.
استخدام المدونين
هل لديكم توجه لاستخدام المدونين لمواجهة النقص في المراسلين أو عند اغلاق مكاتبكم مثلما فعلت وسائل الاعلام الغربية خلال الانتخابات الايرانية؟
طموحنا في الجزيرة أن يتحول كل مشاهد الى مراسل ولو أن كل شخص يحمل جوالا واستخدمه بالطريقة السليمة وصور الحدث حينها اعتقد أنه لاتوجد قوة في العالم ولا جهاز مخابرات يمكنه ان يمنع انتشار المعلومات. ان استراتيجية الجزيرة هي استخدام مداخلات المشاهدين المصورة والسمعية من خلال نشرات الاخبار وبرامجها. وسنستخدم ذلك بطريقة أوسع وأشمل في منبر الجزيرة، ففي الماضي كان البرنامج يعتمد على الاتصالات الهاتفية بينما اليوم بات يعتمد على لقطات الفيديو ولقطات من يوتيوب وكل الوسائل التفاعلية. كما سنشجع الناس باستضافة أحد المدونيين لكي يشرح تجربته للمشاهدين ويشجعهم على الاقدام على خطوة مماثلة. وبمثل هذا الاسلوب نحقق أوسع قدر من المشاركة ونحقق ديمقراطية المعلومات ونكسر الاحتكار الرسمي لأدوات التعبير عن الرأي.
في حوار جريء وشامل مع الشرق:نسـبة الموظفـين القـطرييـن 22% وهي الأعلى في الشبكة
2009-11-11
لهــذه الأســباب أرجـأنـا مشروع جــــريدة الجــزيـرة الدولـيـــة
لدينـــا توجيهـات واضـحة بأولـويـة توظـيـف القطـرييـن
لم نهادن بعض الأنظمة بدليل استمرار التهجم علينا
هذه هـي إنـجازاتنا هي نــقـاط وتـــلـك ضعفنا
نواجـه مـنـافــسـة شـديدة بــالسوق القطري عـلى الـوظـائـف التحريرية
أطلقنا مكتبين للتطوير الإداري والتحريري حفاظا على تطورنا الدائم
حصة الجزيرة 57% من نسبة نسبة مشاهدي الفضائيات العربية
استراتيجية الجزيرة تدريب القطريين وتأهيلهم للعمل الإعلامي
بعض قطاعات الجزيرة تصل نسبة القطريين فيها إلى % 60
أرجأنا مشروع جريدة الجزيرة الدولية لاستكمال دراسات الجدوى
نـعم لانسـعى للـربــح لكـن نبـحث عـن مصــادر للتـمــويـل
نسبة الموظفين القطريين 22 % وهي الأعلى في الشبكة
نعم قطر تحملت عبء الجزيرة
تناولنا قضايا قطرية لم يجرؤ أحد على تناولها
الجزيرة تستقطب 141 مليون مشاهد عربي وفقا لأحدث الدراسات
الجزيرة ليست انعكاسا لسياسة قطر وعلاقاتها مع الدول
أجرى الحوار: جابر الحرمي - حسن حاموش:
قادت الجزيرة حركة تغيير واسعة في الإعلام العربي عندما بادرت قبل ثلاثة عشر عاما إلى كسر جدار الصمت وتحرير الإعلام من سطوة الأنظمة العربية التي كانت
تحجب المعلومات وتتحكم في قنوات وصولها إلى الجمهور، ولم تتوقف حركة الجزيرة عند هذا الحد بل توسعت بدورها الريادي لتغطي جميع مناحي الإعلام وفي كل
منحى كانت السباقة والمميزة لتؤسس مدرسة إعلامية متكاملة لا مثيل لها في الشرق الاوسط . فالقناة التي ولدت عام 96 سرعان ما تفرع عنها المشروع تلو المشروع
لتصبح شبكة اعلامية نموذجية تضم مجموعة قنوات اخبارية ورياضية ووثائقية ومباشرة وانجليزية وموقعا الكترونيا هو الاهم والافضل بين المواقع العربية فضلا عن
مركز التدريب ومركز الدراسات اضافة إلى مهرجان الجزيرة وغيره من المشاريع التي أثرت الساحة الاعلامية .
هذه المنارة الإعلامية تعرضت منذ انطلاقها لمحاولات دؤوبة لحجب نورها المسلط دوما على الحقيقة في كل زمان ومكان وكانت هذه المحاولات تزيدها نورا وإشعاعا
وتألقا لتبقى سيدة الإعلام العربي بلا منازع . مما جعلها موضع جدل دائم في أوساط السياسيين والإعلاميين .
وفي غفلة من الزمن حدث شيء ما خفف وهج وديناميكية الجزيرة وخصوصا في السنتين الأخيرتين مما أثار التساؤلات وفتح ابواب التكهنات، فيما صناع القرار في
الشبكة ملتزمون بالصمت لا يردون على انتقاد ولا يكترثون لاتهام ولا يفصحون عن وقائع تروي ظمأ المشاهد المتعطش لمعرفة ما يدور حول الجزيرة الضيف الدائم
في منزله .
وقد كان العنصر اللافت هو التحول الجذري في الاتهامات شكلا ومضمونا؛ فالأصوات التي كانت تتهم الجزيرة بالتحريض على هذا النظام أو ذاك باتت تتهمها بأنها
مهادِنة لبعض الانظمة وإبعاد المجهر عن احداث كانت حتى الامس القريب تتصدر نشراتها الاخبارية مما جعل البعض يقول ان الجزيرة انعكاس لسياسة قطر .
وقد تناغمت تلك الاتهامات مع ارتفاع الصوت في بعض الاوساط القطرية معتبرة الجزيرة مجحفة بحق الكوادر القطرية فيما جاءت الأزمة المالية العالمية لتزيد
التكهنات والتساؤلات عن احوال هذه الشبكة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس . . فما هي حقيقة أوضاع الجزيرة هل مازالت على ثوابتها أم تغيرت توجهاتها؟ وهل هذه
القناة تميل لتيار ايدولوجي يتحكم في صناعة أخبارها أم موضوعيتها راسخة لا تتبدل؟ . . هل أثرت الازمة المالية على مشاريعها وصارت الأولوية لمصادر التمويل؟ . .
هل أسوار الشبكة عالية على القطريين ام انها تستوعب اكبر قدر من الموظفين القطريين؟ . . لماذا تسربت بعض الكوادر القطرية من الجزيرة ووفق اي معايير تم
الاستغناء عن بعض الموظفين . . ما هي استراتيجية عمل الجزيرة، وما هي خططها المستقبلية؟ .
كل هذه التساؤلات وغيرها من الاسئلة التي تشغل بال جمهور الجزيرة الذي يقدر بنحو 141 مليون مشاهد عربي شكلت محاور الحوار الاول من نوعه مع مدير عام
الشبكة السيد وضاح خنفر الذي قدم رؤية متكاملة وأماط اللثام عن كثير من الأمور التي كانت غامضة بالنسبة للجمهور ومحيرة للنقاد :
بعد تجربة 13 عاما هل دخلت الجزيرة منعطفا جديدا؟
— هناك مبدأ ثابت وهو ان اي شبكة اعلامية لاتنمو ستموت. وهذه نقطة مهمة جدا. فالحقيقة ان شبكة الجزيرة في سعي دائم للتطور في كل لحظة وفي كل يوم نشعر بحاجتنا الى التطور والتطوير، خصوصا وأننا في سوق اعلامية شديدة المنافسة، ولذلك لابد لنا ان نبقى على تطور دائم. وبهذا المعنى فان الذكرى الثالثة عشرة تمثل محطة مهمة اردنا من خلالها اطلاق رؤيتنا للتجديد، سواء عبر تجديد القناة او عبر اطلاق مشاريع جديدة للشبكة ابرزها الاعلان عن تأسيس مكتبين الاول مكتب التطوير المؤسسي بإدارة د. عبد العزيز الحر وهو من القيادات الادارية الكفؤة في قطر، والثاني مكتب التطوير التحريري على مستوى الشبكة برئاسة الاستاذ ابراهيم هلال نائب رئيس تحرير الجزيرة الانجليزية، ويهدف مكتب التطوير المؤسسي الى مراجعة ادارات الشبكة والتأكد من فعالية العمل الاداري وتخفيض البيروقراطية واعادة النظر في اللوائح الداخلية. وبالنسبة لمكتب التطوير التحريري فانه يهدف الى التكامل مابين القناة العربية والقناة الانجليزية وتوثيق لغة الجزيرة التحريرية من خلال تكثيف دورات التدريب للقادمين الجدد للجزيرة وتوثيق روح الجزيرة وفكرها..
هل هذا التطوير يستند الى دراسات ام انه ردة فعل تنافسية؟
— بالطبع يستند لدراسات فقد طلبنا من احدى الشركات العالمية اجراء مسح استطلاعي لاراء المشاهدين العرب في الجزيرة وتم استقصاء 27 الف مشاهد في 14 دولة عربية واستمرت عدة اشهر، والشركة هي شركة نيلسن العالمية المتخصصة في هذا المجال. وقدمت لنا دراسة من الف صفحة تضمنت شرحا مفصلا للاراء حول كل نشرة وكل برنامج وكل مذيع وكل ساعة اخبارية هذا على صعيد الاداء الاعلامي. اما بالنسبة الى الشأن الاداري فقد شكلنا مجموعة عمل من نخبة المديرين في القطاعات والادارات قامت بدراسة دقيقة خلصت الى مجموعة نتائج ابرزها انه لابد من تحديث الهيكل الاداري ولابد من ازالة البيروقراطية واعتماد اللامركزية الادارية في العمل، ولابد من الرشاقة في اداء المؤسسة حتى تصبح اكثر ديناميكية. ويمكن القول ان التطوير هو نتيجة لدراسات اوصت بوجوب التطوير في جناحي العمل الاداري والمؤسسي.
141 مليون مشاهد
وهل تناولت الدراسات جانب حضور الجزيرة في ساحة الفضائيات العربية؟
— نعم هذه نقطة مهمة جدا حيث ان شركة نيلسن تقول في دراستها ان حضور الجزيرة في العالم العربي ارتفع الى 141 مليون مشاهد. وهذه النتيجة كانت وفقا لسؤال الدراسة حول: ماهي القنوات التي شاهدتها هذا الاسبوع؟ فقال 141 مليونا في العالم العربي انهم شاهدوا الجزيرة، وهذه نسبة عالية جدا مقارنه بما نعتقده سابقا من ان الرقم اقل من ذلك بكثير ونحن تريثنا في الاعلان عن هذا الرقم حتى نتأكد وقد قمنا باستدعاء الباحثين الى جلسة حوار واستمعنا الى كل التفاصيل التي اكدت دقة الرقم. علما ان استطلاعات الراي تحتمل نسبة خطأ تتراوح من 5 الى 7 %. اما النقطة الثانية في الدراسة التي لاتقل اهمية عن الاولى فهي نسبة مشاهدة الجزيرة مقارنة بالقنوات الاخرى حيث حصلت الجزيرة على نسبة 57 % فيما الفارق كبير مع القنوت الاخرى.
جريدة الجزيرة الدولية
بما اننا نتحدث عن مشارع التطوير كيف تفسر تجميد مشروع جريدة الجزيرة الدولية وماهي الاسباب؟
— اعتقد ان مشروع جريدة الجزيرة تم تأجيله من اجل اعادة التقييم ومعرفة اين يمكن ان يوضع وفي اي اطار من اطر عملية التطوير بالشبكة. خصوصا وان الشبكة كما هو معروف مبنية على الاعلام المرئي والالكتروني. وضمن نتائج الدراسة الخاصة بالشبكة تبين لدينا تنامي ظاهرة ما يطلق عليه صحافة الناس او الاعلام التفاعلي عبر الانترنت مما دفعنا لاعادة تقييم المشروع انطلاقا من تساؤلات: هل الجزيرة تحتاج الى جريدة يومية ام مزيد من التطوير في مجال الانتاج التلفزيوني والقنوات المتخصصة؟ ولذلك ارتأينا تأجيل المشروع في الوقت الراهن.
هل نفهم ان سبب التاجيل هو تحول بعض الصحف العالمية من ورقية الى الكترونية؟
— نحن نشهد ثورة تحول الكتروني فالصحف العالمية تتحول الى الانترنت وكذلك القنوات الفضائية. وانا متأكد انه بعد خمس سنوات قادمة لن تكون شاشات التلفزيون كما هي حاليا. هناك استخدام واسع للانترنت ليس من قبل الصحف وحسب بل ومن قبل الفضائيات. فالافلام الوثائقية وغيرها قد لانشاهدها في المستقبل القريب عبر شاشات التلفزيون بل سيكون ذلك عبرالانترنت حيث بات بامكانك الان تحميل اي برنامج تريد مشاهدته عبر الانترنت وتشاهده ساعة تشاء وليس في وقت بثه. نحن نشهد الان تحولا استراتيجيا في عالم الاعلام. فالانترنت سوف تحل ليس فقط مكان الورق بل مكان الستالايت. والتحول الجذري سيكون كيف سنتعامل نحن كمحررين وغرف اخبار مع هذه النقلة الالكترونية.
الجزيرة الرياضية
نلاحظ اهتمام الجزيرة بالقنوات الرياضية فهل هذا نتيجة الاقبال الجماهيري على البرامج الرياضية؟
ـ الموضوع الرياضي في العالم العربي كان لفترات طويلة موضع عثرات كثيرة. وقد تمكنت الجزيرة ان تحقق ديمقراطية المشاهدة الرياضية في العالم العربي بحيث بات بامكان المشاهد العربي ان يحصل على باقة واسعة من القنوات. والهدف مساعدة المشاهد على الدخول الىالقنوات الرياضية بيسر وسهولة. كما ان الدخل الذي يتحقق من البرامج الرياضية كبير. فالقنوات الاخبارية ليست مربحة بل هي مكلفة جدا والاعلانات لاتغطي تكلفة البرامج الاخبارية. بينما الرياضية مختلفة وهناك حقوق نشتريها ونبيع هذه الحقوق عبر البث لقنوات ووسائل اعلامية. وهذا مايجعل الدخل الرياضي اكبر بكثير.
مصادر التمويل
استنادا الى ماذكرت هل يمكن القول ان الجزيرة تبحث عن مصادر تمويل؟
— الجزيرة ليس هدفها الربح قطعا لكنها تسعى لتعزيز مصادر لتغطية التكاليف وليس لتحقيق الربح. ولانريد ان يكون ذلك هو الهدف الاسمى حتى لايؤثر ذلك على سياستنا التحريرية.
هل تعتبر ارتفاع نسبة الاعلان الذي شهدته القناة مؤخرا يندرج ضمن هذا التوجه؟
— النقص الذي شهدته الجزيرة بحجم الاعلان في الفترة السابقة لم يكن بسبب اننا لانريد اعلانات. كانت المشكلة في بعض الاحيان سياسية حيث ان بعض الدول لاتريد الاعلان في الجزيرة لاسباب سياسية لكن في الفترة الاخيرة بدأت الشركات العالمية التي تريد الترويج لمنتجاتها في الشرق الاوسط تتوجه الى الجزيرة بعدما ثبت لديها ان الجزيرة الاوسع انتشارا في الوطن العربي. ولذلك لاحظنا ارتفاع نسبة الاعلانات في القناة وقد حقق هذا الارتفاع دخلا مقبولا. كما ان الاعلان تعزز ايضا بفضل الشراكة مع قطر ميديا التي تولت القيام بدور الوكيل الاعلاني وهي شركة متخصصة ولديها مكاتب في معظم العواصم وفريق عمل مؤهل للتسويق الاعلاني مما انعكس ايجابا على ارتفاع نسبة الاعلانات في الجزيرة.
لكن هناك من يقول ان ارتفاع نسبة الاعلانات بسبب مهادنتكم لبعض الدول والانظمة؟
— لا اظن ذلك بدليل انه في الاسبوع الماضي تعرضنا لهجوم من اربع اوخمس دول بسبب تغطيتنا لاحداث معينة ولانتخابات رئاسية وبرلمانية. والسلطة الفلسطينية هاجمتنا بسبب تغطيتنا لتقرير جولدستون. اذن مؤشر الدول المقاطعة او المهاجمة للجزيرة مازال حافلا بل ان هناك اتهامات اكثر عدائية. فالمشكلة هي ان الطرف السياسي الذي يخسر سياسيا في ارضه يتهم الجزيرة ويحملها المسؤولية وكأن الجزيرة هي التي صنعت الحدث. في حين ان الواقع هو ان الجزيرة غطت الحدث بموضوعية وتفاعلت معه. بينما لانجد موضوعية في النقد الذي يوجه الينا.
اساليب قمعية
الى ماذا تعزو إقدام بعض الدول على اغلاق مكاتب الجزيرة؟
— اعتقد ان الانظمة العربية لم تتفهم شيئا من طبيعة الاعلام. بل ان كثيرا من الحكومات العربية تزداد شراسة ضد الجزيرة وضد الاعلام بشكل عام. علما ان الاعلام العصري بات مقاوما للاجراءات التعسفية والقمعية. فقد كان البعض يظن انه بمجرد اعتقال مراسل او اغلاق مكتب للجزيرة ينتهي الامر. لكنهم اكتشفوا انه كلما ازدادت الاجراءات بطشا بحق الجزيرة كلما ارتفعت نسبة المشاهدين للقناة. لذلك لجأت بعض الانظمة الى استخدام وسائل جديدة كالتعرض بالضرب لمن يتحدث الى الجزيرة وملاحقة من يشاهد الجزيرة واغلاق هواتف من يريد التحدث الى الجزيرة. وقد اكتشفنا انهم يعمدون شغل خط الذي يريد التحدث الى الجزيرة للحيلولة دون اتمام المكالمة. وفي بعض الاحيان يقوم ضابط مخابرات بالرد نيابة عن الشخص الذي نتصل به ويتحدث معنا على اساس انه الضيف ثم نكتشف الحقيقة. نحن امام اساليب جديدة من تدخل المخابرات والتدخل الرسمي من اجل احتواء التغطية الاعلامية الحرة للقناة وهناك دول بدأت تكف عن اغلاق المكاتب وملاحقة المراسلين وتستخدم اساليب غير مباشرة.
كيف تتعاملون مع الدول التي تغلق مكاتبكم هل تهادنونها ام تصعدون الموقف ضدها؟
— نحن نتعامل بموضوعية، ليس هدفنا التعرض الى اي جهة بغرض التعرض. نحن ننقل الخبر ونسلط الضوء على الحدث، وما حصل في رام الله نموذج فقد اقدمت السلطة على اغلاق مكاتبنا لكنها تراجعت عن ذلك. لان من يغلق مكتب الجزيرة يخسر ويحرم نفسه من فرصة التعبير عن وجهة نظره عبر القناة خصوصا وانه لم يعد بالامكان حجب الاخبار والمحللين عن تناول اي حدث في العالم فاذا اقفلت دولة مكتب الجزيرة خسرت فرصتها لتوضيح وجهة نظرها امام المشاهدين وبقيت الفرصة متاحة للمحللين والعارضين والكتاب.
السياسة القطرية
الى اي حد اثرت السياسة القطرية على تغطيتكم للاخبار وتعاملكم مع الاحداث؟ — احيانا تجد مفارقات كبيرة في هذا الموضوع حيث ان بعض الدول التي ترتبط بعلاقات سياسية طيبة مع قطر اقدمت على اغلاق مكاتبنا والعكس صحيح. بحيث تجد في المقابل ان بعض الدول علاقتها جيدة بالجزيرة في حين ان علاقتها بقطر ليست على مايرام. فالقضية اذن ان عمل الجزيرة ليس انعكاسا لسياسة قطر وعلاقاتها مع الدول. والصحيح هو ان الاحداث تفرض نفسها على الشاشة وطبيعة الاحداث قد تنعكس ايجابا او سلبا على هذا النظام اوذاك لكن قطر ليس لها علاقة بذلك. بل ان قطر تحملت عبء الجزيرة علما انها ليست معنية.
لكن الجزيرة لاتجرؤ على تناول الشأن القطري وتتغاضى عن بعض القضايا؟
هذا الكلام ليس دقيقاً بدليل أننا بدأنا بث برنامج مع الناس وقد خصص بمجمله لموضوع العمالة في قطر. وتحدث فيه عمال من مختلف المهن وانتقدوا نظام الكفالة والممارسات التي تحصل ضدهم واستضفنا مسؤولين للرد عليهم وكان البرنامج بمنتهى الموضوعية والشفافية. والى جانب ذلك أتساءل: هل نحن نضخم الأخبار في الكويت والامارات والسعودية والبحرين وعمان طبعا لا فنحن نتعامل مع الحدث وبحجمه الموضوعي. فعندما يوجد حدث نذكره وعندما لايوجد.. طبيعي أن لانذكر شيئاً. وهذا الوضع ينطبق على قطر عندما يوجد حدث نبادر الى تناوله مهما كان حجمه حتى لوكان بحجم الحريق الذي اندلع قبل مدة في منطقة الأسواق بالدوحة. نحن نتعاطى مع الشأن القطري كما نتعاطى مع سائر الدول. لابل أننا في أكثر من مرة سلطنا الضوء على قطر عبر حوارات مع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وتحدثنا معه في شؤون قطرية لم يجرؤ أحد على تناولها. واستطيع الجزم اننا لانحابي قطر لاننا موجودون في الدوحة.
استخدام المدونين
هل لديكم توجه لاستخدام المدونين لمواجهة النقص في المراسلين أو عند اغلاق مكاتبكم مثلما فعلت وسائل الاعلام الغربية خلال الانتخابات الايرانية؟
طموحنا في الجزيرة أن يتحول كل مشاهد الى مراسل ولو أن كل شخص يحمل جوالا واستخدمه بالطريقة السليمة وصور الحدث حينها اعتقد أنه لاتوجد قوة في العالم ولا جهاز مخابرات يمكنه ان يمنع انتشار المعلومات. ان استراتيجية الجزيرة هي استخدام مداخلات المشاهدين المصورة والسمعية من خلال نشرات الاخبار وبرامجها. وسنستخدم ذلك بطريقة أوسع وأشمل في منبر الجزيرة، ففي الماضي كان البرنامج يعتمد على الاتصالات الهاتفية بينما اليوم بات يعتمد على لقطات الفيديو ولقطات من يوتيوب وكل الوسائل التفاعلية. كما سنشجع الناس باستضافة أحد المدونيين لكي يشرح تجربته للمشاهدين ويشجعهم على الاقدام على خطوة مماثلة. وبمثل هذا الاسلوب نحقق أوسع قدر من المشاركة ونحقق ديمقراطية المعلومات ونكسر الاحتكار الرسمي لأدوات التعبير عن الرأي.