اسعاف
18-11-2009, 05:38 AM
طباعة المقال
ارتفاع قوي يعزز تواجد البورصة في المنطقة الخضراء
موجة الصعود مستمرة والمؤشر يربح 95 نقطة
غياب صانع السوق من الأسباب الأساسية لتذبذب الأسواق
الخبراء: الارتفاع التدريجي للمؤشر أنسب الحلول للسوق الفترة الحالية
محللون :الزخم القوي يعود إلى دخول محافظ استثمارية إلى السوق
متابعة – طوخي دوام:
حافظت بورصة قطر على وتيرة الارتفاعات التي أنهت بها جلسة أمس الأول وحقق المؤشر ارتفاعا قويا آخر للجلسة الثانية على التوالي حاصدا 95 نقطة إضافية بما نسبته 1.39% ليصل إلى مستوى 6989 نقطة مع ارتفاع نسبي في قيم وأحجام التداول حيث بلغت أحجام التداول 13.62 مليون سهم مقارنةً مع 11.85 مليون سهم بالجلسة السابقة، كما ارتفعت قيم التداولات لتسجل 354.77 مليون ريال وسط حالة من التفاؤل بعودة السوق إلى سابق عهده من أداء إيجابي وذلك بفضل أجواء التفاؤل التي عززت كثيرا من عودة الثقة إلى المستثمرين .
وقد بدأ مؤشر السوق تداولات أمس بارتفاع قوي مع بداية الجلسة وحافظ على ارتفاعه إلى نهايتها ليربح في الجلستين الماضيتين فقط 217 نقطة ويعوض جزءا كبيرا من الخسائر التي لحقت به الفترة الماضية متوجها بقوة نحو حاجز 7 آلاف نقطة وهي نقطة الدعم القوية التي يتمحور حولها المؤشر منذ أكثر من شهرين .
ولو بحثنا عن أسباب تراجع المؤشر الأسبوعين الماضيين سنجد ان السبب الأول هو عمليات البيع التي قامت بها المحافظ الأجنبية والتي أخذت معها استثمارات صغار المستثمرين وخرجت من السوق وهو ما وضح من انخفاض قيم وأحجام التداول وهذا يؤكد نقص السيولة في السوق أو بالأدق داخل قاعات التداول..ولكن مع عودة المحافظ الأجنبية في الجلستين السابقتين عاد معه ارتفاع المؤشر وعادت الثقة إلى صغار المستثمرين مرة أخرى.
وبكل تأكيد فإن غياب صانع السوق ان بورصة قطر على وجه الخصوص والأسواق العربية على وجه العموم كان له اثر كبير في حالة التباين التي تشهدها هذه الأسواق وجعلها عرضة لتقلبات المحافظ الأجنبية.
والمتابع الجيد لحركة الأسهم يجد أن الأسهم الصغيرة شهدت نوعا من الارتفاع الواضح بالإضافة إلى أن هناك دخولا قويا على جميع الأسهم الأخرى وهو ما أدى إلى ارتفاع جماعي في جميع القطاعات وهذا بكل تأكيد يعتبر جيدا بالنسبة إلى السوق وبالنسبة إلى المستثمرين كما إن ارتفاع السوق في الفترة الحالية كان مبنيا على أسس قوية بحيث إن تخوف المستثمرين من تراجع السوق مرة أخرى لم يعد في الحسبان وان أي تراجع قد يحدث للسوق فإنه سيكون تراجعا طفيفا وذلك بفعل عمليات جني الأرباح والتي تعتبر صحية للسوق حتى تستطيع الأسهم التقاط الأنفاس ثم معاودة الارتفاع مرة أخرى.
وعلى الرغم من أن السوق مازال يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق ارتفاعات كبيرة في المرحلة المقبلة مدعوما بالمحفزات الاقتصادية والتطلعات لنتائج الربع الأخير من هذا العام إلا انه من المتوقع كذلك أن يتعرض لبعض الانخفاض واستمرار التذبذب في الأداء خلال الأسبوعين المقبلين نتيجة محاولات جني أرباح من قبل بعض المتعاملين في السوق أصحاب الاستثمارات القصيرة والمتوسطة خاصة بين الشركات ذات الأسعار الصغيرة..وهذا يعتبر شيئا جيدا ومقبولا ومن أبجديات السوق وعليه نتوقع أن يستمر السوق في منحاه الأفقي.. كما إنه يجب التنويه إلى أن التذبذب في المؤشر ليس بالضرورة ناتج عن عمليات بيع فقط بل يجب الأخذ في الاعتبار إن هناك فرصا للشراء. ولذا نجد أن المحافظ الأجنبية والتي دخلت السوق تحاول التركيز أسهم منتقاة وكذلك التركيز على الأسهم القيادية والعوائد وشركات المحفزات .
وبالتأكيد فإن ارتفاع المؤشر أمس كان لتوفر الكثير من الأخبار الايجابية بالإضافة إلى قرار الحكومة بشراء 5% من محافظ البنوك في بداية شهر ديسمبر فان ارتفاع أسعار النفط ساهم أيضا في استقرار الأسواق العالمية وكذلك أن الأخبار الايجابية عن قرب تعافي الاقتصاد العالمي شجع الكثير من المستثمرين في الدخول للسوق مرة أخرى.
ودفعت طبيعة التعاملات في بورصة قطر بعض المراقبين والمحللين للقول ان ارتفاع أحجام التداول عائد الى كثافة المضاربات بالدرجة الأولى، مؤكدين ان ذلك لا يعني انتفاء وجود بعض عمليات الشراء الانتقائية والإستراتيجية من قبل المحافظ المحلية والمؤسسات وبعض مؤسسات الاستثمار الأجنبية، مؤكدين أن نشاط تلك المؤسسات كان واضحا في بداية طفرة الارتفاع، مستبعدين أنها ما زالت تعمل بالوتيرة نفسها.
وبرى الخبراء ان مستوى الآمال لدى الكثير من المستثمرين كان مرتفعاً ولكن أخبار البورصات العالمية السلبية أثرت في نفسية المُتداولين فالرابط هنا نفسي ولحظي وليس اقتصاديا بالدرجة الأولى حتى أصبح بعض المُتداولين تتدهور نفسيته بهبوط البورصات العالمية وهو لا يعرف إذا كان هناك ارتباط أم لا وخير ما يُشخص حالة المُتداولين أنهم يعيشون حالة (فوبيا) من حركة البورصات العالمية.
الارتفاع التدريجي
وأوضحوا أن الارتفاع التدريجي للمؤشر هو انسب الحلول للسوق في الفترة الحالية..وأنه على الرغم من تراجع مؤشر السوق بسبب عمليات جني الأرباح فإنها تعد صحية ومتوقعة وذلك في ظل حالة التفاؤل التي تشهدها معظم الأسواق.
ولفت الخبراء إلي وجود ظاهرة مستحدثة في السوق وهي الحركة العرضية للأسهم لفترة طويلة بأحجام تداول منخفضة تم ارتفاع مفاجئ بأحجام تداول مرتفعة تمكن الأسهم من الوصول إلي الأسعار المستهدفة لها خلال جلسة واحدة ، وتعقبها موجة جني أرباح .
وتأتي توقعات الكثير من المحللين بمواصلة السوق ارتفاعه متزامنة مع ارتفاع الأسواق العالمية والعربية ووسط العديد من أجواء التفاؤل بين المستثمرين بالسوق خلال الفترة المقبلة في ظل توافر المزيد من الأخبار الايجابية حول قرب تعافي الأسواق العالمية من الأزمة المالية العالمية وتوقعات باستمرار الأداء الإيجابي والتعافي للأسهم والمؤشرات العامة لأسواق المال العالمية.
مشتريات الأجانب
هذا ومع استمرار عمليات الشراء القوية التي يقوم بها الأجانب هذه الفترة وهو ما ساهم في ارتفاع المؤشر الفترة الماضية ولكن تخوف الكثير من الخبراء من معاودة الأجانب في عمليات البيع والذي سيؤدي بكل تأكيد إلى تراجع المؤشر مرة أخرى ليس بسبب بيع الأجانب بصورة مباشرة وإنما يرجع إلى اتجاه الكثير من المستثمرين لتقليد الأجانب في عمليات البيع التي يقومون بها وهو ما يسبب مزيدا من التراجع في المؤشر.
وأشار خبراء أسواق مال إلى أن البورصة نجحت خلال الفترة الأخيرة من التعافي من حالة الهبوط المستمر التي عانت منها خلال الشهور السابقة مؤكدين أن أي عمليات لجني الأرباح في الفترة الحالية أصبحت لا تقلق المستثمرين.
ويرى الخبراء ان السوق استفاد بشكل كبير من الأجواء الإيجابية التي عكسها قرار الحكومة بشراء محافظ البنوك العقارية ، وهو ما دفع مستثمرين كبارا ومضاربين لوضع طلبات شراء مكثفة أوحت للكثيرين بتحقيق مكاسب قوية قام على إثرها هؤلاء المستثمرون بعمليات تصريف واسعة. وأن المستثمرين الذين قاموا بعمليات التصريف كانوا قد اشتروا هذه الأسهم عند مستويات متدنية قبل فترة، واستغلوا موجة الصعود أمس الأول وحققوا أرباحا كبيرة مقارنة بأسعار الأسهم وقت قيامهم بعمليات الشراء.
وأشاروا إلى أن المستثمرين الكبار استغلوا حالة التفاؤل الإيجابية التي يعيشها السوق الآن، ودعموا رغبة الثقة والتفاؤل التي ينتظرها المستثمرون ليقوموا بعمليات تصريف للأسهم التي بحوزتهم.وتوقعوا ان تستمر الأخبار الايجابية في دفع السوق لمواصلة للارتفاع هذا الأسبوع، لاستغلال موجة الثقة والتفاؤل التي تسيطر على السوق الفترة الحالية.
ورغم أن المؤشر مازال يحاول تكوين نقاط سعرية جديدة في موجة تصاعدية ايجابية حيث لم نر حتى الآن اى مؤشرات فنية سلبية لمعظم شركات السوق. وما زالت معظم المؤشرات الفنية ايجابية ولم تعط إشارات سلبية للخروج حتى الآن كما ان مؤشر مقياس حجم التداول يشير إلى إننا مازلنا في مرحلة الشراء. إلا انه يجب الانتباه إلى قيام بعض المضاربين بعمليات مضاربة والاستفادة من ارتفاع السوق الحالي في محاولة حثيثة لجني الأرباح والتي قد تعمل على إعاقة المؤشر ومنعه من مواصلة صعوده الفترة المقبلة.
جلسة التداول
ولو عدنا الى جلسة التداول فقد كان اللون الأخضر له الكلمة العليا على مجريات التداول وسط ارتفاع وتيرة التداول وهو ما أدى إلى ارتفاع المؤشر من بداية الجلسة بأكثر من 90 نقطة وحافظ على مكاسبه الصباحية بنهاية الجلسة ليقترب المؤشر من حاجز 7 آلاف نقطة ويغلق عند مستوى6989 نقطة بعدما ربح أكثر من 95 نقطة بما نسبته 1.39%.
وصاحب ذلك الارتفاع زيادة قيم وأحجام التداول حيث سجلت أحجام التداول 13.62 مليون سهم مقارنةً مع 11.85 مليون سهم، كما ارتفعت قيم التداولات عن الجلسة السابقة لتسجل 354.77 مليون ريال مقارنةً مع 295.29 مليون ريال بنهاية جلسة أمس الأول، بينما سجلت الصفقات تراجعاً حيث بلغت 6245 صفقة مقارنة مع 6636 صفقة بنهاية الجلسة السابقة .
أما عن أداء القطاعات بنهاية جلسة امس فقد جاءت على تباين، حيث تراجع قطاع التأمين وحيداً بما نسبته 1.76% أما عن الارتفاعات فقد تصدرها البنوك بما نسبته 1.6% تلاه الصناعة مرتفعاً 1.33% ليحل بعد ذلك الخدمات أخيراً بارتفاع نسبته 0.89%.
وعن الوضع الحالي للسوق يقول المستثمر ابو عبد العزيز الأنصاري: انه رغم التراجعات التي شهدتها بورصة قطر الأسبوع الماضي إلا إن البورصة تسير في الاتجاه الصحيح وهو الثبات النسبي في المؤشر وهو يعتبر وضعا جيدا في ظل تراجع بعض الأسواق الأخرى وهذا يرجع الى قوة ومتانة الاقتصاد القطري وأرباح الشركات كل ذلك انعكس إيجابا على أداء السوق واستجاب المستثمرون لصوت العقل وبعدوا عن تأثير العاطفة التي كانت تقودهم في بداية الأزمة.. وأن الوضع ما زال يشوبه كثير من القلق والحذر كون اثار الركود الاقتصادي على العالم والاقتصاديات الإقليمية ما زالت تشكل ضغطا كبيرا على الأسواق المالية، كذلك توقعات النمو المستقبلي كون المضاربين لا ينظرون إلى الوضع الحالي بقدر ما ينظرون إلى الوضع مستقبلاً كيف سيكون.
مشيرا إلي أن المضاربين كانوا وراء ارتفاع بعض الأسهم وهذا طبيعي، فالمضارب يبحث عن فرص استثمارية جيدة وجميع الأسهم أسعارها تدنت وبها فرص جيدة وهذا ما دفع العديد من المضاربين للعودة مرة أخري للسوق والتكتل علي بعض الأسهم ورفعها لتعويض جزء من خسائرهم.
وتابع قائلا: إن ارتفاع مؤشر السوق المتواصل مع ارتفاع السيولة يشير إلى وجود عمليات تجميع على العديد من الأسهم التي لم تقتصر على الأسهم القيادية فقط، وحرص المستثمرون على الوجود داخل السوق من خلال التمركز أو إعادة التمركز داخل السوق انتظارا للإعلان عن نتائج أعمال الشركات عن الصف الأول من هذا العام.
ونوه إلي أن الأسهم الصغيرة انخفضت بنسب أكبر من الأسهم الكبرى وبالتالي فإنه من الطبيعي ان تشهد هذه الأسهم عملية ارتداد وصعود لتعويض جانب من خسائرها، فضلا عن أن أغلب الأسهم الصغيرة يكون المتحكم فيها الأفراد الذين يغلب علي سلوكهم الاستثماري الطابع الاندفاعي.
وأكد ان فرصة الشراء مازالت اكبر وبمعدلات تفوق ما شهده السوق خلال تداولات بداية الشهر خصوصا من وجهة نظر الكثير من مديري المحافظ الذين يرون وجود سلع وأسعار مازالت بمستويات اقل من قيمتها الحقيقية والعادلة .
الشراء بحذر
وأوضح أن ارتفاع مؤشر السوق يمثل نقلة كبيرة في نفسية أوساط المتعاملين، خاصةً أن هذا الصعود الكبير لم تشهده السوق من فترة طويلة ،
ونصح المستثمرين بعدم التفريط في أسهمهم بسهولة لأنه من المتوقع أن يشهد السوق ارتفاعات متواصلة الفترة المقبلة.
وأضاف أن توجه المستثمرين حاليًا لأسهم الشركات التي لم تنل حظها من الارتفاعات في الفترة السابقة حيث ان السمة الغالبة على معظم المستثمرين والمضاربين هذه الفترة هي التنقل بين الأسهم وخاصة الأسهم ذات الأرباح التشغيلية الجيدة والتي أعطت أداء جيدًا خلال الفترة الماضية بالإضافة إلى أسهم الشركات والبنوك القيادية والتي بدورها أيضًا تدعم السوق وتسعى لتحسين أوضاعه من خلال التداول عليها.
وأوضح أن السوق استطاع جذب العديد من المتداولين خلال الفترة القليلة الماضية، معظمهم من الأفراد الذين خرجوا من السوق، وبعضهم مستثمرون جدد، مشيرًا إلى أنه يمكن ملاحظة ذلك ليس من خلال زيادة قيمة التداولات، بل من خلال ملاحظة زيادة عدد الصفقات.
وأضاف أن هناك سيولة جديدة لم تكن موجودة من قبل دخلت إلى سوق الأسهم حاليا، إضافة إلى أموال أخرى كانت تنتظر خارج السوق متحفزة لأي فرص تدخل فيها لاقتناص الفرص.
وعن توقعاته لحركة السوق خلال الفترة القادمة قال العوامل الايجابية الداعمة لنمو السوق متوافرة حالياً سواءً على جانب الاقتصاد الوطني أو الأداء المالي للشركات المدرجة" لافتاً إلى أن بعض السلبيات التي تعاني منها أسواق المال الخليجية والعربية بشكل عام، تؤثر مباشرة على حركة السوق، وقد تجعله يسير بشكل غير طبيعي.
ومن جانبه قال المستثمر احمد سمير: ان السوق عاد مجددا الى نغمة الارتفاعات بعد ان تشبع من عمليات البيع التي نالت منه الفترة الماضية.
وأضاف :أن كثافة عمليات الشراء حالياً، تدعم بشكل واضح قيم وأحجام التداولات الإجمالية للسوق، خاصة بعدما انخفضت بشدة خلال مرحلة الهبوط الماضية..مشيرا الى إن المؤشر نجح أمس مواصلة الارتفاع لثاني جلسة على التوالي مدعوما بموجة التفاؤل التي يتمسك بها الكثير من المستثمرين .
وحول مسألة دخول السيولة الأجنبية للبورصة قال :بالفعل هناك أموال أجنبية تدخل سوق الأسهم ، لكن دخول المستثمر الأجنبي يكون وفق معايير خاصة به، موضحا أن غياب بعض المعايير مثل الشفافية والحوكمة يحد من إقبال المستثمر الأجنبي على السوق المحلية.
ارتفاع قوي يعزز تواجد البورصة في المنطقة الخضراء
موجة الصعود مستمرة والمؤشر يربح 95 نقطة
غياب صانع السوق من الأسباب الأساسية لتذبذب الأسواق
الخبراء: الارتفاع التدريجي للمؤشر أنسب الحلول للسوق الفترة الحالية
محللون :الزخم القوي يعود إلى دخول محافظ استثمارية إلى السوق
متابعة – طوخي دوام:
حافظت بورصة قطر على وتيرة الارتفاعات التي أنهت بها جلسة أمس الأول وحقق المؤشر ارتفاعا قويا آخر للجلسة الثانية على التوالي حاصدا 95 نقطة إضافية بما نسبته 1.39% ليصل إلى مستوى 6989 نقطة مع ارتفاع نسبي في قيم وأحجام التداول حيث بلغت أحجام التداول 13.62 مليون سهم مقارنةً مع 11.85 مليون سهم بالجلسة السابقة، كما ارتفعت قيم التداولات لتسجل 354.77 مليون ريال وسط حالة من التفاؤل بعودة السوق إلى سابق عهده من أداء إيجابي وذلك بفضل أجواء التفاؤل التي عززت كثيرا من عودة الثقة إلى المستثمرين .
وقد بدأ مؤشر السوق تداولات أمس بارتفاع قوي مع بداية الجلسة وحافظ على ارتفاعه إلى نهايتها ليربح في الجلستين الماضيتين فقط 217 نقطة ويعوض جزءا كبيرا من الخسائر التي لحقت به الفترة الماضية متوجها بقوة نحو حاجز 7 آلاف نقطة وهي نقطة الدعم القوية التي يتمحور حولها المؤشر منذ أكثر من شهرين .
ولو بحثنا عن أسباب تراجع المؤشر الأسبوعين الماضيين سنجد ان السبب الأول هو عمليات البيع التي قامت بها المحافظ الأجنبية والتي أخذت معها استثمارات صغار المستثمرين وخرجت من السوق وهو ما وضح من انخفاض قيم وأحجام التداول وهذا يؤكد نقص السيولة في السوق أو بالأدق داخل قاعات التداول..ولكن مع عودة المحافظ الأجنبية في الجلستين السابقتين عاد معه ارتفاع المؤشر وعادت الثقة إلى صغار المستثمرين مرة أخرى.
وبكل تأكيد فإن غياب صانع السوق ان بورصة قطر على وجه الخصوص والأسواق العربية على وجه العموم كان له اثر كبير في حالة التباين التي تشهدها هذه الأسواق وجعلها عرضة لتقلبات المحافظ الأجنبية.
والمتابع الجيد لحركة الأسهم يجد أن الأسهم الصغيرة شهدت نوعا من الارتفاع الواضح بالإضافة إلى أن هناك دخولا قويا على جميع الأسهم الأخرى وهو ما أدى إلى ارتفاع جماعي في جميع القطاعات وهذا بكل تأكيد يعتبر جيدا بالنسبة إلى السوق وبالنسبة إلى المستثمرين كما إن ارتفاع السوق في الفترة الحالية كان مبنيا على أسس قوية بحيث إن تخوف المستثمرين من تراجع السوق مرة أخرى لم يعد في الحسبان وان أي تراجع قد يحدث للسوق فإنه سيكون تراجعا طفيفا وذلك بفعل عمليات جني الأرباح والتي تعتبر صحية للسوق حتى تستطيع الأسهم التقاط الأنفاس ثم معاودة الارتفاع مرة أخرى.
وعلى الرغم من أن السوق مازال يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق ارتفاعات كبيرة في المرحلة المقبلة مدعوما بالمحفزات الاقتصادية والتطلعات لنتائج الربع الأخير من هذا العام إلا انه من المتوقع كذلك أن يتعرض لبعض الانخفاض واستمرار التذبذب في الأداء خلال الأسبوعين المقبلين نتيجة محاولات جني أرباح من قبل بعض المتعاملين في السوق أصحاب الاستثمارات القصيرة والمتوسطة خاصة بين الشركات ذات الأسعار الصغيرة..وهذا يعتبر شيئا جيدا ومقبولا ومن أبجديات السوق وعليه نتوقع أن يستمر السوق في منحاه الأفقي.. كما إنه يجب التنويه إلى أن التذبذب في المؤشر ليس بالضرورة ناتج عن عمليات بيع فقط بل يجب الأخذ في الاعتبار إن هناك فرصا للشراء. ولذا نجد أن المحافظ الأجنبية والتي دخلت السوق تحاول التركيز أسهم منتقاة وكذلك التركيز على الأسهم القيادية والعوائد وشركات المحفزات .
وبالتأكيد فإن ارتفاع المؤشر أمس كان لتوفر الكثير من الأخبار الايجابية بالإضافة إلى قرار الحكومة بشراء 5% من محافظ البنوك في بداية شهر ديسمبر فان ارتفاع أسعار النفط ساهم أيضا في استقرار الأسواق العالمية وكذلك أن الأخبار الايجابية عن قرب تعافي الاقتصاد العالمي شجع الكثير من المستثمرين في الدخول للسوق مرة أخرى.
ودفعت طبيعة التعاملات في بورصة قطر بعض المراقبين والمحللين للقول ان ارتفاع أحجام التداول عائد الى كثافة المضاربات بالدرجة الأولى، مؤكدين ان ذلك لا يعني انتفاء وجود بعض عمليات الشراء الانتقائية والإستراتيجية من قبل المحافظ المحلية والمؤسسات وبعض مؤسسات الاستثمار الأجنبية، مؤكدين أن نشاط تلك المؤسسات كان واضحا في بداية طفرة الارتفاع، مستبعدين أنها ما زالت تعمل بالوتيرة نفسها.
وبرى الخبراء ان مستوى الآمال لدى الكثير من المستثمرين كان مرتفعاً ولكن أخبار البورصات العالمية السلبية أثرت في نفسية المُتداولين فالرابط هنا نفسي ولحظي وليس اقتصاديا بالدرجة الأولى حتى أصبح بعض المُتداولين تتدهور نفسيته بهبوط البورصات العالمية وهو لا يعرف إذا كان هناك ارتباط أم لا وخير ما يُشخص حالة المُتداولين أنهم يعيشون حالة (فوبيا) من حركة البورصات العالمية.
الارتفاع التدريجي
وأوضحوا أن الارتفاع التدريجي للمؤشر هو انسب الحلول للسوق في الفترة الحالية..وأنه على الرغم من تراجع مؤشر السوق بسبب عمليات جني الأرباح فإنها تعد صحية ومتوقعة وذلك في ظل حالة التفاؤل التي تشهدها معظم الأسواق.
ولفت الخبراء إلي وجود ظاهرة مستحدثة في السوق وهي الحركة العرضية للأسهم لفترة طويلة بأحجام تداول منخفضة تم ارتفاع مفاجئ بأحجام تداول مرتفعة تمكن الأسهم من الوصول إلي الأسعار المستهدفة لها خلال جلسة واحدة ، وتعقبها موجة جني أرباح .
وتأتي توقعات الكثير من المحللين بمواصلة السوق ارتفاعه متزامنة مع ارتفاع الأسواق العالمية والعربية ووسط العديد من أجواء التفاؤل بين المستثمرين بالسوق خلال الفترة المقبلة في ظل توافر المزيد من الأخبار الايجابية حول قرب تعافي الأسواق العالمية من الأزمة المالية العالمية وتوقعات باستمرار الأداء الإيجابي والتعافي للأسهم والمؤشرات العامة لأسواق المال العالمية.
مشتريات الأجانب
هذا ومع استمرار عمليات الشراء القوية التي يقوم بها الأجانب هذه الفترة وهو ما ساهم في ارتفاع المؤشر الفترة الماضية ولكن تخوف الكثير من الخبراء من معاودة الأجانب في عمليات البيع والذي سيؤدي بكل تأكيد إلى تراجع المؤشر مرة أخرى ليس بسبب بيع الأجانب بصورة مباشرة وإنما يرجع إلى اتجاه الكثير من المستثمرين لتقليد الأجانب في عمليات البيع التي يقومون بها وهو ما يسبب مزيدا من التراجع في المؤشر.
وأشار خبراء أسواق مال إلى أن البورصة نجحت خلال الفترة الأخيرة من التعافي من حالة الهبوط المستمر التي عانت منها خلال الشهور السابقة مؤكدين أن أي عمليات لجني الأرباح في الفترة الحالية أصبحت لا تقلق المستثمرين.
ويرى الخبراء ان السوق استفاد بشكل كبير من الأجواء الإيجابية التي عكسها قرار الحكومة بشراء محافظ البنوك العقارية ، وهو ما دفع مستثمرين كبارا ومضاربين لوضع طلبات شراء مكثفة أوحت للكثيرين بتحقيق مكاسب قوية قام على إثرها هؤلاء المستثمرون بعمليات تصريف واسعة. وأن المستثمرين الذين قاموا بعمليات التصريف كانوا قد اشتروا هذه الأسهم عند مستويات متدنية قبل فترة، واستغلوا موجة الصعود أمس الأول وحققوا أرباحا كبيرة مقارنة بأسعار الأسهم وقت قيامهم بعمليات الشراء.
وأشاروا إلى أن المستثمرين الكبار استغلوا حالة التفاؤل الإيجابية التي يعيشها السوق الآن، ودعموا رغبة الثقة والتفاؤل التي ينتظرها المستثمرون ليقوموا بعمليات تصريف للأسهم التي بحوزتهم.وتوقعوا ان تستمر الأخبار الايجابية في دفع السوق لمواصلة للارتفاع هذا الأسبوع، لاستغلال موجة الثقة والتفاؤل التي تسيطر على السوق الفترة الحالية.
ورغم أن المؤشر مازال يحاول تكوين نقاط سعرية جديدة في موجة تصاعدية ايجابية حيث لم نر حتى الآن اى مؤشرات فنية سلبية لمعظم شركات السوق. وما زالت معظم المؤشرات الفنية ايجابية ولم تعط إشارات سلبية للخروج حتى الآن كما ان مؤشر مقياس حجم التداول يشير إلى إننا مازلنا في مرحلة الشراء. إلا انه يجب الانتباه إلى قيام بعض المضاربين بعمليات مضاربة والاستفادة من ارتفاع السوق الحالي في محاولة حثيثة لجني الأرباح والتي قد تعمل على إعاقة المؤشر ومنعه من مواصلة صعوده الفترة المقبلة.
جلسة التداول
ولو عدنا الى جلسة التداول فقد كان اللون الأخضر له الكلمة العليا على مجريات التداول وسط ارتفاع وتيرة التداول وهو ما أدى إلى ارتفاع المؤشر من بداية الجلسة بأكثر من 90 نقطة وحافظ على مكاسبه الصباحية بنهاية الجلسة ليقترب المؤشر من حاجز 7 آلاف نقطة ويغلق عند مستوى6989 نقطة بعدما ربح أكثر من 95 نقطة بما نسبته 1.39%.
وصاحب ذلك الارتفاع زيادة قيم وأحجام التداول حيث سجلت أحجام التداول 13.62 مليون سهم مقارنةً مع 11.85 مليون سهم، كما ارتفعت قيم التداولات عن الجلسة السابقة لتسجل 354.77 مليون ريال مقارنةً مع 295.29 مليون ريال بنهاية جلسة أمس الأول، بينما سجلت الصفقات تراجعاً حيث بلغت 6245 صفقة مقارنة مع 6636 صفقة بنهاية الجلسة السابقة .
أما عن أداء القطاعات بنهاية جلسة امس فقد جاءت على تباين، حيث تراجع قطاع التأمين وحيداً بما نسبته 1.76% أما عن الارتفاعات فقد تصدرها البنوك بما نسبته 1.6% تلاه الصناعة مرتفعاً 1.33% ليحل بعد ذلك الخدمات أخيراً بارتفاع نسبته 0.89%.
وعن الوضع الحالي للسوق يقول المستثمر ابو عبد العزيز الأنصاري: انه رغم التراجعات التي شهدتها بورصة قطر الأسبوع الماضي إلا إن البورصة تسير في الاتجاه الصحيح وهو الثبات النسبي في المؤشر وهو يعتبر وضعا جيدا في ظل تراجع بعض الأسواق الأخرى وهذا يرجع الى قوة ومتانة الاقتصاد القطري وأرباح الشركات كل ذلك انعكس إيجابا على أداء السوق واستجاب المستثمرون لصوت العقل وبعدوا عن تأثير العاطفة التي كانت تقودهم في بداية الأزمة.. وأن الوضع ما زال يشوبه كثير من القلق والحذر كون اثار الركود الاقتصادي على العالم والاقتصاديات الإقليمية ما زالت تشكل ضغطا كبيرا على الأسواق المالية، كذلك توقعات النمو المستقبلي كون المضاربين لا ينظرون إلى الوضع الحالي بقدر ما ينظرون إلى الوضع مستقبلاً كيف سيكون.
مشيرا إلي أن المضاربين كانوا وراء ارتفاع بعض الأسهم وهذا طبيعي، فالمضارب يبحث عن فرص استثمارية جيدة وجميع الأسهم أسعارها تدنت وبها فرص جيدة وهذا ما دفع العديد من المضاربين للعودة مرة أخري للسوق والتكتل علي بعض الأسهم ورفعها لتعويض جزء من خسائرهم.
وتابع قائلا: إن ارتفاع مؤشر السوق المتواصل مع ارتفاع السيولة يشير إلى وجود عمليات تجميع على العديد من الأسهم التي لم تقتصر على الأسهم القيادية فقط، وحرص المستثمرون على الوجود داخل السوق من خلال التمركز أو إعادة التمركز داخل السوق انتظارا للإعلان عن نتائج أعمال الشركات عن الصف الأول من هذا العام.
ونوه إلي أن الأسهم الصغيرة انخفضت بنسب أكبر من الأسهم الكبرى وبالتالي فإنه من الطبيعي ان تشهد هذه الأسهم عملية ارتداد وصعود لتعويض جانب من خسائرها، فضلا عن أن أغلب الأسهم الصغيرة يكون المتحكم فيها الأفراد الذين يغلب علي سلوكهم الاستثماري الطابع الاندفاعي.
وأكد ان فرصة الشراء مازالت اكبر وبمعدلات تفوق ما شهده السوق خلال تداولات بداية الشهر خصوصا من وجهة نظر الكثير من مديري المحافظ الذين يرون وجود سلع وأسعار مازالت بمستويات اقل من قيمتها الحقيقية والعادلة .
الشراء بحذر
وأوضح أن ارتفاع مؤشر السوق يمثل نقلة كبيرة في نفسية أوساط المتعاملين، خاصةً أن هذا الصعود الكبير لم تشهده السوق من فترة طويلة ،
ونصح المستثمرين بعدم التفريط في أسهمهم بسهولة لأنه من المتوقع أن يشهد السوق ارتفاعات متواصلة الفترة المقبلة.
وأضاف أن توجه المستثمرين حاليًا لأسهم الشركات التي لم تنل حظها من الارتفاعات في الفترة السابقة حيث ان السمة الغالبة على معظم المستثمرين والمضاربين هذه الفترة هي التنقل بين الأسهم وخاصة الأسهم ذات الأرباح التشغيلية الجيدة والتي أعطت أداء جيدًا خلال الفترة الماضية بالإضافة إلى أسهم الشركات والبنوك القيادية والتي بدورها أيضًا تدعم السوق وتسعى لتحسين أوضاعه من خلال التداول عليها.
وأوضح أن السوق استطاع جذب العديد من المتداولين خلال الفترة القليلة الماضية، معظمهم من الأفراد الذين خرجوا من السوق، وبعضهم مستثمرون جدد، مشيرًا إلى أنه يمكن ملاحظة ذلك ليس من خلال زيادة قيمة التداولات، بل من خلال ملاحظة زيادة عدد الصفقات.
وأضاف أن هناك سيولة جديدة لم تكن موجودة من قبل دخلت إلى سوق الأسهم حاليا، إضافة إلى أموال أخرى كانت تنتظر خارج السوق متحفزة لأي فرص تدخل فيها لاقتناص الفرص.
وعن توقعاته لحركة السوق خلال الفترة القادمة قال العوامل الايجابية الداعمة لنمو السوق متوافرة حالياً سواءً على جانب الاقتصاد الوطني أو الأداء المالي للشركات المدرجة" لافتاً إلى أن بعض السلبيات التي تعاني منها أسواق المال الخليجية والعربية بشكل عام، تؤثر مباشرة على حركة السوق، وقد تجعله يسير بشكل غير طبيعي.
ومن جانبه قال المستثمر احمد سمير: ان السوق عاد مجددا الى نغمة الارتفاعات بعد ان تشبع من عمليات البيع التي نالت منه الفترة الماضية.
وأضاف :أن كثافة عمليات الشراء حالياً، تدعم بشكل واضح قيم وأحجام التداولات الإجمالية للسوق، خاصة بعدما انخفضت بشدة خلال مرحلة الهبوط الماضية..مشيرا الى إن المؤشر نجح أمس مواصلة الارتفاع لثاني جلسة على التوالي مدعوما بموجة التفاؤل التي يتمسك بها الكثير من المستثمرين .
وحول مسألة دخول السيولة الأجنبية للبورصة قال :بالفعل هناك أموال أجنبية تدخل سوق الأسهم ، لكن دخول المستثمر الأجنبي يكون وفق معايير خاصة به، موضحا أن غياب بعض المعايير مثل الشفافية والحوكمة يحد من إقبال المستثمر الأجنبي على السوق المحلية.