عابر سبيل
18-11-2009, 11:39 AM
بعد الاذن من الاخوة في الاشراف و اخونا انتعاش
في موضوعه http://www.qatarshares.com/vb/showthread.php?p=5109628&posted=1#post5109628
احب ان اضع هذا النداء الكبير من الشيخ القرضاوي هنا..
لما فيه من رسالة مهمة للغاية...
و الامر لكم ان تتركوه او ان تدمجوه في موضوع اخونا انتعاش..
لاني وضعت نفس الكلام كمشاركه فيه..
"
نداء إلى الإخوة في مصر والجزائر:العلامة القرضاوي:أطفئوا النار التي أوقدها الشيطان قبل أن تحرق الجميع2009-11-18
الداعية الكبير يتساءل:هل عدنا إلى حرب داحس والغبراء؟
الدوحة — الشرق:
وجه فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي نداء عاجلا إلى الشعبين المصري والجزائري بإطفاء نار الفتنة التي يمكن أن تحرق الجميع متسائلا:هل عدنا إلى حرب داحس والغبراء؟ أين الروح العربية، وأين الروح الإسلامية؟ وأين الروح الرياضية؟ وقال فضيلته في ندائه العاجل إن تلك المباراة ليست معركة بدر، ولا معركة حطّين، ولا معركة عين جالوت.. وفيما نادى مسؤولي البلدين لكف تلك النار قال فضيلته إني أناديكم باسمي واسم علماء المسلمين في العالم ألاّ تشمتوا بنا عدوّا، ولا تنسوا أنكم مسلمون..
وهذا هونص النداء:
إخوتي الأحبة في مصر والجزائر
أكتب إليكم هذه الكلمات، وقلبي يتفطّر أسى، وكبدي يتمزّق حسرة.
لقد كنت في الأيام الماضية في رحلة إلى الصين، وكنت منقطعاً عن أحداث العالم العربي، فلا أشاهد قناة عربية، ولا أقرأ صحيفة عربية، ولمّا عدت اليوم وجدت آثار الحريق الذي حدث من أجل نتيجة المباراة بين الإخوة في البلدين الشقيقين مصر والجزائر، ومن تصعيد الإعلام للقضية تصعيداً غير منطقي ولا موضوعي، دخل فيه التهويل واستباحة الكذب، وهولا يصبّ في مصلحة قومية ولا إسلامية، وإنما مهمّته أن يُشعل النار، وأن يضرم الفتنة، وأن يحيي العصبية الجاهلية، التي محتها عقيدة الإسلام وأخوة الإسلام، حتى قيل لي: إن المصريين في الجزائر غير آمنين على أنفسهم ولا أهليهم وأولادهم، وأمست الشركات تجمّد أعمالها، وتعيد موظفيها إلى مصر.
وإني لأستبعد على أبناء الشهداء، وأحفاد الأمير عبد القادر، وتلاميذ ابن باديس والبشير الإبراهيمي، أن يعتدوا على ضيوف في بلدهم، هم في الحقيقة إخوان لهم، وبعضهم لا يعير لعبة الكرة أي اهتمام.
ولا ندري ماذا يحدث (اليوم) في الخرطوم إذا استمرت هذه الريح السموم المشبعة بالعداوة والبغضاء، والعصبية العمياء؟ هل عدنا إلى العصور الجاهلية التي كانت تقوم فيها الحروب الطويلة من أجل ناقة أوفرس، كحرب البسوس وحرب داحس والغبراء؟ والتي كان يقول فيها القائل:
وأحيانا على بكر أخينا
إذا ما لم نجد إلا أخانا
يا إخوتنا في مصر وفي الجزائر! أين الروح العربية، وأين الروح الإسلامية؟ وأين الروح الرياضية؟
أين الروح العربية التي تجعل العربي يحب لأخيه ما يحب لنفسه، بل يقدم أخاه على نفسه. كان الموقف الصحيح إذا انتصرت في المباراة الجزائر أومصر: أن يقول الطرف المغلوب: الحمد لله أنها لم تخرج عن العرب.
إن العربي قديما قال وقد قتل قومه أخاه:
قومي هموقتلوا أميم أخي
فإذا رميت يصيبني سهمي
فلئن عفوت لأعفونْ جللا
ولئن سطوت لأُوهننْ عظمي!
ويقول الآخر:
إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم
وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهمو
وليس كبير القوم من يحمل الحقدا
فهذه هي الروح العربية، وأقوى منها الروح الإسلامية، التي تربط بين الجميع بالعقيدة، وبأخوة الإسلام {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]. المصري أخوالجزائري، والجزائري أخوالمصري، ربطهما الإيمان، وجمعهما القرآن، وألّف بينهم الإسلام. كما قال تعالى: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران:103].
إن الذي يخوض المباراة معك ليس شارون ولا باراك، بل هوأخ لك يتّجه معك إلى القبلة، ويؤمن معك بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً.
إن الإسلام يبرأ من هذه العصبية العمياء. وقد قال الرسول الكريم" ليس منّا من دعا إلى عصبية، وليس منّا من قاتل على عصبية، وليس منّا من مات على عصبية".
ولوتركنا العروبة والإسلام، فإن الروح الرياضية التي تعلّم الرياضي الحق أن يصافح غريمه غالبا كان أومغلوبا؛ لأن هذه طبيعة اللعبة. من غلب اليوم يمكن أن يغلب غداً. ولابدّ من الكفاح أبداً.
إني آسف على قومي أن يضخّموا هذا الأمر البسيط وكأنه قضية مصيرية!! وأن يصبحوا مضحكة للإسرائيليين في صحفهم وإعلامهم، فقد باتوا يسخرون منهم، ويشمتون بهم، ويقولون: هاهم العرب الموحَّدون. ويقول أحدهم: انظروا إلى غفلة العرب، بدل أن يشغّلوا العاطلين، ويطعموا الجائعين، يرسلوهم إلى الملاعب! وهذه هي الأمة العربية التي تواجه إسرائيل.
ومما يؤسفني أشدّ الأسف: أن بعض المسؤولين تأثروا بالمشاعر الغاضبة للجماهير، فانساقوا إلى أقوال لا ينبغي أن تسمع، وإلى أعمال لا يجوز أن تصدر. وأصبحنا نعيش حالة التهييج. كل يصبّ الزيت على النار حتى لا ينطفئ. وهذه لا تأكل أحد الفريقين وحده، بل ستأكل الجميع، وتلتهم الأخضر واليابس، ولن ينتصر في الحقيقة الجزائر ولا مصر، بل المنتصر الحقيقي إنما هوإسرائيل، التي تتفرج علينا، وتقول: ما أجملها من معركة يأكل العرب فيها بعضهم بعضا.
وإني أنادي الرجل الذي اعتز بصداقته، الرئيس الشجاع، والقائد المصلح عبد العزيز بوتفليقة أن يبادر فيتدارك الأمر بحكمته، ويعمل على إطفاء هذه الفتنة، التي أوقدها الشيطان بين الأخ وأخيه، وأن يستعين بالعقلاء من قومه لإطفائها، أيا كانت نتيجتها، فيكسب رضا الله، وثناء العقلاء من الخلق، ويجنّب قومه عواقب وخيمة لا يكسب منها غير أعداء العرب والمسلمين.
يا إخوتي في مصر وفي الجزائر: إنها ليست معركة بدر، ولا معركة حطّين، ولا معركة عين جالوت.
إنها مباراة توصل إلى بداية السُّلَّم في كأس العالم، وهيهات أن نصل إلى نهايته، أوإلى القرب من نهايته، كما شاهدنا خلال الدورات والسنين الطويلة.
وهب أنّنا وصلنا إلى كأس العالم، وحصلنا عليه فعلا، هل سيُدخلنا ذلك الجنَّة؟ ويُزحزحنا عن النَّار؟
والله لوكانت هذه نتيجة المباراة، ما جاز لنا في سبيلها أن نتخاصم وأن نتقاتل.
بل هل الحصول على كأس العالم، يحقّق أهداف البلد الغالب، ويحل مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية؟ لا والله.
إنَّها تهاويل صُنعت لشغل الناس بعضهم ببعض.
يا إخوتي في الجزائر ومصر!
إن بينكم تاريخاً مشتركًا وقفتم فيه صفًّا واحدًا، ضد عدوّ مشترك، يوم قدَّم الجزائريُّون مليون شهيد في معركة الحرية، ووقف المصريون وراءهم بكل ما يستطيعون: عسكرياً وإعلامياً وسياسيًّا.
ويوم أرادت الجزائر أن تكمل استقلالها بتعريب التعليم، كان المصريون هم جيش التعريب في الجزائر.
وهل ينسى الجزائريون دور الشيوخ المصريين، الذين كان لهم دور في التحرير الفكري والتنوير الديني في الجزائر، مثل: الشيخ الشعراوي، والشيخ الغزالي؟
يا إخوتي في مصر والجزائر:
إن لعبة الكرة ليست من الضروريَّات، ولا من الحاجات التي تقوم بها الأمم، إنما هي من التحسينات والتكميلات، وحسبنا أن اسمها (لعبة)، وأنها تقام في (ملعب)، فإذا ترتّب عليها أن تضيّع الضرورات، وتُهدم الوحدة القومية، وتُحطَّم الأُخُوَّة الإسلامية، وتُستباح بسببها المحرّمات، فأغلقوا أندية الكرة، وابقوا إخوانًا متّحدين.
ثم أين أنتم يا حكماء الأمة، ويا علماء الإسلام؟ هل توافقون على هذه المأساة أوهذه المهزلة؟ كما فعل بعضهم! يا للخزي والعار، ويا للحماقة والغباء: أن يسير العلماء وراء العوام، ويشاركوا في الفتنة، وكان علماؤنا يقولون: اللهم قنا شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
يا إخوتي في البلدين الشقيقين: إني أناديكم باسمي واسم علماء المسلمين في العالم ألاّ تشمتوا بنا عدوّا، ولا تنسوا أنكم مسلمون، إلهكم الله وحده، الذي أمركم أن تعبدوه، فلا تجعلوا الكرة وثنا يعبد من دون الله. وابقوا على أخوتكم وعلى أنفسكم، واذكروا قول ربكم: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:18].
ألا هل بلّغت، اللهم فاشهد
يوسف القرضاوي
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=169443&date=2009-11-18
"
في موضوعه http://www.qatarshares.com/vb/showthread.php?p=5109628&posted=1#post5109628
احب ان اضع هذا النداء الكبير من الشيخ القرضاوي هنا..
لما فيه من رسالة مهمة للغاية...
و الامر لكم ان تتركوه او ان تدمجوه في موضوع اخونا انتعاش..
لاني وضعت نفس الكلام كمشاركه فيه..
"
نداء إلى الإخوة في مصر والجزائر:العلامة القرضاوي:أطفئوا النار التي أوقدها الشيطان قبل أن تحرق الجميع2009-11-18
الداعية الكبير يتساءل:هل عدنا إلى حرب داحس والغبراء؟
الدوحة — الشرق:
وجه فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي نداء عاجلا إلى الشعبين المصري والجزائري بإطفاء نار الفتنة التي يمكن أن تحرق الجميع متسائلا:هل عدنا إلى حرب داحس والغبراء؟ أين الروح العربية، وأين الروح الإسلامية؟ وأين الروح الرياضية؟ وقال فضيلته في ندائه العاجل إن تلك المباراة ليست معركة بدر، ولا معركة حطّين، ولا معركة عين جالوت.. وفيما نادى مسؤولي البلدين لكف تلك النار قال فضيلته إني أناديكم باسمي واسم علماء المسلمين في العالم ألاّ تشمتوا بنا عدوّا، ولا تنسوا أنكم مسلمون..
وهذا هونص النداء:
إخوتي الأحبة في مصر والجزائر
أكتب إليكم هذه الكلمات، وقلبي يتفطّر أسى، وكبدي يتمزّق حسرة.
لقد كنت في الأيام الماضية في رحلة إلى الصين، وكنت منقطعاً عن أحداث العالم العربي، فلا أشاهد قناة عربية، ولا أقرأ صحيفة عربية، ولمّا عدت اليوم وجدت آثار الحريق الذي حدث من أجل نتيجة المباراة بين الإخوة في البلدين الشقيقين مصر والجزائر، ومن تصعيد الإعلام للقضية تصعيداً غير منطقي ولا موضوعي، دخل فيه التهويل واستباحة الكذب، وهولا يصبّ في مصلحة قومية ولا إسلامية، وإنما مهمّته أن يُشعل النار، وأن يضرم الفتنة، وأن يحيي العصبية الجاهلية، التي محتها عقيدة الإسلام وأخوة الإسلام، حتى قيل لي: إن المصريين في الجزائر غير آمنين على أنفسهم ولا أهليهم وأولادهم، وأمست الشركات تجمّد أعمالها، وتعيد موظفيها إلى مصر.
وإني لأستبعد على أبناء الشهداء، وأحفاد الأمير عبد القادر، وتلاميذ ابن باديس والبشير الإبراهيمي، أن يعتدوا على ضيوف في بلدهم، هم في الحقيقة إخوان لهم، وبعضهم لا يعير لعبة الكرة أي اهتمام.
ولا ندري ماذا يحدث (اليوم) في الخرطوم إذا استمرت هذه الريح السموم المشبعة بالعداوة والبغضاء، والعصبية العمياء؟ هل عدنا إلى العصور الجاهلية التي كانت تقوم فيها الحروب الطويلة من أجل ناقة أوفرس، كحرب البسوس وحرب داحس والغبراء؟ والتي كان يقول فيها القائل:
وأحيانا على بكر أخينا
إذا ما لم نجد إلا أخانا
يا إخوتنا في مصر وفي الجزائر! أين الروح العربية، وأين الروح الإسلامية؟ وأين الروح الرياضية؟
أين الروح العربية التي تجعل العربي يحب لأخيه ما يحب لنفسه، بل يقدم أخاه على نفسه. كان الموقف الصحيح إذا انتصرت في المباراة الجزائر أومصر: أن يقول الطرف المغلوب: الحمد لله أنها لم تخرج عن العرب.
إن العربي قديما قال وقد قتل قومه أخاه:
قومي هموقتلوا أميم أخي
فإذا رميت يصيبني سهمي
فلئن عفوت لأعفونْ جللا
ولئن سطوت لأُوهننْ عظمي!
ويقول الآخر:
إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم
وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهمو
وليس كبير القوم من يحمل الحقدا
فهذه هي الروح العربية، وأقوى منها الروح الإسلامية، التي تربط بين الجميع بالعقيدة، وبأخوة الإسلام {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]. المصري أخوالجزائري، والجزائري أخوالمصري، ربطهما الإيمان، وجمعهما القرآن، وألّف بينهم الإسلام. كما قال تعالى: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران:103].
إن الذي يخوض المباراة معك ليس شارون ولا باراك، بل هوأخ لك يتّجه معك إلى القبلة، ويؤمن معك بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً.
إن الإسلام يبرأ من هذه العصبية العمياء. وقد قال الرسول الكريم" ليس منّا من دعا إلى عصبية، وليس منّا من قاتل على عصبية، وليس منّا من مات على عصبية".
ولوتركنا العروبة والإسلام، فإن الروح الرياضية التي تعلّم الرياضي الحق أن يصافح غريمه غالبا كان أومغلوبا؛ لأن هذه طبيعة اللعبة. من غلب اليوم يمكن أن يغلب غداً. ولابدّ من الكفاح أبداً.
إني آسف على قومي أن يضخّموا هذا الأمر البسيط وكأنه قضية مصيرية!! وأن يصبحوا مضحكة للإسرائيليين في صحفهم وإعلامهم، فقد باتوا يسخرون منهم، ويشمتون بهم، ويقولون: هاهم العرب الموحَّدون. ويقول أحدهم: انظروا إلى غفلة العرب، بدل أن يشغّلوا العاطلين، ويطعموا الجائعين، يرسلوهم إلى الملاعب! وهذه هي الأمة العربية التي تواجه إسرائيل.
ومما يؤسفني أشدّ الأسف: أن بعض المسؤولين تأثروا بالمشاعر الغاضبة للجماهير، فانساقوا إلى أقوال لا ينبغي أن تسمع، وإلى أعمال لا يجوز أن تصدر. وأصبحنا نعيش حالة التهييج. كل يصبّ الزيت على النار حتى لا ينطفئ. وهذه لا تأكل أحد الفريقين وحده، بل ستأكل الجميع، وتلتهم الأخضر واليابس، ولن ينتصر في الحقيقة الجزائر ولا مصر، بل المنتصر الحقيقي إنما هوإسرائيل، التي تتفرج علينا، وتقول: ما أجملها من معركة يأكل العرب فيها بعضهم بعضا.
وإني أنادي الرجل الذي اعتز بصداقته، الرئيس الشجاع، والقائد المصلح عبد العزيز بوتفليقة أن يبادر فيتدارك الأمر بحكمته، ويعمل على إطفاء هذه الفتنة، التي أوقدها الشيطان بين الأخ وأخيه، وأن يستعين بالعقلاء من قومه لإطفائها، أيا كانت نتيجتها، فيكسب رضا الله، وثناء العقلاء من الخلق، ويجنّب قومه عواقب وخيمة لا يكسب منها غير أعداء العرب والمسلمين.
يا إخوتي في مصر وفي الجزائر: إنها ليست معركة بدر، ولا معركة حطّين، ولا معركة عين جالوت.
إنها مباراة توصل إلى بداية السُّلَّم في كأس العالم، وهيهات أن نصل إلى نهايته، أوإلى القرب من نهايته، كما شاهدنا خلال الدورات والسنين الطويلة.
وهب أنّنا وصلنا إلى كأس العالم، وحصلنا عليه فعلا، هل سيُدخلنا ذلك الجنَّة؟ ويُزحزحنا عن النَّار؟
والله لوكانت هذه نتيجة المباراة، ما جاز لنا في سبيلها أن نتخاصم وأن نتقاتل.
بل هل الحصول على كأس العالم، يحقّق أهداف البلد الغالب، ويحل مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية؟ لا والله.
إنَّها تهاويل صُنعت لشغل الناس بعضهم ببعض.
يا إخوتي في الجزائر ومصر!
إن بينكم تاريخاً مشتركًا وقفتم فيه صفًّا واحدًا، ضد عدوّ مشترك، يوم قدَّم الجزائريُّون مليون شهيد في معركة الحرية، ووقف المصريون وراءهم بكل ما يستطيعون: عسكرياً وإعلامياً وسياسيًّا.
ويوم أرادت الجزائر أن تكمل استقلالها بتعريب التعليم، كان المصريون هم جيش التعريب في الجزائر.
وهل ينسى الجزائريون دور الشيوخ المصريين، الذين كان لهم دور في التحرير الفكري والتنوير الديني في الجزائر، مثل: الشيخ الشعراوي، والشيخ الغزالي؟
يا إخوتي في مصر والجزائر:
إن لعبة الكرة ليست من الضروريَّات، ولا من الحاجات التي تقوم بها الأمم، إنما هي من التحسينات والتكميلات، وحسبنا أن اسمها (لعبة)، وأنها تقام في (ملعب)، فإذا ترتّب عليها أن تضيّع الضرورات، وتُهدم الوحدة القومية، وتُحطَّم الأُخُوَّة الإسلامية، وتُستباح بسببها المحرّمات، فأغلقوا أندية الكرة، وابقوا إخوانًا متّحدين.
ثم أين أنتم يا حكماء الأمة، ويا علماء الإسلام؟ هل توافقون على هذه المأساة أوهذه المهزلة؟ كما فعل بعضهم! يا للخزي والعار، ويا للحماقة والغباء: أن يسير العلماء وراء العوام، ويشاركوا في الفتنة، وكان علماؤنا يقولون: اللهم قنا شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
يا إخوتي في البلدين الشقيقين: إني أناديكم باسمي واسم علماء المسلمين في العالم ألاّ تشمتوا بنا عدوّا، ولا تنسوا أنكم مسلمون، إلهكم الله وحده، الذي أمركم أن تعبدوه، فلا تجعلوا الكرة وثنا يعبد من دون الله. وابقوا على أخوتكم وعلى أنفسكم، واذكروا قول ربكم: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:18].
ألا هل بلّغت، اللهم فاشهد
يوسف القرضاوي
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=169443&date=2009-11-18
"