المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لكل من يريد ان يشارك في الفتنة بين مصر والجزائر يتفضل



التركي
21-11-2009, 05:31 PM
المشاعر التائهة ..وضياع البوصلة



الشاذلي خالد المهرك | 20-11-2009 19:38

في الوقت الذي نتبادل الشتائم والضرب ، ونمارس كل ألوان البلطجة ضد بعضنا من أجل الكرة !! يمرر العدو قراره ببناء المزيد من الوحدات السكنية في القدس الشرقية .. ويتأجج الحماس لها ، وكأن الفائز سيصل بمركبته الفضائية الى كوكب المريخ ، وليس الى ملعب المريخ السوداني !! الى هذا الحد بلغ بنا الاستهتار بمستقبلنا وبقضايا أمتنا !! لقد علق أحد الصهاينة على مسخرة الحالة العربية المزرية بقوله: والآن ننتظر مباراة بين غزة والضفة . لوكان هذا الحماس من أجل استرجاع حقوقنا المغصوبة ، لما استطاع العدو أن ينال منها شبرا .. ولكنه حماس في غير محله ولازمانه ولا بدرجته المقبولة.. ومهما كانت النتيجة، فلن يتجاوز "الفائز" دوري الثمانية على أقصى تقدير .. لست من المتشائمين ، ولكنني اقرر واقعا ، أثبتته معظم تجارب الماضي ، ولأننا بصراحة تُبكي ولا تُضحك ، نحن أسود ضد بعضنا ، ولسنا كذلك ضد غيرنا !! صبوا عليّ لعناتكم_ ان شئتم_ ، فلن ابالي بمشاعر بعضكم ، لأن أمره يهمني قبل مشاعره التائهة ، ومن حقي ومن واجبي نصيحته .. لقد بلغ الاستياء مما جرى ويجري حدا لايطاق .. لوصرفت الأموال المهدورة على رحلات الطيران لنقل الألاف الى الملاعب ، من أجل ايجاد فرص عمل لهم ، لتجاوز معظمهم خط الفقر الذي يرزحون تحت وطأته منذ عقود ..ولو كانت المباراة بين فريق عربي وآخر أوربي مثلا ،لهان الأمر ..ولو جلس رواد دولتي الفريقين بجوار بعضهم في المباراة لكان المشهد مختلغا جدا .ضاعت بوصلة مركبنا وسط أمواج عاتية ، وظلمة حالكة ، بما فعله أغبياء ، أو قل عملاء الاعلام الرخيص ، وبما يؤججه الخبثاء في صدور السذج والمسحوقين .. لم نسمع بهذا الحماس للوطن هنا أو هناك ،عندما يمر بأزمة اقتصادية أو سياسية ( وما أكثرها) تضعه في مهب الريح !! نتقاتل من أجل اتفه الأمور ، ونستسلم أمام عظائمها!! ونتظاهر من أجل كرة تحمل ريحا صفراء ، ونستكين أمام كرة لهب متدحرجة ،وتلتهم الأخضر واليابس !! نعم ، لقد بلغ عبثنا الى هذا المستوى ، من أجل أن تلهى شعوبنا عن واقعها المرير ، ويستقيم أمر العدو في تآمره عليها..لم يسأل التعيس يوما عن حقه في الحياة الكريمة ، وعن مصير مستقبل وطنه وأمته، وبلغ حد طموحه أن يتحمس لفريق يلهث وراء كرة جوفاء يتقاذفها من أجل أن يثبت عجزه في النهاية عن الوصول الى غايته ، ولو كانت تافهة بحجم تفاهة تفكيره !! لو كانت الرياضة من أجل لقاء الشعوب وتعزيز روابطها ،لكنا أول المتحميسن لها ، أما وقد أصبحت ملهاة ،وبؤرة للفتن ، فاننا نصب جام غضبنا على من يحمي وطيسها ويؤجج مشاعر المغفلين كوقود لها .. عدوكم ياأخوتي يبيعكم بضاعة خاسرة ولايتداولها في أسواقه .. فهل سمع أحدكم بمظاهرات في تل أبيب ضد فريق من حيفا أو يافا؟! وفي الختام أقول: ولتدارك هذا الصدع علينا أن نرجع الى اصالتنا ، ونقف صفا واحدا مع الفريق الفائز في جولاته القادمة . وهنا لرواد الفكر والسياسة والفن الدور الأهم