المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نتعلم من هذه الدروس, قد اسمعت اذا ناديت حيا , ولكن لاحياة لمن تنادي



التركي
22-11-2009, 05:38 PM
الجمعة 22 آب (أغسطس) 2008

بقلم جليل ابراهيم المندلاوي

قبل فترة وجيزة انتقد السيد جلال الدين الصغير عضو مجلس النواب العراقي ازمة الكهرباء، وكانت ساعات تزويد مناطق بغداد بالكهرباء تتراوح بين اربع الى خمس ساعات يوميا والى ست ساعات في احسن الاحوال، وكنا نأمل ان تؤخذ انتقادات السيد عضو مجلس النواب على محمل الجد، ولكن كان العكس تماما حيث حمل اليوم التالي مفاجأة زيادة ساعات القطع مما يشير بصورة غير مباشرة الى ان النقد ممنوع –والعتب مرفوع- وحين اردت كتابة موضوعي هذا خشيت على ماتبقى من الساعات التي تزودنا بها الوزارة بالكهرباء، ولكن ماذا تبقى من هذه الساعات لقد دنت وتدلت حتى اصبحت اجزاء من الساعة فلِمَ الخشية لذا لم يتبق شيء نخاف عليه، ساعة من الكهرباء فليقطعوها اذا شاءوا ولنرفع المحظور...

الحديث عن ازمة الكهرباء في العراق لهو مضحك مبكٍ، من حيث ان الحلول العلمية المقترحة والمعمول بها من خطط خمسية وعشرية لم تعد ذا فائدة تذكر حيث ان الازمة مازالت على حالها تتحدى صبر العراقيين، ولن نحتاج الى طرح حلول اخرى طالما ان كل حل جديد يعني فتح منفذ جديد للتلاعب باموال الشعب (او ماتبقى منها) عبر مشاريع ضخمة ودراسات ومؤتمرات و... لانجني منها سوى وعود ترتفع كلما ارتفعت حرارة الصيف.. بالتالي تذهب المليارات من دولارات هذا الشعب المسكين هدرا.. نعم هدرا.. واذا كان هناك من يخالفني الرأي فليثبت للمواطنين انها لم تذهب هدرا.. ولكن عبر ادلة عملية ملموسة لا وعود مليئة بالسين والتسويف..

نعم مليارات من الدولارات تذهب لاصلاح وزيادة الطاقة الكهربائية، وها قد مرت سنوات خمس عجاف آملين ان تتحقق رؤيا العراق بسنوات خمس سمان.. فكل ماحصلنا عليه كان كلاما في كلام، عن جنة موعودة..
اتذكر في هذا المجال قصة طريفة حدثت في احدى المدارس الابتدائية للبنات في بغداد حيث كانت المعلمة تتحدث عن العراق وخيراته ورافديه العظيمين وانه جنة الله على الارض.. فبكت احدى الصغيرات من تلامذة ذلك الصف وحين سألتها المعلمة عن السبب قالت الصغيرة: "ارجوك ست خذيني الى العراق".
جهود جبارة تبذلها الجهات المعنية في حل ازمة الكهرباء ولكن اين نتائجها، اود هنا ان اذكر السادة اصحاب القرار واصحاب الجهود الجبارة بالوضع اللبناني حيث شنت اسرائيل حربا ضروسا على البنى التحتية اللبنانية، وبعد عدة اسابيع من وضع الحرب لأوزارها كانت هناك جهود حقيقية لحل ازمة الكهرباء لديهم حتى لم نكن لنسمع اية معاناة للبنانيين بهذا المجال فلم نر او نسمع –بعد انتهاء الحرب- اي لبناني يشكو من انقطاع التيار الكهربائي فاذا كان مايحدث في العراق جهودا جبارة فماذا سنسمي ماحدث في لبنان من جهود، على الرغم من امكانات اللبنانيين والتي لايمكن ان تقارن بقوة العراق الاقتصادية..

نعم هنا يوجد فساد وهناك ايضا فساد ولكن حتى في الفساد هناك قناعة، فهل يقتنع اصحاب القرار هنا بأقل من قصور من العاج في جزر نراها في احلامنا.. وامتلاك مؤسسات وشركات نحلم ان نعمل بها؟؟؟
فخففوا الوطء سادتي وسيداتي اصحاب القرار فما اظن اديم الارض الا من هذه الاجساد ولست اظن تلك القصور الا من خيرات بلادي..
والمصيبة انه اذا (شبع) احدهم ربما سيلتفت الى شيء اسمه ازمة في هذه البلاد الا ان الوقت لن يسمح له بذلك فسرعان مايتبدل بآخر يبدأ من حيث بدأ سلفه لا من حيث انتهى..
ليست لدينا هنا اية مقترحات جديدة لمعالجة ازمة الكهرباء والسبب بسيط جدا كما قال الشاعر (لقد اسمعت لو ناديت حيا) ويتابع (ولكن لاحياة لمن تنادي) وفي عراقنا الجديد نقول (لاحياء لمن تنادي)..
هناك تساؤلات يطرحها المواطنون حول هذه الازمة ربما تحتاج الى اهتمام خاص واهمها من يتساءل: "ماذا لو انقطع التيار الكهربائي عن اصحاب القرار انفسهم وعانوا مايعانيه المواطن العادي من هذه الازمة؟؟"
هل ستشكل خلية ازمة او ازمات لعلاج هذه المشكلة.. اكيد..لأن الازمة حينها ستكون خطيرة جدا، اما الان فمازالت بغداد تنعم بالخير طالما هناك ساعة يتيمة لكل حي من احيائها تنعم فيه بنعمة الكهرباء.