البنـدري
23-11-2009, 09:09 AM
الحطيئة
600-678 م
شاعر عاش وحيداً منفرداً بأحزانه لا يُعرف له أهل أو أصل أو نسب، مقطوع الجذور مرفوضاً من القبائل الأخرى، يعاني الحرمان، فاتخذ الشعر سلاحاً يغتصب به أعراض الناس ويدفع عدوان الآخرين عليه.
اسمه أبو بكر مليكة جرول بن أوس العبسي. لقب بالحطيئة لقربه من الأرض. أدرك الجاهلية والإسلام وشارك في حرب الردة. شعره قوي العبارة بديع البناء غزير المعاني.
أتقن الحطيئة الهجاء حتى خافه الناس واضطر كل فرد إلى بذل ما في طاقته لتجنب هجائه حتى أن الخليفة عمر بن الخطاب قرر أن يشتري منه أعراض الناس جميعاً بثلاثة آلاف درهم. وأغرب ما في هذا الشاعر أنه لم يجد مرة من وما يهجوه فصادف أن شاهد وجهه في بئر فقال:
أبت شفتاي اليوم ألا تكلما بشر
فما أرى لمن أنا قائله
أرى لي وجها شوه الله خلقه
فقبح من وجه وقبح حامله
لم يتوقف عند هجاء نفسه بل تجاوز ذلك إلى أمه مما يؤكد تحلله من القيم والروابط الأخلاقية والاجتماعية فيقول:
جزاك الله شراً من عجوز
ولقاك العقوق من البنينا
فقد ملكت أمر بنيك حتـى
تركتهم أدق من الطحـينا
فإن تخلى وأمرك لا تصولي
بمشتد قـواه ولا مـتـينا
لسانك مبردٌ لا خـير فـيه
ودرك در جـاذبةٍ دهـينا
أغربالاً إذا استودعت سراً
وكانوناً على المتحدثينا؟
تنحي، فاجلسي مني بعيداً
أراح الله منك العالمينا
حياتك ما علمت حياة سوء
وموتك قد تسر الصالحينا
من الجائز أن تكون هذه المرأة التي اعتنت به وقامت على تربيته لم تكن أمه الحقيقية لأنه لم يعرف له أصلاً أو قبيلة. وهذا سر توحشه وإقباله على تصوير واقعه بالشعر اللاذع والهجاء الفظيع.
ومن أشعاره في الهجاء:
جارٌ لقومٍ أطالوا هون منزله
وغادروه مقيماً بين أرماس
ملوا قراه وهرته كلابهم
وجرحوه بأنياب وأضراس
سبب لقبه الحطيئة:
ويكنى الحطيئة أبا مليكة، وقيل: إن الحطيئة غلب عليه ولقب به لقصره وقربه من الأرض وقال حمادٌ الراوية قال أبو نصر الأعرابي: سمي الحطيئة لأنه ضرط ضرطةً بين قوم، فقيل له: ما هذا؟ فقال: إنما هو حطيئةٌ، فسمي الحطيئة. وقال المدائني قال أبو اليقظان: كان الحطيئة يدعي أنه ابن عمرو بن علقمة أحد بني الحارث ابن سدوس، قال: وسمي الحطيئة لقربه من الأرض.
600-678 م
شاعر عاش وحيداً منفرداً بأحزانه لا يُعرف له أهل أو أصل أو نسب، مقطوع الجذور مرفوضاً من القبائل الأخرى، يعاني الحرمان، فاتخذ الشعر سلاحاً يغتصب به أعراض الناس ويدفع عدوان الآخرين عليه.
اسمه أبو بكر مليكة جرول بن أوس العبسي. لقب بالحطيئة لقربه من الأرض. أدرك الجاهلية والإسلام وشارك في حرب الردة. شعره قوي العبارة بديع البناء غزير المعاني.
أتقن الحطيئة الهجاء حتى خافه الناس واضطر كل فرد إلى بذل ما في طاقته لتجنب هجائه حتى أن الخليفة عمر بن الخطاب قرر أن يشتري منه أعراض الناس جميعاً بثلاثة آلاف درهم. وأغرب ما في هذا الشاعر أنه لم يجد مرة من وما يهجوه فصادف أن شاهد وجهه في بئر فقال:
أبت شفتاي اليوم ألا تكلما بشر
فما أرى لمن أنا قائله
أرى لي وجها شوه الله خلقه
فقبح من وجه وقبح حامله
لم يتوقف عند هجاء نفسه بل تجاوز ذلك إلى أمه مما يؤكد تحلله من القيم والروابط الأخلاقية والاجتماعية فيقول:
جزاك الله شراً من عجوز
ولقاك العقوق من البنينا
فقد ملكت أمر بنيك حتـى
تركتهم أدق من الطحـينا
فإن تخلى وأمرك لا تصولي
بمشتد قـواه ولا مـتـينا
لسانك مبردٌ لا خـير فـيه
ودرك در جـاذبةٍ دهـينا
أغربالاً إذا استودعت سراً
وكانوناً على المتحدثينا؟
تنحي، فاجلسي مني بعيداً
أراح الله منك العالمينا
حياتك ما علمت حياة سوء
وموتك قد تسر الصالحينا
من الجائز أن تكون هذه المرأة التي اعتنت به وقامت على تربيته لم تكن أمه الحقيقية لأنه لم يعرف له أصلاً أو قبيلة. وهذا سر توحشه وإقباله على تصوير واقعه بالشعر اللاذع والهجاء الفظيع.
ومن أشعاره في الهجاء:
جارٌ لقومٍ أطالوا هون منزله
وغادروه مقيماً بين أرماس
ملوا قراه وهرته كلابهم
وجرحوه بأنياب وأضراس
سبب لقبه الحطيئة:
ويكنى الحطيئة أبا مليكة، وقيل: إن الحطيئة غلب عليه ولقب به لقصره وقربه من الأرض وقال حمادٌ الراوية قال أبو نصر الأعرابي: سمي الحطيئة لأنه ضرط ضرطةً بين قوم، فقيل له: ما هذا؟ فقال: إنما هو حطيئةٌ، فسمي الحطيئة. وقال المدائني قال أبو اليقظان: كان الحطيئة يدعي أنه ابن عمرو بن علقمة أحد بني الحارث ابن سدوس، قال: وسمي الحطيئة لقربه من الأرض.