المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرأي الآخر .. المدارس المستقلة هدف نبيل وتنفيذ سيئ..!!



العلم الوكاد
24-11-2009, 12:28 PM
الرأي الآخر .. المدارس المستقلة هدف نبيل وتنفيذ سيئ..!!
بقلم الكاتبة : مريم آل سعد .. قد نفهم أن فكرة المدارس المستقلة قامت علي الفلسفة التي تقول.. بما أن المدارس الأجنبية الخاصة ناجحة وتثير إعجاب أولياء الأمور، وتتمني العائلات البسيطة إلحاق أبنائهم بها ولكنهم لا يستطيعون دفع كلفتها الغالية، فمن هنا بادرت الدولة إلي جعل هذه المدارس الأجنبية الخاصة متوافرة، وفي أيدي الناس العاديين ومجانا وتحمل أسماء المدارس المستقلة، أليست هذه المدارس تملك مناهجها المنفردة وتعين موظفيها وتملك سلطتها الخاصة..؟

ولكن هناك فروقا بين الملامح العامة لهذين النموذجين خصوصا إذا كانت هذه المدارس المستقلة عامة و ليست خاصة، وعلي مستوي الأمة وليس لمن تسمح له معتقداته وظروفه وخياراته الشخصية بولوجها، ومن هنا فلم يكن هذا الاتجاه سليما في صالح الناس العاديين ليعتبروه إنجازا ومنحة ومساواة لأبنائهم بالنخبة المميزة بالمجتمع. هناك معايير تحكم الأمور عندما تكون عامة وأخري عندما تكون خاصة ومن هنا قامت هذه الأزمة، وكانت السبب لعدم تقبل الناس ومسؤولي التعليم في وزارة التربية لهذه النقلة الفجائية التي لم يستوعبوها لأنها قطعت الحبل السري مع الوزارة الأم بشكل استفزازي لم يراع تاريخها وجهدها، ولأنها فاجأت الأهالي بنقلة لم يتهيئوا لها نفسيا وبعضهم غير مهتمين أصلا بدخولها.

كان لابد من دمج القديم والجديد وذوبان القيم الماضية بالحديثة، والتدرج بالمفاهيم حسب خطط تمر بأعوام من التطبيق يهيمن عليها فريق مكون من كل من الوزارة والمجلس الأعلي للتعليم بالتساوي والتفاهم والإقناع.

لقد تعرضت العملية التعليمية لتجربة كان من أثرها تقويض التقاليد الراسخة المهيمنة التي جعلت من وزارة التربية والتعليم الجهة المدنية الوحيدة في الدولة لخمسين سنة متواصلة مثالا للانضباط و الصرامة، الجهة المدنية الوحيدة التي تحولت إلي ثكنة عسكرية لا تنادي بها الأسماء إلا بلقب (أستاذ) و (ست) للعاملات بهذا السلك دليلا للاحترام و التهذيب، ويتقيد الجميع بسلوكيات لا تقبل الجدل والاستثناء، فلا تستطيع الطالبة أو المدرسة أو حتي رئيسات التوجيه لبس تنورة ولو مفتوحا قليلا طرفها، وتضرب عرض الحائط بتقاليد راسخة وأسس عميقة ترسخت جيلا بعد جيل.

إنها إمبراطورية شاسعة تضم الدوحة وضواحيها، قراها ومناطقها النائية، وتربطها بشبكة واحدة تديرها وتتابعها رئاسة التوجيه تحت سلطة الإدارة العليا للوزارة.

اليوم انهارت هذه الإمبراطورية، تهاوت بطرق عديدة و لم يكن سقوطها مرتبا وتسلسليا ومراعيا للعقليات والتقاليد السائدة. كأنه صراع بين الجديد الذي لا يقيم وزنا لتاريخ من سبقه، ويريد التعامل بمعطياته الخاصة بغض النظر عن التركيبة التي إن أخل بها تناثر كل ما بني عليها، وبين القديم الذي يجد أن جهده وعمله ومرتكزاته قد طوح بها في الهواء وديست بالأقدام، وأنه ركن جانبا بغير تقدير واحترام أو حتي إنسانية، فقد وجد نفسه مجمدا بلا قيمة ولا تأثير، وكأن المجتمع لا يحتاجه وكأنه لم يكن الأساس يوما لهذا القائم اليوم..!!

هكذا حال رئاسات توجيه المواد بما تضم من مجموعة كبيرة من الموجهين والموجهات وجدوا أنفسهم فجأة (عمالة فائضة)، تلك المجموعة التي ساهمت بوضع المناهج والأسئلة وتكوين العملية التعليمية ومخرجاتها، تلك المجموعة التي تملك الخبرة والروح التي امتدت آثارها أجيالا متوارثة خلال تلك التخصصات العلمية والأدبية المختلفة.

ان التغييرات التي شملت العملية التعليمية وطوحت بوزارة التربية والتعليم كانت جذرية وجريئة وقوية بحيث لم تزعج الحرس القدامي في هذه الوزارة العريقة فحسب، أولئك المحافظين علي تراثها العتيق بل أقلقت أيضا أولياء الأمور الذين إما من معايشة مع أولادهم قد لمسوا الفرق بين التجربتين، أو لتعرضهم لتأثيرات مجتمعية تحريضية ضد هذه التطورات التي اتخذت المدارس المستقلة كاسم لها، وتمردت بها علي سلطة الوزارة الأم بكل ما تحمل من هيبة وجبروت.

إن حصول شخصيات بعيدة عن التعليم علي رخص لهذه المدارس و بعضهم بالجملة، وتمتع صاحب المدرسة بالحرية غير المنضبطة في اختيار المنهج الذي يريد، دون الاستناد إلي جهة رقابية حكومية تقيمه وتعتمده كاتجاه معترف به، ورغم أن المجلس الأعلي للتعليم اعتبر أن معايير المناهج المعتمدة التي وضعت خصيصا لدولة قطر تمثل مجموعة المهارات والمعارف الأساسية والمتوقع من الطلاب اكتسابها وتوظيفها، وأنها موضوعة وفق معايير عالمية تسمح لطلابنا بمنافسة الطلاب بالمدارس العالمية المتقدمة، كما أنها تعكس ثقافة المجتمع القطري وطموحاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولذلك فإن المدارس المستقلة تضع مناهجها في اللغة العربية والانجليزية و العلوم والرياضيات وفقا لهذا الإطار من المعارف والمهارات، إلا أن هذه المناهج ما زالت بحاجة إلي نظرة من خارج المدرسة ومن هيئة متخصصة ذات تاريخ طويل وخبرة متشعبة قديمة تمثلها رئاسات التوجيه بالوزارة المنحلة، لتحكم بوصولها للإطار المنشود لضم هذه المعارف والعلوم.

كما أن تحكم المدرسة بوضع الأسئلة يجعل الموضوع داخلا في المصلحة الذاتية التي قد تجيز الغش و التزوير لحصد النجاح وتصدر المعيار المطلوب، وكما قيل إن غاب القط العب يا فار.

ورئاسات التوجيه كانت أسدا جاثما علي الصدور تملك المصداقية والهيبة والصرامة التي حفظت الوقار لهذه الوزارة العتيدة، بينما الآن حينما أنهار صرحها أصبحت المدارس المستقلة كأنها محميات و دول داخل الدولة، وبعض أصحاب المدارس نال استقلاله بالكامل، فهو يعين المدير والهيئة التدريسية ويحاسبهم كأنهم يعملون بشركته الخاصة، وليس كجزء من ميزانية الدولة لدعم التعليم، وما هو إلا موظف مثله مثلهم برتبة أمين عام عليه الإشراف وتحمل المسؤولية الكاملة عما يجري فيها، وليس صاحب بزنس والموظفين تحت إمرته يوظف من يشاء ويرفع من يريد ويعزل من لا يرضي عنه.

لو كان لدي ابن في سن الدراسة سأحتار، أي مدرسة مستقلة تملك المعايير العلمية المناسبة التي عندما يتخرج ابني منها لن تضيع سنوات عمره هدرا، ويكون قد تلقي تعليما مناسبا لمرحلته و ممهدا له للمراحل الدراسية المقبلة..؟؟ أي مدرسة تكون أسئلة امتحاناتها شفافة ومناسبة ومراقبة أكاديميا..؟؟

وهذا التقليص في التربية الإسلامية واللغة العربية هل سيضر الأجيال، وأصبحنا اليوم لا نملك سوي تراثنا وأن فقدناه ضاعت بوصلتنا وأصبحنا مسخا بالعالم..؟؟ لأن الجيل الجديد تفسخت وثائقه مع جذوره العربية والإسلامية وأصبح يتكلم ويكتب ويفكر ويتعامل مع الالكترونيات وباللغة الانجليزية..؟؟

لم يكن تعلم اللغة الانجليزية والبراعة فيها قيدا يوما علي الشعوب الأخري، فالياباني مثلا يتحدثها ويكتبها ويتعامل معها بطلاقة، و يدرسها بمدارسه الحكومية ولكنه متعلق بتراثه وتاريخه وماضيه ومنجزاته الوطنية حتي النخاع، يغرسها في أجياله ويربطهم بها ويكبلهم بأوتادها لئلا يجرفهم التيار الغربي الكاسح و يطيح بهويتهم وشخصياتهم.

ونحن نملك أعظم دين في البشرية كلها أكرمنا الله به من بين العالمين، واختار لغتنا لتكون الوعاء الذي يحمل كتابه، فهل نضيع هذه الهبة وهذا التكريم و هذا التميز الرفيع..؟؟

نستطيع تدريس العلوم والرياضيات باللغة الانجليزية، وتدريس هذه اللغة نفسها كقواعد وإملاء ومحادثة وإنشاء، و لكننا في الوقت نفسه نستطيع إعطاء ديننا ولغتنا الأم الوقت الكافي إذا علمنا أن أروع أعمار الحفظ والاستيعاب هي من الخامسة وما فوق، حيث يكون الأطفال صفحات بيضاء يتوقون لملئها بالمعرفة والمعلومات، ولا يجدون سوي الفضائيات والأغاني الخليعة ونجوم السينما والمسلسلات الهابطة لينهلوا منها، بينما يخاف الأهل عليهم من البقاء بالمدارس للعصر ليتعلموا لغتهم ودينهم ولغات تحميهم، وليكتبوا وظائفهم وربما تعلمهم مدارسهم أنشطة وهوايات ومهارات تصقلهم وترفع استيعابهم وإدراكهم ووعيهم.

والذي لا أفهمه، لماذا التعدد بالمناهج من مدرسة لأخري..؟؟ ومن يقيمها ويجيزها..؟؟ ومن يضع الأسئلة ويوافق عليها..؟؟ و هل هناك مدرسة تملك تمشية طلابها علي كيفها و منحهم الدرجات التي تجعلهم الأعلي علامات والحقيقة أنهم الأضعف تحصيلا..؟؟

تساؤلات عديدة لابد أن تهاجم كل ولي أمر وتقض مضجعه، وقد أصبح الاستثمار بالتعليم هو هاجس كل أسرة اليوم.

ان لتفكيك رئاسات التوجيه و إلغائها علاقة بضعف المدارس المستقلة، لأنها افتقدت الرابط الذي يراقب و يوجه ويكشف، وأيضا المصدر الذي يخشاه أصحاب التراخيص الذي يترصدهم ولا يسمح لهم بالتفكير في كسر حاجز الشفافية والوضوح.

لماذا الاستغناء عن رئاسات التوجيه ولن نقول هل معقول ألا يكون لهم مكان في التغييرات الجديدة..؟؟ تلك المجموعة التي ساهمت بوضع المناهج والأسئلة وتكوين العملية التعليمية ومخرجاتها، ومشاركة رؤساء المراحل التعليمية في سد الشواغر من المعلمين والمعلمات، وإعداد وتنفيذ المقابلات الشخصية لهم وللموجهين والموجهات الجدد، وكتابة تقارير تقييم أدائهم الوظيفي، والمساهمة بإعداد الوسائل التعليمية و المشاركة الفعلية في إعداد المناهج والاختبارات، ومتابعة تصحيحها لجميع المراحل والتدقيق حتي استخراج النتائج..؟؟ بل سنقول يجب أن ينضموا إلي عمق هذه التطورات، وأن يكون لهم دور ومكان لحفظ التوازن وربط الثغرات التي تسبب الخلل وأزمات الثقة وضعف المخرجات.

يقول المجلس الأعلي إن للمدرسة المستقلة الحرية باختيار مصادر التعلم بما يتفق مع طلابها و خطتها التعليمية مادام أن هذه المصادر تحقق القدر المطلوب من المعارف والمهارات المذكورة في معايير المناهج، وهذا يتيح للمدارس حرية الإبداع في التعليم بدلا من الالتزام بكتاب واحد لا يمكن تطويره، كلام جميل ومنمق ولكنه لا يغني عن وجود مناهج موحدة معتمدة لهذه المدارس وأسئلة تضعها رئاسات التوجيه، وأن يكون تعيين المدرسين من المجلس وليس من صاحب المدرسة ، ولابد من التمييز بين العام وبين الخاص لأنها ميزانية الحكومة وليست رصيد صاحب الترخيص.

السد
24-11-2009, 01:07 PM
لقد اسمعت من ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي

درب السعادة
24-11-2009, 05:28 PM
لقد أسمعت من ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي .......

اطياف
24-11-2009, 11:45 PM
اختلف مع الكاتبة هذه المرة واعتقد ان التوفيق خانها .. كلامها يبدو انها بناء على كلام نسوان وموظفات التوجيه ..

العلم الوكاد
17-12-2009, 09:18 PM
الكاتبة ابدعت

العلم الوكاد
01-01-2010, 11:20 PM
وتستمر المشكلة