المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص رائعه



البركان
25-11-2009, 11:04 PM
عبقرية الناس البسطاء






كان رجل وزوجته وهما مسنان بالعمر و فقيران ، يعيشان

سعيدين ومتاحبين ومستعدان دائما أن يجد كل واحد منهم

عمل الآخر عملاً رائعاً ، وأن يـُظهر الموافقة على أفعاله

بوجهٍ فرح .


كانا يسكنان كوخاً بسيطاً ، وكان لديهما حصان لا يزال

قوياً بعد ..وكانا يعيرانه للجيران في القرية دائما إذ

كان بعضهم يحتاجونه لحراثة أرضهم أو للمساعدة في نقل

الأعشاب في موسم الحصاد .


وفي مقابل هذه الأفضال ، كان العجوزان يتلقيان بعض قطع

اللحم من الذبائح التي تقدم للقديس "سانت مارتين" ،

وفي الصيف بعض الهدايا من الأسواق التي كانت تقام في

القرى المجاورة وهكذا كانا يمضيان حياتهما سعداء و

فرحين ،لا يحسدان ثروات الآخرين .

في يوم من الأيام أقيم سوق في القرية المجاورة فقال

العجوز لزوجته:

: "ما رأيك لو أنني بعت الحصان في السوق ؟ فنحن عجوزان

، وقد نحتاج يوماً ما إلى بعض الإدخار ليساعدنا ، وعند

ذلك إذا أردنا أن نبيع حصاننا فإنهم لن يدفعوا لنا

السعر الحقيقي لما يستحق " .

: "يبدوا أنك قد حسبتها جيداً ، إنها فكرة عظيمة "،

قالت الزوجة وقامت تحضر الثياب الجديدة لزوجها .

امتطى العجوز حصانه ، واتجه نحو السوق ، و مع أنه لم


يبتعد كثيراً عن القرية فلقد تقاطع في الطريق مع شاب

يسوق بقرة ليست كبيرة وليست سمينة ، لكن شعرها كان

براقاً والقرون قوية جداً ، توقف العجوز لينظر إلى

الحيوان الجميل ، وفي نفس الوقت سأل:

" اسمع أيها الشاب !! هل تدر هذه البقرة كثيراً من

الحليب؟ ".

:" خمس ليترات تقريباً.. هذا ما يحلو لها كلما حلبتها ،

ويمكن حلبها مرتين وثلاث في اليوم إذا وضعت لها

البرسيم جيداً ".

:" البرسيم لن ينقصها فهو عندي- قال العجوز- أريد أن

نقوم بمبادلة ، أعطيك حصاني وأنت تعطيني البقرة ،

ستكون زوجتي سعيدة بذلك ، إذ يمكنها أن تصنع الجبن

والزبدة ، ويمكننا تناول مقداراً كبيراً من الحليب " .

وافق الشاب ، وتابع العجوز طريقه مع البقرة ، وهكذا

كان يتسلى برؤية البقرة ة، تأكل العشب الطري من المرج

عندما التقى بشاب له عضلات مفتولة ، مكنته أن يجعل

خنزيراً بديناً وثقيلاً يمشي إلى السوق !! .

توقف الرجل الطيب معجباً بتدويرة أنف الخنزير ، وسأل

الشاب :
" كم يمكن أن يزن ؟ وكم حلقة من السجق والنقانق يمكن


أن يعطي مع حلول موسم الذبح ؟ "


: "آه!!عن هذا لا يمكنا الحديث ، فليس سهلاً إجراء

الحسابات ، لكن بالتأكيد لن يكون ثانٍ مثله في كل السوق

، إنه خنزير حصل على ميدالية في إحدى المسابقات ".


: " ميدالية؟- قال العجوز- اسمع أيها الفتى !! أريد أن

أزف السعادة إلى زوجتي ، فهي ستكون فخورة لو إنها


امتلكت هذا الحيوان صاحب الميدالية في السباق ، هل


ترغب بمبادلتي به بالبقرة؟ " .


فكر الشاب للحظة ، وبعدها وافق على المبادلة ، ثم

ابتعد سريعاًَ مع البقرة قبل أن يندم العجوز .


ولم يمض على ذهابه سوى مائة متر ، حتى صار يتوقف كل

دقيقة بسبب المشية البطيئة والثقيلة للخنزير ، وعندما

مرّ بالقرب من شاب يحمل بين ذراعيه وزّة رائعة بريش

يلمع بيضاء و كبيرة مثل البجعة . بقي العجوز الفلاح

مندهشاً يفكر في ليالي الشتاء الباردة ، ليالي الثلج

والأعاصير ، فكّر في زوجته وهي ترتجف في الفراش من غير

أن يكون هناك لحاف دافئ وناعم ، فسأل في الحال:

: "اسمع أيها الشاب !! هل تقبل بمبادلتي هذه الوزة

بهذا الخنزير ؟ وستخرج أنت الرابح ، وأنا ساكون سعيداً جداً " .


ومع أن الشاب استغرب لوقت طويل من هذا الاقتراح ، فلقد


قرر وتمت المبادلة .


واصل القروي طريقه والوزة الجميلة بين ذراعيه ، وقبل

أن يصل إلى السوق صادف امرأة تنقل على رأسه سلة ،

فيها أعشابٌ كثيرة ، وبينها يمكن رؤية دجاجة كبيرة

سمينة و عريضة لها رجلان قصيرتان وريش نظيف .


كانت شابة شقراء مثل السنابل ، رشيقةٌ بخدودٍ مدورةٍ

وزهريةٍ ونظرةٍ زرقاء لطيفة ، توقف العجوز للتحدث معها ،

وعندما شاهد الدجاجة التي كانت تحملها ، بدأ يسألها

إذا كانت بيـّاضة جيدة ؟ وإذا كانت تأكل كثيراً ؟ و كم

تأكل ؟ فأجابته الفتاة :


" إن هذه الدجاجة جيدة جداً ، ولا تخلف عادتها في وضع

بيضة كلّ يوم ، و بما يخص الأكل ، فإنها تكون سعيدة

تكتفي بالفتات الذي يسقط عن الطاولة وبقليل من عشب الحديقة أن وجد ."


نسي الرجل الطيب ما كان قد توهّم به من قبل ،فبادل

الوزة بالدجاجة ، وهو يفكر بسعادة زوجته عندما تأخذ

البيضات وتخبئها ،وتعتني بالصيصان التي ستفقص لأول مرة .


وهكذا وصل إلى السوق ، وذهب مباشرة إلى نُـزلٍ صغير

يمكنه أن يرتاح فيه ، ويشرب كأساً من المنعشات ، وبعد

قليل جاء ليجلس إلى جانبه قرويٌ ، كان يحضر كيساً كبيراً

يحمله على الأكتاف ، وعند وصوله قال العجوز له :


" أهلا أيها الصديق !! ماذا تحضر في كيس الجوال هذا الممتلئ والثقيل؟ ".

: "لا !! ليس أكثر من تفاح براوة مما يتساقط من الأشجار،

أجاب القروي ، وستكون غذاء جيدا لخنازيرنا " .

:" وهل كل الكيس ممتلئ بتفاح براوة؟ انظر يا صاحبي

سأقترح عليك شيئاً : إذا أعطيتني كيس التفاح هذا !!

أعطيك بديلاً عنه هذه الدجاجة الرائعة !! عندي رغبة بأن

أقدم لزوجتي مفاجأة لطيفة ، ففي حقلنا لا يوجد غير شجرة تفاح واحدة ، وكل ما تعطيه في الموسم هو تفاحة خضراء


وعجفاء لا تنضج أبداً ، فتأخذ زوجتي تلك التفاحة وتخبئها


بعناية في خزانتها ، ثم تنظر لها وتقول : "علينا

بالاكتفاء والقبول !! فتفاحة سيئة في النهاية هي هدية

صغيرة".


لهذا فإني أرغب أن آخذ لها هذا اليوم هدية كبيرة من

التفاح ، حتى لو كانت سيئة فإنها ستكون سعيدة جدا."


أتمّ الرجلان التبادل ، وصار الكيس تحت تصرف مالكه الجديد .

كان هناك رجلان غنيان من الإنكليز قد شاهدا كل ما دار

، وكانا جاهزين للضحك على ذلك الرجل الساذج ، فسألاه عن تجارته في السوق .


فروى العجوز لهما كلّ شيء حدث له منذ أن خرج من بيته،

وكيف تحول الحصان ، وبعد مبادلات كثيرة وصار كيساً من

التفاح البروة ، فلم يستطع الإنكليزيان أن يوقفا

ضحكاتهما أمام هذا الرجل البسيط فقالا له على سبيل

المزاح : " سترى عندما ترجع إلى البيت ، كيف ستصير

فرجة عندما تضربك زوجتك !!".


: "تضربني أنا؟!! إنكما لا تعرفان زوجتي، أنا واثق إنها

ستعتبر كل شيء قمت به عملاً جيداً .

عندما سمع الإنكليزيان ذلك ، وكما هو معروف عن الإنكليز

انهم مولعين بالمراهنات والتحقق من الأشياء قالا:

" هيا لنرى أيها السيد المسكين !! نراهنك بكيسٍ صغيرس

من الذهب مقابل كيس التفاح ،على أنّ زوجتك ستغضب عندما تحكي لها ما جرى مع الحصان أولاً و عن كل المبادلات الأخرى

لاحقاً ".
:" حسنا فلنذهب ونجرب ." قال العجوز:

أمر الإنكليزيان أن تجهز الأحصنة ويحضران عربتهما ، ثم

جلسا فيها جلسة مريحة يرافقهما القروي العجوز دون أن ينسيا كيس الذهب وكيس التفاح ، ولم يتأخروا جميعا

بالوصول إلى كوخ الرجل الطيب .


كانت زوجته قد خرجت عند الباب عندما سمعت ضجيجا عاليا

، ولقد استغربت كثيرا لرؤية زوجها برفقة أولئك الأثرياء

، لكن في تلك اللحظة بدأت ترحب بهما بأدب ٍ جم ، ومدت

يديها لزوجها وصافحته بحرارة وبسعادة .


-:" ها أنا أعود من تجارتي ."

=: " نعم إنني أرى أنك تعود سعيداً ، فأنت قادرٌ على

إدارة الأمور جيداً ، ماذا بخصوص الحصان؟ " سألت

العجوز !

-:" حسنا ! في الطريق أبدلته ببقرة " .

=: "آه شيء جيد !! لقد قلت إنك تعرف الكثير ، والآن

يمكننا أن نتناول حليباً كثيراً ، وسيكون عندنا زبدة

وجبنة ، فالبقرة هي ثروة حقيقية .


-: " نعم ، لكني بادلت البقرة فيما بعد بخنزيرٍ كبيرٍ

نال جائزة في إحدى السباقات " .


=:" فكرة رائعة ، فهكذا يكون لدينا لحمٌ مقددٌ و أفخاذٌ

مدخنة جيداً و حبالٌ من السجق ، لقد تمكنا من امتلاك

أشياء جيدة كثيرة ".

-:" نعم كان بالإمكان أن نمتلك كل هذا لو إنني لم أبادل الخنزير بالوزة ".

=: " وهل فعلت ذلك؟ ما أطيبك!! كنت تفكر بزوجتك

الفقيرة و بلحاف الريش في الشتاء ، لتحمي رجليها

المتورمتين،كم اشكرك على ذلك! وأيضاً يمكننا أن نقيم حفلة شواءٍ لذيذة انه..."


-:" ستُـريْن !! الوزة بادلتها فيما بعد بدجاجة بياضة ."


=:" يبدو لي هذا افضل !! لأن الدجاجة ستعطينا البيض

الطازج وكذلك الصيصان ، ما أمتع أن أراهم يركضون

ويوصوصون حوالي أمهم !! أيضاً يمكنا أن ننجـّد لحافاً من

الريش ، ونأكل مشويات بين الحين والآخر".


-:"نعم! لكن الدجاجة أبدلتها بكيس بروة التفاح !! "


عندها بدأت المرأة تضحك بأعلى رغبة في الضحك ثم قالت:


=: "يا للمصادفة يا رجل !! لا يمكنك أن تخمن كم

أسعدتني !! تصور أنني اليوم أردت تحضير طبخة لذيذة

أقدمها لك عندما تعود من السوق ، فذهبت الى الجارة

لأطلب رأسيّ بصل إعتزتهما ، هل تعرف ماذا أجابتني؟ ولأنها

بخيلة جداً ومرابية فقد قالت لي بصوتها المفتعل: كم


أنا متأسفة لا أمتلك في الحقل ولا حتى تفاحة مخمجة. !!

فانظر الآن !! يمكنني أن أقدم لها أكبر كيس من التفاح

البراوة ..فلترى كم كنت متيقنة وعندي حدس !! إنني

سعيدة.. وليتك تسمح لي بقبلة رغم أنها أمام هذين السيدين ".


وألقت بذراعيها على رقبة زوجها العجوز وقبّلته بسعادة ،قبلتين أحدثتا صوتا على خديه .


لم يتحرك الإنكليزيان من ذهولهما وقال أحدهم للأخر :


:" أرأيت هذه الأشياء التي تفرح النفس؟! كل ما يفعله

الزوج بالنسبة لزوجته هو دائماً عملٌ جيدٌ ومحكمُ الأداء.

حقاً إن زوجةً مثل هذه تساوي كيساً من الذهب ، حقاً ".


دفعا ما كان قد راهنا عليه وودعا القرويين بإشارات

الفرح والسعادة .

البركان
25-11-2009, 11:05 PM
حكاية: وليم دي كلاوديزلي*





بالقرب من مدينة "كارلايزل Carlisle " التي تحيطها الأسوار كان في أزمان أخرى غابة كبيرة و كثيفة ، حيث كان الملك يخبئ أيائله ، و كذلك فـزّاعات لتخيف الحيوانات واللصوص .
كان خادمو الملك يطاردون بقسوة جماعة من الصيادين الجريئين ، الذين كانوا يعيشون دائما في الغابة كعشاق للحرية وأعداء للقمع الذي يقوم به الأسياد .
والشجعان الثلاثة هم : “آدم بيل “ و "كلايم" و "وليم دي كلاوديزلي" ، الذين كانوا يقودون مجموعة الصيادين ، وهم يشعرون بالسعادة ، وينعمون بروعة الحرية في الغابة .
كان "ويليم" صاحب العائلة الوحيد فيهم ، والتي كانت مكونة من : زوجته أليسيا و أبنائه الثلاثة الذين يعيشون في أحد أكواخ مدينة "كارليزل".
أحسّ ويليم الشجاع بالرغبة لرؤية زوجته وأبنائه بعد غياب طويل ، فأعلم أصدقاءه بذلك كي ينتشروا في الطريق تحسباً لأي شيء حتى وصوله إلى كوخه ، ومن ثم يعودون في الصباح إلى الغابة علماً أنهم بذلك سيتعرضون لخطر وقوعهم في الأسر من قبل عسس وجنود "الشريف / العمدة".
دخل ويليم إلى المدينة عندما كان الظلام قد عـمّ تماماً ، و وصل إلى بيته ثم نادى عند الباب بصوت يكاد لا يسمع ، ففتحت زوجته اليسيا الباب ، وهي متفاجئة و مرعوبة من رجال "الشريف" الذين كانوا يراقبون البيت بشكل متواصل .

نظر الأولاد بدهشة كبيرة إلى والدهم ، وفي تلك الليلة امتلأ البيت بالسعادة والفرح .
لكن أحدهم وشى بوجود الصياد ، ولم تتأخر الوشاية بالوصول إلى الشريف ، وقبل بزوغ الفجر كانت القرية تقف على أقدامها مرغمة على معاونة الشريف والقاضي في القبض على المغامر .
كان جنود الملك يحقدون على الصياد ، بينما كان رجال القرية معجبين به ويتعاطفون معه .
سمع "وليام" خطوات المسلحين فصعد مع زوجته وأبنائه بسرعة إلى الطابق العلوي ، ومن خلال نافذة عريضة شاهد الجنود ، وهم يحاصرون البيت ، كان الصباح قد بدأ يتفتح بصفاء ، لكنه امتلأ بالأصوات .
لم يشعر ويليم بالخوف ، كان قد أحضر معه حفنة من السهام استعداداً للمقاومة ، ومن النافذة الواسعة شاهد القاضي والشريف وكلاهما أعداؤه .
صوّب قوسه ، ثم انطلق السهم بقوة ، وهو يصفر ، فحطّ على صدر القاضي المحمي بدرع من مشبك الحديد.
:" استسلم يا" ويليم دي كلاوديزلي !!" ، كانوا يصرخون عليه من الخارج .
فردت عليهم "اليسيا" الشجاعة بفخر :
" زوجي لا يستسلم !! زوجي ليس جباناً مثلكم !!
كانت سهام "كلاوديزلي" صائبة ، وقد جرحت بعض الذين يحاصرونه ، لكن "الشريف" الذي يحتقن بالغضب أمر بإضرام النار بالبيت دون شفقة أو رحمة للمرأة وللأولاد .

وبدأ البيت يحترق، و وصلت ألسنة اللهب إلى الغرفة التي كان الأطفال فيها يبكون من شدة الخوف .
توقف وليم عن إطلاق السهام ، وأخذ عدة شراشف من القماش المتين ، و ربطها مثل الحبل ، بينما "اليسيا" وأولاده تمكنوا من النزول عبر النافذة ، وعندما تأكد" وليم" أنهم نجوا صاح:
" أيها الشريف لقد أرعبت زوجتي وأطفالي ، وجـّه انتقامك نحوي ، لكن حذار أن تمسهم بأقل الأذى " .
واستمر من بين السنة اللهب يطلق السهام حتى آخر سهم عنده ، فلم تعد المقامة ممكنة وقد صار البيت على شفى أن ينهار .
ومثل وحشٍ كاسرٍ قفز "وليم " من النافذة فأطبق الجنود عليه ، و شدّوا وثاقه بقوة ، ثم سجنوه في قفص مغلق .
قال الشريف له:
:"ويليم كلاوديزلي !! غداً في ساعات الصباح الأولى ستكون معلـّقا في الساحة العامة ، ولن تـُفتح أبوابُ المدينة إلا ّ بعد موتك ، لا تنتظر الآن من رفاقك أن يأتوا ليخلصوك !!".
في اليوم الثاني عند الشفق كان سكان المدينة في الساحة العامة ، والجندي الذي كان يحرس أبواب المدينة أمر أن لا تـُفتح إلا بأوامر عليا .
أحد الرعيان الذي لم يتمكن من إخراج قطيعه للرعي سأل أحد سكان القرية عن اسم المتهم، فقال الرجل : " إنه النبيل والشجاع "وليم" الذي لم يفعل أيّ شيء يؤذي أكثر من الصيد والعيش في غابات الملك ، إن إعدامه بسب ذلك و بإسم السماء لهو جورٌ كبير !!".
كان الراعي يعرف" ويليم" الذي تصادق معه في الغابة ..فكر للحظة .. وبعدها تسلل من جدار السور وقفز إلى الحقل دون أن يراه أحد . ركض بكل قوته إلى أن وصل إلى مخيم الصيادين ، وأخبرهم عما جرى.
اخذ "آدم بيل" و "كلايم" أسلحتهما ، وركضا باتجاه أبواب المدينة عندها طرأت فكرة جيدة لـ"كلايم":
" فلنقدم أنفسنا أننا مبعوثون من الملك ، وبهذا يفتحون الأبواب لنا ".
زوّر آدم بيل خط ّوختم الملك في صحيفة ، والتي لفها لاحقاً، فبدت أنها أمر ٌ رسمي .
طرق الاثنان بوابة المدينة بقوة ، وأعلنا انهما مبعوثان يحضران أمراً طارئاً من القصر إلى القاضي .
ُفـتحت البوابات ، و ركع الحراس عندما رأوا الختم الحقيقي، لكن" آدم" و"كلايم" ألقيا بنفسيهما على الحارس ،وربطاه بقوة ، ثم حبساه في زنزانة قريبة ، وبعد ذلك ركضا إلى الساحة العامة.
كانت جموع الناس يتابعون التحضيرات لتنفيذ حكم الإعدام. وكان" وليم كلاوديزلي" هناك وسط الساحة موثقا بقوة بالحبال ، لكنه لحظ أصدقاءه الأوفياء .
صوّب الاثنان سهام قوسيهما على القاضي والشريف اللذين كانا بارزين من فوق حصانيهما من بين الحشود .
اهتز القوسان ، وصفرت السهام ، فسقط القاضي والشريف على الأرض بإصابات قاتلة .

سادت لحظة ذهول ، وتبعها فوضى ، استغلها رماة السهام للاقتراب من رفيقهم فقطعا الحبال التي كانت تشد وثاقه ، وعندها تسلح " وليم" بفأس أحد الجنود .
بدأ الصيادون الثلاثة يقاومون القوات التي كانت هناك ، كانوا يقاتلون وظهر كل منهم محميّ بظهر الآخر ، بينما يعطون وجوههم للمهاجمين ، كان الصيادون الشجعان يطلقون سهامهم وهم يتراجعون خطوة خطوة نحو أبواب المدينة .
نفدت السهام ، و لمعت السيوف ، وخارت قوى المتمردين الثلاثة، وبجهد أخير فازوا بالخروج ، وأغلقوا البوابة الكبيرة بالمفتاح الذي استولوا عليه من الحارس ، وانطلقوا بسرعة نحو الملجأ الآمن في الغابات التي عاشوا فيها دائما وناضلوا وكافحوا للاحتفاظ بالحرية .
مشى الرفاق الثلاثة تحت ظلال الأشجار الضخمة ، يتندرون على أحداث مغامرتهم الكبيرة، فسمعوا همهمات وأصوات استغاثة، تخرج من السور الكثيف، فباعدوا الأغصان ،واقتربوا من المكان الذي كانت الشكوى تسمع منه ،فعثروا على "اليسيا" الشجاعة هناك ، وقد هربت إلى الغابة ومعها أطفالها الثلاثة .
كانت منتشية من السعادة ، أحضر "آدم" و"كلايم" صيداً وفيراً، وفي نفس المكان جهـّزوا الغذاء الذي سيسترد لهم القوة التي بذلوها .
وفي وقت الراحة وهم يتسامرون حول النار قال" وليم":
" أظن انه يجب علينا أن نذهب في الحال إلى لندن، لنطلب الصفح من الملك قبل أن تصله الأخبار من "كارليزلي" ، فعندي ثقة بأنه سيستمع لنا، لكنني سأترك هنا زوجتي "اليسيا" واثنين من أبنائي في بستان قريب ، وسآخذ معي ابني الكبير، حتى يتمكن من نقل أخبار حظنا إلى أمه ."
استعدّ رماة الأقواس الثلاثة، وكذلك الطفل الرائع ابن السبع سنوات من العمر، وانطلقوا باتجاه لندن . وبعد ثلاث دوريات متعبة من المسير، وصلوا إلى القصر، وأعلنوا انهم صيادون في غابات الملك وقد جاءوا يطلبون الغفران .
استقبلهم الملك يشكل سيئ ، وعندما علم بأسمائهم أمر غاضباً أن يودعوا السجن ، كي يدفعوا بحياتهم ثمن إساءاتهم ، لكن نبل و لطافة الصيادين جعلت الملكة تتعاطف معهم، وتطلب من الملك أن يعفوا عن الثلاثة .
فوافق الملك على العفو بسبب حبه لزوجته، وفي تلك اللحظة وصل أحدهم يحمل رسالة يشرح فيها ما حدث في مدينة "كارليزلي" ، وما فعله الرجال الثلاثة أمام المدينة كلها .
وقف الملك مشدوهاً و حانقاً أمام تلك الواقعة المستحيلة ،وأمر رجاله من رماة السهام أن يخرجوا إلى حقل الرماية ، ليمتحنوا مهارة المغامرين.
امتلأ الحقل الشاسع بالناس والجنود ينظرون بازدراء إلى الصيادين الثلاثة.
قام رماة الرماح التابعين للملك والرفاق الثلاثة بإطلاق سهامهم على دريئات بيضاء ، فقال" وليم دي كلاوديزلي": " يبدو هذا مثل لعبة أطفال ، فأنا لا أسمّي أبداً رامي سهمٍ جيد للذي يفرح بالتسديد على هذه الأهداف الكبيرة جداً، والتي تشبه الدروع في المعارك ، فأيّ كان يمكنه القيام بذلك".
قال الملك: "فلتختر الدريئة التي تحب ، وارني ما أنت قادر على فعله ".
قال وليم بصوت جهوري:
"من أجل شرف رماة السهام سأقوم بما لا يمكن لأحد القيام به ، فهذا الطفل الموجود هنا هو ابني ، وعن مسافة أربعمائة قدم سأسدد سهمي على تفاحة تضعها على رأسه.
قال الملك : " إن هذا لمغامرة كبيرة وخطرة ، وإن لم تحققها فسوف تدفع الثمن حياتك أنت وحياة رفاقك ". فاستعد وليم لتنفيذ كلمته.
كان الطفل بعينين مفتوحتين جاحظتين، وقد تم ربطه إلى جذع شجرة ، ثابت في الأرض و وضعوا تفاحة على رأسه الأشقر الجميل .وابتعد كلاوديزلي مسافة أربعمائة قدم ، ووضع في قوسه أطول سهامه والأكثر استقامة .
كانت حشود الناس تنظر إليه بأسى ، والنساء تبكي من شدة تأثرهم العاطفي .
استدار كلاوديزلي إلى الناس، وقال :" إياكم أن يتحرك أحدكم فيعكر صفائي .. توسلوا لي ".
ووسط الصمت ثبت الرامي قدميه ثم سدد فصفر السهم ، وسقطت التفاحة مشطورة إلى نصفين متساويين .
انفجرت الحشود بصرخات كبيرة تعبر عن فرحها ، وجميعهم يصفقون تملؤهم السعادة .
اتخذ الملك الصمت ، وبعدها قال:
" أمنحك العفو يا "وليم دي كلاوديزلي" ، ومن الآن أمنحك لقب كبير حراس غاباتي إن كنت لا تزال تفضل العيش مع رفاقك تحت حمايتي ".
لكن الأصدقاء الشجعان اختاروا أن يواصلوا حياتهم ، حياة الحرية والمغامرات في غابات كثيفة من أشجار البلوط المعمرة مئات السنين .

البركان
27-11-2009, 12:44 AM
هالموضوع فيه قصتين رائعات وللامانه كنت اعلم ان اكثر الاعضاء

مايحبون القراءه


اللى دخل 50 شخص فقط دون اى تعقيب


ونزلت فى نفس الوقت موضوع فى الاستراحه عن القبائل

للامانه موضوع سخيف ماله اى معنى ولاهدف


فكان دخول الموضوع السخيف اكثر من 800 واكثر من 60 تعقيب


وهذا الموضوع دخول 50 ولاتعقيب


ومن هنا نستنتج الان مايلى


اختفاء المكتبات وازدياد المطاعم


اكثر الكتب اللتى تباع هى كتب الاكل وتحضير الموائد

المكتبات تدخل الى الشوارع الخلفيه والمطاعم تتواجد على الشوارع

الرئيسيه

ومن هنا تتضح لنا مدى قوة الامه العربيه الاسلاميه


نعيب على الناس والعيب فينا


ياامة ضحكت من جهلها الامم

كنترول
27-11-2009, 01:42 PM
اشكرك على القصص الرائعه

qtr1
27-11-2009, 08:44 PM
اسمحلي اخي البركااان الناس مب سوا انا عن نفسي احب القصص والروايات لكن صار البديل النت اي كتاب تحصله بدون ما تتعنا للمكتبه وفيه بعض الكتب بس حساااااافه لازم تسافر برا عشان تحصله وشكرا لك على الموضوع والعبره تقبل مروري

درب السعادة
27-11-2009, 08:50 PM
اشكرك اخي البركان

ولكن عدم قراءة القصص لا يعني بالضرورة عدم حب القراءة والاطلاع ولكني رديت حتى ترضى اخي

تحياتي

meme~qatar
27-11-2009, 09:41 PM
اشكرك اخوي البركان على هالقصص
يعطيك العافية
بس سؤال
دام تعرف الموضوع ذاك سخيف ليش تطرحه؟؟؟؟

دكتورة روح
27-11-2009, 10:46 PM
ماشالله عجبتني القصة الاولى وايد استانست عليها
يعطيك العافية اخوي

FHN
28-11-2009, 07:40 AM
اعجبتني القصه الاولى ..
على فكرة انا احب القصص وااايد .. شكرا لك .

ahmaaaddd
28-11-2009, 01:43 PM
القصة الأولى أعرفها أما الثانية فلا
أشكرك عليها وعلى تعليقك الهادف
وكل عام وانت بخير

البركان
29-11-2009, 02:11 AM
شكرا للجميع


اهم شئ القراءه ثم القراءه والاطلاع والاستفاده

بوخالد911
29-11-2009, 02:15 AM
مووفق اخووي


لا هنت

الـقـاسـي
29-11-2009, 02:41 AM
يعطيك العافيه يالبركان .. أحيي فيك غيرتك على الامه العربيه ..

للاسف احنا نعاني من اهمال القراءه واذا قرائنا نقراء شي غير مفيد ..